ذات سماء

72 10 0
                                    


' م: يمكن قراءتها بكلا الجنسين، فقط لخلق مساحة أكبر لمخيّلة القارئ  '





لقد افترقنا.

سألقاك بعد عدة أعوامٍ، رُبما.

سأخبرك بأنّ الغيابَ طال، والفؤاد قد مال، والحنين غيّرني من حالٍ إلى حال.

سأخبرك بأنّ العالَم مـُظلِمٌ للغاية بدونك، وأنّ الشفَق أسدَل ستائِرَه على عينيّ كلا غَدٍ، والغَسق نزَلَ بِقلبي وأقامَ موطِنه.

وكأنّ إحدى عينيك حملَت القمر، والأخرى حملَت الشمس وبغيابِك أضحى العالَم ظلامًا بلا نور.

مرضتُ، ولازم جسدي الفراش أيامًا طوال.
ولم أستطِع النوم دون إقناع نفسي في مُحاولة واهِنَة أنني يَجب أن أنام، كَي ألقاك بحالٍ جيد صباحًا.

والحقيقة أنّنا لن نلتقي أبدًا أسفل ذات السماء.
لن تحمِلنا أرضٌ واحِدَة، ولن تعبُر بنا ذات النسمات الحنونة، ولن تجمعنا ساعةّ واحِدة.

لقد افترقنا وانتهى الأمر.

أسابيعٌ مرّت مرور الكِرام على العالَم، مرور الضنى على روحي، وأعلم أنّي سأفقد الأحساس عمّا قريب، وستكتوي روحي بنارِ الفراق وتغدو واهنَة أكثر، فأكثر.
سأفقد نفسي شيئًا فشيئًا، حتى أصبح سرابًا.

وأعلَم أن روحي باتت مقترنة بروحك. فما أضحى للفراق طريقٌ آمِنٌ، ولا باتَ للحياةِ معنى بدونك.

هل كان لقاؤنا مُدبّرٌ منذ البداية ؟ لقد توقفتُ كثيرًا عند تِلك النقطة وتساءلت. فعِندما تلاقَت عينانا لم أخل نفسي سأقع بتلك الطريقة !

الأمر يُشبه اللُعبَة، أن تهدي طفلاً لُعبَة لطالَما تمنّاها، لتسحَبها بعيدًا قبل أن يَلمِسها حتى.

فما هو ذاقَ حلاوة وجودها، ولا هو منَع نفسه من تمنّيها.

لم يكُن مقدّرًا اجتماعُنا، كنشيدٍ وطنيّ ردّده العالَم بأنّنا لن نجتمِع، ولكننا تركنا أوطانَنا بيدٍ فارغة دون حتّى الالتفات، بلا وطنيّة، حاملين الكثير مُن الولَه والحُب.

جميلَة ومثاليّ، هل يوجد ما هو أكثر إثارة ؟!

لكنّنا بكلِ سذاجة تجاهلنا كل ما درسناه بالرياضيّات.

نحنُ خطّانِ متوازيان؛ لَن تتقاطَع طُرُقنا أبدًا.




.

Athens Rainfall حيث تعيش القصص. اكتشف الآن