٤؛ دُجنة أديب

790 80 54
                                    

حلمتُ بك ثلاث مرات، في ليلةٍ واحده ثلاث مرات.
الحلم الأول، حلمت بإنك تبتسِم، بقلبٍ صادق. تبتسم مثلما كنت تبتسم قبل أن تسافِر لأول مره. تبتسم على عرضِ فمك، وعينيَّك تصبحان هلاليتان بفعلِ خديك. تبتسمُ وأنت تُريني رجلَ الثلجّ الذي بَنيته أمام منزلي. ترقصُّ بشكلٍ مريح، بملابسٍ ثقيله، بروح مرحه ومبتهِّجة. وأنا أنظر اليك وأبتسم.
أبتسم لمنظرك الوديع.

أما في الحلُّم الثاني، كنت تبكي. تبكي كالمجنون، تكسّر الصحون وتركض في كل الأرجاء. تصرخ كما لو إن سيفًا دخل في أعماقك، أو حريقًا أصاب جسدك. حينما رأيتك تبكي بكيتُ معك، بشكلٍ مُربك. لإنك بعيد، بعيد بشكلٍ غريب. ولإنني لا أصل لك، بكيت.

أنه شعور الغربه يكتسِيني، في الحلُّم وفي كل مكان. شعورٌ أشبه بالطوفان، أنا زورق، وبحري جاف. والأرض لا تحتملُني. فماذا أفعل؟ ماذا برأيك أفعل..

في الثالث، كان كل شيءٍ سراب، كنت أدركُ بإنك سراب! لكن أستمرُ في النظرّ إليك. لإنك جميل. بلْ دافئ. حتى مع تلاشيِّك من أمامي، ومع إختفاء يديك. لازلت أشعر بدفئِك داخل يدي. وفي روحي، وداخل اجزائي وخلاياي.

أنا أفيض بشعورٍ صعب، وأريد منك أن تأتِ وتحتويني بشكلٍ حنون.
أشعر بالخلاء، لإنّي وحيد بدونك. وحيدٌ من دون عطرك في الأرجاء، وحيدٌ لإن هذه المعزوفات تعزف لي وحدي. لا أستطيع أن أرقص عليها معك، لإنك بعيد. ولا أستطيع الرقص عليها وحدي، لإنّي وحيد.

أن تهجّر رجلًا لإنه غاضب.. آه.
أن تهجّر رجلًا لإنه مراعي.. آه.
أن تهجّر رجلًا يخاف عليك؟.. آه.

إهجرهم، لكن لا تهجّر رجلًا متعلقًا بك. أنت بفعلتِك هذه تهجّر وطنًا كاملًا يا غريب. تهجّر بلدًا وشعبًا وروحًا وفؤادًا ودفئًا وعاشقًا وكل شيء. ما رأيك أن تأتِ لأجل أن يبرر لك الرجل كل شيء؟

ما رأيك أن تأتِ..
ما رأيك؟

الوطَن ١٩/٤/١٩

دُجنة أديبWhere stories live. Discover now