الفصل 5 ج 1

56.7K 2K 130
                                    

الفصل الخامس
كانت صدفة بمثابة وعكة برد سأشفى منها .. الامر لست بالخطورة المسيطرة عليكم ... لأتمتم سرًا صدفة بمثابة وعكة حب ولا اريد الاستشفاء منها .. الامر فاق ذروة خطورته عليك ان تأت الآن لاخبرك " دب النبض فى قلبى بك "
■■■

جميع المعازيم وقفوا إثر لفت اتنباههم برحيل هشام المفاجئ يتهامسون فيما بينهم عن حدث التاريخ .. اقتربت عايده من رهف ومياده باستغراب
- هشام راح فين !!
اُصيبت مياده بوعكة خذلان افقدتها القدره على الكلام وهى تراقب العيون حولها تأكلها باهدابهم .. كورت اصابع قديمها وكفها وظلت تُبلل حلقها الجاف عده مرات بدون جدوى .. غاصت فى دومة الجنون التى سببها رجل يثير الجوارح لاكتشافه ..

تقدمت سالى وحضنت ذراع ابنتها لتشعرها بالامان .. موجهه حديثها لعايده باسف
- للاسف هشام هد كل حاجه ما بيننا ..

عايده بهدوء: يا سالى متقوليش كده .. اكيد فى ظرف طارئ..

شيئا فشيئا تغيب مياده عن عالمهم .. تصيب بوعكة صمم تتوقف جميع حواسها لا ترى الا خذلان ولا تشعر الا بألم ينخر بقلبها .. شاقاه على هوى مُعلق بسماء التمنى ولم تلمع نجومه بعد .. حسم الامر دخول كامل والدها المفاجئ
- هو كفايه كده فعلا .. بنتى استحملت من ابنك اللى ما يستحملوش حد .. واحنا النسب ده ما يلزمناش ..

تدخل زياد : ياعمى لازم نسمع من هشام الاول ...
بنبره آمره : زياد خد اهلك واتفضلوا .. وبنتى انا هعرف اطلقها من اخوك ازاى زى ما هخليه يقول حقي برقبتى ..

اقتربت رهف من مياده بعد ما اغرورقت مقلتيها بمياه الخذل
- ديدى .. اكيد هشام غصب عنه .. بلاش تتسرعى فى حكمك عليه .

رفعت مياده انظارها لرهف التى يسحبها زياد خلفه رغم عنها وكانها تتوسل اليها بعدم المغادره .. شيء ما يبقى حاملا لعطره ورائحة وجوده على قدر الامها فهى لا تطمح فى الشفاء منه ابدا ..

انصرف آل السيوفى فردا وراء الاخر بهدوء ولم تطأ أقدامهم عتبة المنزل فسقطت مياده مغشيا عليها .. فالتفوا جميعا إثر صراخ امها .. عادوا جميعا اليهم فوقف كامل بكل قوته متجاهلا ابنته الملقاه ليضع حدا لهم قائلا
- محدش له دعوة ببنتى ..
تدخلت بسمه سريعا : عمو انا بس هطمن على نبضها ..
ارتفع صوت كامل وهو ينادى على زياد بحزم.. فوقفوا بايدى مغلوله واعين منتفضه هنا وهناك .. لم تعر بسمه اى اهتمام لاوامره .. فكسرتها واندفعت من جانبه لتجث على ركبتيها تفحص مياده بعنايه .. فالقت نظرة على زياد الواقف مكانه قائله
- جالها هبوط ..
ثم رفعت صوتها للخادمه : هاتى ميه بسكر بسرعه او عسل نحل ..

مرت بضعة دقائق ففاقت مياده اخيرا تترقب حلقتهم المنعقدة حولها محاوله الاسترجاع بذكرياتها فلم تكبح دموعها على التوقف .. فاقتربت عايده منها تحتضن كفها
- حبيبي انت كويسه !!
سات الصمت للحظات فاردفت بصوت خافت
- ماما عايزه اطلع اوضتى مش عاوزه اشوف حد ..
تدخل زياد سريعا : خلاص ياجماعه احنا اطمنا انها كويسه .. يلا بينا بقي ...

الحرب لاجلك سلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن