سيجارتهُ؛ دنهيّل.

1.1K 86 135
                                    




،

عائِد مِن خَيبَتي ، أحررك كما الحَّال فِي مشبَكِي، دعنِي هُناك . أضمر سنِي اليافِع جوفَ حُلمي الكَبير. قَدري أن أحيا أصارع النار، وأهادي يومًا يود الإعتناق.

لإنِي ملزم بالرَحيل. ومثقل بصدرٍ أجَوف، أمازِجك المسّامَحه؟ وأنا تَعلو عليّ آلامِي.

-تايهيونق

أنبسها الأدِيب، يجتذب شَّردان الدُلهمِي مِن الثَوان فِي فؤادِه الذِي نظلَ الطَّريق إليه. كل ما يَّرجو أن لا يُطاف عليهِ البَحر،ويَندم على ما بَّذل.

-دعني قليلاً، وإفتح هذا الباب عنِي.

تدَلت عن جوفهِ أرقُ الحُروف بإعذبِ الأشدِية، كان يمحلقهُ الأدِيب وَيشق الخِمار عن رُوحِه. أطال فِي النَظر حتى جَّفت مُقلتيهِ. رمشَّ ثوانٍ وإستطَال يجتذب فخذيهِ حتى يسري الى ما رُفق.

عينيهِ كانتا حديقةً باذِخه تُهاجئ للأميرِ الصَّغير مُتعتَه.

-سيعود يونقِي ويفتح الباب، ثمَ أخرج. لا يمكنِني فتحه الآن.

بعد برهه، أفاقه مِن طورِ الهَذيان وأقنعه بإنه مُلزم بالبَقاء الى حِين عودة البندقِي، فبالفِعل قد حاولَ تايهيونق كسرَ زُجاج النافِذه والخِروح. تملقَ على ملامحهِ طيف خفيف مِن الرِكود، وكانت تعابيره صلبة.

ردَع الصَمت بينهم حِينما تسائَل تايهيُونق، ينبس ويتحَمحم، وفِي صدرهِ موج غاضِب. -هل تُحبني؟. رَفع الأديب عينيه، يلقِي نظرته القَيمه ناحِية الدُلهمِي الذِي ينظر اليهِ بشرود.

-أحبكَ رغم حياتِي الفوضويه، وتصرفاتِي الخاطِئه. أحبك رغم لهيبِ أعصابِي، وأنت تعلَم؟. أنبسَ، بهدوءٍ تسري حروفه الهارِبه من جوفهِ الى مسامعِ الآخر. كان الجَو يتثاقَل، مابينَ شدِة زمهرير الجّو، ورُبى دِفئ الملابِس.

-لكِني كاذِب. أود سَحب كلماتِي التي قلتها ناحِيتك.
يستأنف حديثه، يجعَل من الأديب ينظر لَه، يغلف شوقه بحاجبين. يبصر حركته، وقدميهِ اللتَين سَرن ناحِية الأرضِ المضمَرة التِي تستقطِب فوقها علبته الخاصَه.

-لِما تقول عن نفسِك كاذِب؟ وأي كلامٍ تقصد تاي؟.
يهدبُ تفكيره، ويسترق الحروف من جوفه إبتغاءً لأن يجعله يتحَدث. ويطفئ مافِي صدرهِ من لهِيب.

-ماذا عَنك؟ هل أنتَ صادِق؟.
فشلَ الأديب في محاولة فهمِ الدُلهمِي، أذرف جوفه الكَثير من الوهِن، وعقله في مخاضِ التيهِ ساري.

-يجب عليكَ أن تفصحَ كافَة الكَلام الذِي في جوفِك، لا تقطَعه!

فتحَ تايهيونق الشرفَه، يقتطِب العلبة بين يديهِ ليخرجَ سيجارةً مِنها، تنقلب عن آثاره شِدى الشَقاوة والحزن الى هدوء وعِزله، يأخذ حافةَ النافِذةِ مجلسًا ويشعل سِيجارته؛ دنهيّل.

دُجنة أديبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن