19- لا يخصك

Start from the beginning
                                    

" ألن تتناولي الفطور؟ "

" سأنهض لأحضره، اذهب أنت واستحم. "

توجه نحو المرحاض وهو يذم شفتيه بضيق، ما مشكلتها مع الاستحمام؟

لكنه خلع ملابسه واستحم على أية حال، عاد للمطبخ وكانت دارك قد حضرت الطعام وجلست تقلب في طبقها دون الأكل منه إلا بعض القضمات في حين كان هو يمضغ الطعام بصمت أثناء تحويله لبصره من وجهها الذي تكتسيه ملامح غاضبة وإلى يدها التي تعبث بالطبق

" نخرج اليوم؟ " اقترح عليها وهو يمسح فمه بالمنديل فنفت " لا أريد. "

" سنخرج اليوم، أنتِ لم تخرجي منذ موعدنا، لقد رتبت الأمر مع روس وفالي، سنذهب إلى مدينة الملاهي، " شبك يداه أمام صدره بإصرار؛ فهذه الفتاة غير معقولة! إنها لا تغادر منزلها إلا مرة في السنة!!

لمح بعض الحماسة في عينيها وأومأت غير أنها غيرت رأيها بعد ساعة فقط ودخلت لتحبس نفسها في غرفتها وأغلقت الباب بالمفتاح، طرق عليها الآخر فصاحت عليه من الداخل

" ابتعد الآن أنا لا أريد التواجد معك في أي مكان. "

توسعت عينيه وهمس " اخرجي لنتفاهم، إذا كنتِ لا تريدين التنزه فلا بأس سنبقى سويًا في المنزل. "

" لا أريد التنزه ولا أريد البقاء معك، أشعر بأنني لا أطيقك حقًا منذ أن استيقظت. "

" افتحي الباب وسنحل الأمر! "

" ابتعد حسنًا؟ ما الذي لا تفهمه في أنني لا أطيقك؟ " صاحت عليه فشعر بكلماتها تقع كالسوط على قلبه واسند جبهته على الباب وهمس بحزن " ماذا فعلت لكِ؟ "

" لا شيء أنا فقط لا أريد تواجدك حولي أنت تحديدًا. "

" لقد كنا جيدان .. " ظهرت نبرة صوته متحشرجة فعم الصمت لدقيقتين وفوجئ بالباب يفتح حيث دارك نظرت له بأعين حزينة وهمست " نعم ولا أعرف لماذا لا أطيقك ... ! "

حاول الإقتراب منها فابتعدت ورفعت سبابتها في وجهه " قلت ابتعد لا تقترب أبدًا مطلقًا. "

طفح كيله وشعر بالغضب فصرخ عليها " لقد وصلت للحد الأدنى من الصبر! ما الذي فعلته لكِ؟ قتلت أخيكِ!!!! "

اصطدم بشفتيها ترتعشان ونظرت له نظرة طفولية بائسة جعلته يشعر بأنه مجرم قد سرق حلوى طفل صغير ولم يصدق عيناه عندما انفجرت باكية

توتر بشدة وتقدم بخطواته منها هامسًا " آسف أنا لم أقصد الصراخ حقًا .. "

استغل كونها تبكي واحتضنها عميقًا وربت على شعرها حتى هدأت قليلًا، لكنه قطب جبينه عندما وجدها تشمشم فيه وتشمئز " رائحتك مقرفة حقًا متى استحممت؟ "

" منذ ساعة ... !! " أجاب وهو يبتعد عنها ليشم ملابسه ليجد نفسه نظيفًا بالكامل

أعطته دارك نظرة مقروفة وهي تجعد وجهها بضيق ثم سخرت " ربما يجب عليك أن تستحم مجددًا، رائحتك سيئة بشدة هاري. "

داكن | DarkWhere stories live. Discover now