الفصل الخامس و الثلاثون..اشتقت اليك

4.8K 145 92
                                    

ضغط ياغيز على هزان بين ذراعيه بقوة و كأنه يريد أن يثبت لها بأنه هنا و بأنه حقيقة و ليس خيالا أو سرابا..تشبثت هي به و كأنه طوق نجاتها و ملاذها الوحيد و دفنت وجهها في صدره و أجهشت بالبكاء..مرر هو اصابعه على خصلات شعرها برقة و همس بصوت مخنوق" لا تبكي يا نور عيني..لا تبكي..أقسم بأن الموت عندي أهون من رؤية دموعك هذه" رفعت هزان رأسها نحوه و قالت بنبرة عتاب واضحة" ياغيز..أرجوك..لا تتحدث عن الموت مرة أخرى..انت لا تعلم ماذا حدث لي عندما سمعت ذلك الخبر المشؤوم..لقد ذهب عمر من عمري..لكنني لم أصدق و لو للحظة واحدة بأنك ذهبت و تركتني..لم أصدق حرفا واحدا مما قيل..لم أصدق سوى إحساسي و لم أسمع سوى صوت قلبي الذي أكد لي بأنك مازلت تتنفس و بأنك ستأتي الي و لن تتركني أبدا..آااااه ياغيز..لو تعلم كم كان قاسيا علي أن أضطر الى مسايرة الناس الذين اتوا لتعزيتي و الى حضور مراسم دفن شخص كان الجميع متأكدين أنه أنت الا أنا..لو تعلم كم تخيلتك و كم تحدثت اليك و كم سعدت بكل مرة كنت أغمض فيها عيني فأراك و ألمسك و أسمع صوتك..تلك التخيلات هي التي ساعدتني على الوقوف على ساقي و هي التي شجعتني على مواصلة التأمل بأنك بخير" دفنت هزان وجهها من جديد في صدر ياغيز و تمتمت بصوت مبحوح" آاااه كم اشتقت الى هذه الرائحة..الآن أستطيع القول بأنني أتنفس و بأنني على قيد الحياة" ضمها ياغيز من جديد بين ذراعيه و طبع على شعرها قبلات سريعة و هو يقول" آسف حياتي لأنني جعلتك تمرين بما مررت به..أقسم بأنك الشخص الوحيد الذي خفت عليه من عواقب ما خططت له لكنني راهنت على قوة حبك لي و احساسك العالي بي..آسف حبيبتي..أعدك بأنني لن أبتعد عنك ثانية" رفعت هزان رأسها من جديد و سألت بحيرة" ماذا فعلت؟ خططت له؟ كيف؟ و لماذا؟ هلا شرحت لي هذا لو سمحت" جذبها ياغيز من يدها لتجلس على حافة السرير بجانبه و اجاب" أكيد..هذا ما أتيت لكي أفعله ذاتا..يجب أن تعرفي لماذا فعلت هذا..أنت الوحيدة التي يحق لها أن تعرف..هزان..لقد ذهبت صحبة جان الى اليونان لكي ألتقي بديمتري ثم بالمزودين الذين تعودنا على التعامل معهم في مسألة الألماس..و تعمدت أن نذهب بالمروحية لكي يسهل تلفيق قصة الموت التي كنت أفكر فيها و أخطط لها منذ فترة..كنت قد علمت بأن هناك أشخاصا يتربصون بي و يريدون انهائي..و كانوا يخططون لاغراق الباخرة التي ستأتي عليها البضاعة مخفية في السيارات المنقولة على متنها لكي يفسدوا سمعتي و يسحبوا ثقة المجلس مني..كانوا يخططون لابعادي عن الطريق لكي يأخذوا مكاني و يحصلوا على لقب العراب..فسهلت عليهم الموضوع و انسحبت الى الأبد من هذه اللعبة القذرة التي سئمت التواجد فيها رغما عني..أبي هو من أجبرني على دخول هذه الدائرة المغلقة و التي بقيت محكوما بالتواجد فيها لسنوات طويلة..و حان الآن وقت عيش حياة طبيعية و هادئة..أريد أن أوفر لك الحياة التي كنت تحلمين بها و التي تستحقينها..أريد أن نعيش أنا و أنت في أمان بعيدا عن الخطر المحدق بنا دائما..أريد أن ننام ملئ جفوننا دون خوف أو قلق..أريد أن أكون آمنا على حياتي و حياة حبيبتي..و هذا ليس بالشيء الكثير الذي أطلبه و أريده..حان وقت التخلي عن تلك الحياة التي أرغمني ابي على عيشها..و آن أوان احتضان عائلتي و العيش معها في سلام" انتفضت هزان واقفة و صاحت به بعصبية" ماذا تقول؟ كنت قد خططت لهذا قبل ان تغادر القصر تلك الليلة؟ و لماذا لم تخبرني؟ لماذا لم تحدثني عن خطتك هذه؟ لماذا رضيت لي الحزن و العذاب و الأسى؟ ألم تفكر فيم قد يحدث لي عندما أسمع الخبر؟ ألم تشفق علي و على حالة الجنون التي كدت اصاب بها جراء ما حدث؟ لماذا فعلت هذا بي ياغيز؟ لماذا؟ و كيف رضيت لي هذا؟ أهذا هو حبك الذي تتحدث عنه؟ أهكذا يكون الحب و الخوف على من نحب؟ لا اكاد أصدق بأنك فعلت هذا بي ياغيز..لا أصدق" وقف ياغيز و أمسك كلتا يديها و راح يطبع عليهما قبلات متتالية و هو يقول" أنا آسف هزان..كنت مضطرا أن افعل هذا..أنت أكثر شخص ستكون العيون عليه و كان يجب أن تبدو حالة الحزن حقيقية و مقنعة أمام الجميع..لو أخبرتك لما كنت ظهرت بتلك الحالة التي ظهرت بها أمام الناس..أعتذر حياتي..لم أقصد أن أحزنك هكذا..لكنني كنت مجبرا على اتخاذ خطوة كهذه لكي أمنحك الحياة التي تستحقينها و التي لطالما تحدثت عنها أمامي..كان يجب للعراب أن يموت لكي يعيش ياغيز ايجمان و المرأة الوحيدة التي أحبها بسلام و أمان..كان يجب أن تنتهي أسطورة ذلك القاتل المجرم التي صنعها أبي لكي يعيش ياغيز الزوج الذي يحب زوجته و يريد أن يحظى بالعائلة التي تسعده دائما..هزان..حبيبتي..فكري في المستقبل الذي ينتظرنا معا..في مكان بعيد عن هنا..انا و أنت..و أطفالنا الذين سيأتون متى اردت أنت ذلك..فكري في الحياة الطبيعية العادية التي كنت تريدينها منذ اللحظة الأولى التي التقينا فيها..فكري في السعادة التي أعدك بها مستقبلا و ستنسين كل الحزن الذي مررت به..حبيبتي..اهدئي لو سمحت و فكري في الكلام الذي قلته لك" صمتت هزان و جذبت يديها من يدي ياغيز و عادت للجلوس على حافة السرير و قد أخفت وجهها بين يديها و عادت للبكاء..جلس ياغيز بجانبها و احتواها بين ذراعيه و هو يقول" حياتي..حبيبتي..لا تبكي لو سمحت..ها أنا هنا..معك..و سأبقى معك الى الأبد..لن أتركك مرة ثانية و لن أتخلى عنك أبدا..ألا يكفيك هذا؟" رفعت هزان عيونها نحوه و اجابت" نعم..يكفيني..لكن من ينسيني الرعب الذي اصابني و أنا أقرأ خبر سقوط المروحية و تحطمها على شاشة التلفاز؟ من يمحو من عقلي تلك الصور المخيفة التي مرت بي طيلة ثلاثة ايام كاملة و أنا أتأرجح بين التكذيب و التصديق؟ ليتك أخبرتني..ليتك قلت لي عن خطتك..ليتك لم تتركني أتخبط لوحدي هكذا..ثلاثة أيام كانت عبارة عن جحيم بالنسبة لي..ياغيز..أنت لا تعلم ماذا يعني أن أفقدك ..لا تعلم كم أحبك و كم أخشى أن أخسرك..لا تعلم ماذا تعني لي حياة بدونك..لست مستعدة للعيش من دونك أصلا..أتعلم..لو تأكد خبر موتك لا سمح الله ماذا كنت سأفعل؟ لكنت قتلت نفسي و لحقت بك..لكن هناك ما منعني..و ربما هو من كان الأمل بالنسبة الي..كان هو مصدر قوتي و تماسكي و ايماني..هو من أعطاني كل تلك القوة و كل ذلك الثبات..فلتشكره هو و الا لكنت عدت لتجدني ميتة" قطب ياغيز جبينه و همس" لا سمح الله..ليحميك الله من كل شر..كيف تقولين هذا هزان؟ الحياة تليق بك و أنت تليقين بها..و لا يستحق أي شخص أن تخسري حياتك من أجله..حتى لو كنت أنا هذا الشخص..كنت واثقا بأن العم محمود سيقف بجانبك و بأنه لن يتركك لوحدك أبدا..انه بمثابة الأب بالنسبة لي و أعلم من أعماقي بأنه يحبني كإبن له..هو الشخص الوحيد الذي أستأمنه عليك في غيابي..اطمئني حياتي..لن يكون هناك غياب بعد اليوم..أعدك بذلك..سأضطر،الى الاختفاء عن العيون لفترة ثم سنغادر البلاد معا..الى مكان بعيد لا يعرفنا فيه أحد..و هناك سنحظى بالحياة التي نستحقها..ثقي بي حياتي..لن يمسنا اي سوء من هنا فصاعدا" نظرت اليه هزان و قالت" ان شاء الله..هذا أقصى ما أتمناه في هذه الحياة..لكن بخصوص من دعمني و أعطاني القوة فأنا لم أقصد العم محمود بكلامي..لقد ساندني فعلا و وقف بجانبي و كان بمثابة الأب الحنون..لكنني لا اعنيه بكلامي..كنت أعني هذا الوافد الجديد الموجود هنا" و أشارت الى بطنها..حملق فيها ياغيز لوهلة ثم انتفض واقفا و راح يضحك بسعادة و هو يقول" ماذا؟ حامل؟ أليس كذلك؟ هل فهمت قصدك؟ أنت حامل هزان؟ سأصبح أبا؟ هل انت واثقة مما تقولينه؟" ابتسمت هزان و أجابت" نعم..أنا واثقة..كانت هذه هدية عيد الميلاد التي كنت سافاجئك بها..أنا حامل ياغيز..هناك قطعة منك تنمو في أحشائي..لقد كان هو سبب وقوفي ثابتة أمام المصاب الكبير..انا نفسي كنت أستغرب تلك القوة التي تحليت بها فجأة و التي ساعدتني على مواجهة قسوة ما مررت به طيلة الثلاث أيام الماضية..هو سبب ذلك..هذا الصغير الموجود هنا هو الأمل الذي لم يخذلني" جثى ياغيز أمامها على ركبتيه و قد امتلأت عيونه البلورية بالدموع..مد يده و لامس بطنها برقة و قال" طفلي..صغيري..هل تسمعني؟ هذا أنا..أبوك..أبوك الذي يحبك كثيرا..و الذي فهم الآن لماذا قام بما قام به..لقد كان يجهز حياة آمنة و سعيدة لك و لأمك التي يعشقها..آااااه حبيبي..صغيري..أعدك بأنك لن تعيش الحياة القاسية التي عاشها أبوك..أعدك بأنك ستكون طفلا سعيدا و ستعيش طفولة لم يتمتع والدك بها..أعدك بأنني لن أدخر جهدا لكي تكون سعيدا طيلة حياتك..سأحبك و أدعمك و أقف بجانبك..و لن أجبرك على فعل أي شيء لا تريده..لن أقسو عليك و لن أؤذيك..لن أمد يدي عليك و لن أعذبك..لن أصنع منك مجرما و وحشا مثلما فعل والدي بي..ستكون طفلي المدلل و المحبوب على الدوام..أعدك بذلك صغيري" دفن ياغيز وجهه في بطن هزان و أجهش بالبكاء و هو يقول" لقد جعلتني أسعد رجل على هذه الارض..شكرا لك هزان..شكرا لك حبي" داعبت هزان خصلات شعره برقة و احتوته بين ذراعيها بحب..مرت لحظات و ياغيز يضع رأسه على ساق هزان و يتأمل وجهها في صمت الى أن كسرت هي حاجز الصمت بسؤالها" و الآن؟ ماذا ستفعل ياغيز؟ ألا تخشى بأن يكتشف أمر الموت المزيف الذي دبرته؟ ماذا ان علم المجلس بالحقيقة؟ هل سيمر الأمر على خير؟ ألن تكون في خطر؟" جلس ياغيز و أجاب" لا تقلقي هزان..لقد اتخذت كل احتياطاتي..و لن يجرؤ أي واحد من اعضاء المجلس على التعرض لي ان علموا ببقائي على قيد الحياة..أنا أملك وثائق خطيرة من شأنها أن تقضي على كل واحد فيهم..لكنني لن أستعملها الا اذا أجبرت على ذلك..ستكون تلك الوثائق هي ضمانتي" ثم وضع يده في جيبه و أخرج تحميلة صغيرة( فلاشة) و أعطاها لهزان و هو يضيف" هذه نسخة من هذه الوثائق..ستكون أمانة لديك..احتفظي بها جيدا..و ان شعرت بأي خطر فلا تترددي لحظة واحدة في تقديمها للعدالة..خبئيها جيدا هزان" هزت هزان برأسها و قالت" سأفعل" وقف ياغيز و قال" و الآن يجب أن أذهب..لكن لا تقلقي..سأكون قريبا منك دائما" انحنى ياغيز و طبع على جبين هزان قبلة طويلة ثم هم بالخروج لكنها امسكت يده و منعته من التحرك و هي تقول" لا تذهب" نظر اليها ياغيز و عاد يعانقها بقوة ثم قال" حبي..هزان..لا تخافي..لن أكون بعيدا عنك..لكن يجب أن أختفي عن الأنظار لكي لا يعرف احد حقيقة ما قمت به..و أنت..اياك ان تخبري أحدا..أريدك أن تتصرفي كما لو أنني مت فعلا..اتفقنا" أومأت هزان برأسها بالايجاب ثم ردت" نعم..سأفعل..لكن..أرجوك..ابقى معي هذه الليلة..لا تتركني..لقد اشتقت اليك كثيرا..و أريد أن أنام بين أحضانك" همهم ياغيز معترضا" هزان..لكن..أنا لا أريد أن.." رفعت هزان وجهها نحوه و قربت شفتيها من شفتيه و قبلته بخفة ثم قالت" لا أريد اعتراضا..أريد أن نقضي هذه الليلة معا..اشتقت اليك..اشتقت الى أحضانك تحتويني..اشتقت الى رائحتك التي تذهب عقلي..اشتقت الى قبلاتك الرقيقة و المجنونة..اشتقت الى لمساتك المثيرة..اشتقت الى كل لحظة أقضيها بين ذراعيك..ارجوك ياغيز..لا تحرمني منك..ألم تشتق الي أنت أيضا؟" تنهد ياغيز بعمق قبل أن يقول بصوت مبحوح" و كيف لا افعل و أنت كل ما أحب و ما أرغب به في هذه الدنيا؟ كيف لا افعل و أنا لا أشعر بأنني على قيد الحياة الا عندما أكون معك؟ كيف لا أفعل و أنت المرأة الوحيدة القادرة على اثارتي و التأثير في من نظرة عين واحدة..من كلمة تقولينها..من ابتسامة تبتسمينها..من همسة تهمسينها..من نَفَس تتنفسينه..من لمسة تلمسينها..آااااه هزان..لو تعلمين كم أحبك..لكنني لا أريد أن أجبرك على شيء..لا أريد لعقلك أن يتذكر ما حدث تلك الليلة..لا أريد أن أفرض نفسي عليك..و الآن أنت حامل..ألن يؤذي ذلك الجنين؟" ابتسمت هزان و هزت برأسها بالنفي و اجابت" لا..لن يؤذيه..أرجوك ياغيز..خذني اليك..و اجعل ليلتنا هذه ليلة لا تنسى..ليلة تنسيني كل الحزن و الأسى و الألم الذي شعرت به عندما غبت عني..ليلة أستعيد بها أنفاسي التي افتقدتها عندما لم تكن معي..ياغيز..أنا أحبك..و أريدك..بكل جوارحي..فلا تحرمني منك..و لننسى ما مضى معا..لنعطي لنفسنا فرصة لكي ننسى و نتجاوز..هذا كل ما أطلبه منك الآن..أرجوك" وضع ياغيز جبينه على جبينها و همس" حسنا..كما تريدين..أنا أيضا اشتقت اليك..أكثر مما تتخيلين" ..( المقطع القادم 🔞🔞)...احتوى ياغيز شفتي هزان بين شفتيه و راح يقبلهما بشغف و بشوق..و كأن أحدهما يتنفس من خلال الآخر..و يعيد النبض الى قلبه الحزين..لفت هزان ذراعيها حول عنق ياغيز و راحت تبادله قبلاته التي سرعان ما صارت محمومة و عميقة..فكت هزان أزرار قميصه الأسود بأصابعها المرتعشة و ازاحته عن كتفيه و راحت تمرر أناملها على صدره الابيض العريض..أما هو فدفن وجهه في عنقها و راح يوزع قبلاته هنا و هناك..يمتص جلدها و يترك عليه علامات تملكه..مد يديه و أزاح عنها فستانها الأسود الذي سقط أرضا كاشفا عن جسدها الممشوق الذي لم يبقى عليه من قماش سوى ملابسها الداخلية..حملها ياغيز و وضعها على السرير و انحنى فوقها و واصل تقبيلها..مرت شفاهه على كتفيها و رقبتها قبل أن تستقر على نهديها بعد أن نزع عنها حمالة الصدر التي كانت تخفي عنه توأميها النافرين..احتوت يداه نهديها و راحت تعتصرهما و تعبث بهما فيما تولت شفاهه تقبيل حلماتها..تأوهت هزان بشدة و راحت تعضعض شفتيها و هي تعلم جيدا الخطوة القادمة التي سيقوم بها..لم يبقى على جسديهما أي قماش يفصلهما عن بعض..تحركت شفاهه نزولا تقبل بطنها و فخذيها قبل أن تستقر على أنوثتها..غرزت هزان أصابعها في شعره و راحت تتحرك و تقرب جسدها أكثر من فمه العابث..كانت تفصلها لحظات قليلة على بلوغ ذروتها فأبعد ياغيز فمه عنها و جعل رجولته المنتصبة تخترق انوثتها..عاد ياغيز يقبلها و يأخذ صرخاتها بعيدا فيما واصلت أجسادهما الالتحام معا..تشبث كلاهما بالآخر و كأنه طوق نجاة له و ملاذه و مخبأه من قسوة العالم و أهله..و كأن هذه اللحظات التي ينصهران فيها و يصبحان جسدا واحدا و شخصا واحدا هي لحظات الكمال و الحرية و الانعتاق و الانتماء..هي لحظات التعرف على معنى الحياة و كنهها..و مالحياة الا بحث متواصل عن ذلك الرفيق الذي يكمل نقصنا و يملأ فراغ ارواحنا و يجعلنا نجد انفسنا من خلال بحثنا عنه..علا صوت التأوهات و ارتسمت ابتسامات السعادة باللقاء بعد الفراق على الوجوه..و تسارعت خفقات القلب و رقصت فرحا بهذا الاتصال بعد الانفصال..تحركت الاجساد معا و عزفت لحن الوصال و الرغبة قبل أن تنهار متعبة بعد أن بلغا ذروتهما و حصلا على نشوتهما..ارتمى ياغيز بجانب هزان و احتواها بين ذراعيه و هو يسأل بصوت لاهث" حياتي..هل أنت بخير؟" ابتسمت هزان و حاولت السيطرة على انفاسها المتسارعة قبل أن ترد" لم اكن يوما بخير كما أنا الآن..شكرا لك حبيبي" طبع ياغيز قبلة رقيقة على جبينها قبل يسحب الملاءة على جسديهما يستر بها عريهما و يضغط عليها بين أحضانه ليناما معا في سلام..

في قبضة العرّاب Where stories live. Discover now