22

103 4 0
                                    

#حكايات_قبل_النوم
يوم جديد... 
الخميس 24/4/2020
أجتمع الاب مع ابنائه الثلاثة (( خولة – هبة – يامن ))
- مساء الخير اولادي...  الليلة قصتنا عن بطل محبوب  و الجميع يعرف اسمه... 
يا ابنائي مات صالح و عبد الله سنوات لا يشرك معه أحد ، حتى جاء الشيطان و صرف الناس عن عبادة الله ، وجعلهم يعبدون الاصنام مرة آخري ، حتى انتشر الأمر ، و أصبح جميع من يسكنون الأرض في ذاك الزمان ، كلهم مشركين بالله جل وعلا ، يعبدون الاصنام ، ومنهم من عبد الكواكب ، و النجوم التي تري في السماء ، و بعضهم عبد الشمس و القمر ، و بعضهم عبد الحاكم للبلاد وزوجته... 
و لم يختلف احد في هذا الزمان إلا ثلاث ،
ثلاثة فقط هم من تركوا تلك العبادة ، و كانوا يبحثون عن رب يستحق ان يعبد فكل هؤلاء ما هم إلا اشياء لا تستحق أن اتعبد.... 
في مدينة عريقة تسمي مدينة بابل ، بالعرق..  كانت قصتنا مع قوم هم للكوكب اقرب.. 
كان منهم رجلا يسمي (( لوط )) لن نتحدث عنه الآن ، و الرجل الثاني هو ابن عم (( لوط))  وهو بطلنا في هذه القصة و يسمي (( إبراهيم))  و الثالث كانت امرأة وهي السيدة الجميلة (( سارة))  زوجة إبراهيم... 
كانت عبادة هؤلاء الثالثة هي عبادة التأمل ، يحاولون تفسير كل شيء امامهم بحثا عن الله ، حتى أتي جبريل الملاك العظيم ، و ارشدهم لله الحق ، فآمنوا و صدق إسلامهم ، فبدأت الدعوة إلي الله جل و علا …
في البداية إبراهيم يسمي (( إبراهيم بن تارح بن ساروغ بن راغو بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفشخذ بن سام بن نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ بن يرد بن مهلاييل بن قنين بن أنوش بن شيث بن آدم))  (( لا يوجد إثبات علي هذا الإسم))
البداية....... 
أجتمع إبراهيم بابيه تارح (( او عمه آزر ، فالعلماء اختلفوا في ذلك..  لكن دعوني أن احكي قصتي علي انه آباه )) وكان يلقب بآزر...  و قال
• يا ابي ، ما هذه الاصنام التي تعبدها يا ابي ؟؟
• هي آلهتنا يا بني ؟؟
• ولكني اراها حجارة يا ابي
• إذا دعك منها يا بني ، إن لدينا آلهة كثيرة ، انظر انا اعبد الاصنام ، و في ذات الوقت اصنع النار لمن يعبدون النار ، فإن شئت اعبد النار... 
• لا يا أبي أنها ضعيفة ، من السهل إطفاء النار... 
• هناك غيرها الكثير يا إبراهيم ، انت المحبب لدي ، انظر و ستجد ربك ....
جلس إبراهيم يفكر اين هذا الاله ، من المحال أن تكون تلك الاصنام ، و من المحال ان تكون تلك النار ، حتي اتي الليل بسواده العظيم . فنظر إلي السماء ، فوجد كوكب ظاهر يلمع في السماء ، له بريق شديد ، أعجب به إبراهيم ، كثيرا ، فذهب لأبيه ... و قال....
•  يا ابي ، اعرفك علي ربي فهذا هو ربي ......
و اشار إلي السماء ، إلي هذا الكوكب... 
ففرح آباه كثيرا ، و قال.... 
• مبارك لك ربك الجديد يا ولدي!!
و احتضنه حضن كبير ثم انصرف... 
جلس إبراهيم ينظر إلي ربه قليلا حتى غلبه النوم ، فذهب إلي سريرة.... 
طلع الصباح يشرق و يضيء الدنيا للجميع. ...
استيقظ إبراهيم و راح يبحث عن ربه ليعبده..  نظر إلي للسماء فلم يجد شيء ، اين هو ربي ، جعل يبحث و يسال الناس عنه ، و الناس تتعجب ، إن الكواكب لا تظهر إلا ليلا... 
جلس إبراهيم كئيب حزين... 
اتي والده و قال ...
•  مالك يا ولدي ؟؟؟
• لقد رحل إلهي يا ابي !!
• لا تقلق يا بني سيعود.. 
• لا يا ابي ، انا لا احب الرب الذي يرحل و لا يكون مطلع علي.....
تركه آباه حزين علي وضع ابنه ، لماذا يفكر كثيرا ، و لماذا يتنقل بين الالهة هكذا... 
حتى اتي الليل مرة آخري ، فخرج إبراهيم باحثا عن هذا الكوكب المدعي الربوبية وهو لا يستحق ، نظر إلي السماء ، لكنه تفاجأ بشيء أكبر و اجمل و احلي !! لقد وجد القمر بدرا منيرا!!!  ذهب إلي والده وهو فرحا مستبشرا ،
• يا ابي ، لقد وجدت ربي !!
• اين يا بني ؟؟
• القمر يا ابي ، إنه رائع و جميل و كبير ، هذا ربي الذي أعبده !!
• مبارك لك يا ولدي الحبيب... 
و انقضي الليل سعيدا يحمل البشر في قلب إبراهيم..  حتى طلع الصباح ، فجعل يبحث عن ربه ، فلم يجده...  غضب إبراهيم كثيرا لهذه الكذبة الكبيرة ، فهذا القمر لا يستحق ان يكن اله يعبد ؟؟!!
رآه اباه حزين مهموما ..
• ماذا بك يا ولدي ؟؟
• ما بالكم تعبدون تلك الاوهام يا ابي ، أنا لم تعجبني الاصنام ، فنحن من نصنعها ، و إذا شئنا حطمناها ، كما انني لا أحب النار ، فانت يا ابي تشعلها و لو شئت أطفأتها ، كما انني لا احب القمر و الكواكب ، فلا احب ان يكون ربي له بيات و ينام و لا اجده متى اريد.. 
• هداك ربي يا ولدي لتجد ربك الذي تريد... 
لم تمر الدقائق حتى طلعت الشمس و اشرقت ، و لأول مرة ينتبه لها إبراهيم انتباها قويا ، نظر فتعجب من شدة ضيائها و حرقة حرها ، الجميع يعتمون عليها اعتمادا كبيرا ،عندها صاح إبراهيم مناديا آباه.. 
• يا ابي اعرفك علي ربي من نحتاج له ، من يضمنا بحنان و بدفيء ، هذا ربي يا ابي أنا اعبد الشمس... 
• مبارك لك يا حبيبي اتمني ان تجد فيه ما تريد... 
مرت الساعات ، حتى اتي الغروب ، وجد إبراهيم أن الشمس تضيع وترتحل من هذا المكان ،
•  تبا هذا ليس رب!!! 
وقف عندها إبراهيم في وسط سوق مدينة بابل العريقة و قال
• ايها الناس ، ما لكم لا تعقلون ، أتعبدون أصناما أنتم تصنعونها ؟!! و أتعبدون نارا انتم تشعلونها و تطفؤونها ؟!! و أتعبدون كواكب و قمر.  شمس تأتي في أوقات وترحل عنكم ؟؟!!
تبا لما تعبدون..  اما انا فأخبركم بربي ، الذي خلقني و خلقكم و فطر السماء و الارض ، و خلق الشمس و القمر ، رب السماء هو ربي ؟؟!!
• من هذا الرب يا إبراهيم ؟؟
• لا ادري و لكن هو سيهديني إلي الطريق الصحيح ، و لتشهدوا أنني من تلك اللحظة و انا برئ مما تعبدون... 
سكت الناس ورحلوا فلا باس بما قاله إبراهيم ، فهم في مجتمع يقدس حرية العبادة ، ان تعبد ما تريد كما تريد لا باس بذلك فالكل آلهة تعبد و تقدس و تحترم...   ......
فلنتوقف هنا اليوم يا ابنائي.... 
- خولة : لا يا ابي فقد تحمسنا!!! 
- هبة : ارجوك يا ابي نريد ان نعرف ماذا حدث ؟؟
- يامن : من اجلي يا ابي اكمل ...
- لقد تأخر الوقت يا ابنائي ، فهيا إلي النوم فغدا اول يوم في شهر مضان ، و سنستيقظ ليلا من اجل السحور..  فهيا الآن إلي فراشكم... 
- خولة : عندي سؤال يا ابي !! 0
- تفضلي يا ابنتي
- خوله : لماذا لم يغضب آزر او تارح من إبراهيم عندما كان يأتيه و يعبد كل اله يوما ؟؟
- هبة : بل لماذا لم يغضب الناس وهو يتبرأ مما يعبون ؟؟
- لسبب واحد فقط يا ابنتي ، سياتي ليس الآن ، حتى أترك عنصر التشويق في النهاية... 
- يامن : لماذا يا ابي عبد إبراهيم الشمس و القمر و الكواكب ، مع انه يعلم يقين انها تختفي ، الم يكن راي ذلك من قبل ؟؟
- بل راي يا بني ، و لكن الله يمهد لنبيه إبراهيم و لباقي الناس ، الحكمة من ترك عبادة تلك الاشياء و عبادة الله وحده... 
- خولة : عندما سؤل إبراهيم عن رب السماء قال لا ادري!!  كيف يا ابي
- لان إبراهيم عند ذلك لم يكن نبي و لم يوحي إليه بشيء ، و لكنه تحدث بفطرته يا ابنتي ، راي الله بقلبه و عبر عن ذلك بلسانه ، من قبل حتى ان يري جبريل و يعلم يقينا صحة عبادة رب السماء... 
- خولة : اتحرك شوقا لتكملت القصة يا ابي!!! 
- ليس الآن يا ابنتي هيا إلي النوم و لا تنسوا أن تدعوا لي و للجميع ان يتقبل من الله اعمالنا و يكتبها في ميزان حسناتنا.  
- تصبحون علي خير و بركة ، و حب مني لكم فاق الحد..

يتبع....

بقلم محمد سعيد النجار

حكايات قبل النوم.... قصص هادفة للأطفال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن