18

69 4 0
                                    

يوم جديد.... 
الخميس 16 / 4 / 2020
..
اجتمع الأب مع أبنائه الثلاثة (( خولة – هبة – يامن ))
- خولة : اين كنت يا ابي البارحة ؟؟
- اتصالات عملتها معي البارحة يا بنيتي ، و لم استطع الحضور... 
- هبة : أصبحت تتخلف كثير يا ابي في الفترة الماضية ؟؟
- فلتعذريني يا ابنتي ، ضغوط و أسباب كما ان النفسية في وجع سيء للغاية .
- يامن : لماذا يا ابي ؟؟
- ليس الآن يا اميري ، و الآن أين كنا يا ابنائي ؟؟
- خولة : توقفنا علي لقد أمل نبي الله نوح في إسلام قومة بعد أن ظل يدعوهم 950 عاما ، حتي دعا الله عليه أن يهلكهم جميعا ، و اتاه خبر من الله يا أبي أن يبني السفينة فسيموت الناس جميعا... 
- نعم يا ابنتي ، انتهي آدم من بناء السفينة الضخمة...  و جمع الحيوانات ، و بلغ من آمن معه ، كان دائما يتذكر استهزاء قومة به ، و قولهم له ، كيف تبني سفينة علي اليابسة عن قريب سيروا ذلك أيضا... 
و بالفعل اتي أمر الله ، تفجرت البراكين ، و أتت النيران من كل مكان ، تعجب الناس في البداية ، تلك اول مرة يروا هذا الأمر ، ثم هاج الناس ، و تقطعت بهم الاسباب  ، الناس تبكي ، و تجري في كل مكان ، النار قوية و تحرك كل شيء اتي امر الله.. 
اسرع نوح ليصعد إلي السفينة !! هو و من آمن معه من أقل الناس..  العجب يسيطر الخوف اصاب قلوب جميع الناس ، فالقادم نار و ليس ماء.. 
يا نبي الله ماذا جري ، الم يعدك ربك أن يرسل الماء ، ام يرسل النار ، و هل تلك السفينة ، ستغني و تحمينا من نار حارقة... 
يا نبي الله ماذا جري... 
ارتج قلب نبي الله نوح ، لا يدري ماذا يقول  ، و جد نفسه يخبرهم أن يثقوا في موعود الله ، فالله قد وعد بحمايتهم ، لكن الامر صعب يا اولادي ، فالنار تقترب و هي تحرق كل ما قابلها اشجار بيوت بشر ، الجميع يحترق ، و الجميع يستغيث ، و هل احد يستطيع أن يحمي أحد في هذا اليوم.. 
و فجأة اتت السماء بما لديها...  مطر شديد لم يروه ابدا في حياتهم... 
سجدوا لألهتهم التي انقذتهم من بطش النيران ، ظنوا ان الماء هو الحامي لهم بشراك يا آلهتنا أنتم اربابنا (( ودا ، سواعا ، يغوث ، يعوق ، نصرا))  سجدوا ، اما نوح و من معه استبشروا لقد أتت الماء كما بشروا ، أطفأت الأمطار نار البركان ، و هاج الامر ، لازال الناس يسجدون لتلك الاصنام و الماء ينهمر بغرارة شديدة..  فجأة انفجرت براكين آخري لكنها ليست ماء في تلك اللحظة بل هيا عيون أبار ، براكين من ماء..  الأمر يزداد سوء ، و اصبح هناك صنفين ، صنف خائف مطمأن  هؤلاء هم نوح و من معه ، و صنف مرعوب خائف مضطرب ، لقد نجونا من النار ، فمن ينجينا من الماء ، لقد تجاوزت المياه الرقاب ، اصبح الناس يغرقون ، بدأت المعالم في الاختفاء ، بدأت السفينة ترتفع ، مرت أيام و ايام انتهت فيها الإستغاثات ، الدمع تسيطر علي الجميع ، و لكن دموع نوح تختلف عن جميع الدموع ، فهو الذي كان مبشر بأن يحميه الله هو و أهله ، و لكن راي ابنه الصغير يغرق مع من غرق.. 
تذكر كيف رآه يصعد علي الجبل ،
• يا بني اركب معنا.. 
• لن افعل فالجبل سيحميني من الماء
• لن يحميك اليوم احدا يا بني إلا تلك السفينة فغضب الله اليوم شديد
• و انا لن أؤمن ابدا بذاك الاله... 
فجأة اخذه الموت و غرق تحت انظار والده نوح.. 
صدم النبي ، و جعل يهتف في الله
• يارب الم توعدني بحماية أهلي.. 
أتي جبريل ليطمأن قلب النبي ..
• اهدأ يا نبي الله ، فالله وعدك بحماية أهلك إلا من وقع عليه العذاب ، و ابنك هذا ليس صالح و قد سبق عليه القام فلا تجزع... 
بكي نوح بكاء شديد علي ولده الذي مات و مأواه نار تلظي... 
جعلت السفينة تسير أياما في أمواج كالجبال و لكن السفينة صامدة بقدرة الملك جل في علاه ..
حتي رست السفينة علي قمة جبل من الجبال ، و أتي جبريل إلي النبي نوح ، و قال لقد أمر الله السماء أن تتوقف و امر الارض ان تسحب مائها ، ما هي إلا لحظات و يرفع الله الغمة... 
انتظر نوح قليلا ثم بعث طائر ليري ، فاتاه الطائر و في منقاره طعام و في قدمية طين ، فعلم نوح أن الارض قد جفت ، فخرجوا جميعا من السفينة و انتشروا في الأرض ..
لكن الله جعل من يعمر في الأرض فقط هم ابناء نوح (( سام – حام – يافث ))
وعاش الناس يعبدون الله جل وعلا حتي مات نبي الله نوح و عاش الناس بعده زمن حتي عبد غير الله و عندها يأتي بطل حكايتنا غدا بإذن الله
- خولة : ما اشد عذاب الله لقد ارجف قلبي.. 
- حقا يا ابنتي إن عذاب الله شديد... 
- هبة : و لكن م أز الذي منعهم من عبادة الله يا ابي وهم يرون الموت قادم ؟؟
- إنها النفوس البشرية يا ابنتي ، نفوس ظالمة تأبي الحق يا بنتي... 
- يامن : لما كان الخلق بعد ذلك من نوح فقط يا ابي ؟؟
- تكرمة له يا بني ، فهو اطول الانبياء عمرا في دعوة اقوامهم... 
- خولة : من هو النبي القادم يا ابي
- ليس الآن يا ابنتي فقد تأخر الوقت . غدا بإذن الله نتكلم عنه

يتبع....

بقلم الكاتب محمد سعيد النجار

حكايات قبل النوم.... قصص هادفة للأطفال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن