حكايات قبل النوم.... قصص هادفة للأطفال

21

#حكايات_قبل_النوم
يوم جديد... 
الاربعاء 22 / 4 / 2020
أجتمع الاب مع ابنائه الثلاثة (( خولة – هبة – يامن ))
- مساء الخير احبابي ،كيف حالكم.. 
- خولة : الحمد لله يا ابي ، ما حكاية اليوم ؟؟
- حكاية اليوم يا بنيتي ، لقد مات نبي الله هود ، و عبد قومة الله الواحد الأحد ، و بعد فترة من الزمن ، و في مكان آخر ، خاصة منطقة تسمي الحجر  كان فيه قبيلة تسمي قبيلة (( ثمود))  تلك القبيلة عبدت ايضا الأصنام ، و كان الشيطان وجد ان الحجارة هي تلك التي تصيب الإنسان بالفتنة و تبعده عن طريق ربه ، فالإنسان خلق من تراب ، و الحجارة أيضا خلقت من تراب .
فبعث الله لهم رسول من انفسهم ، يسمي نبي الله (( صالح))  و يعرف بي (( صالح بن عبيد بن ماسح بن عبيد بن حاجر بن ثمود بن عاثر بن إرم بن سام بن نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ بن يرد بن مهلاييل بن قنين بن أنوش بن شيث بن آدم))  (( لا يوجد إثبات علي هذا الإسم)) 
.. و كانوا جميعا من العرب
اتاهم يوما نبي الله صالح فقال لهم
• يا قوم ، ما هذه الاصنام التي تعبدونها ؟؟
• إنها آلهتنا يا صالح ، ما كان يعبد آبائنا ، الا تدري ذلك يا صالح ؟؟
• لا هؤلاء ما هم بآلهة ، بل هم حجارة صماء ، لا تنفع و لا تضر !!
• ماذا تقول يا صالح ؟؟
• أقول لكم كما قال لي ربي ، إني رسول لكم من قبل رب السماء ، ادعوكم لتعبدوا الله وحده و لا تشركوا معه أحد... 
• انظر ما تقول يا صالح!! 
• يا قوم ، خبر عاد ليس بعيد عنكم ، أنتم تعرفون ماذا جرى لهم ، هل تتبعونهم ، و قد جعلكم الله الحكام من بعدهم ، ثم ما هذا الذي تفعلونه أتتركون الجنات و النعيم ، لتذهبوا إلي الجبال و تنحتونها ، و تتخذونها بيوتا ؟؟
• يا صالح لقد كنت محبوبا ، فلا تجعلنا نكرهك يا صالح...  
• يا قوم انا اريد لكم الخير و الفوز العظيم ، لا اريد منكم شيء غير النجاة
• يا صالح هل انت مجنون ، أم اصاب عقلك شيء ، انت رجل مثلنا ، فكيف تكون رسول من رب السماء كما تدعي ؟؟.
• يا قومي ماذا لو اثبت لكم صدق كلامي ؟؟
• كيف ؟؟؟
• احضر لكم معجزة لا يستطيع احد ان يحضر مثلها... 
نظروا جميعا علي بعضهم البعض ، ثما قالوا ،
• هل تستطيع ان تحضر لنا من تلك الصخرة العظيمة التي أمامك جمل ، (( وجعلوا يصفون اشكل و صفات في هذا الجمل حتي يكون تعجيزا لنبي الله صالح)) 
فدعا صالح ربه و طلب منه تلك الناقة ، و حدث بالفعل ، فقد تحطمت  الصخرة أمام عيونهم وهم ينظرون . و خرج منها جملا بالصفات التي ارادوا.... 
فقال صالح
• يا قوم هذا ما اردتم و هذا تصديق لكوني رسول لرب الخالق
أمن البعض بنبي الله صالح و كذب الكثير ، و اصبحوا يحقدون علي نبي الله صالح ، فلما رأي منهم هذا ، قال
• يا قومي ، هذا جمل الله ، اتركوه بينكم ، منه تشربون اللبن ، و هو يقتسمكم في الماء و الثمار ، و لا تقتلوه ، فيعذبكم الله عذابا شديد.. 
مرت الايام و الاعوام وتلك الناقة بينهم و الحقد يزداد يوما بعد آخر... 
ولا زال صالح يدعوا قومه لا يمل و لا يكل ، حتى اتي يوم... قد بلغ الحقد في قلوبهم مبلغا عظيما ، فاتفقوا علي ذبح هذا الجمل و يستريحوا منه... 
وبالفعل ذبحوا الجمل..  و عندما علم صالح بهذا اتي إليهم وهو غاضب.. 
• ماذا فعلتم ، هل تتحدون الله... 
• يا صالح ، لقد اثبتني كذبك ، فلو كانت لربك لأنقذها ، فلو كنت صادق فلتأتي بعذاب الله إن كنت صادق ؟؟
• إذا انتظروا ، ثلاثة ايتم فقط ، و عذاب الله سيكون لكم ، و هذا وعد صادق و ليس كاذب
فلما تركهم صالح و هم يكذبوه .. اتفقوا علي قتلة.....
و بالفعل أتي المساء ، و خرج تسعة من الفرسان ، يريدون أن يقتلوا صالح و اهله... 
و بينما هم في مكان مفتوح ، إذا حجارة من السماء من قبل الله تتساقط عليهم حتى قتلتهم جميعا واحد واحد... 
و في اليوم التالي ، قام الناس من يومهم ، و اجتمعوا على 9 المقتلون ، و قالوا ، هذا اليوم الاول في الموعود ، فظل الناس جميعا في رعب شديد ، و في اليوم التالي ازداد رعبهم و هم ينتظرون العذاب و في اليوم الأخير جلسوا ينتظرون عذاب الله...... 
صمت رهيب ، سكون حاد ، انظار تتقلب في كل مكان ، قلوب تكاد تمزق الصدور ، لا تسمع اي صوت من داخل الحجر ، الجميع صامت ، و الكل منتظر ، ربما تسمع صوت الهواء و لكن لن تسمع صوت إنسان ، ربما تسمع ضجيج الحيوانات ، و لكن لن تجد ابدا صوت إنسان...  فالكل في حاله سكون رهيب... 
و فجأة صوت رهيب من قبل السماء ، رفع الجميع ابصارهم ، عندها ارتجت الارض ارتجاجا رهيبا ، حاولوا أن يتمسكوا باي شيء قدر المستطاع ، و فجأة ، خرت أجسادهم كما هي ، و انقطعت مع الاصوات ، صوت انفاسهم ، فقد قبض الله ارواحهم.  و ما ترك فيهم أحد..  إلا واحد ، كان في مصلي لنبي الله صالح..  راي العذاب و هو الوحيد الذي نجي ، يري غضب السماء ورجت الارض و سكون البشر و ارواحهم التي تحصد حصدا ، ظن انه نجي و هو يري الجميع صرعا من داخل المصلي ، كرر الخروج و الهروب ، فما ان خرج ، حتى سقط و قد خارجت روحه و قد ابيد كل من كفر بالله جل في علاه....  .
وصدق نبي الله صالح عندما قال لهم (( يا قوم نصحت لكم و اردت لكم الخير و لكن لا تحبون الناصحين))
و مكث نبي الله صالح و من آمن معه يعبون الله حتى اتي وعد الله و مات نبي الله صالح.... 
.....
هيا تصبحون علي خيرا الآن ابنائي.. 
- يامن : ولكن يا ابي هل يكون هناك قصص آخري ورمضان علي بعد غدا ؟؟
- ربما اتوقف يا بني ، فرمضان امور أخري
- هبة : لكننا نريد يا ابي!! 
- فلنترك الامر لرمضان يا ابنتي ، هيا إلي فرشكم ، تصلحون علي خير .

يتبع.....

بقلم محمد سعيد النجار