أســود II |إكتِشاف المجهول ☔︎ ✓

الجُزء التاسِع والعُشرين|قلوب حائِرَة

الجُزء التاسِع والعُشرين|"أحب الحُب معكَ، أو بمعنى أصح أنني لم أذُق معاني الحُب وهذيانة إلا في عينيكَ وجنوني الرائع فيكَ، لا يسعني هذا الكون أشعر بِرغبة كبيرة كُل يوم أن أطير وأُحلق بين الغمائم من فُرط دلالُكَ لي، من فرط كلماتكَ التي تنثرُها على مسامعي كالورد، أود أن تمضي جميع أيامي وأنا أُحبكَ هكذا.."
* * *

وتمضي الحَياة بِنا
بِالرُغم مِن كُل أوجاعَنا، تَمضي وكأن شيئًا لَم يَكُن
وكأننا لَم نَكُن حَبيبين، وكأن قلوبَنا لا تعرِفَنا
مُتخليين عَن كُل شيء عائِدين لِأنفُسَنا
تَمضي الحيَاة، يتساقَط الشَجر ويعود الرَبيع ليُزهِر
تهطُل الأمطار، وتعود الشَمس ويعود القَمر
بَعد كُل ليلَة غادَرها الضوء، يعود النور مِن جَديد
يعود كُل شيء لِسجيَّتَهُ عدا الزَمن لا يعود
عدا الحُب لا يموت ولا يَغيب..

أمّا أنتِ يا أُنثى الفضول
فَلا يغيب مِنكِ شيء، أنتِ هُنا، بين أشيائي
بين كُل سَطر مَكتوب، بين كُل فاصِلَة، أنتِ نُقطَة نِهايَتي
في كِتاب بِلُغَتكِ، كُنتِ أنتِ مَلِكَة اللُغَة، يا أُنثى الجَمال
يا آية العِشق، لَقد أغرقَني الطوفان، طوفان الهوى الذي إبتَليت بِه، دون جدوى أُحاوِل ألّا تَكون كَلِماتي حزينَة، والحُزن يهزَء مِن أحرُفي، هل ظننت أيُّها الرَجُل الضَبابي أن يومًا سيكون أحدَهُم قادِرًا على التشبُّث بِك حتى الرمق الأخير!، دون أن تتلاشى!، أهٰذا ما وَصلت إليهِ!، مُجرَّد كِتاب بِعُنوان أُنثى إمتَلكت كُل شيء بِها عدا البَعض مِن سنوات عُمرَها!..

اليوم وأنتِ غافِلَة عَني، كتَبت أوراقي الأخيرَة
خفيّة مِنكِ، خوفًا مِن رؤيَة عَيناكِ فأفقِد شَجاعتَي
أيّتُها الأُنثى التي لا يُكرِرها الزَمن، بَعدُكِ سأكبر مليون عام
سيغزوني الشيب مُبكِّرًا، وتُسرَق مِنّي حُرّيتي والسَعادَة المبتورَة
يا أُنثى الجَمال، يا قَمري الجَميل، يا لَيلَكيّتي، يا أُنثى الفضول
أيّتُها الأُنثى التي سيعرِفُكِ الجَميع بِهٰذِه التسميات، إخترتُكِ أنتِ لِتكوني عُنوان نِهايَة كَلِماتي، بكِ سأختم اللُغَة، فبَعدُكِ ستموت أي لُغَة، وستُخاصِمَني الأحرُف، وتُقاطِعَني الأقلام، سيُحارِبني الحِبر، وتَبكي الأوراق إن لامَستَها، ألَن تَكون نِهايَة عظيمَة لِكاتِب مَجهول!، أن تَكوني أنتِ نِهايَتي هو فِعل خارِج عَن مَفهوم الجاهِلين في الحُب، سيؤمِن كُل كافِر بِالعِشق بَعد قِراءَة كَلِمات كُتِبَت مِن قلب رَجُل ضبابي، لِأُنثى الفضول التي طارَدَتَهُ لِتُمسِك بِه في لَحظَة، قَبل أن يتلاشى قَبل أن يأخُذ كُلًا مِنّا كِفايَتَهُ مِن الآخر، هي هٰكذا الحياة يا حَبيبَتي، لا نَحصُل فيها على كُل ما نُريد، علينا في الكَثير مِن المواقِف أن نُثبِت شَجاعَتنا بِالتخلي عَن أغلى ما نَملِك في سَبيل سعادَتَهُ، وهٰذا كان إختِباري الأصعَب، أن أحصُل عَليكِ ثُم أخسَركِ بِذات السهولَة المُمتَنِعَة، لِأن ما يَأتِ بِسُرعَة يذهَب بِذات الطَريقَة، ولِأن لَيس كُل قِصص الحُب تَمتَلِك نِهايات جَميلَة، ولِأننا إن تَقابَلت طُرُقنا لَن يَكون هُناك سَلام بينَنا، نِهايَة الحِكايَة أُريد لَكِ النِسيان، إن الدواء الوَحيد الذي سيُرفِق بِقلبَكِ هو النِسيان، ضَعيني هُنا في هٰذِه الصفحَة، إترُكيني أُعاني غيابَكِ وحيد، وقومي بِطي الورَقَة التي أثقلتَها بِوصفَكِ، ثُم عودي إلى حياتَكِ، دون الحاجَة لِأحد، دون أن يُسهِرَكِ العِشق، دون أن يُلهيكِ رَجُل مَريض، ودون أن يؤرِق قَلبَكِ الشوق، ثُم عودي إلى نَفسكِ دائِمًا، ولا تَنسي أن الفضول الذي جاء بكِ لي، عَليهِ أن يَموت، أمّا أنا فَسأبقى مَعكِ حتى الرمق الأخير مِن الحِكايَة مَهما إختَلفَت النِهايات بيننا، ستبقى أُنثى الفضول شيء مِن الفَن الخاص بِرجُل الأسرار المَجهول..