Lu : 13

277 27 43
                                    

من جلوس الفرنسي المخيف ، وطريقته في ثني يديه وتثبيت فكه الضخم فوقهما ، وتحديقه الطويل فينا
أرتعش لُو وأنزلق جسده الصغير من بين يداي مع أول حرف خرج من حجرته .
سأل عمّا رأى ، فكان جوابه الصمت
لم أكن خائفا من القول ، لكنني فضلت ترك لُو يتحدث فخرس لسانه

قال مانويل وهو يقترب من لُو ويتفحّصنا ، كذئب يدرس فرائسه : هل أنتما في علاقه ؟
قال لُو مباشرةً : علاقةً ؟ لا !

ماذا يقصد عزيزي لُو ، بنفيه هذا ؟
هل يقصد بأنني مهما بذلت من جهدٍ فلن أصل لمرتبة حبيب ؟ هل يقصد بأنني كنت تسليةً فتريّه لإشباع جوعه الدائم وإخماد حرارة جسده كلما أرتفعت ؟

لم يعد يعنيني نقاشهما من بعد تلك الكلمة التي نطقها لُو فخرجت للشرفة ، ونظرت للسماء .
وبقيت أنظر لها دون حتى أن أدري كيف كانت سماء تلك الليله ، لأن صورة لُو كانت في عيوني تحجب عني النظر لأي شيء آخر .
لا
لا لأن فريدي لن يكون كافياً
لا لأن فريدي ليس كافياً
أم لا لأن الفرنسي هو من يسيطر على قلب لُو ويستلب لبّه ؟

لطالما قبّلت صدر لُو وحلمت بأن أفتح صدره وأنظر لقلبه ، أينبض لي ؟ أم لمن ؟ هل سأرى صورة الفرنسي في جدران قلبه لو فتحته ؟

وقفت هناك ، في الشرفة ، وعاينت موقفي بكل مواقفي السابقه ، وقوفي يوم قبلني لُو في الجمع الغفير تحت المسرح  ، وقوفي في الحمام أقبّل لُو بكل طاقتي التي أوتيتها
وقوفي قبل قليل ولُو ينطق ( لا )
لا ..ماذا لو كانت نعم ؟ ماذا لو قال ( نعم، في علاقه) أليست هذه هي الحقيقه اصلاً ؟ أليس هذا هو التفسير المنطقي لمبيته كل ليلةٍ متوسداً صدري عقبما سكبت مياهي بداخله وأرويت أرضه العطشاء ؟
فلماذا يكذب ويحوّر القول ليرضي الفرنسي ؟ أيخافه ؟ أم يخاف خسارته ؟
مئات الأفكار تسابقت في رأسي ، وكان من الواضح ، على كل حال
أن سباقي مع الفرنسي أنتهى بخسارتي .
فأنا لا شيء مقارنة به

𝐑𝐢𝐜𝐡𝐚𝐫𝐝..𝐌𝐲 𝐝𝐞𝐚𝐫Where stories live. Discover now