زهرةُ الإفعوان

11.6K 332 1.4K
                                    

* الرسائِل تعود لغادة سَلمان.

*الأدب يعود لِشارل بودليّر.

*

تنهدَّ يُمسك ذاك القَلم بيسراهُ والورقه تلتحفُ بناصيةِ يديهِ اليُمنى وكَتب .

-الغَليّون. أنا غليون لأحدِ الكتّاب أدركُ أن صاحبي مُكثّر من التَدخين، فعندما يغمرهُ الألم يطلق الدخان كمدخنةِ كوخ، يُعد في مطبخهِ الطعام إنتظاراً لعودة صاحبه الفلاح، إنّي أعانق وأهدهد روحه في شبكةٍ من الدخان الأزرق الذي يطلقهُ فمه المتلهب، وأصنع بلسماً قوياً يسحرُ قلبه ويشفي فِكرة التعب.

أنا الغَليّون.

أتسلقُ متن الامواج المتراكِمه التِي يح- ..

-جُونقكوك كفَ عن الكِتابة؟.

تشافقَ يونقيّ حديثه.

رمى الأكبر دَفتره وتناصع بنظره ناحية بندقيّ الخصلات. تأففَ يعتقُ هواءهُ من رِئته. زمَّ شفتيهِ بهدوء.

-مالذيّ تريده؟.

ألتفتَ وقال.

-أنتَ تحتكر نفسك إيها الأديب. قُم لنخرج.

-لكِن الجو لا يُعجبني.

تفكرّ قليلاً بعدها أجاب وأعادَ جسدهُ ملتقفاً الورقة مرةً أخرى. لم تُعجب فعلتهُ ذاك البندقيّ.

-لن نذهب الى مكانٍ عام.

أستقام البندقيّ ناحِية الأديب ساحباً الورقة السَمراء من يده. تحركَ ماسكاً إياه من كفهِ. تنهد واضعاً المِعطف على كَتف جون بعدما أخذه بعيداً عن مكتبهِ. ألتقفَ ثانٍ حتى يضعهُ على كتفه وهمّ بجسدِ الآخر المترنح نحو الخارج.

أدخل الليليّ يداهُ في جِيوبة ونفثَ واضعاً الوشاحَ حولّ رَقبته. بدأ صَوت مَعشوقهِ الدُلهمي يناضحُ عقله في اللحظة التي لامس جِلده ذلك الوشاح. صوته ونبرته وقوله ' - إرتدِ الوشاح دائمًا. '

أغمضَ جَمرايتاهُ الملتهبه لِتتهيأ لهُ صورةَ الفَتى.. داعبّ الإفعوان روحه بتلك اللحظه وتناسا حياته متأملًا تلك الصورة التي رسمها عَقله ..

إستفاق.

إستفاقَ من ذلك الحلم.

الجو يصطحبُ الغيوم العاتِمه والرياحَ البَطيئه. يحملّ التفكير بعيداً كما تحملُ الأمواجّ السِفن. ويداعبُ الهدوء الرُوحي. ويناسِم المشاعر التِي يحجبها المَساء.

دُجنة أديبWhere stories live. Discover now