17

124 4 0
                                    

#حكايات_قبل_النوم الجزء الثاني
يوم جديد.... 
الأثنين 24/8/2020
ضيف الحلقة الكاتبة مي ياسين  
أجتمع الأب مع ابنائه الثلاثة (( خوله – هبة – يامن – وزوجته ليا)) 
- مساء الخير يا اولاد لقد عدت من العمل ، و انا مرهق سأخلد إلي النوم... 
- ليا : زوجي توقف عندنا ضيفه وهي تريدك... 
- ماذا تريدني أنا ؟؟!! من هي ؟؟
- إنها معلمة يامن في الفصل... 
- وكيف تأتي في هذا الوقت ؟؟ ومنذ متى يأتي أساتذة الابناء في هذا الوقت ؟؟!! حسنا اين هي... 
- مي : اعتذر منك حقا على الاتيان في هذا الوقت ، ولكن لم اقوي ولم أستطع الصبر علي ان اقابلك... 
- لا باس تفضلي بالجلوس... 
- اولا احب ان اعرفك بنفسي ، انا اسمي مي ياسين طليس من كفر الشيخ معلمه ليامن في المدرسة ، و للعلم انا كاتبة و لي روايتي الخاصة.. 
- تشرفنا استاذة ، ولكن هل صنع يامن شيء يقتضي تلك الزيارة ؟؟
- في الحقيقة لا لم يصنع شيء ، في الحقيقة انت من فعل لذلك اتيتك اليوم... 
- انا ؟؟ ماذا فعلت ؟؟
- انظر ، انا احاول ان ازرع في طلابي معني الامل و معني القدوة ، اري فجوة حقيقة بين الحاضر و بين الحاضر الذي ينبغي ان نكون عليه..   لذلك كلما اسعفني الوقت اجلس احدثهم عن معاني الاخلاق و ماذا يجب عليهم و ابين لهم اخطاء و مصائب الواقع الحالي ، و في يوم من الايام ، تحدثت معهم عن واجب الاباء تجاه الابناء ، عندها اوقفني يامن ، وقال انك تحكي لهم كل يوم حكاية وقصة من قصص الانبياء ، فراق لي الامر و اعجبت بك حقيقة ، وطلبت من يامن في الطابور المدرسي كل يوم ان يقف ويحكي لنا ما قصصته له ، راق لي الامر وراق للأطفال خاصة و إن ابنك لديه حس عالي في الخطابة ، ولكن منذ فترة لم يقل يامن اي قصص ، وعندما سالته اخبرني انك تعود من عملك مرهق ، وما عدت تحكي له ولأخوته كما السابق ، صدقني اردت ان اتي ساعتها لأتحدث معك لأجعلك تحكي له مرة اخري ، ولكن أثرت الانتظار حتي تعود وحدك ، فلما طال اتيتك لكي اخبرك ذلك ، وسالت يامن عن وقت عودتك و اتيتك في هذا الوقت
ارجوك سيدي لا تتوقف عن ان تكون رفيق لأبنائك ، أنت صديقهم و انت مرشدهم فلا تتوقف رجاءا ، ابنائك ليسوا في حاجة لطعام و الشراب ، بل في حاجة للحنان ، الذي يشعرونه منك من خلال حديثك و جلوسك معهم ، سيدي اعتذر منك ، ولكن إن لم نقف نحن بجوار ابنائنا فمن يقف ، و إن لم نرشد نحن لأبنائنا الطريق ، فمن سيرشد ، أرجوك يا سيدي اعد الوقت ثانية لأبنائك فهم ، يشتاقون له... 
- اشكرك أستاذة مي ، كنت في حاجة لتلك الدفعة ، انا اعلم انك علي للحق و اعدك أنني سأجلس لأحكي لهم حكايات قبل النوم مرة ثانية
- هل لي أن استمع القصة في هذا اليوم ؟؟
- انا مرهق ، ولكن من اجلك سأحكي اليوم الحكاية ، هلم يا اولاد فلتأتوا و تجلسوا معي …  أخبروني أين توقفني في قصصنا... 
- خوله : كنا نتحدث عن نبي الله يوسف يا ابي و ما لاقه من اخوته
- هبة : ثم تحدثنا عن تحول يوسف من الحرية للعبودة يا ابي
- يامن : ثم تحدثنا عما وقع بين يوسف و السيدة زليخة يا ابي.. 
- ليا : ثم اخبرتني عن دخول يوسف السجن وماذا جري بينه و بين زملائه يا زوجي
- مي : ثم تحدثت عن حلم الملك و تفسير يوسف له و بقي خروج يوسف من السجن ، 😅😅😅 أعتذر شعرت بالإثارة شيء  قليلا
- لا بأس أهلا بك ،  قصة اليوم
في مصر القديمة ، حيث الحضارة و المجد ، هنا في وسط قصر الملك المعظم ، (( الريان بن الوليد )) يقف ينتظر الموكب ، الذي يصحب رجلا كان في السجن ، والآن سيأتي ليكون مقرب مشرفا من الملك نفسه ، لينطلق من بحر العبودية إلي شاطئ الشرف ، و من بعيد اتي الموكب  ، ليصل حارس الملك ليقف امام الملك بنفسه... 
• الملك : اين الرجل الذي ارسلتكم لتحضروه ؟؟
• الحارس : لقد رفض سيدي ان يخرج!! 
• ماذا رفض ، ولماذا ، و كيف يفضل السجن علي ان يكون رفيق ومميز لي ؟؟
• لقد اعطي شرط في البداية سيدي!! 
• ما هو ؟؟
• ان اسالك عن النساء التي قطعنا أيديهن ، لماذا و السبب ، وعن غلام زليخة يوسف ؟!
غضب الملك غضبا شديد ، و اعطي اوامره ، أصبح القصر علي صفيح ملتهب ، الجميع يذهب يمين و يسارا...  والمطلوب ، إحضار زليخة و النساء التي قطعن ايديهن و ذاك الغلام يوسف الذي حكي عنه الرجل المفسر للأحلام في سجن الملك …
وقف الجميع ما بين خائف و مضطرب ، فالجميع يعلم غضبة الملك جيدا ..
عندها صاح الملك ، اخبروني كيف قطعتم ايديكم تلك ؟؟
عندها اخبروا الملك الحقيقة ، اخبروه عن جمال يوسف وروعة يوسف و خلق يوسف ، و كيف انهم قطعن ايديهن و لم يشعرن قط بهذا التقطيع ، وكيف راودت زليخة يوسف كثيرا و اخيرا حبس ليسكت الناس عن الحديث ، عندها نطقت زليخة ، الآن ظهر الحق ، انا فعلا راودت يوسف و لكنه أبي و لم يفعل ، وليعلم زوجي انني لم اخنه و لم اخن يوسف بكذبي عليه طويلا..  
اخيرا ظهر الحق امام الملك ، وبرء يوسف من تهمة مخلة لا تنبغي له ، سال الملك عن يوسف هذا الذي كان حديث البلاد و هو لا يدري ، اخبروه عندها انه هو المفسر للأحلام ذاك الذي يريده ….
عندها امر الملك بخروج موكب ملوكي وعلى رأس  الموكب وزير الدولة القوي ليحضروا هذا الشريف من السجن.. 
وتحقق موعود الله الأول ليوسف ، اغمض عندها يوسف وتذكر اول كلمة اخبروه بها والده (( لا تخف يا بني  ، فالله سيمكن لك في الأرض...  )) تبسم يوسف ، وخرج من السجن مرفوع الراس بريء وشريف ، ليقف يوسف امام الملك المعظم
• لقد تبين لنا براءتك و شرفك يا يوسف ، فانت لك عندنا مكان امين و صاحب شرف عظيم ، و لك كل ما تطلبه مني يا  يوسف .
• لن اطلب كثيرا ايه الملك ، فقط امران ، الاول ان تجيبني إلي عبادة ربي و الثاني أن تجعلني وزير للمالية فانا اعلم واحد بالأزمة القادمة …
• اما الوزارة فهي لك ، و اما دينك فماذا يقول ؟؟
• ديني هو ان تعبد الله وحده ، فهو الخالق و لا واسطة و لا آلهة معه ، فقط هو الرزاق و هو الكريم.... 
جعل يوسف يحكي عن دينه للملك ، حتي رق فؤاد الملك ، ودخل الملك ،  ودخل التوحيد إلي الديار المصرية ، ليعلوا قدر تلك البلاد مرة أخري... 
و إلي هنا ينتهي فصل الشقاء الذي اصاب يوسف ، و سنكمل بإذن الله غدا الفصل الاجمل في حياة نبي الله يوسف الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم
يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم... 
- مي : شكرا لك كثيرا ، وعرفت الآن من اين حصل يامن علي براعته ، ارجوك لا تتوقف ابدا ، فانا اثق ان في جعبتك الكثير... 
- بإذن الله و شرفتينا في هذه المدة القصيرة و لكن لن تخرجي من هنا قبل ان نتعشى سويا و انا نتناول كوب من العصير ضيافة وحق فالقصص غلتني عن الواجب ..

حكايات قبل النوم.... قصص هادفة للأطفال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن