١٣- صدمة💥

2.8K 85 1
                                    

دموع هوارة، روح تحترق، قلب يتحطم، سِرب من الأحلام المحلقة بعيدًا سقطت من سابع سماء إلى هوة لا قرار لها، هكذا تقول الحكمة كلما حلَّقت عاليًا وعلا سقف أحلامك كانت نتائج السقطة لا يُحمَد عقباها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

دموع هوارة، روح تحترق، قلب يتحطم، سِرب من الأحلام المحلقة بعيدًا سقطت من سابع سماء إلى هوة لا قرار لها، هكذا تقول الحكمة كلما حلَّقت عاليًا وعلا سقف أحلامك كانت نتائج السقطة لا يُحمَد عقباها.
تقوقعت فى نفسها على فراشها، تضم ركبتيها إلى صدرها وكأنما تحتمى بنفسها من هلاك يتمثل فى وحشٍ خفى يتخفى فى كلمة أكبر.. ألا وهى الفراق.

هل ستخسر معركتها بهذه السهولة وتخضع للأمر الواقع ولتلك الترهات التى يتفوه بها حبيب عمرها، انهال عليها وابلٌ من الذكريات منذ طفولتهما وحتى وقتهما هذا، هل لا يهمَّه أن تكون لأحد غيره، ألم يغَر من الفكرة حتى؟ أم أنه فعلاً يحبها حبًا أخويًا وهى من أساءت فهمه كل تلك السنوات،أيًا يكن ففيمَ سيهم ذلك الآن؟ لن يتغير فى الأمر شيء، بل عليها هى أن تتغير وتتخطى الأمر وذلك ما قررت فعله وأصرَّت عليه، لا تعرف كيف ستفعل ذلك، كيف ستفترق عنه وهى تتنفسه، كيف ستحجب عينيها عن رؤيته، وهى تبحث عنه فى كل شىء، بدا لها الأمر مجحفًا غير محتمل، لكن عليها فعل ذلك وإن استجمعت كل ما تملك من قوة لتواجه ذلك الحب الآثم، الحب الذى كان ذنبه الوحيد أنه من طرف واحد، ربما لم يكن يتوجب عليها أخذ تلك العلاقة فى منحنى آخر دون الصداقة فربما لو وضِعت كل علاقة فى نصابها الصحيح لما هَلكت القلوب، أو تبددت الذكريات الحلوة ليصبح تذكرها لعنة تنكأ على جرح لم ولن يندمل ما حيي المرء، وها هى قد اتخذت قرارها بتقلُّص وجوده فى حياتها، لكن لا تعلم إن كانت ستمحيه بتاتًا، فحتى أمر رؤيته صدفة لهو أكثر احتمالًا من رؤيته عمدًا، لكن عليها فعل ذلك لا محالة.

لم يزره النوم أيضًا، ولم يتزحزح عن نافذة غرفته ما دام يرى غرفتها مضاءة لم تنطفىء بعد، يروى له قلبه كيف حالتها وأن عينيها جفتا من الدمع المذروف، فهو دون أن يراها يمكنه الشعور بها، إن لم يكن ذلك حبًا، فما يكون اسمه إذن؟ لقد شرع يتأرجح فى دوامة من الحماقة الحقة، لكن ما كان يسيطر على عقله هو حمايتها منه، إذ لم يشعر ذات مرة بأن ذلك هو الحب الذى يحلم أن يحياه، يعلم أنه اعتاد عليها فى حياته وأنها كذلك مما يجعلها أعز الناس إلى قلبه، لكن لا يعنى أن يكون ذلك حبًا من نوعٍ آخر دون الصداقة والأخوة، تفاجأ بدمعة ساخنة تنساب على خده، ينفطر قلبه عليها وهو يشعر بذنب كسر قلبها ويبرر لنفسه أن الجرح من شأنه أن يكون أعمق لو استمرت فى خداع نفسها، ظلّ هكذا حتى مضت الساعة الثالثة ونصف صباحًا، إذ لم يشعر بحاله وقد نام على حافة النافذة، واستيقظ على صوت آذان الفجر، انتفض منتصبًا مذعورًا، يستجمع ذاكرته، ثم ألقى نظرة على نافذتها فوجدها منطفأة؛ فعاد إلى فراشه ظنًا منه أنها خلدت للنوم.

رواية.. "لكنه لى" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن