14- استراتيجية جديدة

Start from the beginning
                                    

وجدها تنهض بترنح لتشغل مشغل الموسيقى وسحبته من يده ليرقص معها فترك كأسه الذي لم يرتشف منه سوى رشفتين ونهض يراقصها بابتسامة واسعة

وضعت رأسها على صدره فشعر بنفسه يتشتت تمامًا لكنه سيطر على نفسه وحاول فتح الموضوع بطريقة غير مباشرة لكي لا يثير شكوكها

" دارك، تعرفين أننا رفيقان صحيح؟ "

سمع " أممم. " صغيرة تهرب من شفتيها وهي تلتصق به أكثر فارتفعت ضربات قلبه وقضم شفتيه رغمًا عنه وحاول تهدئة رايش ثم أكمل

" أنا لا أعرف أي شيء عن عالمكم هذا، مثلًا .. ماذا يعني كوننا رفقاء؟ "

كانت مازالت تتحرك معه بتناغم على أصوات الموسيقى دون إجابة لدرجة أنه ظنها لم تسمعه لكنها أثبتت العكس عندما همست بعد فترة

" الأمر يشبه إثنان من النجوم، وكل نجم له جاذبية خاصة به، فور اقترابهما من بعضهما يدخل كل نجم في مجال جاذبية النجم الآخر ويصبحان أسيران لبعضهما البعض، يلتفان حول بعضهما باستمرار في محاولة يائسة للهروب من مجال الجاذبية هذا لكن بذلك هما يقتربان أكثر .. ويظلا يقتربان حتى يصطدمان ببضعهما. "

عقد حاجبيه وأخفض رأسه لينظر لها بهدوء " وماذا يحدث بعد الإصطدام دارك؟ "

ضحكت عاليًا وابتعدت عنه ثم ضربت بكفيها معًا وهي تصيح بطريقة مضطربة " بوم، كل شيء ينتهي. "

بدأ صدره يضيق أكثر، حسنًا دارك الثملة متلاعبة أكثر من دارك المستفيقة!! لا يدري ماذا يفعل؟ يفتح جمجمتها ليعرف ما بالداخل!

" ماذا عنا؟ ماذا سيحدث لنا؟ "

فوجئ بها تتوقف وتنظر له بأعين دامعة ثم اقتربت لتكوب وجهه بين كفيها وقالت بنبرة متحشرجة " حبيبي نحن سنكون بخير، صدقني .. أنا أفعل كل ما بوسعي لكي نكون بخير .. هذه مرحلة مؤقتة أنا متأكدة من هذا، جميعنا سنكون بخير. "

" كيف وأنتِ تريدين رفضي؟ " تساءل بضيق فارتعشت وظهرت ملامح بائسة على وجهها وبدأت الدمور تنهمر عن عينيها

" لأنك لا تستحق هذا، لا يمكنني التسبب لك بأي ضرر، " أجابت بنبرة متحشرجة وهي تبتعد لتتكور حول نفسها على الأريكة وشرعت في البكاء

" الأمر يصبح مؤلم يومًا بعد يوم، لقد حاولت .. أقسم حاولت لمدة سنتان لكن أنا فقط تعيسة بائسة. "

" حاولتِ ماذا لمدة سنتان؟ "

" أن أأجع .. ل كل كل شيء بخير ... " همست بتلعثم بعد أن بدأ الكحول يثقل لسانها ثم على صوت نحيبها

دمعت عيناه رغمًا عنه، إنها فقط تؤلم قلبه!

تحرك ليجلس بجانبها وشدها إلى حضنه " لكن لماذا تريدين رفضي دارك؟ "

دفنت رأسها في صدره وتشبثت بسترته وهمست بألم " أحبك. "

شدد على عناقها أكثر وابتسم من بين دموعه هامسًا " وأنا أيضًا أحبكِ، لا ترفضينني. "

داكن | DarkWhere stories live. Discover now