التاسع

150K 3.8K 200
                                    

تلقي صدمه موجعه اخري حينما قال الطبيب :
للأسف الجنين مفيش فيه نبض.. لازم ينزل
تلجم لسانه ولم يستطيع النطق .. فالصدمات اقوي من احتماله
ردد بلسان ثقيل ;مات
:للأسف.... الجنين ميت من امبارح
اوجعه قلبه بقوة فقد مات ابنه بسبب صدمتها في ابيها
ربت الطبيب علي كتف حمزة حينما رأي امتقاع وجهه المصدوم ليقول برفق
: معلش يافندم.... قدر الله وما شاء فعل... بس حاليا المدام لازم تدخل عمليات عشان كدة خطر عليها
اومأ حمزة له بنبره مبحوحة : اعمل اللازم يادكتور....
........
.. جلس امام غرفة العمليات بعزيمه مكسورة ووضع راسه بين يداه وشعور أليم بالذنب ينخر بقلبه... هو السبب..؟ هو من جعلها تتعرض لتلك الصدمه في ابيها.. هو من كسرها وحطم قلبها بتلك الطريقه القاسيه ليتوقف نبض الجنين ببطنها.... كان قاسي وأراد ان يكشف دناءه وخيانه هشام امام ابنته ولم يقدر ان بداخلها روح بريئة لن تحتمل تلك الصدمه.... اغمض عيناه بألم شديد فقد نالت تلك الفتاه علي يداه الكثير.... اجتاح ذلك الألم أعماق قلبه بقوة وصورتها لاتفارق خياله...
تلك التي كانت تتحداه بعيون شرسة كسر نظرات عيونها بحقيقه ابيها الذي كانت تدافع عنها بهذا الكبرياء العالي... وضع يداه علي حلقه لعله يستطيع منع الشعور بتلك الغصه المؤلمه بينما يفكر بأثامه تجاه تلك الفتاه التي تغلغلت  بداخله لايعرف كيف ولا متي ولا حتي لماذا... لايعرف شئ سوي انه لن يكون سبب بعد اليوم في اي حزن او ألم لها....!
..........
بعد ساعه كانت قد خرجت من غرفة العمليات ليقف بجوار فراشها يطالعها بنظرات مليئة بالندم والاسف وقد اجتاح الشحوب ملامحها المتألمه بينما لاتزال تحت تأثير المخدر... .... سحب المقعد ووضعه بجوار فراشها وجلس عليه ومد احدي يداه يضعها فوق يداها التي تعلقت بها تلك الحقنه المغذية بينما مد يداه الاخري تجاه وجهها يبعد خصلات شعرها لينظر مليا لملامحها.... الهذه الدرجة هي هشة أسفل كل تلك القوة والشرسة التي تتظاهر بها... الهذا الدرجة ليست اكثر من فتاه صغيرة تحلت بجرأه مزيفه في مواجهه ظلمه لها....! لماذا ادخلها في انتقام لا ذنب لها به... ؟لماذا اذاها بتلك الطريقه وهو قد جرب الاذي والظلم....!
لايعرف لماذا بتلك اللحظة داهمت صورة والدته خياله.... لقد كانت امه امرأه جميلة لم تفارق صورة ابتسامتها الحلوة خياله بالرغم من الالم الذي عاشت بهذه الحرب مع عائلتها سنوات لتبعدها عن والده.... والده الذي تحمل الألم والمرض ليثبت لهم انه ليس بطامع ابدا باموالهم.... تلك الأموال اللعينه التي جعلت امرأه كانت تنام بين ذراعيه تغدر به وتطعنه بظهره....
لااحد سيشعر لماذا هو محترق بتلك الدرجة علي تلك الأموال التي دفع والده عمره ثمن لها....! لقد مات ابيه علي مكتبه امام عيناه بعد نوبه قلبيه حادة داهمته وأخبره الطبيب انها لم تكن الاولي وانه حذره كثيرا ولكن ابيه كان مصمم علي ان يثبت لعبد الحميد البدراوي انه ليس طامع ولا مستغل... لم يكن يطمع سوي بحب امرأته التي عاشت منبوذه منهم...! لمعت الدموع بعيناه بينما تذكر تلك الليله التي وقف وحده يأخذ عزاء والده بينما لم يكن اكثر من شاب في مقتبل العمر يبلغ العشرون ربيعا... تركه والده ووالدته قبله وحيدا... انكسر ظهره من تلك الدنيا الظالمة التي غدرت به ... انكسر ظهرة من خيانه هشام اكثر من خيانه ابنته لسنوات عشرة لم يصونها .... انكسر ظهره وهو يخسر كل مابناه ابيه وحارب من أجله بلحظة وثق فيها بزوجته.... انكسر ظهره وهو يكسر تلك الوحيدة التي لامست قلبه... انكسر ظهره
من التظاهر بالقوة بينما هو لايريد سوي الإجهاش بالبكاء ندما والما.....
خرج صوته متحشرجا بينما يطبع قبله طويلة علي جبينها هامسا : اسف...!
...........
...
نظرت هدي الي هشام الذي عاد وهو يجر أقدامه بخزلان ووهن : مالك ياهشام....
ارتمي علي المقعد دون قول شئ لتساله هدي مجددا :  انت كنت فين...هشام رد عليا
هنعمل اية دلوقتي.. سيرين ضاعت كدة خلاص.... المجرم ده مش عاوز يسيبها بعد كل اللي عمله فيها
انت لازم تتصرف ياهشام وترجع بنتي... ...
خرجت الكلمات من فمه ثقيله ليقر بذنبه الذي صعق هدي لتصيح به ببكاء ; يعني انت السبب في اللي حصل لبنتي......
.. انت السبب في كل اللي هي فيه
اومأ لها لتصيح به بانهيار : حرام عليك..... ليييه عملت كده.... لية حرام عليك...... انا مش،هسامحك ابدا.. منك لله ضيعت بنتي عشان طمعك... منك لله

ضائعه في غابة ظنونهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن