الواحد والعشرون

141K 3.3K 111
                                    

انسابت دموع سيرين من عيونها بينما ينهي المأذون إجراءات طلاق ابيها وامها بعد ان صممت هدي علي عدم مسامحته وصممت علي الطلاق..... بعد ذهاب المأذون
اخرج هشام من جيبه شيك مالي بمبلغ كبير ووضعه علي الطاوله امامها قائلا : دي حقوقك ياهدي
ابعدت هدي الشيك واعتدلت واقفه بينما تقول بهدوء : متنازله عنها
قال هشام بصوت متختنق : ده حقك
قالت بمغزي : مش عاوزة فلوس ياعالم جايه منين
انكسرت نظرات هشام ليقول بأسي : انتي عارفة ياهدي ان عمري مامديت ايدي علي فلوس مش من حقي الا المرة اللي شيطان لعب بيا فيها... وحتي وقتها مأخدتش الفلوس
قالت هدي باقتضاب وهي تشيح بوجهها ; انا معرفش حاجة ولا عاوزة اعرف.... دي حاجة تخصك
نظرت هدي الي سيرين التي نظرت لابيها بشفقه قائلة بحزم : يلا ياسيرين
قال هشام : ده بيتك ياهدي انتي هتفضلي فيه .... انا اللي همشي
قالت هدي بنبرة قاطعه ; قلت مش عاوزة حاجة منك
نزلت سيرين برفقه والدتها والدموع تمليء مقلتيها تشعر بالحزن والاسي تجاة ابيها الذي انكسر بتلك الطريقه القاسيه لتقول بعتاب لأمها : ليه جرحتيه بالطريقه دي ياماما
قالت هدي بحدة : كنتي عاوزاني اعمل اية ياسيرين
قالت سيرين بنبرة راجيه : تديله فرصة وتسامحيه
هزت هدي راسها : مقدرش.... سامحته واديته فرصه قبل كدة..... اللي يخون مرة يخون الف وهو طمع وخان وسرق.... خان الراجل الي طول عمرة مأمن له هو وابنه .... مشي ورا الشيطان ومش بس كدة.... ده كذب وقال انه معملهاش وانا صدقته وكمان طلع جبان معترفش بغلطه وسابك تتحملي نتيجة غلطته.....ساب راجل تاني ياخدك من بيته وسكت عشان عارف انه غلطان
ابتلعت هدي باقي كلماتها حينما شعرت بحدة وقسوة كلماتها لتمسك كتف سيرين بحنان قائلة : سيرين حبيبتي انا مش قصدي افتح في اللي فات ولا اضايقك ...بس انتي عشان طيبه و متعلقه بيه هو صعبان عليكي....
بس ابوكي غلط ولازم يدفع تمن غلطته
كل ما تمر السنين وتلاقي عنيكي مش قادره تترفع في حد وأولهم جوزك بسبب عمايله هتعرفي احساسي... ولادك لما يسألو لية جدهم وابوهم ملهمش علاقه ببعض هتقولي ليهم اية....
اجتاح الألم والحزن محياها من كلمات امها التي تراها متحامله علي ابيها بشده وترفض الوقوف بصفها.... تعرف انه أخطأ ولكن لماذا لا تسامح وتغفر....
وجدت حمزة باسفل العمارة بانتظارها والذي انسحب من عمله ليطمئن عليها بعد ان أخبرته انها ذاهبه لمنزل ابيها لانه سيطلق والدتها اليوم... لذا ترك عمله وجاء اليها فلابد
ان حالتها ستكون سيئة
بتهذيب نزل من سيارته ماان رأي هدي تنزل برفقه سيرين ليصافحها بود..... نظرت اليه هدي بخزي فكم كانت تتمني ان تكون صديقه زوج ابنتها وتكون مثل امه ولم تتخيل الا تستطيع ان تنظر في عيناه بسبب فعله زوجها
قال حمزة بتهذيب ; اتفضلي اوصلك
هزت هدي راسها قائلة : متشكرة ياابني... خد انت سيرين
نظرا الي امها برجاء لتقول : سلمي هتعدي عليا... روحي انتي مع جوزك ياسيرين عشان تعبتي
احتضنت امها وبكت بحرقه لتربت هدي علي، كتفها وتهمس.. ششش بطلي عياط ياحبيتي انا كويسة وابوكي هيبقي كويس... خليكي في ابنك
حمحم حمزة قائلا بحرج حينما وجد سيرين متعلقه بحضن امها : ياريت تتفضلي تقعدي مع سيرين كام يوم اهو تاخدي بالك منها
وهل تستطيع المكوث في منزله بعد ان خان زوجها ثقته لتقول هدي بلطف : معلش يابني مرة تانية ان شاء الله
اومأ لها ولم يصر فهو يري مقدار عزة نفس تلك المرأه والتي كان يراها لهشام سابقا لذا انصدم حينما فعل فعلته فلم يتوقع ان يكون يخدعه كل تلك السنين بالمثاليه والشرف والامانه بينما في النهاية يخونه ويسرقه....
اسندت راسها علي زجاج السيارة الجانبي تتابع الطريق بشرود.... ابعد حمزة عيناه عن الطريق ونظر اليها قائلا : سيرين
التفتت اليه ليقول بحنان : كفاية عياط ياسيرين.... اللي حصل حصل
قالت بصوت ممزوج بالدموع : بابا صعبان عليا اوي....لية ماما صممت علي الطلاق.... لية مدتهوش فرصه.....بقت بتكرهه اوي
لم يخرج صوتها من حلقها لتصمت
قال حمزة : بصراحة والدتك عندها حق....
مكنش ينفع تكمل معاه بعد اللي عمله والدتك تصرفها صح
خرجت منها الكلمات العدائية من وسط دموعها : انت عشان بتكرهه بتقول كدة
ابعد عيناه عنها ونظر الي الطريق بضيق انه فتح هذا الحديث الحساس معها
لاتعرف كيف احتدت ملامحها الباكيه لتهتف به بهجوم وقد ظنت صمته تحقير من ابيها ... لعلمك ابويا ده احسن اب في الدينا وطول عمره محترم لولا الشيطانة اللي كنت متجوزها عمره ماكان يفكر يعمل كدة.... مش عشان غلطه كلكم تعملوا فيه كدة... ده ربنا بيرحم ويسامح..... انتوا لا لية.. ؟!
صمت حمزة وتركها تخرج مابداخلها من انفعالات حتي وان لم تكن صحيحة فهي ابنه ابيها المدلله وهو يعرف ان علاقتهم جيدة وأنها سرعان ماسامحته بالرغم من كل مافعله
أوقف السيارة أسفل المنزل لتنزل منه وتصفق الباب خلفها بعنف وتصعد سريعا لترتمي علي فراشها وتبكي بحرقه.... يؤلمها قلبها علي ابيها دون ارادتها
بعد ان سار بضع أمتار وجد نفسه يلف بالسيارة ويعود اليها مرة اخري
فتح الباب ودخل الي المنزل ليجدها فوق الفراش تبكي بانهيار
سحب نفس عميق بعدم رضي عن ماتفعله بنفسها وهي حامل بسبب هشام...لتعود اليه ذكريات حملها السابق وكيف مات طفله بسبب هشام ليجتاح الخوف اوصاله فلا هو ولا هي ستحتمل لاقدر الله شئ، كهذا مرة اخري....!
اقترب منها بضع خطوات قائلا بلطف:سيرين
تفاجأت بعودته فدفنت وجهها بالوساده ولم
تكن تريده ان يراها بتلك الحاله ..... تعرف انه يكرهه ابيه ويحق له ولكن دون ارادتها تشعر بالشفقة والتعاطف لابيها.... فمن مننا لا يخطيء وهو حاول بكل الطرق التكفير عن ذنبه...!
جلس الي جوارها وجذبها الي حضنه يربت علي ظهرها بحنان : شششش بس.... اهدي
كفايه عياط ياحبيبتي
ربت علي كتفها بحنان ثم اخذ بيدها ليغسل لها وجهها بالماء البارد وهو يهديء من نوبه بكاؤها.... اجلسها علي الفراش ثم احضر لها كوب من العصير وجلس الي جوارها قائلا بحنان : ممكن كفاية عياط وتشربي ده
قالت بصوت واهن : مش عاوزة
قال برقه : عشان خاطري
ارتشفت القليل ليقول وهو يربت علي خدها ...انا عارف انك زعلانه علي اللي حصل وانك بتحبيه ومش هلومك..... ده ابوكي مهما كان وحقك تلتمسي له العذر بس انا غضب عني مش قادر التمس له اي عذر عشان كدة انا شايف مامتك عندها حق ....
وضع وجهها بين كفيه وتابع بعطف :
... سيرين.... مش فارق انا بحب هشام ولا بكرهه اللي فارق اني بحبك انتي ومش عاوز اي حاجة في الدنيا تزعلك......مينفعش اللي بتعمله ده ياحبيبتي انتي في جواكي روح حرام تأذيها... انا مش بقول كدة انانيه مني لا ده خوف عليكي....... صدقيني
ضمها اليه بحنان وقبل راسها.... ان شاء الله كل حاجة هتبقي حلوة

ضائعه في غابة ظنونهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن