12

166 5 0
                                    

#حكايات_قبل_النوم 2
من أول قصة سيدنا يوسف إلي مكان توقفنا استعداد للكتابة مرة أخري
البداية....
هدوء كثيف يعم الأجواء....
مكان كبير شاسع ، لكنه جميل بديع...
منصة او إن شئت مسرح كبير في وسط هذا المكان الكثيف...
من بعيد يقبل 13 فرد إلي حيث المنصة...
عند اقترابهم تجدهم ، شمس وقمر ، و 11 كوكب ، متجسده لها ايادي و ارجل ، والوجوه وجوه كواكب و شمس و قمر ، اقتربوا من المسرح الكبير ، ثم سجدوا امام كرسي عظيم جميل ، نظرت إلي الكرسي إنه .... ؟؟ انها أنا ؟؟!! .....
أستيقظ من نومه و العرق يتصبب من جبينه حدث نفسه كثيرا ، هل تلك الكواكب و الشمس والقمر ، يسجدون له هو... ؟؟
أسرع يقطع الطريق حتي يصل لأباه النبي...
الذي يسرع هو نبي سيكون في المستقبل القريب إنه يوسف جميل القلب و الوجه ، و اباه هو نبي كريم انه يعقوب....
وصل يوسف إلي ابيه ...
• يا ابتي ، رأيت حلم عجيب ، هالني و ارعبني...
• ما هو يا ولدي ؟؟
• رأيت يا ابي ، كأن الكواكب تجسدت في صورة 11 رجلا ، ورأيت معهم شمس وقمر متجسدين ايضا ، و هم يأتون إلي و سجدوا امامي ، فما هذا يا ابي ؟؟
• لعلها رويا خير يا ولدي ، و لكن أكتب رويتك تلك و لا تخبر بها اخد وخاصة اخوتك ، حتى لا يكرهوك و يحاولوا إيذائك...
• حسنا يا ابي لن اخبرهم بذلك. .... و لكن ما تفسيرها يا ابي ؟؟
• الله يا ولدي قد اصطفاك ، و سيعلمك تفسير الاحلام و معاني الكلمات و يجعلك نبي كما انا و ابي و جدي...
• حقا يا ابي ؟؟
• نعم يا بني ، و لكن حتي يأتي الوقت ، اكتم الخبر..
• حسنا يا أبي
تموج الارض و يختفي من المشهد صورة يوسف و ابيه يعقوب... ليأتي مشهد آخر ...!!!
مشهد يحمل حب كبير و حسدا عظيما ..
يقف عشرة من الرجال ، يجتمعون في شكل دائري ، و يتحدثون في امر خطير للغاية... أنه امر أخوهم يوسف ، و اخيه الصغير بنيامين ...
انهم يحسدون يوسف و أخوه ، لأن اباهم يحبهم اكثر ، يبحثون عن أمر يجعل اباهم يحبهم أكثر ، و كانت النتيجة أن يزيلوا يوسف نهائي من الطريق ، و من نظر ابيهم ، و لا حل لذلك إلا بقتل يوسف ، و لكن كان هناك صوت رحيم بينهم ، يقول ....
• لا تقتلوا يوسف ، فلن نستفيد شيء من موته ، ودعونا نبيعه كعبد ، و نستفيد بثمنه...
وجد هذا الراي قبول عند الكثير ، فالفائدة من بيعه مضاعفه ، سيخل لهم الجو مع ابيهم و سيكسبون مال ايضا.. و بعد ذلك يتوبون لله جل و علا....
عزموا على الامر ، و لكن كيف يأخذوا يوسف من حضن ابيه ؟؟!!
إن يعقوب ، لا يترك يوسف يغيب عن ناظريه ، فكيف سيطبقون الخطة . خط الخلاص من طفل جميل سرق منهم حب ابيهم ؟؟؟!!
عزموا على طلب يوسف من أبيهم ليذهب و يلعب معهم...
• ابي ، ابي ، سنذهب لنلعب و نرعى اغنامنا !!
• اذهبوا يا ابنائي..
• لم لا ترسل معني يوسف ، آنه دائما في البيت ؟؟
• لا اطيق أن يبتعد عني لحظة!!
• يا ابانا ، لا تحرمه من الحياة ، و ليأتي ليلعب معني و يتعلم منا ...
• أخاف عليه ان تنشغلوا عنه فيأكله الذئب و انتم غير منتبهين!!
• ذئب ؟؟!! (( لمعة أعينهم و هم يكتشفون كيف سيعذرهم اباهم)) يا ابانا ، هل يعقل أن يأكله الذئب و نحن جماعه معا ؟؟!! ، لأن حدث فإنا سنكون جميعا ميتين يا أبي ؟؟!!
• اذهبوا به يا اولاد ، و لكن حافظوا على اخاكم و انتبهوا عليه ...
ذهب يوسف مع اخوته... البسمة عالية واضحة على وجهه ، الفرحة تغمر قلبه ، اخيرا حن اخوته عليه....
وفجأة انقلب الحال ، و تغير المقال ، و تبدلت البسمة بصدمة أعقبها دموع وصراخ .
يوسف الجميل ، يضرب ؟؟!!
يوف الجميل ، يسب ؟؟!!
يوسف الجميل ، تعرض لطعنة الخيانة من اخوته ؟؟!!
تسارعت الايدي لتحمله و تلقيه في بئر ، اوشك على أن ينتهي مائه..
صعد يوسف على صخرة يقف عليه الراغب في الماء ، ينظر لأعلى وهو منكسر ، محطم الفؤاد ، كيف لأخوته ان تصنع هذا به ؟؟!!
نام يوسف في مكانه و الدموع في عينيه ، رأى في نومه أنه عظيم القدر ، و اخوته يقفون أمامه ، و هو يخبرهم بما فعلوه به..
استيقظ من نومه ، وهو مطمئن القلب ، قليلا ، فإن فرج الله قريب....
تموج الأرض مرة أخري و تغيرت الاجواء...
قافلة تسير في صحراء جرداء ، الماء أوشك على النفاذ .
جاءت العيون ، بخبر منتظر ، ينتظره جميع الرحالة في تلك القافلة .. هناك بئر قريب ، أخيرا عثروا على الماء ...
فذهب رجل منهم ليحصل على الماء ، انزل الدلو (( الجركن)) لسحب الماء و فجأة ، لا يرتفع الدلو ، أصابت القلوب رجفة حقيقية ، هل هناك جان ام ماذا ، نظر الرجل في البئر ، و الرعب يضرب قلبه ضرب ، ماذا ، أنه غلام ، ليس اي غلام ؟؟ بل هو أجمل بشري رأته عيناه...
أخرجة من البئر ، لا زالت الدموع عالقة على وجنته الوردية الجميلة...
من بعيد كان اخوت يوسف يختبئون ويتابعون الموقف.. عندما خرج يوسف أسرعوا إليه يقولون ،
• أين هربت منا أيها العبد...
• قالوا اهو لكم ؟؟
• نعم وقد هرب منا!!!
• هل نشتريه منكم ؟؟ 0
• نعم!!!
باع أخوة يوسف اخاهم يوسف!!
باعوا الدم الشريف لأبيهم و جدودهم !!
باعوا لقمة الخبز التي اكلوها معه !!
باعوا بسمته و قلبه !!
باعوه بثمن قليل جدا ، و إن مال الدنيا لا يكفي دمعة واحده من عين يوسف الصغير..
لكن مع ذلك باعوه و أقل الأثمان ، دراهم معدودة.....
و اجتمع الاخوة مرة أخري يتحدثون ، يبحثون عن عذر مقبول يقبل به اباهم !!
قال احدهم ، الذئب الذي أخبرنا عنه أبانا...
استحسنوا الخبر ، فذهبوا إلي إحدى الخراف فذبحوها و لطخوا قميص يوسف الذي كان يرتديه وعادوا آلي بيت ابيهم يبكون!!!
تموج الأرض و يأتي مشهد آخر...
بيت من الخيام يتوسط المكان ، يبدوا من النظر إليه متواضع لأبعد الحدود !
وهناك رجل يقف !! اعتذر ، انه يأخذ الأرض ذهابا و إيابا!! القلق يسيطر عليه ، الخوف يدب قلبه دبا...
و من هناك يأتي أولاده يبكون ؟؟!!
• ماذا جري يا أولاد ؟؟ لماذا تبكون ؟؟
• يا ابانا لقد ذهبنا نلعب و نرعى اغنامنا ، ثم ذهبنا نتسابق و تركنا يوسف عند ثيابنا ليحافظ عليها ، و عندما عدنا.... كان الذئب قد أكل يوسف ابي!!! 😭😭😭
• ماذا تقولون ؟؟!! 😳😳😳
• نعلم يا ابنا أنك لا تصدقنا ، فنحن متهمون عندك ، و لكن هذا قميص يوسف ، و عليه دمائه!!!
ماذا ، مات يوسف ؟؟!!
مات الصغير الجميل ؟؟!!
مات النبي المنتظر ؟؟
انا لم اوعد لهذا ، لقد وعدت أن يكون ولدي نبي...
حدث يعقوب نفسه كثيرا بهذا!! دمعت عيناه ، بكي كثيرا و كثيرا ...
قال ، لا يمكن أن يكون ولدي قد مات ، هناك أمر اخر حدث ليوسف بسببكم ، و ما علي إلا الصبر ، و الله سيصلح هذا الأمر أكيد...
دخل غرفته و جعل يبكي حتى....
ماجت الأرض و تغيرت الاجواء...
الآن الأرض غير الأرض!! و البشر غير البشر ؟؟ حتى الثياب تغيرت ، حتي الحوار تغير كل شيء هنا مختلف ...
أنها أرض الكنانة ، نحن الآن في ارض طيبة (( مصر القديمة))
الناس هنا تعبد الشمس و البشر ، هنا الحكام آلهة ، هنا التعظيم فاق الحدود... في ارض الجمال التي لم تضاهيها دولة علي الأرض بجمالها ، اللهم إلا مدينة بابل العراقية ، تشبهها لكنها أقل جمالا من هبة النيل!!!
هنا سوق كبير ، كل شيء هنا يباع ، حتى البشر ، الكل هنا يباع ، تلك العادة المقيتة منتشرة للغاية في هذا الزمان ، و هناك على أحد الرفوف ، كان يقف يوسف ، كأنه سلعة ، كأنه أرز أو حنطة ، تباع و تشترى ، و هناك الكثير يقف امامه يريد أن يشتريه ، لن أكون مبالغ ، لو قلتم أنكم الآن امام مزاد حقيقي لبيع أنسان ؟؟!!
وتم البيع ، لقد أشتراه احدهم ، ليس اي أحد ؟؟!! بل اشتراه وزير المالية لدولة مصر ، الرجل الثاني في الدولة الكبيرة ، انه عزيز مصر كان اسمه كنا ذكر ابن كثير (( إطفير بن روحيب)) الرجل الثاني لملك العماليق (( الريان بن الوليد))
اشتراه بمال كثير ، و هو في الحقيقة قليل إن كان الذي يبتاع هو يوسف الكريم !!!
ودخل يوسف إلي بيت العزيز ، ليقول الوزير لزوجته (( راعيل بنت رماييل)) المشهورة بلقب (( زليخا)) احسني لهذا الغلام لأنه سينفعنا أو نتخذه ابن لنا ...
وعاش يوسف حياة مختلفة في بيت عزيز مصر ، عما كان يعيشه في بيته في حضن اباه النبي ...
حتى بلغ يوسف سن الرشد الحقيقي و اصبح نبي يوحي إليه ، و اتقن علم تفسير الرؤى ، و اصبح ذا علم و حكمة.. ابتدأت الفتن و البلايا تأخذ شكلا اخر .. تأخذ شكل اشد صعوبة و حزن ....
نحن الآن في ارض مصر ، خاصة في قصر العزيز ، هنا كبر يوسف و شب ، و ازداد جمالا و بهاء ، حتى سرق القلوب و العيون... و كان اول قلب يسرقه ، هو قلب بنت أخت حاكم مصر و زوجة عزيزها (( وزير المالية)) التي سكن في قصرها أنها السيدة (( زليخا )) ..
جاء خبر ليوسف ان السيدة زليخا تريده في أمر عاجل !! توجه يوسف إلي حيث تجلس في القصر ، العجيب ان هذا الجناح خالي تماما من اي أحد ! اين ذهب الجميع ؟؟ اين الحراس ، و اين الخدم ؟؟ لا أحد هنا...
تقدم يوسف باحثا عن زليخا حتى وجدها!!
هل رأيتم النور ؟؟ هل رأيتم يوما فتنة تمشي على الأرض ؟؟ هل رأيتم يوما قمر على الأرض ؟؟؟
كانت زليخا ترتدي افضل ثيابها ، وتضع أجمل عطورها ، سيدة شابة جميله ، و ايضا متزينه بشكل يخطف القلوب!!! ومع ذلك تبدوا قبيحة للغاية إن قارنت بجمال يوسف الطبيعي!!!
وقف يوسف امامها مطربا ، ما هذا...
• سيدتي اخبروني انك تريديني ، فها انا ذا...
• بل انا التي لك ، يوسف انا احبك و اريدك ، جسدي لك يا يوسف
• لا ، لا يجوز هذا ، اعوذ بالله ان افعل هذا ، انك سيدتي ، وزوجة سيدي الذي اكرمني و راعاني لا يمكن ان أخون.
• يوسف ، لا خيار لك ، فانا جميلة و ارتدي لك اجمل ثيابي ، و الابواب مغلقة و لن يدخل علينا احد و كذا لن يخرج ، فأطعني انا سيدتك...
• لا يمكن أبدا
• يا يوسف ما الذي يمنعك
• سيدي ، و انا لن اخون..
• يا يوسف انا اجمل نساء مصر ، ر انت اجمل رجال العالمين ، فلا تعاقبني بالهجران... يا يوسف.. (( وجعلت تتقرب منه و يوسف يبتعد عنها))
حدثت نفسها ، لابد و ان تنام معه هذا اليوم ....
وحدث نفسه ، لابد و ان ينجوا منها هذا اليوم....

حكايات قبل النوم.... قصص هادفة للأطفال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن