الجُزء السابِع والثلاثين| ضريبَة عِشق الأسود

27K 1.1K 1.3K
                                    

الجُزء السابِع والثَلاثون|"لم أعد أستطيع معرفتكِ،
‏أيهم أنتِ؟
‏أي امرأةٍ بين النساء كنتِ
‏هل حنيتك حقيقة
‏أم أن قسوتكِ أكثر مصداقية
‏هل قربكِ وهم
‏وإبتعادك عني الحقيقة
‏أيهم أنتِ؟
‏سيدة الحُب
‏أو العناد
‏سيدة الغفران
‏أو أنتِ سيدة العواقب والإنقلابات.."
* * *

كَيف يُمكِن لِكُل هٰذا العِشق أن يَتبدد!
كَيف يُمكِن نِسيان تِلك اللمسات وما خَلفَها مِن شعور، كَيف يُمكِن لِلقَلب أن يتخلّى ويفلت كُل ذٰلِك العِشق، بَعد أن كان لابِثًا في العُمق الّذي لا يُمكِن الخروج مِنه، كَيف تُنسى الأُلفَة!، كَيف يُنسى كُل ذٰلِك الدِفئ، كَيف يُمكِن لِكُل هذا أن يُمحى!، كَيف يُغادِر الرَجُل صاحِب النَظرَة العميقَة، وتَترُكَهُ الأُنثى ذات المعطف الأحمَر!، كَيف يَتخبّط كِلاهُما دون الآخر ولا يَعود أحدَهُما مُحطمًا كُل حواجِز الخوف وتُنسى كُل تِلك الجروح، عَلى رَجُل الأُحجيات أن يُحَل، وعلى أُنثى الفضول أن تَكتَشِف السِر الأخير، وتُحطِّم كُل تِلك العقبات التي تمنَعهُما مِن الإقتِراب..

لِأن الحُب وَحدَهُ غَير كافٍ
لِأن الموت أقوى مِن الأمَل
ولِأن الوهم أقسى مِن اليأس
على أحدَهُم أن يأخُذ القَرار الأصعَب دائِمًا، وَقد كان الأقوى هو أكثرَهُم خسارَة، لِأن القلوب القاسيَة لا تُلائِم الحُب، والحِفاظ على الكِبرياء يُحطِّم كُل عاطِفَة، لِأن لا وجود لِعلاقة غير مبنيّة على تنازُلات، ولٰكِن هل كان ذلك مُمكُنًا الآن بَعد أن أصبَح كُل شعور مؤذي!، هل الحُب الذي دُفِن بِسَبب القسوَة سيعود لِلحياة بِالقسوَة ذاتَها!، هل سيتخلى الرَجُل القوي عَن قوّتَهُ!، أم أنه سيزداد قوّة ويُحطِّم قَلب الأُنثى الضَعيف دون رَحمة!..

* * *

نَظرَة الفَزع في عَينيها السوداء لَم تُحرِّك أي شَيء داخِلهُ سِوى الغَضب، الإحتِراق الّذي كان يَشتعل داخِلهُ كان أقوى بِكَثير مِن أي عاطِفَة، هل كان يقنِع نَفسه بِأنّهُ سينتَزِعَها مِن داخِلهُ!، بَل كان يَخدَع نَفسه وَحسب، يَعلَم جيدًا أنّهُ لا يملِك القوّة لِرؤيتها مَع أي رَجُل آخر حتى وإن كانت تَقوم بِتزييف الأمر، لا يَستطيع تخيُّلها بين أحضان رَجُل آخر إن كان عدوًا لَه أم لم يَكُن، ولا أي قوّة في العالم تَستَطيع إنتِزاعَها مِن داخِلهُ مهما حاوَل، مهما فعل، ولَن يقتَنِع بَعد الآن بأي خُدع تُزيف الواقِع، راقبتَهُ هي مِن مَكانَها ولايزال التوتر مُسيطرًا عَلى جَسدَها في فستانَها الأسود الذي كان كَعُتمَة نَظرَتَهُ، وهو يَتأمَّل هيئتها ومُنحنياتَها التي برزَها رِداءها، شَعرَت بِالمنزِل يُصبِح ضيقًا عَليهُما، بينما تَنظُر لَهُ يّتأمّلها بِتِلك الطَريقَة الشَرِسَة التي تَعرِفها جَيدًا، الإرتِباك والخوف سيطرا عَلى نَبرتَها، وهي تَهتِف بِنَبرَة مُرتَجِفَة فَزعًا وَغضبًا..

أســود II |إكتِشاف المجهول ☔︎ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن