Lu:14

296 30 43
                                    

في غرفة التمرّن ، صاح المدرب بنا أن نجتمع ، فوقفت وكان الفرنسي بجانبي ، ولُو في دائرة اخرى مع مدرب اللياقه .
لم أتحدث معه ، لم يُسمعني صوته الجميل منذ ثلاث ليالٍ ، أسمع همهمته ليلاً فأسترق النظر نحوه مثل طفل يخاف أن تعاقبه أمه بتهمة النظر فأجده منكباً على كتابة أغنية أو مطالعه كتاب أو اللعب بهاتفه .
فأعيد رأسي خائباً تحت الغطاء
لا يهزّه الفراق ، لا يُعنى لُو بإفتراقه عن أحد أبداً ، أظنه يشغل نفسه بالكثير فلا يهتم للناس الذي يدخلون ويخرجون في حياته كمسرحٍ تطأه ملايين الأقدام لكن قدمي الممثل الرئيسي هي الوحيده الثابتة فوقه .

يلمزني الفرنسي بنظرات حادّه فأبدي عدم إهتمام ، ويحاول إفتعال شجار معي فيهمّ الانجليزي ويقلب الموضوع الى مزحة بين الاصدقاء .
لا شيء جدّ في علاقتي مع لُو ، نحن كما كنّا ندور في نفس الفلك ولكن لا نلتقي
وإن التقينا فلن يطول لقائنا قبل أن يؤكد لي لُو أنني لا أحد في حياته ، أحد المغرمين اللذين لا يفوتهم سحر عينيه فيحاولون إقتناصه ، وقد يجود عليهم بنظرةٍ تذيب العقول ، أو لمسة تهز البدن ، لكن ليس أكثر
سيتركك لُو مهما قدمت له من مُغريات ، وأفحمت نفسك لترضي غروره ، وطحنت جسدك لتشبع شبقه
سيتركك ويكمل دورانه في فلكه الخاص ، ومهما طالت العلاقة معه ، لن تكون سوى شخص يكتب عنه أغنيه ، بعبارة ماضي .

تأخرت في التمرن ، لأنني كنت محبطاً فآثرت أن أهلك جسدي بالتمرن بدلاً من إهلاك عقلي بالتفكر ، وكان هنالك ثلاثة زملاء من ضمنهم لُو يتدربون مع مدرب اللياقه .
جلست لألتقط أنفاسي فحطّ جسد الفرنسي بجانبي ، لسعني الخوف من أن يضربني وأنا منهك فلن أستطيع الدفاع عن نفسي حتى فضلاً عن مبادلته الضرب . رغم أنني وددت لو أضربه فله نصيب من الغضب داخلي

قال بعد أفرغ قارورة الماء في حنجرته : هل تشاجرت معه؟
- لا يعينك هذا
ضحك ثم قال : ريتشي ، صعب المراس قليلاً لكنه لا يناسبك..دعني أقولها لك بشكل واضح..ريتشارد من عالم مختلف عن عالمك تماما..لن تقدر على مساواة الفروقات (بيننا) مهما أستطعت فأبتعد عنه وحسب.
ثم أردف وهو يشدّ غطاء قارورة مياه جديده : لقد قلت له هذا ،لُوتش يفهم الامر .

- لماذا قلت ( بيننا) هل ينبغي عليّ تسوية الفروقات مع كليكما ؟ حتى لو كان لُو هو من يعنيني فحسب؟ 

𝐑𝐢𝐜𝐡𝐚𝐫𝐝..𝐌𝐲 𝐝𝐞𝐚𝐫Where stories live. Discover now