الفصل الأخير..معا إلى الأبد

5.6K 200 83
                                    

غادر مارت القصر و هو يكاد يتميز غضبا بعد أن تلقى إهانة غير محسوبة من مجرد حارس يسهر على سلامة سيدته..لكنه لن يصمت أبدا و سيحاسبه على ذلك بمجرد أن يجتاز الاختبارات بنجاح و يجمع المجلس على اختياره عرابا خلفا لياغيز الذي فسح له المجال بموته المفاجئ..ضغط على زر الاتصال في هاتفه و قال" كيف حالك أيها الشبح؟ أنا مارت ابن الوزير السابق جمال" رد عليه صوت مخيف" أهلا بك..أنا بخير..فيم اتصالك هذا؟" ابتسم مارت بخبث و أجاب" أحتاج اليك في خدمة عاجلة..هناك بعض الأشخاص الذين صار وجودهم يزعجني..هل تتكفل بإنهاء أمرهم؟" صمت الشبح قليلا ثم قال" الثمن سيكون باهظا جدا..هل أنت قادر على تحمل التكاليف؟" ضحك مارت بصوت عالي قبل أن يقول" أظن بأنني أحتاج الى تذكيرك من جديد بمن أكون..اطلب ما تشاء المهم أن تنفذ ما سأطلبه منك..هل أنت جاهز؟" رد" نعم أنا جاهز..من هو عدوك الذي تريد تصفيته؟" قال مارت" هما اثنان يحاولان سرقة ما هو من حقي..الأول ايفان ابن تاجر السلاح الروسي ديمتري..و الثاني جاك ابن تشارلز تاجر المخدرات..أريدهما أن يموتا بطريقة لا تثير الشك..حادث سيارة أو شيء من هذا القبيل..المهم أن تنفذ اليوم..اتفقنا؟" رد الشبح" حسنا..اتفقنا..لكنني أريد مليون ليرة مقابل هذه الخدمة..و ستدفع لي نصف المبلغ قبل التنفيذ..جاهز؟" ابتسم مارت و هو يجيب" نعم..جاهز..متى نلتقي؟" قال الشبح" سأرسل لك الموقع و نلتقي هناك بعد ساعة" انهى مارت المكالمة و الابتهاج واضح على محياه..سيتخلص من منافسيه و سيصبح هو العراب بأسهل الطرق..و هذا المنصب سيمكنه من الحصول على كل ما يريده و أوله تلك المرأة المتمنعة التي سلبت عقله و التي كلما رفضته كلما زاد تعلقا بها..انها هزان التي صار عاشقا لها و جاهزا لكي يفعل المستحيل من أجل الحصول عليها..
في القصر..كان الليل قد حل و عم السكون المكان..و انزوى ياغيز و جان و يمان في الغرفة الخلفية يتناولون طعام العشاء معا..نظر ياغيز الى جان و سأل" أخبرني..متى ستسافر انت و سيبال؟" رد جان" في الغد ان شاء الله..سنذهب باليخت الى اليونان و منها سننتقل الى باريس لكي نشتري المنزل الذي اخترته و نجهزه لكما قبل قدومكما" ابتسم ياغيز و قال" اسمع أيها المشاغب..اياك أن تتزوج قبل أن نلحق بكما..لن يشهد على زواجكما شخص غيري..هل فهمت؟" هز جان برأسه و قال" لا تقلق سيدي..ستكون أنت و السيدة هزان الشاهدين على زواجنا..و انه لشرف لنا أن تشاركانا فرحتنا تلك" ربت ياغيز على يده بود قبل أن يلتفت الى يمان و يسأل بقلق" يمان..مالأمر؟ لماذا تبدو متجهما و صامتا هكذا؟" اجاب يمان" سيدي..انه ذاك الحقير مارت..لو تعلم ماذا قال لي قبل ان يغادر القصر هذا اليوم؟ لقد أزعجني و ضايقني بكلامه" زم ياغيز شفتيه و سأل من جديد" و ماذا قال؟" رد" لقد هددني بأنه سيحصل على ما يريده بمجرد أن يصبح العراب..كان يتكلم بثقة و كأنه متأكد بأنه سيأخذ محلك..و هذا أكثر ما يزعجني في هذا..و أتعلم ماذا ايضا؟ لقد تجرأ و وضع عينه على السيدة هزان..انه فعلا بلا شرف أو أخلاق..و يجب أن يوضع له حد" قطب ياغيز جبينه و صمت قليلا قبل ان يقول" انه متهور و غبي..و أنا واثق بأنه سيجني على نفسه و يكتب نهايتها بيده..كنت أرى الغيرة و الحقد في عيونه..لكنني لم أوليه أي اهتمام فيما مضى..الى ان علمت بمخططاته الشيطانية..لقد كان ينوي أن يحرجني أمام المجلس و أن يجعلهم يتخلون عني و يسحبون البساط من تحتي..لكنني تصرفت قبله و نجوت من شباكه..لو كنت متمسكا بمنصبي و بحياتي القديمة لما تركت له المجال لكي يحصل على شيء..لكنني أريد أن أبدأ حياة جديدة بعيدا عن كل هذا..أريد حياة طبيعية انعم بها مع زوجتي و ابني القادم..و الباقي لا يعنيني" سأل جان" سيدي..لو طلبوا منك أن تختار بديلا لك في منصب العراب من المرشحين الثلاثة..من كنت لتختار؟" رد ياغيز دون تردد" كنت لأختار ايفان ابن ديمتري..انه شاب طموح و ذكي..لا مكان للضغينة في قلبه..يحسن التصرف و يخطط جيدا للأمر قبل القيام به..انه هو الشخص المناسب..لكن مع وجود مارت كمنافس له..أشك بأنه قادر على الحصول على مكاني" رن هاتف جان معلنا وصول رسالة له..فتحها فإذا فيها مجموعة من الصور..تصفحها مليا قبل ان يقول" معك حق في كل ما قلته عن مارت سيدي..يبدو أنه مر الى التنفيذ بدل التهديد..انظر الى هذه الصور التي جمعته بالقاتل المأجور الملقب بالشبح" اخذ ياغيز الهاتف من جان و تأمل الصور لوهلة قبل أن يقول و هو يجز على أسنانه" الوغد الحقير الخائن..لا يستطيع أن يتنافس بنزاهة..لا بد له من اتباع الطرق الملتوية..يجب أن نحذر ايفان و جاك قبل فوات الأوان..لكن دون أن نظهر في الصورة..يجب أن نوقف هذا الحقير قبل أن يغرق الجميع في حمام دم لا نهاية له..جان..تولى أنت الأمر دون أن تظهر في الصورة..هل فهمتني؟" انتفض جان واقفا و قال" أمرك سيدي..لا تقلق..سيكون كل شيء على ما يرام" و انصرف مسرعا اما يمان فسأل باستغراب" سيدي..اعذر وقاحتي..لكن ما دمت تريد بدأ حياة جديدة بعيدا عن عالم المافيا..فلماذا تتدخل الآن لكي تنقذ أبناء كبار المجلس؟" وضع ياغيز يده على كتف يمان و نظر مباشرة داخل عيونه قبل أن يجيبه" اسمع يمان..لم أكن يوما رجلا حقيرا و لا ناكرا للجميل..و لا أنكر بأنني سئمت حياة المافيا و الخطر المحدق بي و بعائلتي على الدوام..لكنني لن أنسى يوما فضل ديمتري و تشارلز و جمال علي..لكل واحد منهم موقف رجولي وقفوه معي و لن أنساه..لذلك أسعى الى ايقاف مجنون مثل مارت..انه لا يليق بأن يكون عرابا..و لا يستحق ثقة المجلس..انه يلجأ الى القتل بدل المنافسة الشريفة..تخيل ماهو قادر على فعله عندما يصبح عرابا..سيصبح تهديدا صريحا لحياة كل معارضيه حتى ان كان من يقف في طريقة هو والده في حد ذاته..مارت خطر محدق بالجميع..و يجب أن يقف عند حده..و بهذا أعلمه درسا لن ينساه لانه تجرأ و وضع يده على زوجتي و فكر في الحصول عليها..هل فهمت غايتي الآن؟" ابتسم يمان و رد" معك حق سيدي..أتعلم..انني ازداد كل يوم تعلقا بك و ولاء لك..هل ستأخذني معك أنا ايضا الى باريس؟" ضحك ياغيز بابتهاج ثم اجاب" أيها الغيور..لقد غرت من جان اليس كذلك؟ لا تقلق..ستبقى هنا لفترة قصيرة لتنهي بيع كل شيء بموجب التوكيل الذي ستعده هزان لك..ثم تلحق بنا الى باريس" بدت البهجة جلية على وجه يمان قبل ان يستأذن و يغادر الغرفة..نزع ياغيز سترته و قميصه ثم فتح حزامه قبل أن يسمع خطوات خفيفة تقترب منه..ابتسم دون أن يلتفت و ينظر خلفه لانه كان مدركا جيدا بأن زوجته الحبيبة هي التي تسللت الى غرفته في هذه الساعة المتأخرة من الليل..شعر بيديها تلتفان حول جسده و برأسها يرتاح على ظهره..همست بصوت مبحوح" اشتقت اليك حياتي" وضع ياغيز يديه على يديها و رد" و أنا أيضا حبيبتي" طبعت هزان قبلة طويلة على ظهره فأغمض عيونه مستمتعا بملمس شفاهها على جلده ثم جذبها من يدها لتقف أمامه و دون مقدمات اهوى على فمها بفمه و راح يقبل شفتيها بشغف متواصل و برغبة في المزيد دون توقف..لفت هي ذراعيها حول عنقه و استسلمت لسيل قبلاته الجارف الذي يربك دقات قلبها و يحبس أنفاسها و يجعل الدماء تغلي في عروقها..لطالما كان يسيطر عليها بسهولة و يجعلها تستسلم له دون مقاومة..و كأنه يسحرها و يغيب عقلها لتغدو كالريشة في مهب الريح و هي بين ذراعيه..رفع رأسه عنها بعد مضي بعض الوقت و قال بصوت لاهث" ماذا تفعلين بي هزان؟ أنت تقودينني الى الجنون..أيعقل بأنني كلما حصلت عليك رغبت فيك أكثر و أكثر؟ أيعقل أنك قادرة على استفزاز رجولتي ببساطة بمجرد  لمسة منك أو كلمة حتى؟ ماذا يسمى هذا؟" ابتسمت هزان و قد احمرت خدودها خجلا ثم أجابت" هذا يسمى العشق..هذا ما يجمعنا حبيبي..و هذا ما يربط بيننا الى الأبد..أحبك سيد ايجمان" وضع ياغيز جبينه على جبينها و همس" و أنا أحبك سيدة ايجمان" نظر ياغيز الى قميص نومها البنفسجي الذي تخفيه سترة بنفس اللون..فتح الرباط و ازاح السترة عنها فتجلى جسدها المثير تحت قميص النوم المكشوف الذي لا يكاد يصل الى أعلى فخذيها..لمعت عيون ياغيز البلورية قبل أن يقول" اللعنة هزان..انك تنوين أن تقتلينني" عضت هزان شفتها السفلية قبل أن تمد يدها و تخلع القميص عنها ليبدو جسدها عاريا تماما و سألت بخبث" و الآن؟" تأمل ياغيز تضاريس جسدها الأنثوي المثير بعيون تكاد تلتهم كل قطعة فيها ثم قال بصوت مبحوح" الآن..لقد انتهيت تماما..تحملي نتيجة جنونك هذا..فلست قادرا على السيطرة على نفسي أكثر من ذلك" حملها بسرعة بين ذراعيه..وضعها على السرير ثم نزع عنه ما تبقى من ثيابه قبل أن يعتليها و يبدأ بكتابة فصل جديد من فصول الحب و الرغبة التي تجمعهما معا..
في الكازينو..كانت بيلين منعزلة في غرفتها تحتسي الشراب دون توقف..و عقلها لا يكاد يتوقف عن التفكير في حمل هزان..الحقد و البغض يأكلانها و ينهشان داخلها و الدموع تنهمر من عيونها غزيرة..كانت تتمنى بأن يكون الولد الوحيد لياغيز منها هي دون غيرها..كانت تتمنى بأن تعطيه الوريث الذي سيحمل اسمه الى الأبد و الذي سيحافظ على امبراطورية والده الضخمة..لكنها خسرت تلك الفرصة و خسرت طفلها و خسرت الرجل الوحيد الذي أحبته من كل قلبها..و هاهو يرحل الى الأبد و يترك خلفه زوجة حاملا بابنه..فماذا عساها تفعل الآن بعد أن خسرت كل شيء؟ لم يبقى أمامها سوى الذهاب خلف الرجل الذي تحب لعلهما يجتمعان هناك في مكان أفضل من هذه الارض التي لم يعد التواجد عليها يعني لها شيئا..رفعت بيلين نظرها للحبل المتدلي من السقف و الى تلك العقدة الرفيعة في آخره..احتست كأسها الأخير دفعة واحدة ثم وقفت و صعدت على كرسي ثم لفت الحبل حول رقبتها و هي تقول" ياغيز ..حبيبي..أنا قادمة اليك..انتظرني..علنا هناك نحظى بحياة أفضل من هذه التي عشناها هنا..هناك سأكون زوجتك..و سأنجب لك ولي العهد..ابننا الذي سيحمل اسمك..أنا قادمة حبيبي..انتظرني" و دون تردد دفعت الكرسي من تحتها فسقط و بقيت هي تتأرجح في الهواء..اختلج جسدها لوهلة و ضاق صدرها و ذهبت أنفاسها ادراج الرياح و جحظت عيونها بشدة و ظنت أنها ستموت أخيرا..لكن الباب فتح فجأة و دخل جواد مسرعا و أمسكها من قدميها و رفعها عاليا موقفا تخبطها و صاح بأعلى صوته طالبا المساعدة فاندفع العاملون في الكازينو و ساعدوه على انزالها و قد كان بينها و بين الموت شعرة واحدة..احتواها جواد بين ذراعيه و هي تسعل بشدة و تتحسس رقبتها التي كانت على وشك أن تنكسر جراء ضغط الحبل عليها..نظر اليها جواد و قال معاتبا" لماذا فعلت هذا بيلين؟ لماذا؟ أبهذه البساطة تتخلين عن نفسك و عن حياتك؟ أبهذه السهولة تفكرين في الانتحار؟ من أجل ماذا؟ من أجل من؟ مازلت امرأة شابة و الحياة أمامك..و لا شيء يستحق أن تنهي حياتك من أجله بهذه الطريقة..الحمد لله أنني كنت في الجوار و شعرت بأنك تحتاجين الي..الحمد لله أنني وصلت في الوقت المناسب" تشبثت بيلين بيده و حملقت فيه بعيونها و هي تقول" جواد..لا تتركني أرجوك..لا تتخلى عني..أعلم بأنني جرحتك كثيرا..و استهزأت بمشاعرك و سخرت من حبك لي..لكنني أعدك بأنني لن أفعل هذا بعد اليوم..لا أريد أن أموت..أريد أن أعيش مع انسان يحبني حقا..أريد أن أعيش معك..و أعدك بأنني سأتغير..و لن أقوم بأفعال سيئة بعد اليوم..المهم ألا تترك يدي..أنا أحتاج اليك كثيرا" قبل جواد رأسها بحنان و رد" أنا هنا بجانبك..و لطالما كنت كذلك..لكنك لم تريني..و لم تعتبريني رجلا لائقا بك رغم كل الحب الذي أحبتتك اياه..كنت دائما تفضلين العذاب و الذل مع غيري على عيشة الحب و الهناء معي..اااااه بيلين..كم ضاع من الوقت علينا..لو كنت قبلت حبي لكنا الآن عائلة و لنا اطفال يلعبون معنا..لكنني سأعوضك عن كل هذا ان قبلت بي..أنا و أنت أخطئنا كثيرا في حق أنفسنا و في حق غيرنا..و حان الوقت لكي نتدارك أخطائنا..هل تقبلين أن تتزوجيني بيلين و أن نبدأ حياة جديدة دون أخطاء؟" أجابت بيلين دون تردد" نعم..أقبل..أنت الرجل الوحيد الجدير بي و بحبي..فلننسى الماضي بكل مآسيه و أخطاءه و لننظر الى الأمام..أنا نادمة على كل الأذى الذي ألحقته بك و بياغيز و بهزان و بالجميع..و أتمنى أن تغفروا لي..أقسم بأنني نادمة من كل قلبي" احتضنها جواد بين ذراعيه بقوة و قال" ما فات مات و انتهى..و نحن أبناء اليوم..فلنفكر في مستقبلنا و في حياتنا القادمة..أنا معك و سأبقى الى الأبد" ..
في القصر..داعبت هزان ذقن ياغيز بأناملها و هي تقول" أعشق ذقنك و شعرها كثيف هكذا..اياك أن تحلقها" قبلها ياغيز و رد" لن أفعل..مادمتي تحبينها هكذا فستبقى كما تحبين..أنت تأمرين حبيبتي" سألت هزان" حياتي..ماذا سنفعل بالممتلكات التي هنا عندما نسافر؟ هل سنبيعها كلها؟" صمت ياغيز قليلا ثم أجاب" نعم..سأبيع القصر و المصنع..او بالأحرى أنت من ستقومين بذلك؟" زمت هزان شفتيها و سألت" أنا؟ كيف؟" لامس ياغيز خصلات شعرها و هو يجيب" بموجب التوكيل الذي ستقومين بإعطاءه ليمان..أنت الآن وريثتي..و أنا ميت في نظر القانون..لا يحق لي أن أتصرف في شيء..ستعطين توكيلا ليمان لكي يسهر على أمور البيع و انهاء المعاملات القانونية ثم سيلحق بنا" سألت" الى أين سنذهب؟" رد ياغيز" الى باريس..سنعيش هناك بقية حياتنا..بعيدا عن هنا..و عن الماضي و آلامه و ذكرياته البشعة..سيتولى جان مهمة شراء البيت و تسجيله بإسمك و سننتقل هناك سريعا..هل علمت بأن جان و سيبال سيتزوجان؟" هزت هزان برأسها و اجابت" نعم..لقد أخبرتني..و طلبت مني أن أكون الشاهدة على عقد قرانهما" ضمها ياغيز بين ذراعيه و قال" سنفعل حياتي..و سنحظى بالحياة التي نستحقها أنا و أنت و ابننا القادم..و سنكون سعداء جدا..أعدك بذلك" اومأت هزان برأسها و هي تقول" أعلم ذلك..سنكون سعداء مادمت أنت موجودا..أنت سعادتي الدائمة ياغيز" قال" و أنت أيضا حبي" ثم تعانقا و ناما معا نوما هانئا..
في الصباح..استيقظ جمال على صوت سيارات تدخل الى القصر متتابعة و تحدث أصواتا مزعجة..ارتدى سترته فوق البيجاما و نزل مسرعا الى الأسفل لكي يستكشف الأمر..سبقه مارت فوجد ديمتري و ايفان و تشارلز و جاك و رجالهم يسدون مداخل القصر و مخارجه..سأل مارت باستهجان" ماهذه الوقاحة؟ كيف تدخلون الى قصري بهذه الطريقة المهينة؟ من تظنون انفسكم؟" ابتسم ديمتري و رد" مسكين انت يا هذا..اولا..هذا قصر أبيك..و ليس قصرك..ثانيا..نحن ندخل للمكان الذي نريده دون سابق انذار و بالطريقة التي نريدها..ثالثا..اياك أن تتحدث عن الوقاحة لأنك أنت منبعها الأصلي" انظم جمال اليهم و سأل بقلق" خيرا أيها السادة؟ فيم مجيئكم منذ الصباح الباكر و بهذه الطريقة الغريبة؟ مالأمر؟ ماذا حدث؟" نظر تشارلز الى مارت و أجاب" يستحسن أن تسأل ابنك عن هذا..فهو المسؤول عن هذه الفوضى" التفت جمال الى ابنه و قال" مارت..بني..ماذا فعلت؟ مالخطأ الذي ارتكبته هذه المرة؟" انفجر مارت ضاحكا و هز كتفيه بلا مبالاة قبل ان يقول" لا أعلم يا أبي..يظهر أن شركاءك هؤلاء قد فقدوا صوابهم و صار ضروريا أن يتأدبوا" اندفع جاك نحوه و أمسكه من ياقة قميصه و راح يهزه بعنف و هو يقول" أيها الوقح القذر..أنت من يحتاج الى تأديب..أيها الخائن السافل" ابعد مارت يديه عنه و صاح به" تراجع أيها التافه و الا قتلتك..سيد تشارلز..و أنت سيد ديمتري..هلا اخبرتمانا لماذا اتيتما؟" توجه ايفان الى السيارة و فتحها و انزل منها الرجل الملقب بالشبح و رماه تحت اقدام جمال و قال" سيد جمال..يبدو بأن ابنك عاجز عن المنافسة الشريفة و يريد الحصول على منصب العراب مهما كلفه الأمر..لقد خطط لقتلي انا و جاك لكي يكون الوحيد الموجود و القادر على الحصول على مكان العراب..و هذا هو الدليل" تجهم وجه جمال و نظر الى ابنه بنظرات غاضبة قبل أن يسأله" هل هذا صحيح بني؟ هل فعلت هذا حقا؟" رد مارت" لا..هذا ليس صحيحا..انه يفترون علي لكي يزيحونني من طريقهم..هذا كذب و افتراء" انحنى جمال و أمسك الشبح من قميصه و سأله بعصبية" هل صحيح ما قاله ايفان؟ هل اتفقت مع ابني على قتل أبناء كبار المجلس؟" هز الرجل برأسه بالايجاب و قال" نعم..هذا صحيح..لقد طلب مني أن أقتلهما بطريقة ذكية لا تلفت الانتباه و اعطاني نصف مليون ليرة كمبلغ مسبق قبل التنفيذ و الباقي سآخذه بعد التنفيذ" صاح مارت" هذا كذب..هذا افتراء..أبي..أرجوك لا تصدقه..انه يكذب" جذب ايفان حقيبة ملآى بالنقود و رماها امام جمال و هو يضيف" هذا هو المبلغ الذي أخذه الشبح من ابنك" نظر جمال الى الحقيبة قبل ان يلتفت الى ابنه و يلطمه بقوة على وجهه فيوقعه ارضا و الدماء تسيل من انفه و فمه..تقدم ديمتري من جمال و قال" سيد جمال..أنت كبيرنا..و تعلم جيدا بأننا نحبك و نحترمك..لكن هذا لا يعني بأن نغفر لابنك هذا الخطأ الشنيع..أنت تعلم جيدا قانون المجلس بخصوص الخيانة..فهلا سمحت لنا بتنفيذ القانون" ارتمى مارت على قدمي ابيه يتوسل اليه و يقول" أبي..اتوسل اليك..لا تسمح لهم بأن يقتلوني..أنا ابنك و انت لن تفرط بي..اليس كذلك؟ ارجوك ابي..أنا ابنك الوحيد.. لا تتخلى عني" ابعده جمال و قال" القانون هو القانون..و يسري على الجميع دون تفريق..مارت ابني اخطأ و خرج عن طوعي..و خان المجلس..خذوه..و طبقوا عليه العقاب اللازم..هيا" و اعطى ظهره لهم و هم يحملون ابنه الى الموت المحتوم..امتلأت عيون جمال دموعا و هو يسمع صوت السيارات تغادر القصر و تذهب بعيدا..صعد بخطوات وئيدة الى مكتبه..فتح الباب و دخل..سحب جارور المكتب..أخذ منه مسدسا صغيرا..وضعه في جبينه..و أطلق النار دون تردد..
بعد أسبوعين..كانت هزان تجهز صديقتها سيبال في مدينة باريس..انه اليوم الموعود..يوم عرسها هي و جان..نظرت هزان الى رفيقتها في المرآة و قالت" تبدين رائعة عزيزتي..لو تعلمين كم أنا سعيدة لأجلك" وقفت سيبال و عانقتها بقوة و هي تقول" شكرا لك صديقتي..و أنا ايضا أشعر بأن قلبي يكاد يتوقف من الفرح..شكرا لانك معي في هذا اليوم المميز حبيبتي" قالت هزان" سيبال..انت أختي التي لم تنجبها امي..أتمنى لك سعادة الكون..اسمحي لي الآن لأذهب و أتجهز" ثم خرجت و اتجهت الى الغرفة المجاورة حيث تركت فستانها و حذاءها و أشياءها..فتحت الباب و دخلت فلم تجد أيا من أشياءها..نظرت يمنة و يسرة باستغراب و همت بالخروج لكن يدا أمسكتها..التفتت فوجدته ياغيز..جذبها بين ذراعيه و راح يقبلها بشغف..قالت هي بين تمازج الشفاه" ياغيز..اتركني..سأتأخر على العرس" ابتعد عنها قليلا و قال" هذا لن يحدث..فمنذ متى تتاخر العروس على عرسها؟" نظرت هزان اليه لوهلة ثم انفجرت ضاحكة و قالت" كفاك تلاعبا بي..سيبال هي العروس و ليست أنا..جئت الى هنا لكي اتجهز لكنني لم أجد أشيائي" ابتعد عنها ياغيز و اختفى لوهلة ثم عاد و هو يحمل صندوقا بين يديه و سأل" هل تعنين هذا؟" اقتربت منه و فتحت الصندوق و أطلقت صرخة دهشة قبل أن تقول" ياغيز..ما هذا؟ انه فستان زفاف..هل..لا أكاد أصدق..هل تعني بأننا..؟" قاطعها" نعم..هل نسيت بأننا لم نقم حفل زفاف..أيعقل بأن أحرمك من فرحة كهذه؟ هيا ارتدي فستانك و سأرسل لك فريق التجميل الخاص بك مع أنك لا تستحقينه..لكنني أريد لكل شيء أن يكون مثاليا..هيا حياتي..لا تتأخري" لفت هزان ذراعيها حول عنقه و راحت تقبله و تشكره فأبعدها عنه بلطف و هو يقول" ان واصلت هكذا فلن نلحق لا انا و لا أنت بالعرس..هيا..لا تتأخري" امتلأت عيون هزان بالدموع و هي ترتدي فستان زفافها الرائع الذي لم يحرمها ياغيز من ارتداءه..كعادته..لم تفته أية تفصيلة تسعدها و تجعل الابتسامة تزين وجهها..بعد ساعة..نظرت هزان الى نفسها نظرة رضى و اطمئنان..كانت تبدو كالملاك في ثوبها الابيض الجميل

طرق ياغيز الباب بخفة ثم دخل و جمد مكانه لوهلة و هو يتأمل عروسه الجميلة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

..طرق ياغيز الباب بخفة ثم دخل و جمد مكانه لوهلة و هو يتأمل عروسه الجميلة..اقترب منها و لف خصرها بذراعه و وضع ذقنه التي لم يحلقها على كتفها و همس" أنت رائعة حياتي..أقسم بأنني أكثر رجل محظوظ على وجه الأرض..أحبك هزان" و مرر شفاهه بخفة على رقبتها فأغمضت عيونها و همست" و أنا أعشقك ياغيز..شكرا لانك تهتم بكل ما يسعدني..شكرا لانك انت سعادتي..شكرا لأنك موجود في حياتي..شكرا على كل شيء حبيبي" ادارها ياغيز اليه و طبع قبلة رقيقة على جبينها قبل أن يقول" أنا من يجب أن أشكرك هزان..شكرا لأنك اقتحمت حياتي و جعلتني أتخلص من اعباء الماضي و همومه و ذكرياته البشعة..شكرا لأنك فتحت قلبك لي..لأنك أحببتني..و تزوجتني..و لأنك ستصبحين أما لأولادي..شكرا لك لانك حياتي هزان..شكرا لك من اعماق قلبي" و هم بتقبيلها لكنه سمع صوت جان يقول" هيا ايها الرومانسي..لقد تأخرنا" انفجر ياغيز و هزان ضاحكين و انظما الى صديقيهما حيث تزوجا معا في حفل رائع و ارتبطا برباط أبدي جمعهما الى الأبد..
بعد مرور حوالي سنة..كانت هزان تجلس صحبة صديقتها سيبال و كل واحدة منهما تحمل صغيرها بين أحضانها..هزان أنجبت ولدا إسمه أوموت اما سيبال فأنجبت فتاة اسمها ملاك..كانت السعادة تخيم على سكان ذلك المنزل الكبير الدافئ و العامر بالحب و الحنان..أما ياغيز و جان فافتتحا معا شركة للاستيراد و التصدير و حرصا على القيام بالاعمال القانونية البعيدة عن كل الشبهات و المشاكل..و انظم اليهما يمان و حبيبته سيفجي التي تعرف عليها منذ شهر تقريبا في باريس..أما العم محمود فكان حريصا على الاطمئنان على هزان من حين لآخر عبر الهاتف الى أن طلب ياغيز من يمان أن يأتي به الى باريس لكي يراه و يعلمه بأنه على قيد الحياة..و كم كانت فرحة الرجل غامرة عندما رأى ياغيز أمامه..عانقه بشدة و راح يبكي بكاء والد ابتعد لمدة طويلة عن ولده ثم التقاه بعد غياب..في المساء..دخل ياغيز الى المنزل فوجد هزان نائمة بجانب الصغير اوموت..جلس بجانبها على حافة السرير و داعب وجهها بحنان قبل ان يدفن وجهه في خصلات شعرها و يسحب نفسا عميقا..ففتحت هزان عيونها و نظرت اليه و همست" أهلا حبيبي" قبلها ياغيز و رد" مرحبا حياتي..كنت أريد أن ألاعب هذا المشاغب الصغير لكنه نائم..لهذا سأهتم بالمشاغبة الكبيرة أولا" و حملها بين ذراعيه الى غرفتهما..وضعها على السرير و قال" يبدو بأنني سأغار من ذلك الصغير الذي يسرقك مني طوال الوقت..هذا ليس عدلا" فتحت هزان له ذراعيها و هي تقول" لا داعي للغيرة..أنا اهتم به و أحبه لأنه قطعة منك أنت و يشبهك في كل شيء..في رائحته الزكية و شعره الأشقر و عيونه البلورية..انني أراك فيه كلما نظرت اليه..لكن مكانك في قلبي ثابت على الدوام..أنا و أنت سنبقى معا..الى الأبد" اقترب منها ياغيز و احتضنها بحب قادر على تأمين السعادة الغامرة لهما طيلة ما تبقى من حياتهما...
النهاية ❤❤❤ و هيك بتكون خلصت القصة..ان شاء الله تكون نالت اعجابكن..غيبتي رح تطول عليكن شوي لأني راح اعمل عملية جراحية على عيوني..ان شاء الله أول ما يصحلي ارجع اكتب ما رح قصر..دعواتكم لي..بحبكن كتييير 😍

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 09, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

في قبضة العرّاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن