الفصل الرابع و العشرين..أنت الخاسرة

4.5K 130 97
                                    

تجمعت الدموع في عيون هزان و راحت تحاول أن تبعده عنها..تضع يديها على صدره و تدفعه لعله ينهض من فوقها لكنه أمسكها من معصميها و ثبت يديها فوق رأسها ثم دفن وجهه في عنقها و راح يقبل جلدها..كانت شفاهه كجمرة نار تحرق بشرتها و تضعف مقاومتها..كانت تحبه و تريده لكنها كانت ترفض أن يأخذها غصبا عنها..كانت ترفض أن تمنحه ما يريد و هو يرفض حبها و يكذبه و يسعى الى اهانتها و اذلالها..كانت تريده أن يعاشرها لأنه يحبها و يريدها و ليس لكي يهينها و يكسر عنادها و كبرياءها..شعرت بحرارة جسده فوق جسدها و بتصلب رجولته فوق أنوثتها..كانت تدرك جيدا بأن انهيارها لن يستغرق سوى بضع ثوان أخرى..حركت ساقيها ذات اليمين و ذات الشمال لكي تزيحه عنها..رفع رأسه و تمتم بصوت مبحوح" اهدإي يا زوجتي العزيزة..استسلمي و استقبليني برضاك..كوني مطيعة و تخلي عن هذا العناد..لأنني سأحصل في النهاية على ما أريده" انهمرت دموعها على خديها و ردت بنبرة مخنوقة" كان ذلك ممكنا لو لم تكن.." و صمتت فجأة قبل أن تنهي جملتها..رمقها بنظرة باردة و سأل" لو لم أكن ماذا؟ اياك أن تكرري نفس الهراء الذي تعودت قوله..مجرم و سفاح و هكذا دواليك..هذا أنا..و يجب عليك أن تتقبليني كما أنا..لم يعد التراجع ممكنا الآن..لقد صرت زوجتي و يجب عليك أن ترضي بما أنا عليه و تتعايشي معه..و هذا سيكون أفضل لك..هل فهمت؟" هزت هزان برأسها بالنفي و صاحت به" لا..لم أفهم..قد أتقبل أي شيء..الا كونك قاتل أبي..هذا أقسى من أن أستطيع التعايش معه و تقبله..هذا كثير علي" رفع ياغيز نفسه عنها قليلا و حملق فيها لوهلة قبل أن يسأل بنبرة سخرية واضحة" ماذا؟ أنا قتلت والدك؟ كيف و أنا لا أعرفه حتى؟ ألم تجدي كذبة أخرى توقفينني بها؟ يا لغباءك هزان..توقفي عن هذه المحاولات اليائسة و التي ستبوء كلها بالفشل" دفعته هزان بكلتا يديها و ابتعدت من تحته و هي تصيح بعصبية" لست كاذبة..أقسم لك بأنني أقول الحقيقة..أبي هو أمين شامكران..سائق شاحنة نقل الأثاث الذي أخبرتني بأنه كان أول رجل قتلته..أنا هزان شامكران..ابنته..في البداية كنت أظن بأن أباك حازم هو من قتله..لكنك أكدت لي يوم عرضت علي الزواج بأنك أنت قاتله..فكيف تريد مني أن أتقبلك أو أن أتعايش معك و دماء أبي على يديك؟ هذا ما جعلني افقد السيطرة على نفسي و ادفن حبك في قلبي و أواصل تنفيذ المهمة..كنت قد قررت أن أتخلى عنها و عن انتقامي و عن كل شيء لأجلك..و لأنني أحبك..لكن ذلك السر هو من قلب حياتي رأسا على عقب..أنت قاتل ياغيز..و هذا ما لا أستطيع تقبله أو التعايش معه..هل فهمت؟" بقي ياغيز لوهلة جامدا في مكانه و نظراته تائهة..ثم أغمض عينيه بقوة و كأنه يهرب من ذكرى ذلك اليوم و من ذلك المشهد الذي لطالما أرق منامه و أفسد عليه حياته..معقول؟ أمين هو والد هزان؟ كيف؟ و لماذا جمعتهما الحياة ما دام هذا الماضي الشنيع موجودا و حائلا بينهما؟ لكنه كان مجبرا على فعل ما فعله..كان مجرد طفل صغير خائف من عقاب والده المتسلط..كان يتمنى لو أنه لم يفعل ذلك و لم يلوث يديه بالدماء..لكن التمني لا ينفع بشيء..ما حصل حصل و انتهى..فتح ياغيز عيونه و وقف قبالة هزان و سألها بصوت مرتعش" هزان..لم أكن أعلم بأنه والدك..لم أكن أعي شيئا من الأساس عندما قتلته..ألم تسألي نفسك كم كان عمري عندما قتل أبوك؟ ألم تسألي نفسك كيف لطفل صغير لا يتجاوز التسع سنوات أن يحمل مسدسا و يقتل رجلا بدم بارد؟ أليس لديك عقل تفكرين به؟ على ماذا تلومينني ؟ ها؟ على جريمة كنت مجبرا على ارتكابها؟ على مسدس حملته مرغما و استعملته خوفا من عقاب أبي الذي لا يرحم؟ ماذا تعرفين عني انت؟ ماذا تعرفين؟ لا شيء..لم تحاولي حتى أن تسأليني كيف حدث هذا و لماذا حدث؟ لم تحاولي أن تفهمي او تعرفي التفاصيل.. أتعلمين لماذا؟ لأنك كنت فقط تحاولين تبرير خيانتك لي و مواصلتك خداعي و الكذب علي و استغلالي..كنت فقط تبحثين عن كبش فداء تجعلينه يدفع ثمن قتل والدك..كنت مملوءة بالحقد و الغضب و السواد الى الدرجة التي قتلت داخلك هذا الحب المزعوم الذي تتحدثين عنه و تحاولين جعلي أصدق وجوده..كنت تريدين من كل قلبك أن توقعي بي و أن تنهيني لأن رغبتك في الانتقام كانت أكبر من أية مشاعر أخرى قد تكونين شعرت بها..أردت من كل أعماقك أن تهدمي امبراطورية عائلة ايجمان مهما كلفك الأمر..حتى و لو كان الثمن الذي ستدفعينه هو جسدك و عذريتك و تمثيلية حب تمثلينها علي و تخدعينني بها..يا لأسفي عليك هزان..أنت لم تحبينني أبدا..لو كنت أحببتني فعلا لكنت حاولت أن تتعرفي علي من الداخل..لكنت حاولت أن تبحثي لي عن مبررات لما اقوم به..لكنت حاولت أن تسأليني و تطلبي معرفة الحقائق كما هي..دون تزييف أو كذب..لكنك لم تحبيني أبدا..و لا تحاولي جعلي أصدق حبا ليس موجودا من الأساس..يا للأسف يا هزان..ليت المبرر الذي وجدته لكرهي و للانتقام مني كان يستحق ذلك فعلا..لكنت بحثت لك عن عذر..لكن ما قلته الآن أثبت لي بأنك خنتني لأن الخيانة تجري في عروق عائلتك و تنتقل عبر الجينات و الحمض الننوي" خطى ياغيز نحو الباب و هم بالخروج لكن هزان أوقفته بأن أمسكته من ذراعه و هي تقول" ماذا تقول ياغيز؟ لماذا تحاول أن تسخف الموضوع و أن تستهين به؟ المقتول ابي..و القاتل أنت..هذا فقط ما استطاع عقلي استيعابه يومها..لم أفكر و لم أحلل و لم أنجح في جعل قلبي يصمت صوت عقلي..قد تكون فعلت ذلك مجبرا كما قلت..لكن هذا لا يبرئك و لا يخفف من جرمك..ثم عن أية خيانة تتحدث؟ أبي كان في مهمة سرية هدفها القبض على والدك الذي عجزت الشرطة عن الايقاع به..لم يكن مجرد سائق..بل كان شرطيا متخفيا..و ما حاول القيام به هو واجبه المفروض عليه..و لو لم تقتله لربما كان نجح في مهمته و أطاح بوالدك الذي كان يستحق السجن على أقل تقدير" ابتسم ياغيز بسخرية و رد ببرود" أرأيت؟ هذا ما حدثتك عنه منذ قليل..لم تحاولي حتى أن تتفهمي كلامي و أن تجدي لي العذر المناسب..و تتدعين بأنك تحبينني؟ هذا ليس صحيحا هزان..أبوك فعل ما فعلته أنت تماما..تسلل الى القصر و مثل دور الرجل المخلص و الوفي الى أن حاز على محبة أبي و ثقته..ثم ماذا فعل؟ أظهر وجهه الحقيقي و خان أبي..أبوك كان على علاقة غرامية مع أمي..لربما استغلها لكي يحصل على بعض المعلومات السرية التي تساعده على تحقيق غايته..أو ربما يكون أحبها حقا..لكن التسمية تبقى هي ذاتها..خيانة..أبي قرر أن يقتل اباك عندما اكتشف علاقته مع أمي..و علم فيما بعد بأنه كان شرطيا متخفيا..