داكن | Dark

13- لماذا ليس أنا؟

" تبدين سعيدة كثيرًا بأمر الإنفصال! " قال هاري بطريقة ساخرة وهو يجلس على الكرسي القابع أمامها في الشرفة التي تطل على الشارع الهادئ والمظلم عدا من بعض المصابيح الصفراء

أخفضت دارك كأس القهوة عن فمها وتحركت برأسها له ورفعت إحدى حاجبيها وهي تجيب بجدية " سعيدة؟ أنا في قمة الحزن ..! "

" قمة الحزن؟ لقد استيقظت صباحًا لأجدكِ ترقصين في المطبخ أثناء خبزكِ كعكة الشوكولاتة وابتسامتكِ تشق وجهكِ!!! " استنكر وهو يشبك يداه أمام صدره ويرمقها بأعين ضيقة

" ليس لأنني كنت أرقص أثناء خبز كعكة الشوكولاتة فهذا معناه أنني سعيدة أو ما شابه. "

أعطاها نظرة ضاحكة وسخر " حقًا؟ وماذا يعني إذًا؟! "

رفعت كتفيها وأجابت ببساطة " يعني أنني كنت فقط أرقص أثناء خبز كعكة الشوكولاتة! لا يوجد معاني خفية. "

" بالمناسبة خذ قطعة، " قالت وهي تمد يدها بقطعة كعك من الطبق القابع على الطاولة بينهما،

التقطها من يدها على مضض غير أنه كان سعيدًا بشدة من الداخل، لقد أجبر جيمي ودارك على الإنفصال ... مؤقتًا ...

وهو لا يصدق أن دارك قد وافقت على الأمر بتلك السهولة رغم اعتراضات جيمي! وليس هذا فقط .. بل بدأ يشعر بأنها سعيدة .. ربما رايش يهيئ له هذا لكن هكذا هو يشعر ..

قضم منها ببطء وهو ينظر للشارع لكنها أبقت عينيها عليه، استدار لها فجأة ليجدها تحدق في شفتيه اللتان تلطخا بالشوكولاتة لكنها سألته " جيدة؟ "

أومأ فابتسمت وتجرعت من كوب قهوتها وهي تشيح بنظرها إلى الشارع لكنه فاجأها بتمتمته

" حياتكِ مملة تعرفين؟ "

عادت برأسها له وعقدت حاجبيها " لماذا؟ "

" دائمًا في المنزل، لا تخرجين إلا قليلًا .. لا تفعلين أشياء حماسية إطلاقًا .. إنه أسلوب حياة مريح لكنه ممل! مثلا لمَ لا ننزل للشارع الآن لنبني رجل الثلج؟ "

دحرجت عينيها وقهقهت بخفة " فقط قل أنك تريد النزول لبناء رجل الثلج. "

" أريدكِ معي! "

" لا أحب تلك الأشياء هاري أنا لست بصاخبة. "

فوجئت به ينهض ليسحبها من يدها وصمم " هيا سننزل. "

وضعت فنجان القهوة ونهضت معه وهي تتذمر بأشياء مثل " لا أريد .. اترك يداي .. حسنًا توقف عن الشد .. ارتدي معطفك ستبرد .. دعني أجلب المفاتيح. ".

وصلا إلى الأسفل بعد أن ارتدى هو معطف ثقيل وقبعة صوفيه بيضاء بينما كانت هي بالسترة الحمراء بنصف أكمام وبالبنطال الأسود

" حسنًا .. سنبني رجل ثلج، لقد جلبت جزرة معي من ثلاجتكِ .. " رفع يده بالجزرة بابتسامة واسعة أظهرت غمازتيه وجعلتها تقهقه عاليًا وبدأت تتحمس بشأن هذا؛ فهي لم تبني رجل ثلج من قبل.