الرابع والعشرون

121K 3.2K 259
                                    

رشقت سارة ريحان بنظرات الوعيد بينما جلست بأريحية وليس وكأنها تسببت بكارثه منذ قليل....قالت ريحان ببرود :  هتفضلي تبصيلي كدة كتير
قالت سارة بغضب : امال عاوزاني ابصلك ازاي بعد اللي عملتيه
هزت كتفها : وانا عملت اية.... ؟! هو كل حاجة انا
رفعت سارة اصبعها بوجه ريحان باتهام ; مش، انتي اللي قلتي انها خرجت
قالت ببراءه مزيفه ; غصب عني لساني فلت نظرت الي سارة وتابعت بمغزي : اصلي  انا مش كذابه زيها عشان كدة معرفتش اخبي 
زما سارة شفتيها بحنق : اسكتي بقي.... انتي هتمثلي عليا ماانا عارفة اللي فيها...
وعارفة كويس اوي انك قصدتي توقعي بينهم
رفعت حاجبيها : واوقع بينهم ليه
قالت سارة بحدة ; عشان حمزة  طبعا.... فاكرة لما هتعملي مشكله بينهم هيبصلك...... بس يكون في علمك ياريحان اللي في دماغك عمرة ماهيحصل.... عارفة ليه
نظرت ريحان اليها لتتابع سارة : عشان هو بيحبها....
احتقن وجهه ريحان بالغل لتتابع سارة :
وبعدين اذا كان اتنازل وسامح عيلتها بعد اللي عملوه فيه   تفتكري مش، هيسامحها في غلطة صغيرة زي دي
هتفت بها بحنق : اسكتي... اسكتي ومتحرقيش، دمي
قالت سارة بغل : يارب يتحرق دمك زي ما حرقتي البيت...... منك لله...
هتفت ريحان باستنكار لدعوة ابنه خالها عليها :انتي معايا ولا معاها
نظرت اليها بغضب : انا مع الحق..... ولعلمك انا كل ده ساكته عشات احنا زي الأخوات بس والله لو عملتي حاجة تانيه لانا قايله  لجدو واللي يحصل يحصل
: بتهدديني ياسارة
: لا... بحذرك
دفعتها من امامها ; طيب روحي اتنيلي شوفي حياتك ومالكيش دعوة بحياتي
زفرت سارة بغضب وخرجت الي الشرفه تكره الساعه التي فكرت بها بالمجيء الي هنا لتسهل لتلك الخبيثه مهمتها في الوقيعه بين حمزة وسيرين وتتمني ان يأتي الصبح سريعا لتغادر هذا المنزل قبل ان تفتعل ريحان مصيبه اخري....

......
لم يغمض لها جفن بينما الترقب والتفكير ابعدوا النوم عن عيونها بالرغم من الوهن والإرهاق الذي أصابها جراء ذلك اليوم الطويل     .... أدارت راسها لتنظر الي حمزة تستغرب كيف استطاع ان ينام بتلك البساطة بينما تركها تتلوي من الخوف والقلق وتتساءل عما ينتويه لها.... دارت الافكار برأسها كسيارات السباق تعصف براسها بسرعه وجنون وتخبط..... تساءلت الآلاف المرات بينما عيناها لا تتوقف عن النظر اليه بينما هو نائم....
كيف استطاع ان ينام بتلك الاريحيه بينما هي تكاد تموت قلقا وترقبا
ماذا ينتوي لها .... هل سيعاقبها  وكيف سيكون عقابها بالأساس .... وضعت يدها علي قلبها تحاول أن تهديء ضرباته
تؤكد لنفسها انه يحبها ولن يؤذيها.... هو غاضب منها ويحق له... فلتعتذر وتنهي الامر
ولكن هل يقبل الاعتذار..... انها لم تخطيء خطأ جسيم يستدعي ما يفعله ....هزت راسها وتابعت... بل اخطئت حينما اخفت عنه لتبدو بنظرة كاذبه...
زمت شفتيها بحنق وهي تتذكر ماحدث....
تلك الفتاه.... بالتاكيد قصدت ان تخبره وهي لا تلومها مقدار ماتلوم نفسها فهي من وضعت نفسها بهذا الموضع فلماذا تلوم تلك الفتاة التي استغلت الوضع.....
سحبت نفس عميق من بين طيات رئتيها المنغلقه تشعر بالاختناق..... تسالت
هل تستنجد بنبيله.... ؟! . هل تعتذر..... ؟.! هل تتظاهر بالمرض...؟!
ماذا تفعل.... ؟!
تطلعت اليه ودارت عيونها علي ملامح وجهه تحاول استكشافها.... من ماذا هو مصنوع هذا الرجل الذي اتعبها بتناقضه واضناها في محاوله فهمه.  ..... كيف باستطاعته ان يضرم بها تلك النيران بالرغم من الجليد الذي أظهره لها... كيف كان يخبرها انه يحبها ويتركها فريسة لهذا الوجع والألم لغلطة وحيدة ارتكبتها بلحظة اندفاع....شق الفجر ظلام الليل الدامس وهي تائه بافكارها ومشاعرها حتي بهتت ملامح وجهها من هذا القلق والتفكير...
قامت من مكانها بجواره واتجهت بخطي هادئة الي الثلاجة الصغيرة الموضوعه بجانب الغرفة تشرب لعلها تهديء من ضراوه هذا الجفاف بحلقها.. ولكن عبثا فما ان ابتعلت القليل من الماء حتي هدرت معدتها بضراوة رافضة دخول اي شئ اليها حتي الماء    ..... اسرعت الي الحمام تستفرغ ماشربته لينهكها الاعياء اكثر
...... دقائق طويلة مرت عليها تحاول استجماع قوتها في محاوله منها للوقوف بعد ان جثت علي ركبتيها بتعب علي الارضيه الرخاميه الباردة.... اغمضت عيناها بوهن حينما شعرت بتلك اليد القويه تحيط بها وتوقفها.... كان هذا حمزة الذي كان يشعر بليلتها المضنيه ولكنه لم يدع اي مجال لقلبه
المتألم من أجلها والرافض ليتركها تعاني بسببه لأي تدخل لذا سيطرر عقله وتركها ولكن ماان شعر بها تخور بتلك الطريقه لم يحتمل ليقوم خلفها... كانت ملامح وجهه باردة كالارضيه التي كانت جالسة فوقها ولكن دقات قلبها تسارعت فهو لا يحتمل رؤيتها تعاني... نظرت الي عيناه باعتذار وهو قريب منها تحيط بها يداه لتستطيع الوقوف
تجاهل نظراتها وانحني ليحملها ويخرج بها من الحمام....احاطت عنقه بذراعيها بينما لفحت أنفاسها الرقيقه عنقه وهي تنظر اليه بزيتونا عيناها الراجيتان..... ظل علي جموده ووضعها برفق علي طرف الفراش وقال باقتضاب : اطلبك دكتور
هزت راسها وتابعت النظر الي عيونه قائلة بنبرة خافته : حمزة... انا عارفة اني غلطت  ... بس... قاطعها باشارة من يده دون قول شئ وهو يتوجه الي طرف الفراش الخاص به ويتمدد عليه...
قالت برجاء : حمزة لوسمحت اسمعني
قال باقتضاب وهو يغمض عيناه  : مش عاوز اسمع كلام.... نامي انتي تعبانه
هتفت باندفاع : وهو مين السبب في تعبي.... مش اللي بتعمله فيا
عضت علي شفتيها فكعادتها مندفعة غبيه تنطق بأي كلام.... لم يكترث لها وظل مغمض العينين لتزفر بسخط من نفسها... حمزة انا مش قصدي.. انا بس عاوزة اتكلم معاك وافهمك...
تقلب للجهه الاخري واولاها ظهره قائلا ببرود : مش عاوز افهم حاجة.... اسكتي ونامي
هتفت باندفاع : مش هنام ....انام ازاي وانا اعصابي متوترة بالطريقه دي مستنيه رد فعلك... باصرار فولاذي وبحدة جذبت الغطاء من فوقه وتابعت :
حمزة انا مش هنام غير لما نتكلم
ببرود قاتل جاءها رده : بلاش تنامي.. براحتك
لا ستموت من قهرها... ماهذا البرود الذي يحدثها به.... انها تريد منه أن يغضب ويخرج كل غضبه وعصبيه وينتهي الأمر مهما ان كان بدلا من الجلوس حرفيا علي اعصابها...
أنهكها التفكير والقلق والألم بمعدتها لتستسلم اخيرا للنوم....
تمددت بجواره ومازالت تتساءل كيف استطاع ان ينام وتركها بتلك الحاله.... تقلبت بضع مرات قبل ان تقترب منه دون تفكير لتنام بحضنه فهي لن تستطيع النوم الا بتلك الطريقه التي ستبعد عنها تفكيرها.... رفعت ذراعه ووضعت راسها فوق صدره لتشعر بدقات قلبه المنتظمه
لم يبعدها ولم يتحرك فماذا تفعل به تلك العنيدة المتمردة... راقده فوق قلبه الذي يعشقها بعد ان اضناها الترقب والقلق لتغمض عيناها وتذهب في ثبات بعد ان نشدت الأمان فوق صدره الدافيء......
........
............
في الصباح
فتحت عيونها بسرعه حينما شعرت بتحركه لتتقابل عيناها بعيناه متوقعه ان يكون قد اكتفي من عذابه تلك الليله ولكنها وجدت حممه البركانيه مازالت ملتهبه..... هبت  جالسه تنظر اليه بعيون راجيه ان يكف عن التلاعب باعصابها بينما تجاهلها حمزة بجداره وهو يقوم ويتجه للاستحمام تاركها خلفه بملامح وجهه بائسة... خرج بعد قليل وارتدي ملابسه دون أن يلقي اليها اي نظرة....
  حمزة.. انت مش هتتكلم معايا
تجاهل كلامها وامسك بهاتفه ومفاتيحه واتجه خارج الغرفة  
.......
هبت نبيله واقفة ماان خرج من الغرفة لتتجه اليه ونظراتها مليئة بالحيرة تسإل سيرين عما دار بينهما لتنظر اليها سيرين بقله حيله
كانت ريحان تنظر اليهما علي احر من الجمر تريد أن تعرف ماحدث بينهما لتتفاجيء بهدوء،ملامح حمزة ولكن لم يغفل عنها شحوب ملامح سيرين..... لم تتوقف عيناها  عن النظر لحمزة بينما يتناولون الافطار مما جعل تلك الشكوك تعصف برأس سيرين وتجعل الظن يتلاعب بها بأن نيتها ابدا لم تكن بريئة حينما أخبرت حمزة...!
لم تستطيع أن تضع لقمه بفمها بينما نظراته تقتلها بالرغم من برودها فقد كانت مؤلمه كعضه الصقيع لتري بعيون نبيله وسارة الشفقه بينما التشفي بعيون ريحان التي سرعان ما أخذت تفتح أحاديث مع حمزة...
: اية رايك بقي في فكرتي
لم يكن منتبه لما قالته ابنه خالته لذا هز راسه دون قول شئ لتتابع التحدث بأي مواضيع جعلت الغضب يشتعل بوجهه سارة التي لم تتوقف عن ضرب قدمها لتتوقف عما تفعله.... بعد انتهاء الافطار
قامت بأيدي مرتعشة تجمع السفرة وساعدتها ساره
بينما اتجهت نبيله برفقه حمزة الي الصالون لتناول القهوة... قالت نبيله :
انا هرجع البلد انا والبنات النهاردة
عقد حاجبيه ;لية بس ياحجة.... انتوا لحقتوا
: معلش ياولدي كفاية كدة 
ارتجفت يد سيرين بينما تضع القهوة حينما سمعت بأن نبيله ستغادر اليوم وهل اختارت نبيله  اليوم لتذهب... ؟!
اشفقت نبيله علي سيرين التي هربت الدماء من وجهها وهي تضع القهوة أمامهم وتغادر لتقول برفق : حمزة ياولدي انا من امبارح كنت عاوزة اقولك وافهمك اللي حصل
نظر اليها حمزة بطرف عيناه لتتابع نبيله بتعلثم : الغلطة غلطتي انا ....اصل انا عشان اراضيها قلت تنزل مع البنات تشتري تليفون جديد بدل اللي انت كسرته لها
وهي ساعه زمن وكانوا هنا
ارتسمت ابتسامه علي جانب شفاه حمزة بينما قال : اية ياحجة عيل اهبل انا هتضحكي عليه...
هزت نبيله راسها تخفي خجلها بينما تابع :ميصحش ياحجة  تكذبي عليا عشانها...... وبعدين  كفاية اوي انك  داريتي عليها 
قالت نبيله برجاء : ورحمه امك ياولدي ماانت جاي جنبها
قاطعها حمزة باشارة من يده : ..... متحلفنيش ياحجة لو سمحتي
نظرت اليه برجاء : طيب فهمني انت ناوي علي اية
اشاح بوجهه دون قول شئ لتمسك بيده وتقول برجاء : طيب وغلاوتي عندك... بلاش انا وغلاوة ابنك اللي جاي ماتزعلها....
قال بتسويف ; ربنا يسهل
هتفت نبيله بعدم رضي : ياولدي وبعدين في نشوفيه دماغك دي... كانت لحظة شيطان وراحت لحالها
زفر حمزة قائلا : خلاص ياحجه اقفلي كلام في الموضوع ده
نظرت اليه نبيله ليهز راسه بحزم لتصمت علي مضض
...... اعتدل حمزة واقفا وهو يقول : تحبي اوصلكم
هزت راسها : تسلم ياولدي السواق وصل تحت ... هقوم انا اجهز
اومأ لها قائلا : تمام ..... اشوف وشك بخير
احتضنته بحنان وامسكت بيده تنظر اليه قائلة : لو بتحبني ياحمزة متاذيش البنت
زم شفتيه بنفاذ صبر ; .... قلت متلحفنييش ياحجة
 
.....
..
ارتجفت اوصالها وهربت دماءها بينما تنظر الي نبيله بتوسل الا تذهب ولكن بعد مافعلته ريحان لا تستطيع البقاء... كما أن كلما طال بقاءها كلما ازداد حنق حمزة هو وهي بحاجة ليجلسوا سويا يتحدثون وينهون خلافاتهم.. ربما يثور ولكنها متأكدة انه لن يؤذيها وهي بكل الاحوال عليها ان تتعلم كيف تتقبل طباع زوجها وتحتوي غضبه.. لذا ذهابها افضل لهم
قالت سيرين بضعف :هتسيبيني ؟
ربتت نبيله علي كتفها برفق : متخافيش.... وبعدين يابنتي انا سايباكي في بيتك ومع جوزك وابو ولدك
احتضنتها نبيله لتهمس لها سيرين  ; بس ... انا خايفة اوي قالت ياماما نبيله
ابتسمت لها نبيله قائلة ; حمزة بيحبك ومش هياذيكي
قالت سيرين بامتعاض : واللي بيعمله فيا ده مش اذي
نظرت اليها نبيله قائلة بهدوء ; يابنتي طول ماانتي شايفه عمايله ومش شايفه عمايلك عمره ماهيسامح وطول الوقت هيبقي بينكم مشاكل..... الراجل ومرته مفيش بينهم حرب واحد يكسب وواحد يخسر... المكسب الوحيد اللي بتتطلعي بيه هو حب واحترام وسعاده بيتك و جوزك..اوعي تفكري انه زعلان بس عشان خرجتي.... لا هو زعلان عشان كلامه بالنسبالك كان ولا حاجة.... . استهدي بالله كدة وشوفي
هو زعلان منك في ايه وراضيه وصالحيه مش هقولك اكتر من كدة
اومات لها سيرين بحب لتربت نبيله علي كتفها وتودعها بابتسامه
........
احتضنتها سارة بحب وريحان تظاهرت بالاسف وهي تقول بخفوت : غصب عني
هزت سيرين راسها دون قول شئ لتتمهل وهي تضع يدها بيد حمزة قائلة برقه ; اشوفك قريب ياحمزة
اومأ لها بتهذيب ; مع السلامه
هل تمهلت تلك الفتاه بلمس يد زوجها... هذا الهاجس الملتهب شغل سيرين دقائق افاقت منها سريعا حينما انتفضت علي صوت إغلاق الباب بعد انصراف الجميع
.......جف حلقها وقرعت دقات قلبها بصخب  بينما التفت حمزة تجاهها ببطء ولمعت النظرات الخبيثه بعيناه.... كطفله صغيرة كانت تستدير وتسرع بخطاها تهرب منه حرفيا
ركضت بخطاها الي الغرفة لعلها تحتمي بها منه.... بخطوتين كان حمزة يلحق بها لتشهق بهلع حينما شعرت بيداه تقبض علي خصرها لينتفض قلبها من بين ضلوعها وتنظر اليه بخوف واضح ناطقه باسمه برجاء :حمزة ..... 
بس ممكن تسمعني
زادت نظرات عيناه قتامه مسمتمع برؤيه الخوف بعيونها وهي تتخبط بين قبضته التي دفعتها الي الحائط خلفها بينما يهز راسه ببرود : لا
سألته ببراءة طفله تنظر الي ذئب ماكر ; لية
هز كتفه : اهو كدة انا حر...
هتفت بتعب :انا عارفة اني غلطت ومكنش ينفع اخرج من غير مااقولك ياحمزة..... لو سمحت كفاية اللي بتعمله
قال ببرود قاتل : وانا عملت اية...
انا مجرد راجل متجوز واحدة غصب مش بتشوف منه غير تحكم واهانه وعصبيه وضرب
اغمضت عيناها بندم ولكنها سرعان مافتحتها تصرخ بألم حينما شعرت بأصابعه تقرص خصرها... فتحي عنيكي انا مخلصتش كلامي
لمعت الدموع بعيونها لتقول بتألم :.. اااه... كفاية ياحمزة وجعتني
قال بجمود ويداه تنغرس اكثر بلحمها  :انتي لسة شفتي وجع
انا هوريكي وجعي وانتي بتفلتي امبارح من تحت ايدي بعد ماكسرتي كلامي واتحدتيني..... قرصها مرة اخري لتصرخ وجعا بينما هتف بسخط ;  انا الراجل الوحش اوي ...... وانتي الملاك المظلومه مش كدة
هزت راسها وهي تضع يدها الرقيقه فوق يداه الخشنه تحاول ابعادها عن خصرها : لا..انا
هتف بها بخشونه : انتي اية.. انطقي
: انا غلطانه
نظر اليها بعيون تطلق شررا ; عشان عملتي ايه؟
قرصها بعنف لتقول :عشان خرجت من غير مااقولك
هز راسه : لا من الاول تقولي غلطاتك واحدة واحدة 
قالت بعيون باكيه ترجوه ان يتوقف عن أيلامها فبكت وانتحبت وصرخت به:حمزة حرام عليك
قال بغلظة ; زودي حسابك
دفعها برفق علي الفراش خلفها... لتتسع  عيانها الباكيه بخوف حينما رأته يمد يده ويخلع حزامه الجلدي
تراجعت للخلف برعب وهي تهز رأسها و تهتف به بعدم تصديق :  حمزة انت هتعمل اية..... لا.... لا انت مش ممكن تعمل كدة   ...... انا مش حيوان هتضربه بالحزام...
اغمضت عيناها وصرخت بقوة وصرختها المرتعبه اخترقت اذنه بخوف حينما رفع يده بهذا الحزام  وانزلها بقوة .... فتحت عيونها ببطء بعدما استمعت لصوت ارتطام الحزام بالفراش بجوارها...... ستموت رعبا بسبب مايفعله بها لقد كادت دقات قلبها تخترق صدرها بينما تتوقع أن يضربها.... مال ناحيتها وجذبها من ذراعها لتنظر عيناه الي عيونها قائلا بفحيح :
  انا مش هضربك مع انك تستاهلي الضرب زي اي واحدة مش متربيه مسمعتش كلمه جوزها حتي لو غلط.... بس انا متربي ومش هعمل كدة..... وطبعا انتي مش ناسيه اني رفعت ايدي عليكي كتير زمان بس كان كله بسبب طوله لسانك عشان كدة لو مش عاوزة ده يتكرر تحطي لسانك جوه بوقك احسن .....
ترك ذراعها لتتراجع للخلف بينما قال : انتي من دلوقتي متفرقيش معايا وبرا حساباتي
تلك الكلمه  كانت مرعبه اكثر من كل مافعله بها لتنساب الدموع المصدومه من عيونها بعدم تصديق بينما تابع بقسوة ;من بعد ما قولتك علي اكتر حاجة مخوفاني وعملتيها انتي برا حساباتي.... من بعد ماقلت كلمه ومفرقتش معاكي وكسرتيها انتي برا حساباتي من بعد ما كدبتي عليا وعينكي بتبص في عنيا انتي برا حساباتي
من دلوقتي زيك زي اي واحدة متجوزة غصب
امسكت ذراعه برجاء من بين دموعها : حمزة
ابعد يدها بجفاء عنه  مزمجرا : متلمسنيش
........
......
كانت قسوته عليها لاتحتمل ولكن ذلك التجاهل الذي نالته علي يده بعد تلك المرة كان أصعب   ... يومان والوضع محتقن للغايه يتجاهل وجودها وكأنها غير موجودة يستيقظ صباحا ويغادر لعمله ويعود بعد منتصف الليل. يومان لم يوجه لها كلمه او حتي ينظر اليها ولو نظرة عابره حتي كادت تجن.... حاولت التحدث معه ولكنها شابهت الهواء وهو يمر جوارها وكأنها ليست موجودة
ولكنها اليوم لن تصمت لأكثر من هذا... قطعت الغرفة ذهابا وايابا ومنها الي الشرفه والعكس بانتظار عودته....! تهز راسها برفض لحديث نبيله معها بأن تنتظر حتي يهدي ء وتمر العاصفة وكذلك رفضت حديث سلمي التي قالت لها أن تلطف الجو بينهما وتتقرب منه وتعتذر له بلطف... فهي لن تزيف هدوء ليس من طبعها كما تريد نبيله ولن تزيف مشاعر لا تشعر بها..... انها تحبه ومشتاقه اليه ولكن جفاءة معها ضايقها وحرق روحها خاصة وهو لا يبالي للوهن والحزن الذي كسي ملامحها.....! سحبت نفس عميق حينما استمعت لصوت مفاتيح تدور للباب لتقف بترقب تشغل نفسها بعد خطواته التي تقترب شيئا فشيئا..... تأهب كل عرق وعصب بها ماان دخل الي الغرفه ليرمقها بنظرة خاطفه من طرف عيناه ثم يشيح بوجهه....
بدون مقدمات جاءه صوتها المحتد ; ممكن افهم عقابي ده هينتهي امتي؟
اشتعلت عيونها غضبا بينما خلع سترته دون الالتفات اليها لتتنفس بصوت مسموع بينما تقول مجددا : هتفضل تتجاهلني كدة كتير
خلع قميصه والقاه باهمال علي الاريكة وخطي الي الحمام لتفقد سيرين السيطرة علي اعصابها وتخطو خلفه بسرعه تمسك بذراعه هاتفه : حمزة انا بكلمك
تفاحيء بفعلتها ولكنه تمسك بجموده بينما يقول ببرود شديد : وانا سامعك
اهتزت نظرات عيونها التي انفصلت عنها وعن الغضب الذي تشعر به وغرقت في بحور عيناه تناجيه بعتاب بلغه خاصه بعيناه التي جاهد ليسيطر علي نظراتها امام تلك العيون الخضراء الجميله التي طالما نفذت لاعماق قلبه وداعبت اوتاره بسيمفونيه عشق خالص لتلك العينان وحدها....
: ولما انت سامعني مش بترد عليا ليه؟
هز كتفه : عشان انا مش عارف انتي بتتكلمي عن ايه.... عقاب اية اللي مستنياة يخلص
انا مش بعاقبك ولا حاجة .... اعتقد اني قايم بكل واجباتي ناحيتك من غير اي تقصير... تهكم وتابع : زيي زي اي زوج متجوز غصب...
عقدت حاجبيها بملامح مبهوته لهذا الجبل الجليدي الواقف امامها لتردد بلسان ثقيل بينما اختصر علاقتهم بانها واجبات ليس اكثرر; واجبات
هز راسه وتابع بجمود : اه.... واجبات
مستغربه لية... ؟
انفلتت الكلمات من شفتيها المرتجفه : عشان احنا اللي بينا مش كدة
احتدت ملامحه وسخنت أنفاسه بينما مال ناحيتها ينظر لعيونها بقسوة متساءل : امال اللي بينا اية؟
لمعت الدموع بعيونها : حب
ضحك عاليا لتلتهب اعصابها وتقطب جبينها بتساؤل عما دفعه للضحك بينما قال اخيرا بسخريه : حب...!
هز راسه واكمل : غريبه.... انا اللي سمعته منك غير كدة....! كان جواز غصب وتحكم وعصبيه واهانه.. مجبتيش، فيه سيرة حب
نظرت اليه بندم ممزوج بتعب ووهن فا الي متي سيظل يعاقبها علي كلمات وقت عصبيه...
حمزة... كفاية بقي
اومأ لها بهدوء ،شديد : ماهو فعلا كفايه.
نظرت اليه ليتابع : كفايه دور ضحيه الراجل الشرير ده كتير واقبلي ان دي حياتك.... هز كتفه ببرود وتابع : مفتكرش حياتك معايا وحشة اوي كدة.... انا بقوم بكل المطلوب مني.. موفرلك حياة كويسة.. طلباتك كلها مجابه... عصبيتي وتحكمي مش، هتشوفيهم تاني طالما بتسمعي الكلام.... موضوع شغلك مفيش منه داعي طالما انا مش مقصر معاكي في حاجة.... اهلك مش همنعك عنهم وقت ماتحبي تروحي قوليلي... يعني حياة زوجيه عادية اعتقد انا كدة عداني العيب ولااية...
تسمرت قدماها بالأرض مصدومه مما نطق به ليتركها حمزة ويخطو خطوة مبتعدا قبل ان يلتفت اليها قائلا بمغزي : افتكر طالما انا قايم بوجباتي كلها ليا حقوق انا عاوزها
رفعت عيناها المصدومه اليه ليكمل بهيمنه : بعد كدة ارجع البيت الاقي الاكل جاهز.... والاقيكي انتي كمان جاهزة ليا.... نظر اليها وتابع : عشان لو حبيت اخد حقوقي
انتفضت علي صفقة الباب خلفه لتستند بيدها الي طرف الفراش تجلس عليه أهذا هو حمزة من كان يتحدث معها.... كل هذا العقاب من أجل خطأ مندفع منها..... اصبح حبهما عبارة عن واجبات وحقوق..... وضعت يداها علي وجهها بأسي فهي من بدأت واستفزت رجولته بتلك الكلمات التي ألقتها عبثا بوجهه.... هي من اوجعته وذكرته بأنه تزوجها غصب بالرغم من انه افصح لها عن خوفه من ان تتركه لهذا السبب....! هو من تجاوز عن كل هذا واتي ليصالحها ليكتشف كذبها عليه..... كيف ستصلح تلك الشروخ والتصدعات بحياتهما.....! كيف سيصمد حبهما امام كل تلك التحديات....!
ليله كئيبه اخري قضتها بلا نوم ولكن الليله التاليه كانت الابشع فقد تلقت صدمه موجعه اخري منه قضت عليها تماما
نامت وهي تتهرب من افكارها لتستيقظ علي صوته   ... انا مش قلت ارجع الاقي الاكل
جاهز
انه يؤكد ان كلامه ليله الامس ليس مجرد كلام بل سينفذه
تجاهل نظرتها المعاتبه له علي كل تلك القسوة بينما خلع ملابسه واتجه الي الحمام...
وقفت تعد الطعام بقلب وعقل فارغ تعب من كثرة المحاوله مع هذا الرجل المتعب للغايه الذي اتعبها واوجع قلبها..... فلتتوقف عن التفكير والاحساس لأنها حقا تعبت للغايه.. .... تعبت من كل شئ... وضعت يدها فوق بطنها بوهن وهي تنهي وضع الطعام علي الطاولة بوسط المطبخ لتشعر بوقوفه خلفها.... التفتت اليه دون قول شئ ليقول ببرود : هاتي الاكل برا علي السفرة
تجمدت مكانها لحظات ولكنها فعلت ماقاله فهي بأي حال تعبت كثيرا من المناقشة والكلام معه ان كان يري انه بتلك الطريقه يعاقبها فليفعل... وان كان يري ان هذه ماستكون عليه حياتهما فلما تهتم.... فليكن مااراده...
وضعت الطعام امامه واستدارت لتغادر ولكن صوته اوقفها بلهجة أمره  : اقعدي كلي
قالت باقتضاب : ماليش نفس
أعاد بنبرة صارمه : قلت اقعدي
يعرف انها لا تأكل طوال تلك الأيام ولا ينكر ان من خلال قسوته الا ان قلبه يوجعه عليها ولكنه برر لعقله انه يهتم بأبنه فقط....
جلست بدون اي تعليق ووضعت وجهها بالطبق امامها تتلاعب بالطعام دون أن تستطيع ابتلاع لقمه واحدة مهما حاولت فمعدتها اكثر من تأثر بكل مايحدث وترفض دخول اي شئ بداخلها دون استفراغه.... زفر من بين أسنانه وهو يراها لا تأكل ليضغط عليها أكثر : قلت كلي...
يقهرها اكثر ويضغط عليها... فليكن..!
ابتعلت بضع لقيمات اجبرت حلقها علي ابتلاعهم ولكنها سرعان ماشعرت بالغثيان الذي حاولت اخفاءه عنه وتعللت بجمع الأطباق لتسرع الي الحمام وتفرغ مابمعدتها...
حينما خرجت من الحمام وجدته متمد علي الفراش يستند بظهره الي الوساده ينظر في ملف امامه.... بخطوات واهنه توجهت لطرفها الي الفراش واندثرت بالاغطيه تتمني ان تنام ولا تستيقظ ابدا لتعيش بتلك الكأبه مجددا... ولكنه ابي تركها بتلك الراحة التي تنشدها
أغلق الملف والقاه جانبا لتتفاجيء به يجذبها اليه.... للحظات تجمدت نظراتها لاتستوعب ماسيفعله.... هل يري القهر الذي مارسه عليها غير كافي ليقهر ويسحق روحها اكثر... هل حقا سيحفر ذكري سيئة اخري بعقلها وفوق جسدها الذي مارس عليه رجولته.... لم تكن علاقه عنيفه او مؤلمه جسديا ولكنها كانت باردة مؤلمه لقلبها بشده فتلك اول مرة يكون معها بدون أن تشعر بحبه......! ياللقهر الذي تشعر به بينما انتهي مما يقوم به ليوليها ظهره وينام.... تريد أن تصرخ وتبكي... تريد أن تغرس سكين اخر بقلبه القاسي    .... تريد أن تؤلمه كما المها... تريد أن.. إن.. إن...
اشياء كثيرة تريدها ولا يوجد اكثر شئ تريده الا ان يأخذها بحضنه ويخبرها ان كل مامضي حلم ......
بينما حمزة أولاها ظهره لانه لايستطيع النظر لعيونها بينما سمح لغضبه ان يجعله  يدوس عليها بتلك الطريقه..... لماذا لم تراعي جنونه وعصبيه لماذا دفعته لان يؤلمها بتلك الطريقه رضوخا لعقله الذي ابي الخضوع لقلبه...!
......
....
قاوم كثيرا شعورة المضني بالذنب بينما استمع لها تقوم من الفراش بخطي واهنه تستفرغ لأكثر من مرة خلال الليل.... اتعبها واتعب قلبه بسبب عناده وعنادها....

ضائعه في غابة ظنونهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن