Last Dance : F

257 20 14
                                    


أنفصلت عن الزوجه ، ولم أُعني نفسي حتى بتفسير الأمر لعائلتي ، فقد فقدت أي إهتمام
لكنني ألزمت على نفسي أن أفسر لها ، بكلمات بسيطه
ماجرى
فقلت بأنني رجل مشغول ، ولا أملك وقتا ، وارتأيت أن ننفصل لئلا أجرها معي في كوكبة حياتي الملتويه .

وكانت تعلم ، بلا شك ، من جلوسي على الهاتف لساعات طوال أتفقد صور لُو ، أننا قد أنفصلنا منذ وقت طويل قبل أن أصارحها بالأمر
كانت تعلم أن لُبّي مسلوب وأن كياني يدفع ثمن الإفتراق المؤلم

الذكريات الباهته ، التي أتذكرها الآن بشكل مؤلم ، قد حطمت قلبي تماما
أنني الآن في حالة تشبه السبات الغير مُريح
فأنا خامل ، لا اشتهي الحياة
والذكريات تشق صدري وتتوغل فيه لتصل الى قلبي فتخنقه وتضيق عليه ، وتسد مجارى الدم فيه
فأموت ، وأنا حيّ

لقد تذكرت اليوم عرضاً ، ضحكة لُو
سمعتها في أذني وأنا شبه نائم فأستيقظت أتلفت حولي بحثاً عنه ، لكنني وجدت نفسي على الأريكة ، في المنزل الذي بات خالياً بعد رحيل الزوجه ، ولو غير بموجود.
وأنا مستمرّ ، في تفقد ألبوم الصور في هاتفي ، فأجد مرةً صورة له وهو نائم وأستعيد الذكريات التي رافقت إلتقاطي لها
فقد كنت مولعاً بشكل خاص ، بوجهه النائم
وكانت سعادتي القصوى عندما لا يغلبني النعاس بسرعةٍ ، فأجد وقتاً لتمرير شفتي فوق الخدين المنتفخين ، ومحاولة عدّ هدب عينيه فأفشل ، والمتعة الكبرى ، هي تفقد تنفسه المنتظم
الذي يشبه الى حد كبير تنفس الطفل الذي غطّ في نوم مُريح
فبطنه يرتفع وينخفض بعدما يغط في النوم بوقت قصير  ، فيكون ذلك المنظر لطيفٌ جداً ، عذب جداً

أما ولعي الكبير ، فقد كان بقسمات جسده ..
المتعة اللامتناهيه التي وجدتها منذ يومي الأول معه ، في تأمل قميصه يلتصق بجلده المتعرق ، فتتضح معالم الجسد اللين المليء بالشبق خلفه ، ويتنفس الجسد بتلك الرائحه العطره ، ويشفّ القميص عن البشرة البيضاء خلفه
إيه..كان كل ذلك النعيم ، بين يداي
لكنني فقدته
خسرته بحماقةٍ وغبـاء .

سهرت الليالي ، وكل ماتراه عيناي هو وجهه اللطيف ، صارت لياليّ مرهقة معذّبه
أزهرت دموعي فروت جذور الشوق التي طالت ، وتسلقت صدري
وقتلتني

في النهاية ، كان لابدّ لهذا القلب المعذّب أن يلتقي بمحبوبه قبل أن يموت
فاحجزت تذكرةً تأخذني لفرنسا ، في عجلة من أمري ، وأنا منتشي بنشوة الشوق والحب
وتوسلت الفرنسي ليمكنني من مقابلة لُو ، الذي رفض رفضاً قاطعاً أن يقابلني

ولبثت في فرنسا لأسبوعين ، أتحين لرؤية لُو ، عندما يخرج للشارع بحثاً عن قطه كلاود
أو يسقي نباتات الحديقه
من نافذة غرفةٍ في نزل رث قريب من المنزل الذي يسكن في كلّا من لُو ، والفرنسي

كانت الخدمة التي لن أنساها للفرنسي مادمت حياً
هي عندما أستقبلني في المنزل ، فتح لي الباب عنوةً وأدخلني فرأيت وجه لُو المتفاجئ ، رأيت جسده الناحل مرتدياً بدلةً سوداء رسميه ، ووجهه الغالي قد زاد شحوباً

كيف ، كيف وقفت ، وبقيت محافظاً على قوتي
وأنا أنظر له في تلك اللحظه ؟ كيف أستطعت أن أبقى واقفاً على قدميّ وأنا أرى وجهه الحبيب مقابلي ، على أرض الواقع وليس على أرض خيالي !؟






رجوته أن يسمعني ، أن تكون الفرصة الأخيرة لي ، قلت له بأنني سأموت إذا لم يفعل .
فوافق و ترك لنا الفرنسي غرفةً نجلس فيها بمفردنا .
قال لُو ، بأن لدي عشر دقائق فقط
وأنه سيغادر بعد هذه المدة المحدده لحضور عشاء .

لا أعلم إن كان لُو قد سمع صوت قلبي ، أم أنه لم ينصت جيداً
لا أعلم إن كان شوقي ، والليالي التي حلمت به فيها ، قد ظهرت على وجهي أم لا
لكنه قال : سأعود..انتظرني . بعد العشاء !

𝐑𝐢𝐜𝐡𝐚𝐫𝐝..𝐌𝐲 𝐝𝐞𝐚𝐫حيث تعيش القصص. اكتشف الآن