الجُزء الخامِس عَشَر|أربَعة قِصص!

37.2K 1.7K 1.3K
                                    

الجُزء الخامِس عَشَر| أُحِبَّك جِدًا وأعي تمامًا ما مَعنى أن يَموت أحَدَهُم في الحُب، ويُهزَم بِألف قَرار في الحُب، ويَغرَق في الحُب دون إيماءَة كَفٍ تُنجيهِ، أُحِبَّك جِدًا وَما كُنت أعلَم بِأن الحُب بَرقٌ وإعصار، ريحٌ وَبرد، ثَلجٌ وإختِلال وإتِّزان، وما كُنت أعلَم بِأنني سأُعلِن فَنائي وإتِّزاني في حَضرَة عَينيك..
* * *

مَجروح هٰذا العالَم، مُتسِّخ ومُتهالِك
كُل من عَليها يُفكِّر بِأنّهُ يمتَلِك هٰذِه البُقعَة الجُغرافيّة المؤقتّة، الأبيض يعتقِد بِأنّهُ غير مُتسِّخ، وأن الأولويّة لَهُ، وأن كُل ذوي البشرة الداكِنَة أقل مِنه، لا يعلَمون بِأن بياض بشرَتَهُم لا يُخفي قذارَة ووساخَة داخِلَهُم، وأن الجسد يبقى مُجرّد جَسد سوف يتعفّن ويُحاسَب على ما كان في روحَهُ ونَفسِه، حينما تَسقُط الثقافَة وتعتلي العُنصريّة تِجاه عِرق، لون، ودين تَسقُط القيَم والإنسانيّة، يفقِد الإنسان معناه ويُصبِح أقذر مَخلوقات الله، حينما تَطغى ظاهِرَة التنمُّر والتحيُّز لِفِئَة ما على المُساواة والعدالَة، يخسَر الإنسان الهِبَة الروحيّة والعقل المُتفرِّد، وتنتَشِر مُعتقدات فاشِلَة، لا تَبني إلّا جيل ذو عَقل مُتسِّخ ومُعاق، ويُصبِح هذا العالَم مكان غير آمِن لِلعيش فيهِ..

عزيزتي زَهرَة البنَفسَج
أصبَح هٰذا العالَم شاحِبًا، يفتَقِد الإنسانيّة والحُب، فَدعيني أعشقُكِ بَعيدًا عَن كُل هٰذا الخَراب، لُنرسُم العِشق مَعًا ونُمجِّدَهُ، ونزَرَع مشاتِل ورد في حدائِق قلبينا، ضيّق هٰذا العالَم لا يَسَعني أن أُحارِب فيهِ فِكرَة، أو لِرفع صوتي عاليًا، فَتعالي إليّ، لِنضمّد كُل الجُروح ونَجعل حِكايَتنا بَلسَمًا لِلروح، وسَط كُل هٰذا الخراب، لا يسَعني إلّا أن أصرُخ لكِ حتى تُنجِديني، مِن نَفسي وَمِن أفكاري التي تُناقِض هٰذا العالَم، أنا ثائِر تِجاه كُل تصرُفات البَشر، نَحن نَعيش في مُحيط غير سويّ، ونُحاوِل أن نَهرُب مِنه إلى العِشق، فَأعشقيني لَرُبما تَنطفِئ ثورَتي أمام العالَم، وتندَلِع أمام عَيناكِ والأسود فيهُن، على خصرُكِ وشاماتُكِ، وعلى كُل مُعتقداتُكِ نَحوي، يا قمري ويا كُل إتِجاهاتي، أيتُّها الأُنثى الليليّة الليلكيّة، تعالي إليّ لِأُشفى، لِأعود رَجُل حِكايتُكِ السرمديّة، لِتبقى الحُروف ساكِنَة في فَمي، ولا يعقبها إلّا الضم مِن شفتاكِ حتى تتحرّك، تعالي حتى تَنتهي الحرب، ويعُود وَطني ضاحِكًا، يا كُل أوطاني..

أنا رَجُل مَثقوب القَلب
كُل شيء يَتسرّب مِني ويَضيع دون أن أُدرِك، فَتعالي لِتُغلقي هٰذا الثُقب بِعِشقكِ لي، بِهوسُكِ وجنونَكِ المَنطِقي، أُناجِدكِ لِتقتَحمي مَساحاتي المَيتّة، لِتَعود الحياة حياة، ويعود الوَطن وَطن، ولِيكون الفن فَن، أُناجِدُكِ لِتُخلِّصيني مِنّي، لِتُخلِّصيني مِن كُل هٰذا الوَجع الكامِن في صَدري، أنا مَجروح الحَرف، ولا يَسعني إلّا أن أُناجيكِ لِتجعلي مِن الحُروف تَبتَسِم، فأبتَسِمي حتى يزَهر الوَطن، ليعود قَلبي صالِحًا لِلعِشق، لِتعود مشاعِري المَشلولَة لِلمَشي، لِيعود لَحني مُشرِقًا، وعَيناي جَميلَة فَرِحَة، أعيديني إلى ما قَبل الحُزن، إلى ما قَبل الحَرب، إلى ما قَبل الموت، أعيديني إلى يوم وِلادَتي حينَما كانوا سُعداء بِمجيئي، إلى يوم المهد، حينَما كُنت ذو قَلب سَليم، حينَما كانت عَيناي تَرى الملائِكَة، وعَقلي لا يُفكِّر بِشيء..

أســود II |إكتِشاف المجهول ☔︎ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن