الفصل ٢٤

37.5K 1.9K 187
                                    

الفصل الرابع والعشرون

‏"ويستحوذُ عليك شعور غريبّ‏ كأنك ترغب في الشكوى ولا تجد الكلام المناسب .. ترغب في البكاء فلا تجد الدموع بأنك لم تعد كما كُنت ."

■■■■■
[أمس]

- (أرغَبُ أن أَكُون معكَ الآن ودائما وللابد ، أتمنّي لو تمُوت المَسَافَات والأشخَاص العادات والمهمات ، وكُل مَا يفصِلُ بيني وبينَكَ، أتمنّي لو أنّي أملِكُ مُعجِزه تأتِي بكَ إلى، أو تأخُذنِي إليّك بلا عودة .🤍)

تركت صورته فى منتصف دفترها بمجرد ما دخلت رهف عليها الغرفة وقطعت حبال شوقها .. هاتفه بقلق يتقاذف من عيونها

-" جوجو .. مجدى جيه و عايزك بره .."

نهضت من مرقدها وتناولت حجابها وردت
- روفا هاتيله حاجة يشربها ، وانا خارجة حالًا ..

استجابت رهف لطلبها وخرجت فجر إليه وبها شيء من ذيول الحيره بعقلها فيما سيقوله إليها مجدى .. فبمجرد ما طلت عليه وقف مرحبًا ، بادرته بابتسامه خفيفه
- اتفضل يا سيادة النقيب ..

جلس هو فجلست مقابله وسالته متحيرة
- هو في حاجة ؟!

تردد للحظه ثم قال
- بصراحه فيه ؛ بس مش عارف اذا كنتى هتفهمى ولا لا ..

أسبلت عيونها المتعجبة .. وسألته
- حصل إيه للحيرة دى كلها ... ؟!

-" فجر .. أنت بتثقى فى هشام ..! مش كده "
ألقى مجدى جُملته بعفوية زائده استقبلتها بنبرة اشبه بالسخرية ..
- اى السؤال ده ؟!

أغمض عينه لبرهة مصدرا زفيرا طويلا .. وتابع
- يعنى لو قولتلك أن هشام دلوقتى فى مهمة مع واحده ؛ هتعملى إيه !!

لم تتحرك شعرة الشك بعقلها ، ‏لكن لا احد يفهم معاناة أن تعيش مع أحد وهو يقاوم خوفه من تكرار الخيبات ثم يوهمك خيالك بأن الضربة تأتى ممن تخشى الهواء إذا مر عليه .. اغرورقت عيونها للحظة ثم تابعت مبتسمة وقالت بثقه
- ميان ... هو مع ميان مش كده ؟!

- هو حكالك ؟!
تتضاعف ذهول مجدى أكثر ليست لجوابها بل لثباتها ، فتابعت
- شوفت رسالتها .. متفقين يتقابلو فى شرم ، بس هشام محكاش حاجة .. لا ..

تعجب مجدى أكثر من نضجها وسألها
- محاولتش تلفتى نظر هشام أو هى يحكيلك ..

اتسعت ابتسامتها المخزية والمثقله بندوب الايام ، وفرت دمعة الحزن من طرف عينيها
- مجدى ؛ هشام لسه مش بيثق فيا ..

مجدى موضحا : لازم تفهمى إن هشام مش بيدى اسرار شغله لأى حد .. مهما كان هو مين !!

اومأت متفهمة ولكنها غير مقتنعه ؛ فغيرت مجرى الحديث وسألته
- بتقول لى كده ليه !

شرع أن يُجيبها فأتت رهف ووضعت العصير على المنضدة فانتظر حتى جلست فاتبع
- شوفى يافجر عايز اتفق معاكى اتفاق مابينا ، واللواء نشات بنفسه عارف كده .. بس هشام اكيد مايعرفش حاجة ..

الحرب لاجلك سلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن