الفصل السابع عشر

39K 2.1K 284
                                    

الفصل السابع عشر
اتسعت حدقتاه وازدادت خفقاته و بدأ صدره يعلو و يهبط من هول ما سمعه فما الذى تهتف به ، فصديق طفولته و مراهقته و شبابه لا يفعل شئ كهذا فهذا من سابع المستحيلات ..... 
اقتربت وجد منه و الدموع لا تزال تهبط على وجنتيها و وضعت يديها المرتجفة على يده تتمنى و تناجى ربها ان يصدقها و يقف بجوارها و الا يجيب آمالها و يكون سندًا لها و يجلب لها حقها فغمغم بنبرة باكية
-داغر انت مش مصدقنى صح !؟
ضيق داغر عينيه و ابعد يديه عنعا و تمتم
-وأنتِ كلامك يتصدق مش كدة
-انا والله العظيم ما بكدب و لا بفترى عليه و الله العظيم هو اللى عمل معايا كدة و كان غصب عنى ضحك عليا يا داغر و اغتصبنى و
قالتها وجد بنبرة سريعة تريده ان يصدقها فقطاعها داغر و هو يهتف بصراخة و حدة متمتمًا من بين اسنانه و عينيه تشع بغضب جحيمى
-متكمليش لانك لو قولتى مش هصدقك باسم صاحبى و اخويا اللى انا اعرفة ميعملش كدة 
امسكها من ذراعيها بعنف قائلًا بغيرة قاتلة ممزوجة بغضب نارى
-اعترفى مين اللى عملها ها سمحتى لمين يلمسك اتكلمى
ارتخت ملامحها بصدمة مما يقوله و رفعت عينيها تنظر له و خيبة الامل ترتسم على وجهها و بحركة مفاجأة منها قامت بدفعة بعيدًا عنها قائلة بخزلان و غضب
-اخرس يا حيوان انت بقولك كان غصب عنى بقولك اغتصبنى انت مبتفهمش عارفة انك مصدوم و مش مستوعب اللى بقوله بس دى الحقيقة 
ثم احتدت عينيها قائلة بألم
-مكنتش اتوقع انك تتهمنى اتهام زى ده هو ده دينك يا استاذ داغر ده بعض الظن اثم 
يا شيخ داغر و لا انا غلطانه
قال داغر بقسوة و الدموع بعينيه
-مش باسم اللى يعمل كدة انتى سامعة 
ثم صمت قليلًا يحاول ان يستجمع قوته التى تنهار فصاح بغضب و صوت هالى جعل محمود و إسلام و فاتن يدلفون اليهم
-انتى ازاى تحكيلى حاجة زى دى قبل كتب كتابنا مقولتيش من بدرى ليه !!!!
دلف محمود الى الغرفة مقتربًا منهم قائلًا بدهشة و هو يرمق داغر و وجد بنظراته
-فى ايه يا داغر بتزعق كدة ليه
تفادى داغر النظر اليه و اولاه ظهره و رفع يديه يزيح تلك الدموع التى تحررت
فاندهش محمود من صمته هذا فالتفت لوجد الباكية ينظر اليها محاوطًا ذراعيها
-فى ايه يا وجد انتوا اتخانقتوا و لا ايه !!!
صمتت وجد و ظلت عينيها تتابعه فرد فعله يوحى بما سيفعله فهى قد ظنت انه يحبها عن حق و سيكون ظهرًا و سندًا لها 
فصرح محمود بهم
-حد يرد فى ايه ، ايه اللى حصل
التفت داغر اليه رافعًا يديه يحك انفه و عينيه حمراء بلون الدم
-أسئلها قالتلى ايه يا عمى !؟
اقترب اسلام منها شاعرًا بالام لبكاءها و حالتها تلك فقال محمود و هو ينظر لوجد
-ايه اللى حصل يا وجد
و اخيرا تحدتث وجد و قالت موجهه حديثها لداغر
-مع الاسف يا داغر كنت فهماك غلط و افتكرتك ممكن تبقى سند و حيطة ممكن استند عليهم بس مع الاسف طلعت غلطانة صم نظرت تجاه والداها و قالت بصرامة
-لو سمحت يا بابا كلم باسم و حسام و سيد بيه و عمامى و كل العيلة لازم كلكم تسمعونى و تعرفوا الحقيقة و ياريت تقوله يفضل هو كمان انا هدخل اوضتى و اول ما يجمعوا نادونى.....
عقب انهاء حديثها غادرت متجهه الى غرفتها مغلقة الباب خلفها مستندة بظهرها تبكى كما لم تبكى من قبل تلوم نفسها على تعلقها به و عشقها له و لكن قلبها ليس بيديها حتى تتحكم به فلو الامر يعود إليها ما كانت وقعت بعشقه ،ارتفعت شهقاتها فرفعت يديها تكتم تلك الشهقات لا تريد أن يصل صوتها خارج صوتها فنهضت من مكانها و تحاملت على قدميها و وقفت أمام المرآة تزيح دموعها التى لا تتوقف فكلما ازاحتها تتجمع مرة اخرى بعينيها ترفض ان تتوقف ،فتحركت من امام المرآه و اتجهت ناحية فراشها و مددت عليه و اغمضت عينيها تريد الهروب من واقعها و سريعًا ما ذهبت بسبات عميق......
بعد مرور بعض الوقت
دلف والداها الى غرفتها بعدما حاول مع داغر كثيرًا و لكنه لم يجيبه سوى بالصمت و لال مرة يرى داغر بتلك الحالة مما جعل القلق ينهش قلبه فهل من المعقل أن يكون قد حدث شئ و سيلغى زواج ابنته منه أم ما الذى حدث فالأمر على ما يبدو شديد الخطورة
اقترب محمود من وجد و الدهشة تعترية من نومها فقامت بتحريكها بحركة بسيطة ففتحت جفونها ناظرة اليه بعيون حمراء و نظرة باردة فقال بهدوء
-العيلة كلها بره 
اعتدلت وجد و نهضت من على الفراش و نظرات محمود تتحفصها فها هي قد عادت وجد التى كانت عليها فنظراتها و ملامحها توحي بذلك فهتف بقلق قبل أن تتجه ناحية الباب
-فى ايه ياوجد !!
-باسم برة !؟
قالتها ببرود وحدة فعقد محمود حاجبية و قال بهدوء
-ايوا كلهم برة
لم تجيبه و اقتربت من الباب و فتحته و خرجت منه و دلفت حجرة الصالون و محمود خلفها....
رفع الجميع عينيهم ينظرون إليها بدهشة عدا داغر الذى عرقه بارزًا يحرك قدمية بغضب و باسم الذى بدأ الخوف يتسلل إلى قلبه خاصة بعدما رآها ورأى حالتها تلك فابتلع لعابه و كانت والدته حالتها لا تقل او تختلف عنه ام سيد فكانت هناك ابتسامة خبيثة على وجهه لا يعلم ما الذى تريده و لكنه سعيد بما علمه عنها و عن والدتها سحر.......
أما حسام فكان ايضًا فى حيرة من آمره
فاقتربت وجد و عينيها تتفحص كل منهم على حدى فدلف محمود من خلفها و اقترب منها و هو يهتف بقلق
-وجد حبيبتى انتى كويس
و ما لبث ان يقترب منها حتى يحتضنها حتى عنفته صارخة به 
-متقربليش خليك بعيد
هنا و تبادل الجميع نظراتهم من صراخها الغير مبرر بالنسبة له فنهض حسام من مكانة و اقترب منها و قال بنبرة علمتها و فهمتها وجد
-وجد ممكن 
و ما كاد ان يقترب هو الاخر حتى صرخت به هو الآخر و هى تنظر له 
-خليك مكانك يا حسام 
ابتلع حسام ريقه و رفع يديه يمسح على وجهه فالان الشكوك تساوره
فصاحت وجد و هى تتحدث بقسوة
-دلوقتى انا جمعتكم كلكم عشان تعرفوا ايه اللى حصل لى قبل ما اجيلكم هنا 
و اوعوا تفتكروا انى مستنيه منكم انكم تصدقونى البنى ادم الوحيد اللى كنت فكراه هيصدق مصدقش فتصدقوا أو متصدقوش دى ترجعلكم بس انا هقول و هكلم وجد مش هتسكت بعد كدة انتوا سامعين
عقد محمود حاجبيه بدهشة فأكملت وجد بقوة لا تعرف من أين أتتها
-حضراتكم مربين ذئب بشرى وسطيكم ربتوه و كبرتوه عشان فى الاخر هيعتدى على بنات الناس ، اللى وثقوا فيه ، كانوا فاكرينه راجل و هو مع الأسف ميسواش فى سوق الرجالة بتلاتة تعريفة 
صاحت سعاد بدهشة
-مين ده يا بنتى اللى بتكلمنى عنه احنا ولادنا كلهم متربين و 
-لو سمحتى محدش يقاطعني 
قالتها و هى تنظر لسعاد فأخذت شهيقًا طويلًا و التفتت تنظر لمحمود قائلة بقوة 
-دلوقتى حضرتك اول ما جيت هنا مكنتش متقبل وجودى و مكنتش مصدق انى بنتك بس بعد النتيجة ما طلعت اتاكدت انى بنتك و منكرش ساعتها انى شوفت منك حنية كان نفسى فيها من زمان بس حنيتك دى مش كفاية انها ترجعلى حقى يا بابا 
تأثر محمود كثيرًا و كذلك الجميع عدا تلك الشياطين ...
فاقترب محمود و أحاط وجهها بحذر
-فى ايه ياوجد
امسكت وجد يديه قائلة 
-فى ان جوز بنتك المصون اللى ربيته طول السنين دى كلها و خدك منى مخدكش انت بس و مخدش عيلتى ده خد شرفى كمان يا بابا 
جحظت عين الجميع و نظروا تجاه باسم بعدم تصديق
فرفعت وجد يديها مشيرة اليه
-باسم السيوفى يا بابا ابن مراتك المحترمة المصونة اغتصبنى من ٧ شهور بس و جدى المحترم هو و فاتن هانم عارفين و ساكتين
صدم داغر و نظر لجده و فاتن 
فنهضت الاء من مكانها صارخة بها بعنف
-انتى بتقولى ايه يا بت انتى باسم جوزى مستحيل يعمل كدة باسم بيحبنى باسم مبيرفعش عينه فى واحدة قعد يحبنى سنين وعمره مافكر يلمس ايدى فمتجيش عيلة هبلة زيك فاكرة انك هتلبسى جوزى عملتك السودة روحى شوفى غلطى مع مين
صرخت بها بصراخ مماثل
-لو فكراه بيحبك تبقى هبلة و لو مفكراه مبيبصش على ستات تبقى عبيطة لا مش انتى بس ده كلكم دخل عليكم الدور اللى هو رسمه
ثم نظر لباسم الذي بدأ يتصبب عرقًا 
-و لا ايه يا شيخ باسم شقة اسكندرية تشهد.....
هنا و اقترب منها سيد و ما كاد يرفع يده حتى يصفعها فما كان منها الا ان امسكت يديه صارخة به بقسوة
-اوعى عقلك يوزك و تفكر تعملها تانى مش عشان هما بيحترموك تبقى فاكر انى احترمك مع انك متستاهلش الاحترام ده .....
و هنا و جاءت لها الصفعة من آخر شخص تتوقعه و الذى لم يكن سوى محمود و هو يصرخ بها
-اخرسى بقى....
وضعت وجد يديها على وجهها فصرخ حسام بتلك المرة
-وجد بتقول الحقيقة يا عمى باسم ده واحد قذر أنا شوفته بعنيه فى شرم و هما سهران مع واحدة اجنبية و طلعوا اوضتها و مكلمتش عشان محدش هيصدقنى بس خلاص دلوقتى جه الوقت عشان كل عمايله الو** تنكشف
نهض باسم من مكانه و قال بصدمة مصطنعة
-انا بجد حقيقى مصدوم مش مصدق اللى بسمعه انا دلوقتى بتمنى الارض تنشق و تبلعنى معقول انا اعمل كده انا مبعرفش ارفع عينى فى واحدة اقوم اعمل كدة لا حقيقى مش مصدق
كانت وجد تنظر بكره و عقب انهاء حديثه لم تستطع تمالك نفسها فصاحب بصراخ
-وحياة امك اومال مين اللى كان قاعد فى الشقة اللى قصادى انا و انجي و ضحك على انجى بكلمتين و هددتها بالصور اللى عندك عشان تنفذ اللى انت عايزة يا واطى مين ها خيالك و مين اللى داخلى الاوضة دى و حاول معايا مرة تانية مش انت برضه
-رفع باسم حاجبيه بدهشة و صدمة زائفة 
-حقيقى انا مش مصدق اللى بسمعة بقى بتتهمينى بده كله انا اعمل كدة
اغتاظت وجد من بروده و ظلت تنظر و تبحث عن شئ ما فوجدت تلك المزهرية فتناولتها بين يديها و اقتربت منه تريد ضربه ولكن وقف أمامها إسلام و داغر بنفس الوقت يمنعاها عن فعلتها و اسلام ينظر لها نظرة مماثلة لنظرة داغر فصاح داغر بها
-كفاية بقى زودتيها اوى و احنا ساكتين من بدرى
ثم نظر لعمه و قال بلهجة حادة أوجعتها كثيرًا 
-عمى يا ريت تشوف بنتك بتقول ايه !!!!
و تشوف مين اللى عمل كدة ....
رفعت عينيها تنظر بقسوة فقال سيد من خلفها
-متوقعين ايه من بنت سحر ، من بنت اتربت ١٨ سنة فى بيت دعارة و الرجالة داخلين و خارجين عليهم.....
أغمضت وجد عينيها بألم و هناك نغزات فى صدرها و مرارة بحلقها فاستدارت لوالدها مقتربة منه واقفة فى قبالته فنظر لها بغضب فقالت بتحدى و عند
-بما انك ابويا و اسمك موجود ورا اسمى فى البطاقة فأنا طالبة منك تجيبلى حقى من الحيوان ده يلا ورينى هتعمل ايه و هتجيب لبنتك حقها ازاى يلا و اوعى يا بابا تقولى انك مش مصدقنى انت لازم تصدقني لو هما مصدقونيش فأنت غير انت لازم تصدق عشان انا بنتك يلا يا بابا يلا جيبلى حقى و اشفيلى غليلي منه....
جز محمود على اسنانة لا يصدق كل ما تفوهت به فاقتربت فاتن و آلاء منه و هم يصرخون بها
-انتى مجنونة اكيد عمى كان معاه حق يا محمود دى اكيد سحر اللي مسلطاها علينا عايزة تخرب لنا حياتنا و تبوظ اللى عمى عمله باسم ابنى مستحيل يعمل كده ده انت اللى مربيه يا محمود معقول تصدق كدة على ابنك تربية ايدك و تصدق بيت سحر
اماءت له آلاء و هى تهتف
-اوعى يا بابا الشويتين دول ياثروا فيك ارجوك باسم استحالة يقدر يعمل كدة 
و هنا كانت الصدمة لوجد عندما اقترب اسلام و صاح و هو ينظر له بكره و بغض
-ايوة يا بابا باسم اخويا مستحيل يعمل كده
شعرت وجد بدوار شديد فكل شيء ينهار حولها اخبرتهم ان تصديقهم لها لا يهمها و لكنها كذبت فهى تريد ان يصدقوها و كثيرًا فاقتربت من حسام و جذبته من يديه بعنف و قالت بغضب
-باسم اخوك و انا مش اختك صح !!!
ثم نظرت لوالدها 
-باسم تربيتك و ابنك و انا لا كلهم تربيتك و انا لا مش كدة 
اماءت لهم و هى تنظر لهم بصدمة شديدة و خذلان و خزى ليس بجديد عليها و لكنه كان شديد تلك المرة فتحركت من الغرفة تنوى مغادرتها و دموعها تتجمع بعينيها مرة اخرى و قبل خروجها التفتت تنظر لباسم بتوعد يليه داغر الذى كان الغضب بادى عليه و كذلك اسلام والدها نظرت على عدوها و بعده كل من خذلوها اما حسام فكان ينظر لهم بصدمة فكان يتوقع ان يصدقوها خاصة بعد انهيارها ذلك و لكن ما فعلوه صدمه كثيرًا و عقب خروجها اقترب من باسم و ظل يصفق له بسخرية لاذعة
-لا برافو حقيقى برافو 
ثم نظر لهم جميعًا هاتفًا بغضب
-خليكم مخدوعين فيه كدة كتير بكرة تندموا……
_______________________________

دلف وجد الى غرفتها بعنف و دموعها تتحرر على وجنتيها فاقتربت من الخزانة الخاصة بها و اخرجت حقيبتها و جمعت اغراضها بعشوائية و إهمال شديد و أغلقت الحقيبة بعنف و انزلتها من على الفراش و اقتربت من الباب و رفعت يديها و زاحت دموعها بعنف و فتحت الباب و خرجت من غرفتها متجهه ناحية باب المنزل و غادرته دافعة الباب خلفها خارجة من تلك البناية و هى تسير بخطوات سريعة غاضبة متوعدة تقسم بينها و بين نفسها بانها ستنتقم من ذلك الحقير و ستجعله يدفع الثمن و غاليًا أما هؤلاء فستجعلهم يندمون على تخليهم عنها وخاصة والدها و إسلام و داغر…….
استقلت احدى سيارات الاجرة وهى تعلم جيدًا ما الذى ستفعله و ما هى خطواتها القادمة
فالتفت السائق ينظر اليها بتساؤل
-على فين ان شاء الله
-الموقف 
هتفت بذلك وهي تنظر إلى الطريق الذي بدأ يسير فيه مغمضة عينيها 
و كل ما حدث منذ قليل يعاد أمامها مرة أخرى ففتحت عينيها لا تريد تذكر اى شئ او التفكير بشى الآن سوى ذلك الحقير
هتف السائق بعد أن وصل أمام وجهتها
-حضرتك هتنزلي هنا
هتفت وجد بنفي 
-لا ممكن تدخلني جوه عند العربيات اللي هتودي إسكندرية  
هز السائق رأسه بإيجاب
- تمام 
وصل السائق إلى وجهتها .. فتحت مقود الباب بعد أن دفعت له الحساب ولكنها توقفت عندما هاتفها بنصيحة فكان يرى حالها من النافذة وتلك الدموع التي تنزل بغزارة من عينيها ..
-بصي يا بنتي أنا شايف إنك زعلانه ومجروحة .. بلاش تزعلي نفسك على حاجة .. وخصوصًا لو الشخص مقدركيش.. الجرح هيلم مع الوقت .. بس بلاش تخسري نفسك عشان ميستهلش .. خلي بالك من نفسك .. وربنا يسعدك يارب ويفك كربك يابنتي
حاولت وجد رسم إبتسامة على وجهها له حتى ابتسمت بصدق .. معه حق فيما قال .. لا يستحق أحد حزنها ..
-تسلم يا عمو .. وشكرًا على الدعوة ...
_______________________________

أما داخل المنزل فالتفت سلامة الى شقيقة و هو يهتف
-ايه صوت الباب ده
فصاح سيد بتعنيف
-ده وقت باب يا سلامة و بعدين اكيد حسام هيكون مين يعنى ..
ثم التفت الى محمود
-محمود بنتك لازم تلاقى اللى يوقفها عند حدها هى و امها و تعرف منها مين اللى عمل فيها كدة
ثم التفتت لداغر و قال بقسوة
-وكتب الكتاب بتاع بكرة يتلغى مش داغر اللى يجوز واحدة معيوبة و حذارى تتطلع من البيت و تدوها وش انتوا سامعين
ثم قال بقسوة 
-فين مفتاح اوضتها 
اجابته فاتن قائلة
-تعالى يا عمى انا هجبهولك
و تحركا معا خارج الغرفة 
فتحرك محمود و جلس على الاريكة واضعًا راسه بين يديه فنهض سلامة وهانى من مكانهم و اقتربوا منه يريدون التهوين عليه 
فتبادل كل من عدى و رائف النظرات و هم يرون حالة داغر التى لا تسر عدو ولا حبيب….
و ما كادوا ان يقتربون منه حتى صرخت فاتن بصوت جهورى
-الحق يا محمود بنتك هربت…….
_______________________________

وصلت وجد اما ذلك القصر فظلت تتطلع عليه بعيون زائغة تائهة فتنهدت وما كادت تتحرك لتستاذن من ذلك البواب للدلوف إلى ذلك القصر حتى وجدت تلك السيارة تقف امامها و يهبط منها بطلته الجذابة و جاذبيته الطاغية و الصدمة على وجهه فأغلق باب السيارة و هو يقترب منها و ابتسامته ترتسم على وجهه هاتفًا بعدم تصديق
-وجد !!
اماءت له وجد قائلة بقوة لا تليق بانثى سواها
-ايوة وجد و جتلك لحد عندك يا مجدى و عايزاك تقف معاها و تساعدها
اقترب منها مجدى بلهفه و السعادة تلتمع بعينيه و قال
-اطلبى عيونى يا وجد وانا ادهوملك 
تنهدت وجد و قالت بتلقائية
-و انا مش عايزة عيونك يا مجدى انا عايزاك تجبلى حقى من باسم السيوفى عايزة الكل يعرف حقيقته و يعرف اللى عمله فيا و يعرفوا قد ايه هو قذر…...
           🌸___يتبع___🌸
بقلمى : فاطمة محمد

طغيان قلب (الجزء الاول و الثاني )Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz