الفصل ٢٦

36.9K 1.8K 227
                                    

السلام السادس والعشرون

سلامى الى الشخص الذى تتعافى من ندوبك به وجوده معك يجعل الطمأنينة تسكُن في أعماق قلبك شخص ينتشلُك من عُمق المُحيط ويرميك على حافة الشاطئ شخص مُرسل إليك من اللّه ليُراضيك ♥️.

■■■■■

جف حلق فجر من شدة الخوف وتراجعت خطوة للخلف وكل ما بها تكور من شدة إثر الصدمه .. فصاح زيدان جاهرا..وبنبرة اشبه بالعتب وهو يدور حول فجر ضاحكا

- هى دى الاصول يا ولد السيوفى !! ترمى حريمك فالشارع ! عموما اللى يرمى النعمة زيدان صياد وقاعد يتلقاها ... بالمناسبة مرتك عندى وبتقولك تعيش وتاخد غيرها .....

اتسعت ابتسامة مُهجة الشامتة وهى تضع كفها فى منتصف خصرها وتتمايل بفرحة ترمق فجر التى انسكب دلو من الثلج فوق رأسها مدركة مدى قسوة المأزق الذي وقعت فيه ..

على حدا ترك هشام الطبق الابيض من يده على طرف طاولة ( اليوفيه ) محاولا استيعاب ما خر من اشواك على قلبه .. انفرج ثغره ليكذبه ؛ ينهره .. وآخر يتوسل له بأن يعترف بأكاذيبه .. للحظه فقد نبرة صوته لتربط رأسه الخيوط ببعضها .. فتردد فى آذانه بعض اللقطات العباره لصوت ميان المتهامسه فى الهاتف ( يعنى إيه هى عندك ؟!) .. ولقطة آخرى لصوت فجر متعهده ( أنا مش هكذب عليك مهما حصل ) ... وفلاش من جُملة زيدان ( اللى يرمى النعمه فزيدان صياد ) .. ثمة شيء يدور من حوله لا يعى نتيجته ، ولكن تحرك حسه الامنى وقاده ذكائه للثبات ... ففاق على جُملة زيدان التى انتهت بضحكة انتصار

- ايه ياولد السيوفى ... روحت لفين !!

تحمحم هشام متجاهل تمزق قلبه ، وقال بهدوء مفتعل
- معاك...... معاك ياحضرة النائب !

التقت أعين فجر المرتعشه بعيون زيدان الشرانيه ، فواصل زيدان
- عموما الامانه رجعت لصحابها ..

بادله هشام بضحكة غير متوقعة
- ما هى خلاص ما بقيتش تلزمنى .. حلال عليك ..

شهقة عاليه اندلعت من قلبها دفنتها بكفوف يديها التى غُسلت بدموع عينيها ... فواصل هشام بجدية
- ولو كانت فاكرة اللى حصل ده هيعدى بسهولة .. يبقي متعرفش هشام السيوفى ...

اشتعلت نيران الحيرة فى رأس مهجة التى وقفت تتأمل الحسرات المتراقصه على وجه فجر مستدله منها على إجابه ما ولكن بدون جدوى .. فانهى زيدان المكالمه بجُملته الاخيره ؛ وقال
- عيب لما حتة ظابط زيك يهدد واحده فى حماية عضو مجلس شعب زيي !!

لم يعط هشام فرصة للانفجار حيث إنه انهى المكالمه سريعا وحدج بانظاره الواعره فجر ، وتفوه بنبره مغلفه بالتهديد

- متخافيش منه .. ولا يقدر يقرب لك ؛ بس خافى منى لو فكرتى تنجسي معاى ..

أومات رأسها بطاعة فلم يفرق معها تهديداته الفارغه أكثر ما شق رأسها رد فعل هشام الذي أضرم النيران بقلبها .. فتقهقرت منسحبه او على الاقرب هاربة من شجون الموقف الذي انصب كالغاز على لهب دواخلها ..

الحرب لاجلك سلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن