فصل الثامن عشر

57 11 4
                                    

امضت الليلة كانت سعيدة بالنسبة لها وفي اليوم التاليِ اقترحت امي ان نسافر الى شاطئ البحر لكني قد طلبت من والدتي ان لا تُعلم جَاك بلأمر سفرنا هذا فأنا لا أريد أن يسافر معي.

جَهزت امْتعتها و غادرَت مدينة مدريد قاصِدة شاطئ البحر في مدينة فالنسيا ما إن وَصلت الى هناك نَسيت أمر بغَاية أهمية و هو أن رَصيدها مهتكر لا تستطيع أن تخرج ورقة دولار واحدة من بنك ولا تستطيع نزول في بيتها صار ملكا للبرلَمان اطلقت تنهيِدة طويلة مالذي سَتفعله الآن

سرتان... مالذي اصَابك يا ابنَتي

نيكتا... سأواجه صعوبة من ناحية المادية... لا استطيع نزول في فندق لأنني لا املك المال الكافي ولا استطيع ذهاب الى البيت لأنه اصبح ملكا للبرلَمان

سرتان.. أهذه مشكلتك لقد حللتها لك

نيكتا...😶😶😶كيف... ؟!

سرتان... لا تهتميِ كثيرا... اتبعيني

وصلاتا الى بيت اشبه بالقصور ... امي لمن هذا !؟

سرتان.. لا تهتمي ... افرغي امتعتك في غرفتك من طابق العلوي على يدك الشمال الغرفة الثلاثة

نيكتا..وقفت و تسمرت مكاني، لا اصدق ما اسمع امي تعرف هذا البيت من قبل ام إنها ....حسنا يا امي سأصعد نحو غرفتي كما طلبتي منيّ لكن سأذهب الى شاطئ بعد هذا....

سرتان.... افعلي ما يحلو لك سأقضي وقتي مع عمتك لذا استمتعي بهذه النزهة ...

صعد نحو الغرفة التي اشارت عليها والدتي لأفرغ امتعتي و اغير ثيابي لأتوجه نحو مكاني المفضل

كنت أسير علي شاطيء البحر لأذهب وأجلس في مكاني المفضل وسط الصخور واحكي لأمواج البحر عما بداخلي فهو بحق أروع صديق يحفظ السر.
وقف علي مقربةٍ مني شاباً لا يبدو عليه أنه صياد حيث يرتدي ملابس شبابية عادية ومهندمة ونظارة شمسية وفي إحدي يديه صنارة وعلي كتفه حقيبة كتف متوسطة ، يبدو أنه مهموم وجاء ليفرغ همه في الصيد وقد ظهر هذا في طريقة نزعه لحقيبته وإلقاءها بغير اكتراث.
وبدأ يعد أشياءه واضطر لخلع نظارته الشمسية ليدخل خيوط الصنارة ويلضمها ، وقد تأكد حدسي فعلي وجهه حزن عميق ، وكأنه لم ينم منذ زمن بعيد قد بدا ذلك من تلك الخطوط السوداء أسفل عينيه ويبدو عليه الشرود فخيط الصنارة كان يفلت من يديه من حين لآخر وكأن ربط الخيط عملية مستعصية.
وأخيراً أعد صنارته وألقي بالخيط في البحر بقوة تعكس صراعاً يدور بداخله ، لم يكن ينظر لموضع الصنارة بل كان ينظر لبعيد في نقطة فراغ وتلهث أنفاسه بشدة كأنه يريد أن ينفث عن غضب وثورة بداخله ، ويجز علي شفتيه ويبتلع ريقه بمرارة كأنما يحاول كتم دمعه.
لم يأبه أن موضع طعم الصنارة يعلن عن وجود سمكة وعليه رفع الصنارة بما تصيد فوراً قبل فرار الصيد ،لكنه كان شارداً ولم يفق من شروده إلا علي رذاذ موجة عالية نسبياً قد ألقت برذاذها علينا. "

أخذ يسْحب صَيده في ملل ليَضعه في صندوق الذي بجانبه..

كانت صدمتي حينها أني اعرفه حق المعرفة لكن هذا اليوم رأيته بشكل مختلف راودني شعور نحوه كان غريبا بعض شيء إنها المرة الأولى التي اكترث لحاله بهذا انجذاب....

اشاح ناظِريه نحوي قائل... لم أراك مرتبكة يا انِسة هل رأيتي شبحا يجلس بجانبك...

نيكتا.. لم اتوقع رأيَتك هنا ... ولم انت بهذه الحالة..

جَاك... لم يعد هذا مهم فلقد قررتي أن تتركي عاصمة و تأتي الى هنا دون حتى أن تعلميني بهذا ...

نيكتا.. لكن... لم انت هنا

جاك.. انها مدينتي ام نسيتي... اوُوه صحيح لست مهمًا عندك لتتذكري هذا...

نيكتا.. كُف عن هذا ... انظر لحالتك يبدو عليك تعب

جاك ... ولم انتِ مهتمة ...

نيكتا... هل أنت غاضب منيّ أم ماذا ...أنك أول مرة تعاملني بهذا أسلوب ..!

جاك... أنك لا تكترثي لمن حولك لا تهتمي سوا بنفسك فلماذا الآن تغيري من طباعك نارجسية

نيكتا..صدمتني تلك الكلمة ..هل أنا نارجسية حقاً قلت هذا و عيناي اصبحت جاحظة كأنها ستخرج من مكانها في حال ...

جاك.. ليتنهد قائل... أنك لا تهتمي بمشاعر من حولك منذ أن كنا صغارا كنت تتعاملي معي كما لو أنك أنت أميرة وانا حارسك.... لم تكترثي للمصائب التي حلت بي بسببك...

نيكتا.. لم اطلب من أحد أن يهتم بي.. ولم تكن حارسا يا جاك... كنت دائمًا الملاك الذي يحرسني..لم الآن تحملني هذه الذنوب ...

جاك.. هل سبق لك أن وقفتي أمام مرآة لتسئلي نفسك ما الذي تريدنه من هذه الحياة...

نيكتا... لا تعاملني هكذا... مالذي تود قوله...

جاك... وهو يترك صنارة من يده و يعتدل بوقفته ناظرا نحو عيناي دون تردد بثبات هزّ كياني من داخل... كنت مستعد أن ارمي نفسي بهلاك كي تكوني أنت بخير ...لكنك لم تعيري اهتمام لي ولا في موقف بسيط كنت تريني كيف اذوب عشقا بك وانتي لا تكترثي...في ماضي كنت تهتمي بي لكن بعد أن ظهر الفريدو بحياتك لم تعودي تبالي لحالي... لماذا... ما هو شيء المميز به حتى تحبيه ... اجيبي...

نيكتا بنظرة حزن ارتسمت على وجهها... الآن فهمت لم انت غاضب... هل أصبحت نارجسية فقط لأنني لم أعير اهتمامي لمشاعرك يا جاك... هل تحولت لطفل الآن تريد أن تحظى بكل شيء ارد امتلاكه...
هل أنا نارجسية حقاً يا جاك... ألا تبالغ في وصفك لي بهذه طريقة قاسية...شكرا لك

كان علي أن ادرك انه فقد صوابه وعلي عودة الى البيت... جئت اشكي همي لبحر ..ف كان شاهدا على مشاحنة بيني و بين جاك... التفت نحو بحر لأودعه بنظرات تملئها الحزن.. متوجهة نحو ذلك البيت الذي قادتني له أمي...تاركة خلفي شاب مستهدر اعمى الحب بصيرته لدرجة أنه ايقظ شعور عندي بكلماته التي هزّت كياني كنت أسير بخطوات مترددة ... لماذا الآن يا جاك.. لماذا...!؟

ادلفت نحو داخل لأسمع صوت عمتي تقول لي ... لقد تأخرتي كثيرا يا نيكتا... قلقنا عليك...

نيكتا.. لا داعي للقلق... سأستريح في غرفتي قليلاً ثم اعود لكما..

في داخلي اشتباكWhere stories live. Discover now