الفصل الثامن عشر

41.1K 2.1K 218
                                    

الفصل الثامن عشر :
جلس باسم على الأريكة و الجميع حوله شاعرين بالغضب من تلك الفتاة التى قلبت حياتهم رأسًا على عقب فما الهدف من فعلتها اليوم لما تريد تشويه صورة ابنهم فعن أى اغتصاب تتحدث فهو لا يستطع إيذاء أى حد ....
ظل سيد يأتى ذهابًا و ايابًا و هو يعنف ابنه و داغر الذى طالما ظهر عليه مشاعره خلال فترة بقائها
-شايف يا محمود شايف بنتك اللى وقفت قصادى و فضلت تزعق فينا كلنا عشان خاطرها بتتهم باسم بايه فكرانا هنصدق كلامها العبيط و لا الاهطل التانى اللى بيطبلها 
ثم نظر تجاه داغر الذى يظهر البرود على محياه و عينيه قاتمة غاضبة رغم برودة ملامحه
-وانت يا استاذ داغر يا اللى كنت هتموت و تجوزها و الحمدلله انه محصلش سمعتها بتتهم صاحبك بايه لا و مش كفاية عملتها السودة لا كمان هربت من البيت
فصاحت فاتن مجيبة اياه تريد إشعال الموقف
-طبعا لازم تهرب كانت فاكرانا هنصدق ملعوبها بس لما كلنا وقفنا ضدها عرفت ان مخططها هى و امها فشل وكان لازم تهرب و متوريناش وشها بنت سحر
رفع باسم راسه من بين يديه متقنًا دوره باحترافية قائلًا بحزن شديد
-انا لحد دلوقتى مصدوم والله و حاسس انه رجلى مش شيلانى مكنتش متوقع فى يوم تتوجهلى تهمة زى دى ربنا يسامحها بقى 
رفع إسلام يديه يربت على كتفيه بحنان و حب اخوى فنظر اليه باسم و ابتسم له ابتسامة لم تصل لعيناه….
نظر سيد الذى لا يزال يتحرك بعشوائية و غضب تجاه هانى قائلًا باستفسار
-البيه ابنك فين يا هانى!!
رمق هانى رائف نظرة سريعة و قال
-مش عارف يا بابا اختفى راح فين
فاماء سيد برأسه متمتًا بسره بوعيد
-لما يجيلى حسابه معايا تقل اوى...
نهض داغر من مكانه و تمتم بهدوء مغادرًا تلك الجلسة يريد الانفراد بنفسه قليلًا
-عن اذنكم
و ما كاد ان يصل امام الباب فصاح سيد بلهجة غليظة
-على فين ان شاء الله و سايبنا
التفتت داغر اليه و قال بهدوء مريب
-داخل الشقة عن إذنك
خرج سريعًا دون ان يترك له فرصة حتى يعترض فاشتعل سيد منه و من حزنه على تلك الفتاة و الذى يحاول ألا يظهره
دلف داغر الى المنزل فدفع المفتاح من يديه على الاريكة و بدأ صدره ان يعلو و يهبط بغضب و احتدت عينيه فهناك نيران بداخله لا يعلم كيف يطفئها !!!فمن ناحية عقله مشغولًا بها يخاف عليها بشدة و لكن كلما يتذكر ما حدث منذ ساعات ينفض خوفه ذلك و لكن خوفه و قلقه عليها يرفض أن يتركه تحرك تجاه المرحاض و فتح الصنبور و غسل وجهه بماء بارد علها تطفئ تلك النيران الملتهبة رفع وجهه و نظر بالمرآه و ما كاد أن يرفع يديه مرة اخرى حتى لفت انتباه ذلك الخاتم الذى يحيط اصبعه بيده اليمنى فأزدادت انفاسه و ظل ينظر بالخاتم متذكرًا كيف اهدته اياه
فلاش باك.......
كان يعمل على تلك السيارة بورشته و أثناء عمله وجد من يربت على كتفيه فالتفت ينظر فتصنم مكانه عندما وجدها امامه و ابتسامتها تزين وجهها و تلك الغمازات على وجنتيها خطفت قلبه و انفاسه فابتلع ريقه مخفضًا نظراته مستغفرًا ربه فابتسمت هى عليه فقال بعدما حمحم مخرجًا صوته المتحشرج
-وجد !! اول مرة تعمليها و تدخلى الورشة
اماءت له و عينيها تجول بالورشة قائلة
-لسة راجعة من الجامعة و جيبالك معايا هدية وكنت هديهالك لما الوقت يبقى مناسب بس و انا معدية من هنا لاحظت انك لوحدك فقلت لازمًا و لابد انى ادهالك دلوقتى اصل انا مؤمنة جدا بمقولة لا تؤجل عمل اليوم الى غد و لا ايه ابن عمى 
ابتسم لها داغر ابتسامة زادته جاذبية جعلتها تشرد بها و لكنها انتبهت لنفسًا سريعًا و اخرجت تلك العلبة الصغيرة زرقاء اللون من حقيبتها
-اتفضل الهدية المتواضعة دى 
تناولها داغر من يديها و سعادته لا تسعه فقال بتساؤل
-هدية ليا انا
اتسعت ابتسامتها و اجابته
-اومال ليا انا !!!
رفع داغر يديه و حك خصلاته الخلفية و بوادر المرح على وجهه فقال و هو ينظر لتلك العلبة 
-طيب افتحها بقى و
قاطعته وجد بسرعة قائلة
-لا لا مش دلوقتى افتحها بعد ما امشى و كلمنى قولى عجبتك و لا لا تمام
اماء لها رافعًا إحدى حاجبيه متمتم
-تمام
-هطلع انا البيت دلوقتى و مستنية تليفونك سلام
قالتها و هى تتحرك من امامة متجهه ناحية البناية
و عقب رحيلها ظل يتطلع على اثرها بحب و نظر لتلك العلبة بين يديه و قام بفتحها فوجد تلك الدبلة الفضية التى اثارت اعجابه كثيرًا فأخرجها من العلبة و قام بارتدائها 
فأخرج هاتفه و قام بمهاتفتها فاجأه صوته مغمغمة بطفولية
-طمنى قولى مقاسك و لا لا 
-لا اطمنى مناسبة جدًا 
قالها بسعادة و رغم من انها صغيرة قليًا و لكنه لم يرد اخبارها فاتسعت ابتسامتها و تمتمت
-طيب الحمدلله خفت تبقى مش مقاسك و لا حاجة انا دلوقتى ارتحت يلا بقى سلام عشان هنام شوية 
-لا اله الا الله
-سيدنا محمد رسول الله
عقب اغلقه معها احتضن الهاتف مكررًا اعطائها دبلتها الذى قام بشرائها لها و لكنه قرر ان يعطيها اياها قبل كتب الكتاب
باك.........
جز على اسنانه و وضع يديه تحت الماء المنساب و ظل يحاول اخراج تلك الدبلة من أصبعه بعصبية وانفعال شديد لا يريد أي شئ يذكره بها و لكن كيف عساه ان ينساها وهي قد تغلغلت بداخله....
___________________________

طغيان قلب (الجزء الاول و الثاني )Where stories live. Discover now