عندما حان الشهر الثالث كنت قد هُزمت ، وخارت قواي
وتوغّل الحنين مسيطراً عليّ وأنه لمن العجيب أنني صمدت لشهرين متتالين دون مشاهدة ذلك الملاك يتبختر أمامي واقصى ما يستطيع أن يمدني به هو ابتسامة عابره تبقيني على قيد الحياه .
لقد مررت بالفندق الذي أقام فيه لُو في زيارة السابقه بالصدفة - أو ذلك ما أحاول إقناع نفسي به - ثم وجدتني أسير في الردهة متخيلاً بأنه سيظهر أمامي مع رجل غريب هذه المره ايضاً
ثم صعدت ووقفت أمام الغرفة التي سكن فيها ، ولامست بابها ، وخيّل لي أنني قد شممت رائحته في الجوار
وهكذا ، بلغ بي الشوق مبلغه .
ولم أطق شوقاً فتفقدت صفحته ووجدت أنه لم يضف شيئاً جديداً سوى صورة للقط كلاود وكانت قبل أسبوعين ، بماذا هو مشغول هكذا ؟ هل لازال يدمن اللعبة المزعجة ؟ أتراه يأكل جيداً أم ينسى تناول الطعام ؟ أتراه ينام مرتاح البال أم يزعجه شيء ما ؟لقد أحببت لُو بما يفوق مقدرتي أيها القارئ ، وسيسرّك معرفة أنني تخطيت حدود الحب الى ما يسمى الهيام والى ذلك فأنا أمرر زلات لُو واخطائه دون أن ادقق فيها وأركز على محاسنه .. تماما كما أنني قادر على تخطي جريمته الشنيعة وقتله لعائلةٍ كامله والتعذّر بأن ذلك كان إنتقامه البسيط لجلّ ما عاناه من معاملة سيئه وتجويع وهجران .
بل لقد صرت أشفق عليه ..أقول لنفسي ' اوه..لُو العزيز لا شكّ بأنه شعر بآلامٍ مبرحه جرّاء الهجران أولاً ثم الطريقة التي أستبقلته بها عائلته بعد عودته .
وفي الحقيقه ،لقد تبينت أن لُو بطبعه مهووس بالإنتقام من كل ما يسبب له الأذى ، حتى لو كان حصاةً صغيره أو باب اصطدم به ،وأنني أعتقد بأن هذا الطبع نشأ لديه من تلك الحادثة .
ثم أنه لا ينسى أن يبرر إنتقامه ذاك ويوضّح أسبابه ويضع الأمور في نصابها .
YOU ARE READING
𝐑𝐢𝐜𝐡𝐚𝐫𝐝..𝐌𝐲 𝐝𝐞𝐚𝐫
Romanceريتشارد ياعزيزي هي حكاية مأساة مبسّطه على بساط من التعنيف والألم والحب والهجران والأسى . Richard Luch 18 August