و لو كنت أنا قاتلا و بلا قلب حقا لكنت قتلتك دون ان يرف لي جفن جراء خيانتك التي كان من شأنها أن تقضي علي و تنهي حياتي..لكنني لم أفعل..و خيرت أن أعاقبك على طريقتي..لأنك برأيي تستحقين عقابا أكبر و أقسى من الموت" هزت هزان رأسها بعنف و صاحت به" لا..مستحيل..أبي لا يفعل هذا..أبي كان يحب أمي كثيرا و مستحيل أن يخونها..انت تكذب ياغيز..أنت كاذب لعين..تحاول أن تبرر لنفسك ما فعلته و أن تلفق أخبارا كاذبة لكي أسامحك على قتلك له..هذا مستحيل..أبي لا يفعل هذا..لا وقت لديه لذلك أصلا..كان في مهمة خطيرة..لقد دخل الى القصر لكي يطيح بأبيك و ليس لكي يقع في الحب..اياك ياغيز..اياك أن تلفق هذه الأكاذيب عن أبي مرة أخرى..لأنني لن أصدقك أبدا" أمسك ياغيز ذراعها و ضغط على جلدها بأصابعه بقوة ثم رد" أنا لا أكذب..أبوك كان على علاقة بأمي..صحيح أنه دخل الى القصر بغاية القبض على أبي..لكن ذلك لم يمنعه من الوقوع في الحب..العلاقة بين أبي و أمي لم تكن على مايرام ذاتا..و أبوك كان قريبا من أمي..لم يستطيعان مقاومة المشاعر الحقيقية التي شعرا بها..هذا ما لا تستطيعين أنت فهمه او استيعابه..لانك بلا قلب.." قاطعته هزان بنبرة ساخرة" مشاعر حقيقية؟ يا للسخرية..متى كانت الخيانة و العلاقات الممنوعة تعتبر مشاعر حقيقية؟ ما أعرفه بأن أبي لا يفعل ذلك..الا اذا كانت أمك قد عملت على اغواءه و استمالته لكي تعوض عن الفراغ الذي تركته علاقتها مع أبيك..يبدو أنك أمك كانت تعاني من زواجها الكئيب و كانت تبحث عن البديل..و عندما وجدت أبي قررت أن تستعمل كل الطرق المباحة للوصول اليه..ما فعلته أمك يشبه ما تفعله أية عاهرة.." لم تنهي هزان جملتها لأن يد ياغيز هوت على خدها بصفعة قوية جعلتها ترتمي أرضا..وضعت هزان يدها على خدها المتألم و رفعت عيونها الدامعة نحو ياغيز الذي كانت ملامحه تعكس غضبه العارم..حدجها بنظرة حادة و رفع اصبعه في وجهها و هو يقول بنبرة غاضبة" اياك هزان..اياك أن تتلفظي بهذا الكلام مرة أخرى..اياك أن تتحدثي عن أمي هكذا و الا حطمت فمك ذاك..هل فهمت؟ ان كنت لا تريدين سماع الحقيقة فأنت حرة..لكن اياك أن تسيئي الى ذكرى أمي بكلامك المسموم..هل هذا واضح؟ لن أحذرك مرة أخرى..ان كنت تبحثين عن العاهرة الحقيقية فيكفي ان تنظري في المرآة و سترينها أمامك" ثم اندفع خارجا و هو يصفق الباب بكل قوته..لم تستطع هزان منع دموعها من الانهمار فبكت بأعلى صوتها بكاءا مريرا..كان كل شيء ينهار من حولها و كل حقيقة تسمعها تزيد من تألمها و أوجاعها..في الخارج..أشعل ياغيز سيجارة و راح ينفث دخانها بعصبية في الهواء..كانت كل الأحداث تجعله يتيقن أكثر من ذي قبل بأن هزان لم تحبه يوما..و لم تشعر بما يشعر هو به تجاهها..هو أحبها من كل قلبه ..و كان يبحث عن طريقة يعيش بها معها بصورة طبيعية بعيدا عن خطر عمله و تجارته و علاقاته..كان يسعى الى اسعادها و ارضاءها بكل الطرق الممكنة..و ماذا فعلت هي؟ طعنت حبه و ثقته و خانته بطريقة بشعة..خيبت أمله فيها و أحرقت روحه بشدة..و ليته استطاع أن يكرهها او أن يحقد عليها..لبدا كل شيء سهلا عندئذ..لكنه لم يقدر أن يفعل ذلك..غاضب منها من شدة حبه لها..و يحاول أن يجعلها تدفع الثمن بكل الطرق الممكنة..الا أن قلبه يصرخ في كل مرة يكون فيها قريبا منها بحبه الذي لا يزال موجودا لها..
في المستشفى..فتحت بيلين عيونها لتجد جواد يمسك بيدها و يلامس خصلات شعرها الذهبي..تمتمت بصوت ضعيف" جواد..ماذا تفعل هنا؟" اجاب بصوت رقيق" لقد علمت قبل قليل بما أصابك فأردت أن اكون بجانبك و أن أطمئن عليك بنفسي..كيف تشعرين الآن؟" تجمعت الدموع في عيني بيلين و أجابت بصوت حزين" لقد فقدت ابني..لقد تخلى عني هو الآخر و تركني..لقد عدت وحيدة من جديد..قلبي يكاد يتمزق من الحزن..أشعر بأن روحي غادرت جسدي بمجرد خسارتي لطفلي" ضغط جواد على يدها و قربها من فمه و طبع عليها قبلة خفيفة قبل أن يقول" بيلين..لا تقولي هذا..أنت تعلمين جيدا بأنني هنا..معك..و بجانبك..أنت لست وحيدة..اياك أن تقولي هذا مرة ثانية..آسف لخسارتك..و حزين لأجلك..لكنني أعدك بأنني لن أتخلى عنك و لن أتركك أبدا..و لا تخافي..سيأتي يوم و تتعوض فيه هذه الخسارة..المهم أن تتماسكي و تكوني قوية كما عهدتك" مسحت بيلين دموعها و ردت" شكرا لك جواد..شكرا لأنك هنا..و لأنك لم تتركني و لم تتخلى عني..وجودك الى جانبي في هذه المحنة يعني لي الكثير..أشكرك من كل قلبي" ابتسم جواد و قال" عزيزتي..لا داعي لشكري..أنا أفعل ما أشعر به و ما أريده من كل قلبي..وجودي بجانبك يسعدني كثيرا..و لا أتمنى أكثر من ذلك أساسا..المهم أن تكوني سعيدة و أن تكوني بخير..لكن هلا أخبرتني كيف حدث هذا؟ مالذي ضايقك و أحزنك الى هذه الدرجة؟ من كان معك عندما وقعت؟ هل كنت لوحدك؟" أغمضت بيلين عيونها بشدة و تنهدت بعمق قبل أن تجيب بصوت مخنوق" آاااه..مع أنني كلما تذكرت ما حدث أشعر بالنيران تلتهم قلبي و كل جسدي..الا أنني سأخبرك بما جرى..لقد ذهبت الى منزل ياغيز لكي أهنئه بحصوله على البراءة..لم أكن أعلم بأنها هناك و الا لما كنت ذهبت..عليهما اللعنة هما الاثنين..أحدهما يستحق الآخر..انهما حقيران مثل بعض" زم جواد شفتيه و سأل" عمن تتحدثين؟ من هذه التي كانت هناك؟" أجابت" تلك اللعينة هزان..كنت أظن بأنه لن ينظر الى وجهها مرة أخرى بعد ما فعلته به..لكنه يبقيها في القصر..معه..و في غرفته..لم ستوعب عقلي ذلك..لقد خانته و آذته و زجت به في السجن و مع ذلك لم يعاقبها و لم يقتلها..بل أبقاها بجانبه..خرجت مسرعة من الغرفة و كنت أنزل الدرج ثم انزلقت ساقي و سقطت بقوة..و بعد ذلك..فقدت ابني ..الى الأبد" غصت بيلين بدموعها و لم تستطع انهاء كلامها..اقترب منها جواد و عانقها بحنان دون أن ينجح في اخفاء علامات الاستغراب و الدهشة من على وجهه بما أخبرته اياه بيلين عن هزان..فباريش أخبره بأنها سافرت الى اليونان..لكن يبدو بأنها خيرت أن تبقى مع ياغيز و أن ترمي بالمهمة عرض الحائط..
في القصر..فتح ياغيز باب الغرفة و دخل فوجد هزان قد اندست في السرير و تغطي كامل جسمها بالملاءة..كانت انفاسها المتسارعة توحي بأنها لم تنم بعد..خلع هو ثيابه و أبقى على ملابسه الداخلية قبل أن يندس بجانبها في السرير..تسارعت أنفاسها أكثر و ارتعش جسدها فهمس يطمئنها" نامي و ارتاحي..و اطمئني..لن ألمسك..ليس الليلة على الأقل..لا أرغب في ذلك..حاليا" أدار ظهره اليها و أراح رأسه على مخدته..كانا متعبين من تواجههما القاسي طوال اليوم..و كانا يحتاجان الى الراحة..و الى أحدهما الآخر..لكن العناد و الكبرياء و الظروف كانت تمنعهما..
في الصباح..شعرت هزان بدفء غريب هو ما جعلها تغط في نوم عميق طوال الليل..لم تكن تدرك بأن جسد ياغيز الملتصق بها هو ما كان يمنحها هذا الدفء اللذيذ..فتح هو عيونه بعد أن استنشق رائحة شعرها القريب من أنفه..تأمل وجهها الطفولي الهادئ و المطمئن بملامحه الجميلة و الطبيعية..كانت ترتدي احدى بيجاماتها المحتشمة و المكونة من سترة حريرية بلون الكراميل و سروالا من نفس اللون..ابتسم ياغيز بسخرية و هو ينظر اليها..ليتها تعلم بأنه لا يحتاج سوى أن تكون بقربه لكي تنطلق شياطين رغبته من مخبأها و تحرضه عليها..كل ما فيها يثيره و يستفز رجولته..رائحتها..خصلات شعرها..عيونها..تقاطيع جسدها و حتى صوتها الرقيق..تحركت هزان فلامس فخذها رجولته المرة تلو الأخرى..لم تكن هي تعي ذلك لأنها كانت تنعم بنوم لذيذ و مريح..تمطت هزان في الفراش من جديد فقرب فمه من أذنها و همس بصوت مبحوح" سيدة هزان..ان كنت لا ترغبين في ايقاظ الوحش النائم و تحمل تبعات ذلك فأبعدي ساقك عني..و الا لا تلوميني عما قد أفعله" فتحت هزان عيونها على مهل و بصعوبة استوعبت ما قاله فنظرت الى الأسفل لترى ساقها ملتصقة به..شهقت بصوت مسموع و سارعت الى ابعاد رجلها و هي تقول بصوت مضطرب" آسفة..أنا لم أقصد ذلك..لا تؤاخذني" ابتسم ياغيز بسخرية و قال" لا مشكلة..اسمعيني جيدا..لست مضطرة أن ترتدي مثل هذه البيجاما السخيفة و أنت معي في السرير..هل تظنين حقا بأنك اذا ارتديت هذه الملابس المحتشمة فهذا سيحميك مني؟ كوني على طبيعتك و تخلي عن الاعيبك الطفولية هذه" ثم قرب فمه من أذنها و أضاف" أعلم جيدا بأنك لن تنجحي في مقاومتي اذا اقتربت منك..ستنهارين بمجرد أن أضع يدي عليك..أنا واثق من ذلك" التفتت اليه هزان و ردت بعصبية" أنت مخطئ سيد ياغيز..ما تقوله هراء..أنا لا ارغب بك و لا أريد..أنت لست من النوع الذي يثيرني ذاتا..لذلك لا تتعب نفسك و تحاول أن تقترب مني لانك لن تحصل سوى على خيبة الأمل و على تحطيم قاسي لغرورك كرجل" رفع ياغيز حاجبه استغرابا و سأل بسخرية و بلهجة تهديد واضحة" هل أنت واثقة من ذلك؟" اجابت هزان بنبرة حاولت أن تبدو طبيعية" نعم..أنا واثقة" ثم همت بالهرب و الخروج من السرير لكنه أمسك ذراعها و ثبتها مكانها قبل أن يضغط على كتفها و يجبرها على الاستلقاء..غمغمت بصوت مرتعش" ماذا تفعل؟" نظر اليها بعيونه البلورية الساحرة و اجاب" ما قلته يحتاج الى اثبات..و أنا أسعى الى ذلك" ضاعت الكلمات التي كانت ستجيبه بها بين تمازج الشفتين..لقد أهوى بفمه على فمها يقبلها بعنف..كان يسحب شفاهها بين شفتيه و يمتصهما بقوة..قبل أن يجبر فمها على استقبال لسانه  الذي جاب أطراف ثغرها و رقص مع لسانها..لم يترك لها مجالا للمقاومة أو الرفض..بل أجبرها على التجاوب معه و بقوة..راحت تبادله قبلاته الهوجاء العنيفة دون ان تعي بأنها تكذب نفسها و تناقض ما قالته منذ قليل..عمدت يداه الى فتح أزرار سترتها العلوية و الى اعتصار نهديها دون ان يبعد فمه عن فمها..ازاح عنها حمالة الصدر ثم نزل بشفاهه الى عنقها يمتص جلده قبل أن يستقر لسانه على حلمات نهديها يداعبها و يعبث بهما..أغمضت هزان عينيها و راحت تعضعض شفتيها لكي لا تسمح لتأوهاتها بالانطلاق..واصل هو مداعباته لها قبل أن تندس يده تحت سروالها الداخلي و تلامس أنوثتها..لم تنجح هزان هذه المرة في كتم تأوهها الذي جاء عاليا على وقع حركات اصابع ياغيز على أنوثتها..مداعباته المتواصلة أجبرتها على الصراخ بإسمه أكثر من مرة و هي تتلوى تحته كسمكة خرجت لتوها من الماء..كانت تريده و ترغب به بكل ما اوتيت من قوة..حرارة جسدها و دقات قلبها المتسارعة جعلتها تدرك بأنها لا تقوى فعلا على مقاومته فخيرت الاستسلام له و الاعتراف بهزيمتها أمامه..ابتسم ابتسامة انتصار و هو يرى تفاعلها معه و عجزها عن مقاومته..واصل اصابعه العبث بها و القيام بحركات دائرية على تلك النقطة الحساسة من جسمها..كان يفصلها ثواني على بلوغ ذروتها تحت وقع ملامساته الخبيرة فتمتمت بصوت مبحوح" أرجوك ياغيز..أريدك..الآن..أريدك داخلي..أرجوك" ..كانت تقول ذلك و عيونها مغمضة..لم تقوى على فتحهما و رؤية نظراته المستفزة تلك..تلك النظرات التي تثبت لها بأنها ملك له و بأنها تحت رحمته متى أراد ذلك..لكنها كانت عاجزة على انكار رغبتها به..و كانت تريده..رغم كل شيء..و رغم الماضي الأسود الذي يقف حائلا بينهما..كانت تريده لانه الرجل الوحيد القادر على اثارتها و على استفزاز رغباتها المكبوتة..كانت تريده لأنها تحبه من كل قلبها و بكل جوارحها..رغم انه ينكر عليها ذلك و يكذبه و يعجز عن تصديقه..فتحت هزان عيونها فجأة عندما شعرت بحركاته توقفت و بثقل جسده يختفي من فوقها..حملقت فيه و كأنها تسأله لماذا توقفت..كانت خيبة الأمل بادية على وجهها..و شعور آخر لم تعرفه في السابق ايضا سيطر عليها..شعور الحرمان و النقص و عدم تحقيق الرغبة..خلف توقفه عن مداعبتها فراغا قاسيا و مؤلما لم تكن تعلم كيف تتلافاه..نظر هو اليها ببرود و قال" لقد أثبت لي بأنك لا تقوين على مقاومتي..و هذا يكفي بالنسبة الي..ما أردت تعليمك اياه هو هذا الشعور بالنقص و الحرمان و خيبة الأمل..عندما تشعرين بأنك على بعد خطوة من تحقيق ما ترغبين فيه و فجأة يختفي كل شيءو ينهار من حولك و لا يبقى سوى ذلك الشعور المقيت بالمرارة و الألم..هذا هو ما أردتك أن تشعري به" صمت قليلا ثم اضاف" لا تكذبي مرة أخرى..و لا تحاولي أن تتحديني..لأنك ستكونين أنت الخاسرة في كل مرة..هل فهمت؟" ثم تركها تلوك خيبتها و دخل الى الحمام..

في قبضة العرّاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن