6- الإله لا يخطئ أبدًا

3.2K 462 61
                                    

" ماذا تشاهدين؟ " سأل وهو يجلس بجانبها على الأريكة عندما خرج من غرفته ووجدها تجلس أمام التلفاز فرفعت كتفيها وأجابت " فيلم .. "

" عن ماذا؟ "

ارتسمت ضحكة خافتة على وجهها وأجابت وهي تحاول عدم القهقهة عاليًا " رجل مافيا يخطف الفتاة التي كان يحبها في طفولته ويتزوج بها رغمًا عنها. "

رمقها هاري بطرف عينيه ثم سخر محاولًا تقليد نبرة صوتها الرفيعة " هاهاها .. هاري أنت تلعب دور الفتاة .. مضحك جدًا صحيح!؟ "

ضحكت بخفة ورفعت يدها لتلمس أنفها وحمحمت " أنا لم أتفوه بشيءٍ مثل هذا .. ! "

أعطاها نظرة مقروفة وسخر من جديد " لقد كانت مرسومة على وجهكِ، لا حاجة للتفوه بها! "

قضمت شفتيها وقهقهت داخليًا بصمت فنفخ الهواء من فمه بضيق ثم رجع بظهره ليستند إلى الأريكة وتمتم وهو ينظر إليها " وماذا سيحدث على أي حال؟! "

حمحمت من جديد ورفعت يدها لتحك ذقنها بتوتر ملحوظ " ستقع الفتاة بحبه في النهاية وهو سيتوقف عن أعماله السيئة ويعيشا سويًا بسعادة. "

ارتفعت شفتي هاري بابتسامة لطيفة واستدار لينظر إلى التلفاز وهو يردف بضيق " سأشاهده إذًا ما دامت نهايته سعيدة. "

علقت عينيها عليه وخاصةً على غمازتيه وشعره المصفف بفوضوية جميلة ويديه المعقودة أمام صدره بطريقة لطيفة وتذمره بشأن أنه مخطوف كالفتاة .. إنه ألطف رجل في الكون!

بينما كان هو فقط يحاول إيجاد طريقة لمضايقتها ومضايقة دالت، إنه يفكر منذ البارحة .. سينتقم لزين من المتوحشة هذه لكنه فقط لا يجد طريقة مناسبة! ماذا سيفعل لها ليجعلها تغضب؟ هو لا يتذكر أن دارك قد انفعلت إلا عندما تحرشت به فتاة ما على المسرح منذ اليومان .. ربما يجب إثارة غيرتها عليه؟ لكن تلك طريقة فاشلة فلا يوجد اية فتاة هنا غيرها

انتشلته من تفكيره هذا بسؤالها الغريب المفاجئ والذي لم يتوقعه

" هل تؤمن بالنهايات السعيدة هاري؟ "

عقد حاجبيه ونظر لها ببطء ثم أومأ لكنها بدت وكأنها تريد منه التكلم وهو قد وجدها فرصة سانحة لخوض نقاش معها ومعرفة جزء مما يجول في عقلها على أقل تقدير لذا فهو بلل شفتيه بحركة خاطفة مستعدًا للحديث

" وأحبها، لا أحب النهايات المأساوية حيث ينفصل البطلان أو يموت أحدهما، كمثال، أنا أكره فيلم تايتانيك! "

ابتسمت وأومأت لتشجعه أكثر على الإكمال

" لو بيدي لجعلت كل النهايات سعيدة .. سيكون الأمر أكثر من رائعًا! " كان يتكلم بحماس وهي بدت مستمتعة فقط بسماعه ورؤيته

" أنا أيضًا أحب النهايات السعيدة لكنني لا أؤمن بها، لكن نعم نحن نهرب من بؤسنا بالأفلام والمسلسلات والروايات .. سيبدو الأمر أسوأ لو أنهم ممتلئين بالبؤس أيضًا. "

داكن | DarkWhere stories live. Discover now