2- بائع البطيخ

4.2K 477 118
                                    

أوقفت دارك سيارتها الشيفورليه السوداء عندما وصلا إلى بوابة حديدية كبيرة، عندما رآها الحراس قاموا بفتح البوابة على الفور فتحركت بسيارتها إلى الداخل لتمر من مرر في وسط حديقة حتى استقرت أمام مدخل تلك الفيلا الضخمة،

ترجلت إلى الخارج وأشارت له بالخروج ففتح على الباب على مضض ونزل من السيارة وهو ينظر يمينًا ويسارًا، المكان مظلم سوى من إضاءات المصابيح الخافتة

" ألم يكن ممكنًا أن نأتي بالصباح .. " تذمر وهو يعدل من هندام بذلته الوردية المزينة بوردة سوداء وربطة عنق سوداء تحت قميصه الأبيض

" بلى، لكنني أريد إنهاء الأمر بسرعة كي أتخلص منك، " أجابت وهي تتوجه نحو الباب ثم ضغطت على الجرس ففتحت لها إحدى الخادمات

اشارت له بالمجيء فقلب عينيه وتأفف ليتبعها من جديد حتى دخلا إلى ذلك المكتب

توجه نحو المقعد الموجود أمام المكتب وجلس عليه في حين جلست هي على المقعد المقابل له،

وهنا انتهزها فرصة ليتفحصها من أعلى إلى أسفل، بنطال جينسي رمادي اللون، سترة سوداء من الدانتيل .. نحيفة إلى حدٍ ما لكنه يستطيع القول أنها تمتلك بنية جيدة .. وشعرها الأسود الكثيف الذي تربطة كذيل حصان ناسب بشرتها البيضاء وصنع مزيج رائع مع عينيها الرمادية

لا يستطيع تخيل أن تلك الجميلة ما هي إلا وحش ..

انتبهت له دارك فشبكت يديها أمام صدرها ورفعت إحدى حاجبيها باستنكار وسخرت " ماذا؟ أعجبك؟ ظننتني لست نوعك المفضل فأنت بالعادة تتسكع مع العاهرات .. "

وهنا ابتسم ابتسامة خبيثة وغمز نحوها " لذلك أتفحصكِ، أنتِ من النوع الذي أتسكع معه بالعادة. "

جحظت عينيها ولم تتمالك نفسها فضربت على خشب المكتب وهي تنهض له " أنت تلعب في عداد عمرك أيها الوغد ال.. " قاطعها دخول ذلك الرجل الذي كان في الأربعون من عمره وذو بنية طويلة وشعر أسود يخالطه بعض الشعيرات البيضاء لتزيده هيبة

والذي فور أن رأته كانت قد استقامت وأحنت رأسها للأسفل باحترام في حين تحرك ذلك الرجل ذو البذلة السوداء الرسمية ليجلس على كرسيه

انتبهت دارك لهاري الذي يضع قدمًا فوق أخرى بلا مبالا فنكزته بقدمها وهذا جعله يرفع عينيه بملامح بلهاء ويقول بصوتٍ مرتفع " ماذا؟ "

غمزت نحوه وهي تشير بيدها بخفوت أن يقف لكنه تجاهل هذا وسخر " يبدو أنكِ نسيتِ من أنا، اسمعي أنا لن أقف لأي شخص على هذا الكوكب. "

سمع الرجل يقول لدارك " لا بأس دارك، اتركيه واجلسي رجاءً. "

تحركت لتجلس على مضض لكن ذلك لم يمنعها من ركل قدم هاري بهدوء من خلف المكتب دون أن تثير ريبة والدها، لكن ما لم تتوقعه هو ركل هاري لقدمها بطريقة عنيفة فلم تتمالك نفسها وركلته من جديد لتفاجئ به يركلها بكل قوته وكانت ستركله للمرة الثالثة لكنها سمعت والدها يزمجر بطريقة أخافتها

داكن | Darkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن