النهاية🔥

4.2K 142 18
                                    

فى المساء وعلى موعده مع لمياء، وقف ينتظرها أمام الشاليه خاصتها، ووقف معه أخوها فادى يحادثه فى كلام عام ليمررا وقت الانتظار الذى دائما ما يطول لحظاته وإن كانت قصيرة، لكن حازم فى ذلك الوقت لم يكن ذهنه حاضرًا مع فادى، فلم يسمع حرفًا مما كان يحكيه عن ...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

فى المساء وعلى موعده مع لمياء، وقف ينتظرها أمام الشاليه خاصتها، ووقف معه أخوها فادى يحادثه فى كلام عام ليمررا وقت الانتظار الذى دائما ما يطول لحظاته وإن كانت قصيرة، لكن حازم فى ذلك الوقت لم يكن ذهنه حاضرًا مع فادى، فلم يسمع حرفًا مما كان يحكيه عن مجال دراسته فى هندسة الميكاترونيكس التى يدرسها بألمانيا، بينما ذكَّرته تلك اللحظة بانتظاره لسلمى فى كثير من المرات، ومرات أكثر كانت هى بانتظاره، أغمض عينيه جفلًا متألمًا وأطلق تنهيدة داخلية، ثم رسم بسمة صغيرة على ثغره مجاراة لحديث فادى وكأنه منصت لما يقوله، حتى أتت لمياء، كانت ساحرة تلك الليلة بحقٍ، ترتدى فستانًا شيفونيًا طويلًا باللون الأبيض بلا أكمام وذا حمالة كتف واحدة، مرصعًا بالتطريزات الذهبية على حمالة الكتف نزولا إلى الصدر، مفتوحًا من فوق الركبة حتى قدمها فتظهر منه ساقها البرونزية فى تناغم رائع مع لونه الأبيض، يجعلها فاتنة إلى حد يسحر الألباب ويسلب القلوب، ابتسم حازم لمجيئها فأردفت باضطراب:

- سورى يا حازم، عارفة إنى اتأخرت عليك.
لا يعرف ماذا حدث له فى تلك اللخظة فربما الصوت الذى طرق باب أذنيه كان لسلمى ولم تقتصر مخيلته على الصوت بل واستحضار الصورة فكان يخال أن الواقفة أمامه ليست سوى سلمى، وقع قلبه فى ساقيه وأجاب مقتضبًا بنبرة حالمة وكأنه مشهدًا من الماضى:

- وإيه الجديد؟

قطبت جبينها مستفهمة فهى لم يحدث وتأخرت عنه من قبل، ثم أن ذلك أول خروج لهما مع بعضهما منذ عشر سنوات. وكانت تقطيبتها كفيلة بأن يستفيق ليسترعى انتباهه الصور الحقيقية فحمحم قائلاً بتوتر يشير إلى سيارته:

- ياللا بينا!

ردت لمياء باستنكار وابتهاج:

- لا لا، إحنا هنروح مشى، شاليه سما قريب من هنا، وفرصة نتمشى فى الجو التحفة ده.

وافقها فادى وحازم ومضيا يتمشيان حتى باغتهم صوت ضجيج الموسيقى؛ فعرف حازم أنهم على مشارف الشاليه الذى يقام به الحفلة
- خلاص وصلنا.

قالتها لمياء بمرح فابتسم حازم بينما قابلتهم سما ورحبت بهم، ثم جذبت لمياء سريعًا منفردة بها، فذهب وجلس مع فادى على إحدى الطاولات، يتفقد المكان بعينيه، أضواء صاخبة متلاطمة مع أمواج البحر فى عنفوان ضارى وكأن كل منهم يريد فرض وجوده على الآخر، أصوات موسيقى غربية عالية ومزعجة وشباب وفتيات يتراقصون على الرمال الناعمة حافيين، وبار عليه المشروبات والعصائر من كل صنف ونوع وكلٍ يخدم نفسه، استأذنه فادى وذهب لمجالسة إحدى الفتيات لكنها لم تعطه مجالًا وابتعدت عنه لتحادث صديقتها فأحرجته بينما فلتت ضحكة عن فم حازم وهو يشاهده يحاول مع أخرى، نهض وجلس إلى البار وصبّ كأسًا من عصير البرتقال، تجرع منه رشفة وهو يشاهد الأجواء بعينين فارغتين من الرغبة، طرأ على ذهنه كُره سلمى لتلك الحفلات الصاخبة، كانت تراها لا تبعث على البهجة وإنما توتر الأعصاب كما أنها غالبًا ما يحدث بها شغب من قبل أحد الشباب الفاسدين والذين لا يتورعون عن مضايقة الفتيات، فكانت تفضل إذا عُرض عليها حفلة من ذلك النوع أن ترفض الدعوة بلا تردد، تجرع حازم آخر رشفة من كأسه وعزم أمره على الرحيل، وهمّ مغادرًا بعدما فشل فى محاولة إيجاده للمياء ليعتذر منها على رحيله المبكر، لكنها هى وجدته فنادت عليه:

رواية.. "لكنه لى" Where stories live. Discover now