الثامن عشر

138K 3.3K 132
                                    


استعر الجحيم بعيناه ليقول بصوت جهوري غاضب :ابن خالتك.... كان بيعمل اية في بيتي...؟!
انصدمت ملامحها وتجمدت مكانها لتعقد
حاجبيها باستفهام عن تلك النبرة الغاضبة بصوته... خافت كثيرا من ملامح وجهه الغاضبه وبحثت عن كلمات تخبره بها عن سبب وجود إياد الكي ان علم حقيقته لن يزيد نيرانه الا اشتعالا : حمزة...
انفلتت اعصابه والتهبت النيران بعيونه وهو يري ارتباكها و يتذكر نظرات إياد له ليمسك ذراعيها بقوة هاتفا بغضب اهوج وغيرة عمياء يهزها وهو يصيح : حمزززة اية... ؟ انتي لسة هتفكري
.... انطقي كان بيعمل اية هنا وازاي اصلا تسمحيله انه يدخل بيتي.....
...... اييييه صعبتي عليه تاني وجاي البطل الهمام يخلصك مني  ...... ولا بتعاقبيني عشان ابوكي... انطقي.... اييية  مش لاقيه كذبه
لمعت الدموع بعيونها  من عيونها لا تصدق اتهامه الجارح وتلك الكلمات التي ألقاها بوجهها دون ادني اهتمام لقسوتها.... أين ذهب صوتها لتنطق وتدافع عن نفسها..... أين قوتها لتصفعه بقوة علي مانطق به بسبب غيرته العمياء ... لماذا تشعر بالشلل بلسانها امامه.......
: اية اللي بتقوله ده ياحمزة...
تفاجيء حمزة بجدته تزجرة بغضب حينما خرجت من الغرفة علي صوته الغاضب لتتفاجيء بهذا الاتهام يخرج من فمه
هتفت به بعدم تصديق .: انت اتجننت
ازاي تقول لمرتك كدة
تفاحيء بوجود جدته بمنزله مع سيرين فلم يكن يعلم أن جدته قد حضرت برفقه عبد الحميد الذي ذهب اليه بينما هي اتجهت الي سيرين لتواسيها وتطمئن عليها وهذا بالتاكيد من صالح سيرين فقد استمعت نبيله لحديثها مع إياد وحينما رأت ردها الحاد وصفعتها لها..... لم تطيل في سؤالها حينما سألتها من كان لدي الباب
هتف حمزة باصرار غاشم :
لو سمحتي ياحجة متتدخليش انتي.... انا بكلمها هي
ابعدت نبيله يداه عن ذراع سيرين وهتفت به بغضب : اوعي ايدك عنها واخرس
نظر الي جدته متفاجيء  لتنظر اليه نبيله بسخط بينما لم تصدق ماتفوه به لزوجته....اسرعت سيرين الي غرفتها وسبتها دموعها وهي لاتعرف لماذا انحشر صوتها بحلقها ولم تنطق كلمه... لماذا كلما جرحها لا تستطيع النطق بينما فقط تشعر بهذا الألم والوجع بقلبها  فكلماته وشكوكه كاليهان تخترق قلبها لتتذكر تلك المرة التي تأخرت بها وحطم الهاتف والقاها بالاتهامات دون أن يستمع اليها ايضا
.....
نظرت اليه نبيله بتأنيب بعد ان أخبرته بما استمعت له : مكنش ينفع ابدا اللي قلته لمرتك ياولدي... ازاي ياولدي تقول الكلام الماسخ ده
عقد حاجبيه وفرك وجهه بانفعال فهو أخطأ في حقها مره اخري : اعمل اية...... اتجننت لما شفته
زجرته بسخط : تتأكد قبل ما تتكلم
اغمض عيناه وزفر بضيق لتقول نبيله بحنق  : 
والله حرام البت حامل وانت والدنيا مش بترحموها.... كفاية بقي عاشت يومين مقهورة علي ابوها ومقهورة منك......
رشقته بنظراتها الغاضبه وتابعت ;
لية بس كدة... دي مستحملش عليك كلمه من ابن خالتها اللي انت جاي تتهمها فيه... وكمان كل ده كان قبل ماتعرف مني انك مسجنتش ابوها..... أخص عليك مكنش ليك حق ابدا..... يلا قوم شوف هتراضيها ازاي
رفعت اصبعها امامه بتحذير : واياك مرة تانية تزعلها بدل ما ورحمه امك اخدها عندي ومتشفش ضفرها تاني.. فاهم
..........
....
دخل وهو يشعر بندم شديد وخجل من تسرعه وجرحها مرة اخري...فلا يعلم ماذا حدث له وجعله يتفوه بتلك الحماقات....لايعرف شئ سوي انه يغار وتحرق غيرته اي ذره تعقل لديه..... ااه لو كان لحق بأياد لكان لكمه بقوة حتي يحطم عظام وجهه.... . اتسعت عيناه ماان دخل الغرفه ورآها تجمع ملابسها وتلقيها بتلك الحقيبه بعشوائية ليسرع ناحيتها يوقفها  ;.... سيرين
انتي بتعملي اية.....
دفعت يداه بعدائية ماان امسك بيدها يحاول ايقافها عما تفعله :اوعي ايدك متلمسنيش
قال بأسف وندم : انا اسف ياحبيتي والله مقصدتش اي حاجة من الكلام السخيف اللي قلته... حقك عليا
دفعته بعيدا عنها وصرخت به بغضب من بين دموعها : مالكش دعوة بيا
قال وهو يحاول ان يحتضنها ليهدئها : اهدي بس واسمعيني ياحبيبتي
صرخت به بحدة : وهو انت كنت سمعتني.... مش عاوزة اسمع صوتك ولااشوف وشك
اومأ لها بصوت راجي : حقك..... بس اهدي وسيبي اللي بتعمليه ده
هتفت به بغضب : مش هقعد في البيت ده لحظة..... طلقني ياحمزة
انصدمت ملامحه : اية اللي بتقوليه ده... طلاق اية
هزت راسها باصرار : انت مش بتثق فيا ولا عمرك وثقت فيا... طلقني
تدخلت نبيله بعد تعالي أصواتهما لتقول باستنكار ; لا يابنتي.... بعد الشر طلاق اية بس
محصلش حاجة لكل ده
هزت راسها وهي تمسح دموعها بظهر يدها : لا حصل.... هو بيشك فيا
قالت نبيله وهي تحاول تهدئة الوضع :لا يابنتي هو بس دمه حامي حبيتين.... غيران مش بيشك فيكي ولا حاجة
قالت باصرار وهي تكمل جمع ملابسها : مش فارقة..... هو حر... انا مش هقعد في البيت ده تاني
هتف حمزة بعصبيه : مفيش خروج من البيت علي جثتي ياسيرين تسيبي البيت
: هتحبسني
قال بعناد : هعمل اي حاجة ولو حكمت اه هحبسك ياسيرين
هتفت به نبيله : بس ياحمزة
قال بحنق : انتي مش سامعه كلامها
قالت نبيله : طيب اسكت ومالكش صالح بيها   وسيبني انا اتكلم معاها .....
قالت سيرين بانفعال : مفيش كلام يتقال بعد اللي قاله...  خلصت.. انا عاوزة اتطلق
زمجر حمزة بغضب : متنطقيش الكلمه دي علي لسانك تاني.... انا بحذرك
هتفت نبيله بحزم : بس بقي ياحمزة.... وانتي يابنتي.. اخزي الشيطان
هز راسه ونظر الي سيرين قائلا بنبره قويه  :سيرين انا اه غلطت بس غصب عني اتجننت لما شفته نازل من هنا.... غلطت وبتأسف اهو.... مفيش بقي اي داعي للي بتعمليه وافتكري ان في روح جواكي انتي بتأذيها بعمايلك دي
اشاحت بوجهها بغضب : ده اللي فارق معاك
هتف بها بعصبيه : فارق معايا انتوا الاتنين..   يعني هترتاحي لما يحصلك اللي حصل قبل كدة
قالت نبيله وهي تدفعه خارج الغرفة : اطلع ياحمزة وسيبني اتكلم معاها... اطلع انت برا دلوقتي
ربتت نبيله علي كتفها : استهدي بالله يابنتي.... حمزة بيحبك
قالت سيرين بأسي : انتي مسمعتيش كلامه ياماما نبيله.....
افرضي مكنتيش سمعتي اللي حصل كان زمانه مكمل كلامه وشكه فيا
هزت راسها : لا يابنتي،..... قالك بيغيرر
: لا
بعد قليل
تنهد حمزة بضيق وعاد ليدخل الي الغرفه مرة اخري فيجد جدته جالسه بجوارها تهدئها 
ولكن ماان فتح فمه ليتحدث حتي هتفت نبيله بكلاهما
: محدش فيكم ينطق بكلمه..... انا قلبي وجعني منكم ومن عنادكم  ....... وقسما بالله لو منفذتوش كلامي اللي هقوله ماانا داخله ليكم بيت تاني
نظر اليها حمزة لتكمل : انتوا دلوقتي هتروحوا معايا علي البيت تقعدوا معانا كان يوم تهدوا اعصابكم واخد بالي منك يابنتي 
ايد حمزة الفكرة بدون تفكير فيبدو أن لجدته تاثيرر عليها وهناك بالتاكيد ستكون له فرصه بالحديث معها دون أن تبالغ برد فعلها....
............
.....
ارتدت سيرين ملابسها بعد ان خجلت من ان ترفض رجاء نبيله... اتصلت بوالدها الذي أجاب بصوت خافت ممزوج بالخجل لتقول بلهفه : بابا انت كويس
قال بصوت مختنق : انا كويس يابنتي.. طمنيني عليكي
: انا كويسة
صمت لحظة قبل ان يقول : اما مش عارف اقول اية لحمزة.. انا متستاهلش ابدا اللي عمله
قالت بابتسامه خفيفة : انسي يابابا...  المهم انك فعلا ندمان وعاوز تكفر عن ذنبك
: انا هعمل اي حاجة عشان اكفر عن ذنبي
وقريب اوي هتشوفي ياسيرين
قالت بحنان : ماشي يابابا.. خد بالك من نفسك
: وانتي ياقلب ابوكي
أغلق هشام الهاتف يشعر بمقدار حقارته بينما رزقه الله بابنه باره مثلها وزوجه طيبة مثل هدي..... للمرة المائة سيحاول الاعتذار منها وطلب السماح     ...... كما لن ييأس حتي يكفر عن خطأه والذي يتمثل بانجاب ابنه كسيدرا.....
.................

ضائعه في غابة ظنونهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن