1- مدينة من الوحوش

7.3K 548 151
                                    

كان يقف على المسرح يتحرك هنا وهناك بنشاط ويؤدي حركات عشوائية راقصة، الموسيقى العالية قادمة من كل اتجاه، صرخات الجمهور المستمتعون بغناءه والألعاب النارية والمفرقعات تشتعل من حينٍ إلى آخر لتزيد من الأجواء الحماسية للحفل الذي بدأ منذ الساعة فقط

كان الحراس ملتفون حول المسرح بطريقة تمنع أي شخص من الصعود لكن وبالرغم من هذا فور اشتعال الألعاب النارية بطريقة تحجب الرؤية عن من يقف على المسرح وجد الحراس فجأة ثلاثة أشخاص ملثمين يهاجمونهم، ونجح واحدٍ منهم بالفعل بالصعود على المسرح،

استدار هاري ممسكًا بمكبر الصوت لكنه صُدم بشيءٍ آخر أمامه، كانت ملثمة سوى من عينيها الرمادية اللتان حدقتا في عينيه، لوهلة شعر بالزمن يتوقف عند ذلك ونسي بأنه في وسط حفل وهناك متسللة ملثمة تقف أمامه على المسرح الآن تحدق فيه بأعين ماكرة!

لم يأخذ ثانية أخرى للتفكير لأنها قد وضعت منديل على فمه وأنفه وبعدها غاب عن الوعي تمامًا.

حملته بسهولة لتجد أن معاونيها قد أخلوا الطريق بالكامل من الحراس بعد أن أبرحوهم ضربًا ولم يكن الأمر بالصعب عليهم، مستذئبان ضد عشرون حارس بشري؟ القتال يميل للكفة الأولى ..

بعد ربع ساعة فقط كانوا في السيارة، إثنان يقودان وهي تجلس بالخلف برفقة النائم ولا يدري بأي شيء حوله بعد أن خدرته بمخدر قوي لا يمكن لأسدٍ حتى بمقاومته.

" واو، لقد استمتعت حقًا! " قال الذي يقود السيارة بطريقة حماسية فأومأت التي بجانبه وهي تسحب التلثيمة عن وجهها وتهندم من خصلات شعرها البنية وضحكت عاليًا " لا أستطيع تخيل أننا نجحنا بهذا وبتلك السهولة! ظننتنا سنُعتقل من قبل الشرطة. "

" الأمر كان أسرع من أن تستوعبه الشرطة، " أردفت التي تجلس بالخلف بهدوء وهي تتأمل وجهه النائم

قفزت الفتاة في المقدمة واستدارت لتنظر إليها بأعين سوداء لامعة " دارك، ما هو شعوركِ وأنتِ تجلسين بجانبه؟ "

رجعت بعينيها إليه لتلقي عليه نظرة خاطفة، رمقته من أعلى إلى أسفل، ثم عادت بعينيها إلى صديقتها

" فالي، الأمر منتهي .. لقد أخبرتكِ. "

جعدت فالي وجهها بدون تصديق ثم غمزت نحو دارك بطريقة لعوبة وهمست " على الأقل لا تدعي الأمر يمر هكذا، ستندمين ... جيمي لن يعرف. "

علت قهقهات الذي يجلس في مكان القيادة ثم نظر لها من خلال المرآة وغمز لها بزرقاوتيه مؤيدًا " اسمعي كلام فالي، ستكون تجربة رائعة لن تتخيليها. "

عقدت دارك حاجبيها ثم نظرت لهاري من جديد لكنها سرعان ما عادت برأسها للفتى والفتاة وصرخت عليهما " روس، فالي .. توقفا عن العبث بعقلي واللعنة! "

قلب روس عينيه وتذمر " مفسدة للذات. "

ثم عادت فالي لتجلس على كرسيها وهي تسخر " على كل حال لا أظنها ستصمد، ولا أظنه سيصمد أيضًا. "

داكن | Darkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن