زفرت بيأس : أنت متعرفش تكمل حاجه حلوة للاخر ابدا .. وبعدين أن كُنت نازلة انت اللى ندهت عليا اصلا .. كل ماتتزنق تخلع !!
شوحت بكفها وهبطت سريعا وهى تغمغم مع نفسها بكلمات غير مفهومه ، أما عنه فهَمّ بقيادة سيارته ضاحكا على الحالة التى كانت بها متنهدا بارتياح
- هانت !!
غزت جملته الاخيره رأسها فظلت ترددها بصوت خفيض مرارا وتكرارا .. وهى تقول لنفسها
- هو كان يقصد ايه ب كلامه ، يعنى أيه تكونى ليا من غير حواجز ، هو بيحبنى ولا بيستعبط طيب !! بجد يعنى هو ناوي يجننى ...
فاقت من شرودها على فراغ البيت .. فانعقد مابين حاجبيها متسائله
- هما راحوا فين !!

صعدت السلم متجه نحو غُرفة هشام وهى تدنن ببعض الاغانٍ التى تتناسب مع حالتها المزاجية ، ففتحت الباب بتلقائيه وبجهل تام بأن بها أحد .. فتوقف فجاة مذهولة وبعيون جاحظة إثر الدهشه عندما ألتقمت مُقلتيها ميادة بالغرفة .. فاردفت بخفوت
- أنت مين ؟! وبتعملى إيه هنا .. !!
رفثت ميادة ملابس فجر بقدمها واقتربت منها بخطاوى مُختالة
- أنا مين !! انا صاحبة البيت ده ومراة هشام ، وبعمل إيه !! بنضف الاوضة من الزبالة اللى فيها ..

حرقها جمر اليقين الذي بخر شكوكها .. فاستجمعت فجر قوتها لتقف متحدية منتويه الانتصار فى الحرب التى اعلنتها ميادة .. فعقدت ساعديها أمام صدرها قائله بسخرية
- ااه انت بقي ميادة ! بصراحه هشام مجابليش سيرتك خالص ، بس اللى عرفته من رهف أنه سابك يوم كتب الكتاب عشانى تقريبًا  .. !!

اصابت رصاصة فجر قلب ميادة فتبدلت ملامحها وبَدَ التوتر يتسلق ملامحها وظهر ضُعف موقفها فى نبرة صوتها العالية
- انت ازاى يابتاعة انت تتجرأى وتردى عليا بالاسلوب ده!! انت نسيتى نفسك يافلاحه ..!!

لازالت فجر مُحافظة على هدوئها بثبات انفعالى تجرعته من هشام فقالت ..
- حقيقي مش عارفة مين فينا اللى نسي نفسه ، ونسيتى أنى كمان مراة هشام اللى اختارها بقلبه وعقله .. على العموم انا هسيبلك الاوضة لحد ما يجى هشام يطلعك منها بمعرفته .. بس اوعدك مش هتباتى ليلة فيها !!

لم تستطع مياده أن تُجيبها فأقتحمت رهف عليهم الغرفة لترتمى بين أحضانها مهلله
- وحشتينى وحشتينى ... اخيرا رجعتى ! هشام هينبسط اوى اوى لما يعرف ..

ارتسمت ابتسامة انتصار على ثغر مياده وهى تبتعد عن رهف قليلا
- والنبى يا  روفا علَّى صوتك وسمعيها ، وعرفيها أنى أبقي ايه بالنسبة لهشام ، عشان شكلها كدبت الكدبة وهتصدقها ..

تبدلت ملامح فجر وأصيبت بلعنة الحيره تقف فى صف من منهن !! فارتفعت اعينها بخجل نحو فجر قائله
- جوجو .. دى بقي ميادة مراة هشام اللى حكيتك عنها..

بابتسامة ماكره اردفت فجر وهى تطيل النظر بمياده : مااحنا اتعرفنا ، وكل واحد عرف مكانته !!
ثم وجهت انظارها لرهف قائله
- انا هروح ارتاح شويه فى اوضة زياد ، يكون هشام رجع ويتصرف هو بقي فالموضوع ده!!

الحرب لاجلك سلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن