أســود II |إكتِشاف المجهول ☔︎ ✓

الجُزء السادِس والثلاثين|سيّد الأُحجيات

الجُزء السادِس والثلاثون| أنت الذي من همسةٍ أغويتني
وكذبت حقًا بعدما أفنيتني
ونسيتَ عهد الحبِّ بعد وقوعنا
وَحَيِيتَ دهركَ في الهوى وجهلتني
أبليتني في الحبّ ثمَّ خذلتني
وتركتني للشوقِ ثم هجرتني
أسهرتني والوَجدُ أرَّق مُقْلَتي
والليلُ أبكاني، فكم أرهقتني
ورفَعْتَنِي فوقَ السَّمَاءِ مؤمّلًا
وأنفْتَني فوقعتُ بل وخسفتني
أوَ كنتُ تبني ما بنيتَ لهدمهِ
أهفو بها فتُعزُّ حين قتلتني
كُلُّ الذين أحبهم قد غادروا
قلبي، وأنت سكنتني وتركتني..
* * *

تَظُن بِأنّك شخص لا غِنى عَنه حتى تُستَبدَل في حياة الجَميع بِسهولَة موجِعَة، تَجعلَك تَقِف مُتساءِلًا مَع نَفسك، هل أنا شخص يُصعَب البَقاء مَعه!، هل أنا غير كافٍ!، هل أنا مشوّه إلى هٰذا الحَد!، فِكرَة أننا بِهٰذا القَدر مِن السهولَة نُمحى فِكرَة تَجعل مِنّا جَميعًا في توجُّس دائِم، ننتَظِر تِلك اللحظَة التي ينتَهي فيها كُل شَيء كَأضغاث شُعور، لَم يتبقى عَلى هٰذا العالَم ما يَقِف بِثبات، لَقد إنتَهت كُل مُحاوَلات البَحث عَن شَيء يَبقى لِلأبَد، لِذا أصبَح الأمان هو أكثَر شعور مَفقود..

لَقد إنتَهت كُل مُحاولات الإثبات بِجدارَة الإستحقاقيّة
على كُل شَيء يُريد البقاء أن يُثبِت صِدقَهُ، لَم يَعُد هُناك وَقت لِإهدارَهُ، أيّها الحُب الضائِع، إمّا أن تَعود الآن، إمّا تُغادِر لِلأبَد، لَن ينتَظِرَك أحدَهُم حتى تَخرُج مِن تَردُدَك، لَن تَنتَظِرَك لِلأبَد الأُنثى التي تَقِف خاويَة تَبحَث عَن بصيص أمل لعودتَك، لَن يَنتَظِرَك الرَجُل الخائِف لِتُعاوِد بَثّهُ بِالأمان المَسروق مِنه، أيّها الحُب الضائِع، إمّا أن تَعود لِتُرَمِم كُل ما تَحطَّم لِأسباب واهيَة، قَبل أن تنتَهي الحِكايَة، إمّا تطلق الحُكم بِإعدامَك، وإعدام روح العِشق التي لَم تَقتَرِف شَيء خاطِئ، ثُم يعود كُلًا مِنهُما إلى نَفسَهُ، الأُنثى الخاويَة، والرَجُل الخائِف، وَيسقُط السِتار الأحمَر حزينًا لِتِلك النِهايَة..

* * *

وَقف آريان أمام طَلبَها جامِدًا
بِالرُغم مِن حَقيقَة كونَهُ لا يَرتَدي قَميصَهُ، إلّا أن حرارَة جَسدَهُ أصبَحت قريبَة لِلإحتِراق، بِسَبب الأُنثى التي تَعرُض عليهِ المُساعدَة كَآخِر مُغامَراتَها المَجنونَة، وكأنّهُ سيَقبَل بِرميها في التَهلُكَة بِقلبٍ بارِد!، إنّهُ يَقبَل بِرمي ذاتَهُ لِلموت عَلى توريطَها في شَيء كَهٰذا، الإعتِراض في رَماديتاهُ هو كُل ما رَأتَهُ يولاند قَبل أن تَستَمِع لِكَلِماتَهُ التي جاءَت بِنَبرَة غامِضة..