𝐑𝐢𝐜𝐡𝐚𝐫𝐝..𝐌𝐲 𝐝𝐞𝐚𝐫

Yarn : a

عليّ القول ..
عند إقتراب منتصف الليل دخلت الى الغُرفة وقد تأخرت بسبب مكالمةٍ هاتفيّه مع العائله ، عندها وجدتك تجلس على المقعد في زاوية الغرفة متوتراً تهزّ قدمك بحركةٍ سريعه من الركبة للقدم ،وتفرك اُذنك بإستمامه كما لو تودّ قطعها .
جلست على سريري وقلت بهدوء "هل هناك مشكلةٌ ما؟"
قلت أنت -كمن كان ينتظر سؤالي ليبوح بكل شيء-
" دوائي...لا أستطيع النوم بدونه ! أوشك على النفاذ ولا أملك المزيد !"
كان علي في البداية ترتيب الجُمل التي قلتها لتصبح جملةً منطقيه وهذا أستغرقني مايقارب عشرون ثانيه ، ثم قلت ببديهيّه " يُمكنك شراؤه من الصيدليات !"
لكنك وقفت وقلت بينما تحرك يداك :  "لا يمكنني ! لا يمكن شراؤه دون إذن طبي وأخشى أنهم لا يبيعونه هُنا في لندن!"

كانت يداك تُسابقان حديثك وبدوتَ كمدمنٍ أوشك مخزونه على النفاذ .
بوصفٍ آخر بدوتَ كسمكةٍ تبحث عن إتجاه التيار رُغم أن كل ما في النهر يتحرك بذلك الإتجاه !
وقفت مُقابلك وقلت لك "ماذا تعني بإذن طبي؟ أي نوعٍ من الأدوية هو ؟"
أدرت وجهك عني :
" منوّم..أعاني من مشكلاتٍ في النوم وهو منقذي الوحيد!"
ثم قلت لك " لا مشكله..الجميع يعانون من مشكلاتٍ في النوم والمنومات متوفرةٌ في كل مكان..سنجده لا تخف"
لم تهدأ حينئذ .

أذكر أنني مشيت معك خارج الفُندق متجهين لأقرب صيدليه باحثين عن دوائك المزعوم وسط تأوهاتك تارةً من البرد الشديد واُخرى خوفاً من العقوبة التي قد تُفرض علينا لمغادرتنا مقرّ إقامتنا دون إذن .
عندما وجدنا اخيراً مكاناً مفتوحاً بحثنا عن دوائك وأولّ سؤال طرحه البائع الطويل ذو الأذنين "ألديك أذنٌ طبي ؟"
عندها أخرجت ورقةً صغيره كانت محشورةً في كفّك مُنذ مغادرتنا الفندق ويبدو أنها انكمشت وتبللت قليلاً بفعل تعرّق يداك ثم مددتها اليه بنظراتٍ متأمله -مثل طفل-
نظر إليها ثم عاد للنظر نحونا وقال "هذا التصريح من الجهات الفرنسيه ونحن لسنا في فرنسا !"
ثم قُلت أنت بنبرةٍ متسارعه يختلط فيها حديثك "صحيح. وانا فرنسي لكنني هُنا الآن وقد نفذ دوائي! ثم لا يمكنني المغادرة في الوقت الحالي لإحضار دوائي..هذا غير مسموح !"