٢؛ دُجنة أديب

843 75 50
                                    


أشعرُ بالشوق لإن ألُف الوشاح على رقبتي بعدما تنوهني ثلاث مراتٍ لإرتداءه.
ولطعم الغليُّون والتبغ الذان يعلَّقان في معطَفك البُني بسببي.
لمُقلّتيك، وشفتيَّك، وحدِيثك، وأخرًا عينيَّك.

أتذكر؟ حينما أخبرتَني ‏( بأن كُل إنسانٍ مرسومٌ على وجهه حِملُه).. ألا تشتاق أن تكون حملَّي هذه الليله؟ أن أرسمك بشكلٍ تجريدي على ملامحي؟ أن ترى ذاتك.. أو ترى إنعكاس وجهك مرسومٌ بشكلٍ جيد داخل مقلَتي؟

أشعرُ بالشوق لإن أخبرك كل صباح بإن عينيَّك حُلوتان وحزينتان، وبشكلٍ وأخر ألتهمتني. ألتهمتني حد الشعور بالرغبه أن أترك المكان وأحررّك أيها الغريب مني.

الا ترى؟ نعتُك بالغريب
فهل أنت فعلًا غريب؟

أجبني، بما إنني قد ائتمنتك الإجابة بدون وصلْ! أجبني أ أنت فعلًا غريب؟ أصاحب القلب عاد غريب؟ صدفة شاهدتني ‏في رحلتي منّي إليّ، وأحببتني، وأصبحنا نشيّخ ونهرم بهذا الحب. والآن؟ أعُدت غريب؟

أنا أصرخ بك، لإن صوتي لا يستطيع الصراخ. أصرخ بك وأقول؛
"بإن هذا القلب في أيسري معلقٌ بذاك الغريب، فأجلبوه"
وما من رد.

وثم أتعلم؟ إسمي يشعر بالذبول بدونِّك، يلتَّف ويتلاشى، ويُقمع، ويذبُل، ويموت. يموت وادًا فمك يا أيها الدُلهمي.

صورتك تِلك، التي أعلقها في صدري، تزعجني. لإنها ترتطم بإطار قلبي فأتذكرك حتى في منامي. أنا لك. وعليك أنت تكون لي أيضًا. وعليك أنت تكون واعٍ بإن ما أقدمت عليه كان نفحةً من غضب. وعليك أن تعِي بإن سلام هذا الجسَّد بك. وعليك أن تعرف بإن هذه الروح صاخبة، ولا يهدأها إلا أنت. وعليك أن تعلّم بأنّي أحبك، وتعزز معرفتك أكثر. وعليك وعليك وعليك.

وعليك أنت تعود.
عليك ذلك يا غريب.

الوطَن ١٩/٤/١٩

دُجنة أديبDonde viven las historias. Descúbrelo ahora