الفصل السادس عشر..سِرٌّ يقلب الموازين

6.4K 143 87
                                    

شعرت هزان بأنفاسها تضيق و بالدموع تتجمع في عيونها و هي تراه يذهب الى الداخل بقلب مكسور و بخيبة امل فيها و في حبها الضعيف و المهزوز..جلست على الكرسي و اخفت وجهها بين يديها و اطلقت العنان لدموعها..لا تستطيع أن تلومه في اندفاعه و في رغبته القوية في أن يتوطد هذا الحب اكثر فأكثر..فهو يحبها بقلب سليم و بنية صافية و صادقة..يريدها معه و له الى الأبد..دون النظر الى أي فوارق او حواجز بينهما..هو يظن بأنه لن يخسر شيئا اذا قربها منه أكثر و اذا فتح لها ابواب عالمه الخفي..لكنه في الحقيقة لا يعلم حتى هويتها الحقيقية أو لماذا جازفت بالدخول الى عالمه الظلامي ذاك..فماذا ان علم بالحقيقة؟ هل سيظل يحبها هكذا بهذه القوة و بهذا الاندفاع؟ ماذا ان عرف بأنها عميلة سرية تريد الايقاع به و زجه في السجن؟ ماذا ان فوجئ بأن كل ذلك النقاء و كل تلك البراءة التي عشقها فيها ما هي الا مجرد زيف و كذب؟ سيخسر كل شيء عندئذ..حبه لها و ثقته بها و مشاعره الحقيقية تلك..لا تستطيع هي أن تجازف بتوطيد علاقتها به الى هذه الدرجة في الوقت الذي تخونه فيه في الخفاء و تفشي أسراره و اسرار عمله الى المخابرات..لا تستطيع أن تنسى السبب الذي جعلها تدخل الى حياته و تعمل معه..مازالت تريد هدم امبراطورية حازم ايجمان عراب المافيا الذي قتل والدها و رمّل أمها..مازالت تريد أن تفضح اجرامه و عملياته المشبوهة و القذرة حتى و لو كلفها ذلك الدوس على قلبها و دفن هذا الحب في أعماقها..لكن من اين لها بالقدرة على مقاومة ياغيز بكل جاذبيته و سحره و تأثيره القوي عليها..من أين لها بعزيمة و اصرار تجعلها تسلمه بيدها الى الشرطة و تزج به في السجن..لكن يبدو بأن ذلك هو الطريق الوحيد لكي تخلصه من هذا العالم الظلامي و القذر الذي تورط فيه و لم يعد يعلم كيف يخرج منه..اذا ذهب الى السجن و لو حتى لفترة قصيرة سيكون قد دفن كل الماضي تحت التراب و سيتسنى له بدأ حياته من الصفر..تأففت هزان بضيق و رفعت رأسها الى السماء و كأنها تتوسل الى الله أن يجد لها مخرجا من هذا المأزق الذي وقعت فيه لأن عقلها لم يعد قادرا على التفكير بمنطقية و قلبها لم يعد قادرا على التحمل أكثر من ذلك..شعرت فجأة بلفحة برد جعلت جسدها يقشعر و يرتجف ففتحت باب الكرفان و دخلت الى الداخل..وقفت أمام السرير و راحت تنظر يمنة و يسرة لعلها تجد رفا عليه ملابس تستطيع ان ترتديها لكي تنام..لكنها لم تجد..التفتت عندما سمعت صوت باب يفتح فرأت ياغيز يخرج من الحمام و هو يلف نصفه السفلي بمنشفة بيضاء كبيرة و يضع منشفة صغيرة حول رقبته..حملقت فيه هزان بعيون تكاد تغادر محجرها..جمدت في مكانها و ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تراقب قطرات المياه المندفعة من خصلات شعره المجعد الى صدره العريض..تمتم هو بصوت خافت و هو يرى نظراتها" آسف..لم انتبه لوجودك..هل تحتاجين شيئا ما؟" عضت هزان شفتها و هي تبعد عيونها عنه و تجيب بصوت مرتعش" كنت..أبحث..عن..ملابس..أرتديها..لم..أجد" اقترب ياغيز منها و وقف أمامها مباشرة حتى صارت قادرة على سحب رائحته الى أعماقها و رفع يده نحو الأعلى الى رف خشبي..اخذ منه قميصا و شورتا أعطاهما لها و هو يقول" خذي..اعتقد بأنها ستكون مناسبة لك" مدت هزان يدا مرتعشة نحوه و اخذت منه الملابس و قالت" شكرا لك" ..بقي هو واقفا أمامها ينتقي الملابس التي سيرتديها فيما ضغطت هي بأصابعها على الملابس التي في يدها لكي تمنع اصابعها من الانطلاق الى صدره و تحسس عضلاته المفتولة..كانت تعيش لحظات احتراق و هي على هذا القرب منه تشعر بأنفاسه الدافئة تلفح وجهها و تشتم رائحة جسده المبلل و تسحبها الى أعماقها..أخذ هو ما يريد من الأعلى ثم نظر اليها و هو يبتسم قبل أن يبتعد من أمامها و يقول" سأرتدي في الحمام..و تستطيعين أنت تغيير ملابسك هنا" ..اختفى هو داخل الحمام فيما تنفست هي الصعداء و راحت تتلمس خديها الملتهبين و تمرر يدها على جبينها..كان جسدها يحترق و الدماء تغلي في عروقها و هي ترى جسد ياغيز المثير و تشعر بقربه..وضعت الملابس أمامها على السرير و قربت يدها من السحاب الموجود في الخلف لكي تفتحه..لكنه كان عالقا..حاولت مرارا و تكرارا لكن دون جدوى..سمعت صوت ياغيز يسأل من الداخل" هزان..هل أنهيت؟" اجابت بصوت مرتبك" تعالى ياغيز..في الواقع..أحتاج الى مساعدتك" خرج ياغيز من الحمام و نظر الى هزان التي كانت تحاول أن تفتح السحاب..ابتسم و قال" حسنا..توقفي عن ذلك..دعيني احاول" اقترب منها و وقف خلفها مباشرة قبل أن يمد يده و يعالج السحاب لكي يفتحه..أغمضت هزان عينيها بشدة و هي تشعر بأنفاسه الملتهبة تداعب كتفيها و عنقها..كانت تعي تماما بأنها لن تكون قادرة على مقاومته و مقاومة نفسها أكثر من ذلك اذا قام بأية حركة او قبّلها مثلا..تمتم ياغيز و هو يقرب فمه من أذنها" انه عالق بشدة..أخشى أن أمزق الفستان ان حاولت أن أفتحه بالقوة" ابتلعت هزان ريقها بصعوبة و لم تجد كلاما تقوله له..و بعد لحظات..نجح ياغيز في فتح السحاب دون أن يمزق الفستان ..فقال و قد ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيه" لقد نجحت في فتحه دون تمزيق الفستان" ثم قرب فمه من أذنها من جديد و همس" رغم أن رغبة همجية تملكتني للحظات و كانت تغريني بتمزيقه..هكذا تفعلين بي..تدفعينني الى الجنون..تحولينني الى رجل همجي و بدائي و عاشق بلا صواب" مرر أنفه ببطء على عنقها و أضاف" رائحتك هذه تفقدني عقلي..و تتسلط على حواسي..لكنك كلوح الجليد..تراقبينني بصمت و الزلازل تضربني..تشمتين بي ..تعطينني القليل القليل و كأنك ترغبين في قتلي ببطء..تبخلين علي بما أريد و تريدين..ألا نستطيع أن ننسى كل شيء للحظات قليلة؟..ألا يمكننا أن ننقطع عن العالم بكل ما فيه من حواجز و ممنوعات و عوائق لنكون أنا و أنت معا؟ ها..قولي هزان..أيا كان ما يمنعك عني..ألا يمكنه أن يختفي للحظات فقط..لحظات تجعلك لي و تجعلني لك..و ليسقط كل ما حولنا..أجيبي هزان..لو سمحت" سحبت هزان نفسا عميقا قبل أن تستجمع جسارتها و تلتفت اليه..أحاطت وجهه بيديها و اجابت" نعم..يمكننا أن نفعل ذلك..لكنه لن يغير من الوضع شيئا..لا انت قادر على الخروج من عالمك الظلامي الذي لا يشبهني..و لا أنا قادرة على نسيان من أكون و من أين أتيت و أية حياة هي تلك التي ارغب فيها..سأنسى كل هذا الآن..ستكون هذه الليلة لي و لك..سأرمي كل مخاوفي و قلقي وراء ظهري..و أستسلم لهذا الحب..لأنني لم أعد قادرة على منع نفسي..أحبك ياغيز..أكثر مما تتصور" و قربت فمها من فمه لتطبع عليه قبلة رقيقة ..**********(المقطع القادم 🔞🔞🔞🔞🔞) ..وضع ياغيز يده على خصرها و جذبها نحوه ليلتصق جسدها بجسده ثم اهوى على فمها بفمه يقبّل شفتيها بعنف و بنفاذ صبر..لفت هي ذراعيها حول عنقه و استسلمت لسيل قبلاته الجارف و راحت تبادله حبا بحب..انتقل هو بين شفتيها العلوية و السفلية قبل أن يجبر فمها على استقبال لسانه لتصبح القبلات اعمق و اعنف..شعرت بيده تكمل فتح السحاب الى وسطها تقريبا قبل أن يزيح الفستان عن جسمها..فتجلى جسمها الانثوي بكل تفاصيله الساحرة أمامه..لم تكن ترتدي حمالة صدر فانكشف نهداها النافرين فور نزعه للفستان عنها..رفع ياغيز رأسه عنها و راح يتأمل تضاريس جسدها بعيون تغير لونها و صارت تميل الى لون رمادي ملتهب ينطق بالرغبة التي تملكته..شعرت هزان بالدماء تندفع الى خديها و بحرارة عالية تغمر بدنها..همس هو بصوت مبحوح" هزان..أنت رائعة" هربت هي بعيونها منه فوضع اصبعا تحت ذقنها و رفع وجهها نحوه قائلا" لا تخجلي..لا داعي للخجل..انظري الي..أريد أن تلتقي عيوننا في كل لحظة نعيشها معا..لنجعل هذه الليلة ذكرى لا تنسى أبدا" ارتعد جسد هزان فاحتواها ياغيز بين ذراعيه بحنان و سأل" خائفة؟" اخفت هزان وجهها في صدره و ردت بخجل" انها مرّتي الأولى..انا خائفة" ضغط عليها ياغيز بقوة و قال مطمئنا" لا تخافي حياتي..انت بأمان معي" رفعت هي عيونها نحوه و قبّلت ذقنه برقة ثم مررت يديها على صدره قبل أن تنزع عنه قميصه الأبيض الذي ارتداه..التقت الشفاه من جديد و انعجنت معا في قبلات متتالية و سريعة حبست الأنفاس و جعلت الدماء تغلي في العروق..حمل ياغيز هزان بين احضانه و وضعها على السرير ثم انحنى عليها و واصل تقبيلها..جالت شفتاه على وجهها قبل أن تنزل الى عنقها و كتفيها تاركة علامات امتلاكه على جلدها..احتبست يداه نهديها المتكورين قبل أن تلتقم شفاهه حلمتيها تقبيلا و امتصاصا..كانت هزان تعضعض شفتيها بقوة لكي لا تنطلق تأوهاتها..كان يوقظ النيران الخامدة داخلها و يطلق العنان لشياطين رغبتها المكبوتة..يده تسللت تحت لباسها الداخلي و راحت تداعب أنوثتها ..لم تعد هزان قادرة على كتم تأوهاتها فشهقت بأعلى صوتها فما كان منه الا أن قبلها بشغف فيما كانت يده تواصل تعذيبها..نزع عنه و عنها بعد لحظات آخر ما يمنعهما عن بعض..أجسادهما كانت جاهزة للالتحام معا و للانصهار في نيران الرغبة الحارقة..نظر هو الى عيونها المغلقة و الى جسمها المختلج بشدة..همس بصوت لاهث" هزان..انظري الي..افتحي عيونك و انظري الي" فعلت ما طلبه فقرب فمه من فمها يقبلها فيما اقتحمت رجولته أنوثتها بحركة بطيئة و مؤلمة..صرخت هزان بقوة و انشبت اظافرها في جلده..تمتمت بصوت مخنوق" هذا مؤلم" رد هو" لا تقلقي حبيبتي..سيمضي..سيتحول الألم الى متعة غامرة" ..كانت هي تشعر بألم شديد في منطقتها السفلية جراء فقدانها لعذريتها اما هو فحاول أن يكون صبورا و متأنيا في علاقته معها لكي لا يزيد من تألمها..لحظات و اختفى الألم ليحل معه شعور آخر..جديد تماما بالنسبة لهزان..كأنه نار مستعرة كلما غذيتها طلبت المزيد بلا اكتفاء..صارت تتلذذ حتى بذاك الألم البسيط الذي تشعر به..و صارت حركاته البطيئة غير كافية بالنسبة اليها..فلفت ساقيها حول وسطه و كأنها تدعوه الى المزيد..تفاعلها معه أسعده و جعله يلبي رغبة جسديهما..فصارت حركاته أسرع و اعنف و اعمق..و صارت ارتماءاته المتتالية تجبرها على اطلاق تأوهاتها بصوت عالي كان يزيد من هيجانه..كان كالبحر الهائج يغمر شواطئها بموجه العاتي و يخضع رمالها لسلطته و نفوذه..كان جسده كالغزات الذين يغزون منطقة و لا يغادرونها الا عندما يخضعونها لهم و يرفعون راياتهم ترفرف عاليا فوق أسوارها..كانت توقن تماما بأنها صارت ملكا له و بأن العودة الى الوراء صارت مستحيلة..لقد لبت رغبة قلبها و جسدها و كل جوارحها و رمت عرض الحائط بكلام عقلها و تنبيهه و تحذيره..اندمجت معه و صارا شخصا واحدا و جسدا واحدا..غزوه العميق و السريع لجسدها جعلها تبلغ ذروتها و ترتعش بشدة و جبينها يتصبب عرقا..و ما هي الا لحظات حتى لحق هو بها مفجرا براكينه في أعماقها..*********
انهار واحدهما بجانب الآخر و هما يلهثان..مد هو ذراعه لكي تريح رأسها عليه..اقتربت منه و وضعت رأسها على ذراعه و يدها على صدره..هناك..كانت خفقات قلبه ما تزال متسارعة و انفاسه متقطعة..مرر هو يده على خدها بحنان و سأل بقلق" هل انت بخير؟" اجابت بخجل" نعم..انا بخير..لا تقلق" طبع قبلة رقيقة على جبينها و همس" هزان..أتعلمين بأن ما حصل هذا كان افضل شيء حدث في حياتي..لقد انطبعت كل ثانية منه في عقلي و في قلبي..ما حدث مميز و خاص جدا..اعشقك هزان..بكل جوارحي..بكل نبضة من نبضات قلبي..بكل ما اوتيت من قوة..أحبك و اعشقك..و سأفعل كل ما ينبغي لكي تبقي معي و لكي لا اخسرك..حياتي من دونك لا تساوي شيئا..بل أنت كل حياتي هزان" دمعت عيون هزان و هي تسمع كلامه الحنون و الصادق هذا..وضع هو اصبعه تحت ذقنها و رفع وجهها اليه و ما ان رأى دموعها حتى مرر شفتيه ببطء على كل دمعة لكي يمسحها ثم ضمها بقوة بين ذراعيه و هو يقول" حبيبتي..لا تبكي أرجوك..دموعك تقتلني" تشبثت هي به و كأنها تخشى أن تفقده..و ما هي الا لحظات حتى هدأت أنفاسهما و ناما و هما متعانقان..
في الصباح..استيقظ ياغيز قبل هزان..اتكئ على مرفقه و بقي يراقب ملامحها الطفولية البريئة و تنفسها الهادئ..داعب خصلات شعرها و وجنتها بحنان ثم غادر السرير..استحم و ارتدى ثيابه ثم راح يعد لها الفطور..استيقظت هي على صوت قرقعة الصحون و المواعين..تمطت في الفراش قبل ان تلف جسدها بالملاءة البيضاء و تقف بجانب المطبخ الصغير تراقبه..التفت اليها و قال بنبرة مرحة" صباح الخير حياتي" ردت" صباح النور..شكلك جميل و انت واقف في المطبخ..كم انا محظوظة لأنك تعد لي الفطور بنفسك" اقترب منها و قبلها برقة قبل ان يجيب" بل أنا هو المحظوظ..لأنك موجودة هنا..معي..بقربي..و في حياتي" قالت" سأستحم و ارتدي ثيابي ريثما يجهز الفطور" تحركت نحو الحمام فقال" هزان..تبدين كآلهة الجمال الاغريقية و أنت تلفين جسدك بهذه الملاءة البيضاء..انتظري لحظة لو سمحت" قطبت جبينها و سألت" لماذا؟" اخذ هاتفه و راح يلتقط لها الصور و هو يقول" لقد اغريتني بالتقاط الصور ..و باشياء أخرى صراحة" اندفعت الدماء الى خدي هزان و طأطأت رأسها خجلا قبل ان تهرب منه و تختفي داخل الحمام..بعد دقائق..تناولا فطورهما و هما لا يستطيعان اخفاء السعادة البادية على محياهما..رن هاتف ياغيز فأجاب" جان..ماذا تريد منذ الصباح الباكر؟" ضحك جان و قال" آسف سيدي..لم أقصد ازعاجك..لكنني أردت اخبارك بأن البضاعة صارت في الميناء..و كل شيء سار على احسن ما يرام" ابتسم ياغيز و رد" جيد جدا..حسنا جان..لا تقوموا بأي شيء الى حين وصولي..سأشرف بنفسي على اخراج البضاعة من السيارات" قال جان" أمرك سيدي..نحن في انتظارك..الى اللقاء" انهى ياغيز المكالمة و نظر الى هزان قائلا"يجب أن أذهب..لدي عمل طارئ في الميناء" هزت هزان برأسها و ردت"و انا ايضا يجب أن أذهب الى المنزل..لدي بعض الاعمال التي يجب أن أقوم بها..لكن قلي..ما علاقتك بالميناء و السفن؟ لم اكن اعلم بأنك تعمل في المجال البحري أيضا" اجاب" لم اكن اعمل في هذا المجال في السابق..لكنني قررت أن ازعج بعض العاملين فيه" و ابتسم بسخرية ففهمت هزان بأنه يقصد جواد..قالت" ياغيز..احذر من جواد..انه يبدو أخطر مما تظن..و لن يقبل أن تنافسه بهذه السهولة..سيحاول ايذاءك بكل الطرق الممكنة" ربت ياغيز على يدها و قال" لا تقلقي..أنا أقدر جيدا قيمة أصدقائي و أعدائي أيضا..و أعرف كيف اتعامل مع كل منهما بالطريقة التي تناسبه..عملي في مجال النقل البحري كان أفضل رد على جواد ..سأعلمه درسا لن ينساه" ثم وقف و اخذ يجمع الأطباق و هو يضيف" ساوصلك الى المنزل ثم اذهب الى الميناء..و الليلة ستكونين ضيفتي على العشاء..أتمنى بأن تقبلي دعوتي" وقفت هزان و أخذت تساعده ثم قالت" شرف كبير لي بأن أشارك وسيما مثلك طعام العشاء" ..بعد حوالي نصف ساعة..أوقف ياغيز سيارته امام منزل هزان..نظر اليها و قال" لا أريد أن أفترق عنك حتى و ان كان ذلك لساعات قليلة" احاطا هزان وجهه بيديها و ردت" لن نفترق حبيبي..لا توجد أية قوة على وجه هذه الأرض قادرة على التفريق بيننا..اذهب الى عملك و سنلتقي ليلا" ثم قربت فمها من فمه و قبلته ..ضمها هو اليه بقوة قبل ان تترجل و ينطلق هو بسيارته نحو الميناء..راقبت هزان ابتعاده بعيون عاشقة و هي تقول في نفسها" سأتخذ القرار المناسب الذي سيعطيني الفرصة لكي أكون معك الى الأبد ياغيز..لن أسمح لأي شيء بأن يبعدني عنك" ..فتحت باب منزلها و دخلت فوجدت باريش جالسا على الأريكة و دخان سجائره يملأ المكان..سألت بعصبية" هل جننت؟ ماذا تفعل هنا؟" حدجها بنظرة حادة و قال" أنا من يجب أن يسألك..أين كنت؟ هل كنت مع ياغيز؟ لماذا لم تعودي الى المنزل ليلة البارحة؟" ردت بغضب" و ما شأنك أنت ان كنت معه أم لا؟ باريش..توقف عن التدخل في حياتي الخاصة..و ان كنت مهتما بالمهمة فاطمئن..سأقدم استقالتي الى الادارة و لن أجازف بافساد المهمة..لكنني ايضا لن أؤذي ياغيز..و لن أتخلى عنه" سحق باريش عقب سيجارته في المنفضة الصغيرة أمامه ثم وقف و راح يصفق و يقول" برافو آنسة هزان..أحسنت..هذا رائع..أهذا ما تدربت عليه؟ أن تقعي في حب المجرم الذي تنص مهمتك على فضحه و الزج به في السجن؟  أن تتخلي عن مبادئك و قيمك و واجبك لكي لا تتخلي عنه؟ ماذا ستفعلين؟ هل ستكونين عشيقته؟ خطيبته؟ زوجته؟ أهذه هي طموحاتك؟ أن ترتبطي بعراب مافيا تقوم حياته على الاتجار بالممنوعات و على مخالفة القوانين؟ او ربما أعجبك العمل معه و ستصبحين ذراعه اليمنى؟ ها..اجيبي هزان..هل جننت لكي تفكري بهذه الطريقة؟ ألهذه الدرجة أعماك الحب و أوقف عقلك عن العمل؟ ياغيز مجرم..و عراب مافيا..و مكانه المناسب هو السجن..و ان تورطتي معه..فسيكون مصيرك مثله..و ستلوثين ذكرى والدك الشهيد..و ذكرى عائلتك التي عاشت على المبادئ و الشرف و احترام القوانين..أهذا ما تريدينه؟ أن تكوني خائنة لعملك و لواجبك و لمبادئك؟ و من أجل من؟ من أجل مجرم و عراب مافيا؟" انهارت هزان جالسة على الاريكة و أجابت" ياغيز ليس شخصا سيئا..سأكون معه..و سأحاول اقناعه بأن يغير حياته..و بأن يتخلى عن تجارة الممنوعات و عن مخالفة القانون..و سيفعل ذلك من أجلي..لأنه يحبني..مثلما أحبه..أنا أثق بأنه لم يدخل هذا العالم الا مجبرا..لذلك يمكن اعتباره ضحية..و ليس جلادا..سأقدم استقالتي للهيئة و سأواصل عملي كمضيفة طيران..و سأعيش حياة طبيعية مع الرجل الذي أحب..هذا فقط ما أريده" أمسكها باريش من ذراعيها و جذبها نحوه بعنف و راح يهزها بغضب و هو يقول" حياة طبيعية؟ مع ياغيز؟ أنت واهمة هزان..لن تكون حياتك طبيعية..بل ستكون عبارة عن مأساة و أنت تخاطرين بفقدانه كل يوم..كلما هجم أحدهم بالأسلحة على القصر..كلما سمعت صوت اطلاق الرصاص..كلما سمعت صوت سيارات الشرطة..كلما كشفت بضاعة ممنوعة كان هو المسؤول عن تهريبها..فكري بعقلك قليلا..و لا تخاطري بحياتك و بسمعتك و سمعة عائلتك من أجل وهم و خيال..هزان..أنت تخدعين نفسك فقط..انت من عالم و ياغيز من عالم..لا يمكن أن تعيشان معا حياة طبيعية..افيقي من هذه الغفوة و افتحي عيونك..ياغيز مجرم خارج عن القانون..و أنت من يجب أن تسلمه للعدالة..هذا واجبك الذي أقسمت بأنك لن تتخلي عنه" انتشلت هزان ذراعيها منه و ابتعدت عنه و هي تقول" هذا يكفي باريش..لو سمحت..كف عن معاتبتي و عن لومي..ماذا أفعل؟ لقد وقعت في حبه..رغما عني..و عن عقلي..و عن مبادئي..و عن واجبي..لقد أحببته بكل جوارحي..و لم أعد قادرة على خداعه و الكذب عليه و أنا أنظر الى عينيه..ياغيز لا يستحق ذلك مني..انه.." قاطعها باريش" انه ماذا؟ بريء؟ معصوم؟ ضحية؟ هذا كله كلام فارغ..حتى و ان كان قد تورط بسبب والده..فمالذي أجبره على مواصلة هذا العمل؟ لماذا لم يتراجع عنه و يحاول أن يبدأ حياة جديدة و نظيفة؟ لماذا؟ لأنه مجرم..و يعجبه ما هو عليه من نفوذ و قوة و سلطة..ثم هل نسيت ثأرك؟ هل نسيت كلام أمك المرحومة و هي تموت؟ حازم ايجمان دمر حياتكم و حرمك من أبيك..ألم يكن هدفك أن تهدمي امبراطوريته التي أسسها؟ ألم تكن غايتك أن تفضحي كل جرائمه؟ أين اختفى كل ذلك الاصرار؟ أين ذهبت تلك الفتاة القوية التي تريد أن تأخذ بثأر والدها؟ هل انتهى بها الأمر بأن تعيش مع قاتل والدها لأنها عشقته؟ مؤسف هزان..فعلا مؤسف" حمل باريش جاكيته و هم بالخروج عندما استوقفته هزان بسؤالها" باريش..ماذا قلت الآن؟ هل سأعيش مع قاتل أبي؟ لكن حازم هو من قتل أبي..و ليس ياغيز..لماذا قلت هذا الآن؟" التفت اليها باريش و زم شفتيه بامتعاض قبل أن يجيب" مسكينة هزان..أنت لا تعرفين شيئا..ذلك الرجل الذي أعماك حبه..ما هو الا قاتل أبيك..نعم..ياغيز ايجمان هو من قتل والدك أمين شامكران..هذه هي الحقيقة..و تستطيعين التأكد منها من حبيبك الذي لست مستعدة للتخلي عنه..عن اذنك" و فتح الباب و خرج فيما انهارت هزان على الارض و هي تحملق في الباب بنظرات تائهة و مصدومة...

في قبضة العرّاب Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon