البارت17

417 19 18
                                    

استيقظ من سباته على صوت همهمات وحركة عنيفة الى جوارة فتح عيناه وجدها تتصبب عرقاً وهي تتحرك بعنف وتتمتم بكلمات غير مفهومة اقترب منها وحاول ان يوقظها ولكن دون جدوى توقف لوهله عندما سمعها تصرخ.
حماس:انا اسفه والله ما اعيدها إلا رشا لا رشا ما تلمسها لا.
ازداد خوف وليد عليها فاقترب منها وحاول ان يوقظها وهو يضرب على وجنتها بخفه لتستيقظ.
وليد بهلع:حماس حبيبتي قومي يا حماس.
رأها تفتح عيناها بهلع فأردف هو مطمئناً إياها.
وليد:حماسي كان كابوس.
اهتز من شدة ارتطامها به وهي تعانقه طالبتاً منه الأمان وشهقاتها تعلو ودموعها لم تتوقف من النزول بينما هي تحوط ذراعيها حول رقبته يحوط هو خصرها باحدى ذراعيه والأخرى تمسح على ظهرها بانسيابية وحنان محاولاً ان يهدأ من روعها فتحدثت هي من وسط دموعها وشهقاتها بتوسل ورجاء.
حماس:وليد قوى بعده لا تخليه يقرب مني انا خايفه.
حاول وليد جاهداً تهدأتها بكلماته الحنونة الصادقة الى ان نجح بذلك بعد مرور دقائق عديدة شعر وليد بهدوء حماس حاول ان يبعدها ولكنها تشبثت برقبته اكثر رافضة الابتعاد شعر بارتخاء جسدها فعلم انها نامت استند على خلفية السرير وهي لا تزال تكمن بين احضانة وبين الفينة والأخرى يسمع صوت تنهيداتها الساخنة التي تخرج من تجاويفها لتمزقه إلى اشلاء لمعة عيناه بغضب لاذع وهو يهمس بحرقة ووعيد.
وليد:اوعدك يا حماس انني عاد احرم علي الراحه والنوم والهدوء مثل ما حرمك منهن حتى لو ادفع الثمن حياتي.
قبل جبينها بحب بالغ وهو يضع انفه وسط رأسها بين شعيراتها الكثيفة الطويلة ليستنشق رائحتها التي تجعله يعشقها فوق العشق عشقاً.
............................................*
استيقظ من النوم وذهب ليأدي صلاة الظهر وبعد ان عاد جلس على الكرسي الموجود في شرفة الغرفة وهو غارق بأفكاره لم تذهب عن باله ولو لدقيقة واحده نظر إليها وجدها لا زالت على وضعيتها نائمة بهدوء ذهب اليها وهزها بلطف فهمهمت هي بانزعاج.
وليد بحب:حماسي قومي.
همهمت مجدداً ولم تستيقظ.
وليد باستغراب:حماس قومي الساعه واحده الظهر.
همهمت مجدداً فعاد وليد كلماته وهو يحاول إيقاظها وهي فقط تهمهم.
وليد بانزعاج:كم قد عدتي هممم مرات قومي يا حماس.
همهمت هي مجدداً فشعر وليد بأنها ليست بوعيها نزل الى مستواها وقبل خدها بحب وهو يهمس بحنان لكي تستيقظ ولكنه انصدم انها همهمت فقط ابتسم بخبث ثم تتالى عليها بقبلات سريعة على انحاء وجهها ولكنها ايضاً همهمت ولم تستيقظ.
وليد بصدمة:حماس مالك قومي.
حماس بهذيان:يمه خليني ارقد خمس دقائق واوعدك ما اتأخر على المدرسة.
شعر وليد بأن العالم ضاق عليه مسك جبينه ولم يصدق ما يسمعه انها تحلم ام قد جنت هل هي ليست بالواقع ام دخلت في غيبوبة نظر نحوها بحزن وجلس على السرير الى جوارها وهو يمسح بابهامه على خدها بحنان زفر بضيق ثم همس الى جوار اذنها لعله يستطيع استعادتها الى الواقع.
وليد:حماسي انا وليد.
حركت عيناها بضيق وانزعاج فنظر نحوها وليد ولصق جبينه بخاصتها وعيناه مغمضه فقط يستشعر انفاسها التي تلفح وجهه وقد امتزجت بانفاسه.
وليد بحب:عشقي حماس قومي ارجعي للواقع.
تنهد وفتح عيناه وجدها تحرك عيناها وهي تحاول فتحهما الى ان نجحت وفتحت زجاجيتيها السوداء ببطئ التقت بعينا وليد الذي لا زال يسند جبينه على جبينها رمشت عدة مرات لتستوعب وفتحت عيناها الجاحظة بنظرات خجولة وقد طغى الون الاحمر على مفاتن وجهها الجميلة.
وليد بهمس:صح النوم.
شعرت بأن ضربات قلبها تعلو اكثر واكثر مع قربه منها وبسبب انفاسه القريبة وبسبب عيناه التي تنظر نحو شفتيها مباشرة ًرمشت بعيناها لعل ان يكون ما تعيشه الأن حلم ولكنها رأته يغمض عيناه ويحاول ان يقترب اكثر.
حماس باضطراب:ولي....
لم تنهي كلماتها لانه وضع سبابته مانعاً لها من التحدث وقد فتح عيناه وينظر بهما نحو عيناها فتذوب هي بنظراته قبلها بشغف في خدها ونظر نحو شفتيها واقترب اكثر ولكنها اوقفته باعتراض.
حماس:وليد انا....
وضع ابهامه على شفتيها مانعاً إياها من النطق ليتحدث هو بحب ومشاعر جارفه.
وليد:خلينا نكمل.
غمضت عيناها بقوة وهي تشعر بأنفاسه التي تلفح بشرة وجهها اعتصرت عيناها بقوة وفتحتها لتتأكد بأنه واقع نظرت الى وليد الذي يرسم ابتسامة جميلة تزين ثغرة وهو يردف بتلاعب.
وليد:مش مصدقة؟؟.
حماس ببحه:انا كنت مع امي كيف رجعت لعندك.
وليد بهمس محب:كنتي ناويه تفلتيني لوحدي وتسيري مع امك يعني ناويه تموتي وتخليني اعيش لوحدي همم! بس انا عاقبتك بهذي الطريقه لاجل مره ثانيه ما عاد تفكري مجرد تفكير انك تفلتيني.
لفت وجهها الى الجهة الاخرى هروباً منه لكي لا يرى دمعتها التي هربت منها ولكن هيهات فلقد رأها وشعر بأن سكاكين تنغرس في صدرة لف وجهها نحوه بسبابته وقبل عيناها بشغف ونهم وعشق كبير وهو يمسح دمعتها بخده اما هي شعرت بأن الهواء انعدم واغمضت عيناها وهي تستشعر لمساته اللطيفة ويكاد قلبها ان يخرج من شدة نبضاته.
وليد بحب:افتحي عيونك.
هزت رأسها رافضة ودفعته من عليها وهبت متجهه نحو الحمام ولكنه امسك بمعصمها والصق ظهرها بالجدار واقترب منها لدرجة ان الهواء لا يستطيع العبور من بينهما واطبق كفيه على الجدار محاصراً لها شتتت نظرها في ارجاء الغرفة هرباً من النظر اليه ومن قربه منها.
وليد بمداعبة:حماس انا قبالك لوين تبسري.
انزلت هي رأسها وهي تنظر الى الأسفل وقد امتلأ وجهها باللون الاحمر لشدة خجلها منه.
وليد بهمس:وين سايره ليش قمتي.
حماس باضطراب:الحمام.
وليد بحب:تتذكري في الفجر احنا ما كملنا كلامنا.
اغمضت عيناها واعتصرتهن بخجل واحراج واضطراب من قربه منها هل هو غبي يقترب منها هكذا ويطلب منها ان تشغل عقلها وتتذكر ما حدث في فجر هذا اليوم.
حماس بهمس:ايش.
رفع رأسها بسبابته وجدها تعتصر عيناها المغلقة وتعض على شفتها السفلى بتوتر وصدرها الملتصق بصدره يعلو ويهبط باضطراب.
وليد بابتسامة:افتحي عيونك وابسري ليا وحاكيني بسرعه قبل ما افعل شي اخليك تندمي عليه.
انهى كلماته محذراً لها لتفتح عيناها ببطئ وتتحدث بتلعثم.
حماس:انا هو اقصد انا نسيت.
وليد بحب:كنت اسألك بالفجر انا ايش وانتي ما جاوبتيني.
حماس باضطراب وتلعثم:انت زوجي.
وليد بمشاكسة:ايوه وانتي زوجتي ما تتوقعي ان عليك واجبات لي وعليا واجبات لك.
كاد قلبها ان يخرج فزمت على شفتيها بطفولة وهي تهز رأسها نافية لذلك نظر وليد نحو ملامحها الخجولة والى عيناها التي تعتصرهن بخجل ووجنتيها الحمراء من الخجل ختاماً بشفتيها التي تعضهما بطفولة وخجل انحنى برأسة ليقبلها داعب انفها بأنفه وهو يقترب اكثر وقد اغمض عيناه اما هي في اقل من ثانية تذكرت ما كان يفعله علي من قذارة واشياء محرمة وتذكرت شريط حياتها وعذابها عندما كانت معه شعر وليد بسائل ساخن يلامس وجنته قبل ان يقبلها فابتعد عنها وهو يأنب نفسه بداخله.
وليد بندم:حماس انا اسف والله ما كان قصدي انا...
لم يكمل لأنها تهاوت الى الأرض بضعف وهي تتحدث بألم.
حماس:انا الذي اسفه لأني ما اقدر انا مش جاهزه لشي ان...
قاطعها وهو يجلس الى جوارها ويحتضنها بين ذراعية ويحتويها بحنان.
وليد بندم:انا الغبي الذي ضعفت لمشاعري انا داري بكل شي ومع هذا تجاهلت مشاعرك.
ابتعدت عنه ووقفت بتعب كادت ان تسقط ولكن وليد امسكها قبل ذلك ونظر اليها بندم واعتذار فقابلته هي بنظرات ذابلة جاحظة.
وليد بتوسل:انا اسف.
حماس بنفي:لا تعتذر انا المفروض ما اتزوجك انت نعمة واحسن زوج على كل الكرة الارضيه.
قبل جبينها بامتنان واردف بحب وعشق.
وليد:انتي النعمه الذي ارسلها لي ربي.
هزت رأسها بخجل وذهبت الى الحمام هاربتاً من نظراته المحبة زفر براحة عندما رأها تغلق باب الحمام......؛ اخرجت رأسها من باب الحمام لتتأكد ما ان كان موجود ام لا لانها لم تأخذ ثياب لتلبسهن زفرت براحة عندما لم تجد احد في الغرفة خرجت من الحمام وشعرها المبلول منسدلاً خلفها وتغطي جسمها بروب الحمام وقد ملأ الغرفة عبق رائحتها الفواحه اتجهت نحو الخزانة وما إن فتحتها حتى شعرت بذراع تلتف حول اكتافها وجسد قوي يرتطم بها من خلفها اغمضت عيناها بخجل ولم تتفوه بكلمة واحدة.
وليد بهمس:كنتي تنتظريني.
حماس ببحه:لا.
وليد باحتيال:طيب ليش ما خفتي حين مسكتك.
حماس بخجل:لأنني داري ما احد يلمسني ويقرب مني غيرك وغير هذا انا اعرفك من عطرك.
وليد بسعادة:صدق.
حماس بهمس:ايوه صدق.
وليد بشك:كيف من عطري وانتي عطرك قد ملأ الغرفه كلها.
حماس بهمس:صدق؟.
وليد بحب:صدق.
ابتعد عنها وامسك يدها وهو يجرها خلفه نحو السرير وقف الى جوارة واخذ من عليه علبة مغلفة باللون الاسود وتحوط بها شريطة باللون الذهبي مدها لحماس فرمشت عدت مرات ونطقت بعدم تصديق.
حماس:تيه لي.
وليد بجديه:اكيد مش لك انا قلت امكنك انتي لأجل تمكني مريم.
حماس بغيرة وغضب:وامكن مريم ليش.
وليد ببرود:ليش يعني؟؟ اكيد لانها بنت خالتي وانا اشتي اهديها.
نظر بطرف عينه الى حماس التي قد تناست خجلها واردفت بغضب وتهديد.
حماس:انت كيف تفكر هكذا؟؟ انا اوريك ايش عاد افعل.
وليد بنظرات جريئة:ايش بتوريني.
خجلت حماس من نظراته ولكنها لم تنسى غيرتها حاولت بيديها تغطيت جسدها الشبه مبلول وهي تردف بحقد.
حماس:انت متأكد انك بتتحمل الذي عاد افعله.
وليد باستخفاف:ايش بتفعلي يعني بتضربيني.
حماس بغرور:اكيد لا لأني ما اسخى اضربك بس عاد اقطع مريم باظافري واكلها باسناني وانكعها من اكبر جبل موجود في العاصمه من غير ما احد يدرى او يعلم واقلع عيون اي بنت تحاول تبسر لعندك او تفكر بك.
وليد بابتسامة:والله.
حماس بثقة:انا ما احلف حين اقول كلمه انفذها.
وليد بسخرية:يعني؟؟.
اخذت العلبه من بين يديه وهي تنظر له بغضب رمتها الى الارض ورفعت رجلها لتدهسها ولكن وليد سحبها من ذراعها الى حضنه وهو يقهقه بصخب وحب.
وليد:انا مستحيل افكر بغيرك او ابسر لواحده غيرك انتي وبس لا قبلك ولا بعدك.
فصل العناق واخذ العلبه من الارض ومدها لها مجدداً بابتسامة تزين وجهه.
وليد بحب:لك.
حماس بسخط:لي! مش كانت لمريم.
وليد بضحك:والله انها لك بس قلت العب باعصابك شويه.
حماس بابتسامة:اعتبرها اول هديه.
وليد باستفهام:ليش انتي ما احد يهديك.
حماس بضحك:إلا يهدوني بس انا ما اقبل اي هديه من احد.
وليد باستنكار:طيب ليش.
حماس باندفاع:لاني ما تعودت على الهدايا غير...
صمتت باستيعاب وهي تكتم ألمها بداخلها خوفاً من ان يظهر لوليد الذي ينظر لها باستغراب.
وليد باستفهام:غير؟؟.
حماس بغصة وألم:غير من فرح.
وليد بزعل:يعني ما عاد تقبلي هديتي.
نظرت الى الارض بشرود وعم الصمت لثواني ثم رفعت رأسه ونظرت إليه بابتسامة.
حماس:عاد اقبلها منك.
وليد بترقب:وكل مره اهديك تقبلي مني.
هزت رأسها بنعم واخذت الهدية وهي تشكرة بامتنان وحب وطلب منها ان تفتحها ففتحتها إستجابة لطلبة وفور رؤيتها للهدية شعرت بأن كل ماضيها يمر من امامها كأنه شريط فيلم.
حماس بعدم تصديق:وليد انا...
قاطعها وليد بحب:انا داري انك ما تلبسي غير اللون الاسود بس اول ما ابسرت هذا عجبني وتخيلتها عليك حاليه.
نظرت الى التي بين يديها بشرود وهي تتحدث بألم.
حماس:بس انا ما قد لبست لون غير اللون الاسود من سنين كثيره وقد كرهت كل الألوان.
وليد بتفهم:خلاص لا تلبسيها.
خرج من الغرفة بعد ان قال كلماته وحماس لم تبعد نظرها عن الذي بين يديها.
..........................................*
يجلسون بجهه والفتايات في الجهة المقابلة ينظرون لهن بحقد بينما هن يبادلنهم بنظرات ثقة وانتصار أتى وليد وهو مستغرب من هدوئهم ويشتت نظره بينهم حتى استقر عل حسام وما ان رأى وجهه حتى ضحك بشدة.
وليد بنفس متقطع:من فعل بوجهك هكذا.
حسام بحقد:انت بس عليك تضحك واختك تفعل بنا المصايب.
وليد بصدمة:اختي انت بتتحاكى من صدق.
حسام بحنق:ايوه اختك ريهام.
وليد بثقة:اكيد فعلت بها حاجه وإلا هي ما تتحرش احد.
حسام بغيظ:اشهد لها في النهايه هي اختك.
اماني بهدوء:اسمع يا وليد لا تصدقهم هولا بيكذبو انا اقولك كل القصة ان ريهام كانت بتلحق هيام بالجزمه وهي هربت وريهام طيرت الجزمه لاجل تضرب هيام بس وقع خطأ والجزمه وقعت بوجه حسام وهكذا الشباب كلهم اقتلبو ضدنا واحنا والله ما كان قصدنا نأذي احد.
ضحك وليد بصخب وجلس على المقعد وحل الخلاف بين الشبان والفتيات مضى بعض الوقت واتجهت كل الأنظار نحو المصعد بصدمة نظر وليد الى المكان الذي ينظرون له الجميع وجد حماس تخرج من المصعد وهي ترتدي نفس الجلابية التي اهداها إياها.

سجانتي(رواية يمنية)Where stories live. Discover now