الحلقه الثانيه والعشرون

3.9K 118 3
                                    

لم يستطع رائف إغماض جفن له بسبب صرخات عظيمه فحتى بعد ان إنتهى راشد من ضربها وعلمت أن شهد تتمتع بليله رائعه بصحبة جاسر ف الخارج كادت تُجن وظلت تصرخ بغيظ
فخرج رائف إلى شرفة غرفته عل رأسه يهدأ من صداع صراخها حيث تفاجئ بساحرته الجميله تقف شارده فى الحديقه فظل يتأملها طويلا وهو خائف من التحدث لها حتى لا ترتعب مجددا لكن سرعان ما إستجمع شجاعته ونزل راكضا لها ولكنه لم يلحق بها فقد غادرت فضرب الأرض بقدمه بغيظ بينما صعدت هند إلى غرفتها وحين ذهبت لتغلق باب شرفتها رأته فجذبت الباب ولم تغلقه وظلت تقف خلفه تراقبه من بعيد حتى دخل فتنهدت بحزن وأغلقت الباب
تعددت الصدف التى جمعت بين رائف وهند دون أن يتعارفا فكانت تخشاه كما أنها متزوجه وهو يجاهد ليقنعها أن تستمع له
إنشغل الجميع ومن بينهم ياسين فيما حدث وبعدها فى إستقبال الزيارات والمهنئين وغفل عن رائف والفتاه التى تحدث عنها ولم يستطع رائف طلب مساعدته مجدداً منعا للحرج فقد ظن أنه كان يعرض مساعدته من قبيل المجامله ورائف ليس ممن يطلبون الأمر مرتين
مر إسبوع وبعد أن إنتهت الزيارات قرر جاسر وشهد السفر لرحلة شهر العسل وفى الليله السابقه لسفرهما أرادا توديع الجمير لأنهما سيسافرا فجرا ولا يريدا إزعاج احد باكرا
ودعت عائلة الشهاوى العروسان وغادروا ثم ظلا جاسر وشهد يتسامران مع باقية أهل المنزل وحين وجدها رائف بين الموجودين تهلل وجهه ووجدها فرصته ليحادثها وإتجه نحوها ليجلس بجوارها لكن عظيمه جلست بجوارها فتجهم وجهه وزفر بضيق ثم جلس بجوار ياسين وعيناه لم تبارح وجهها لحظه ولاحظ خجلها منه ونظراتها المختطفه له
كانت سهره رائعه لكن الجد لا يتحمل السهر لذا ذهب للنوم كذلك جابر وزوجته فهو معتاد على النوم والإستيقاظ المبكر وراشد كذلك
كان الجميع يتحاور فى أمورٍ شتى ولم يستمع لأى منها
وحين وجهت شهد حديثها إلى هند وجدها شارده غير منتبهه فنادتها بصوتٍ عالٍ : هند هوووى روحتى فين الظاهر اللى بالى بالك وحشك إلا هو فين صحيح
أنبهتها كلماتها لواقعها المرير فهى زوجه لا يحق لها النظر لآخر مهما كانت الأسباب فإبتسمت بمراره : ف داره ياخيتى مشى بعد الفرح وأنى اللى ضلتنى إهنه ميصوحش برضيك أمشى جبل السبوع وأهو أسلم عليكم جبل ما تسافروا وإن شاء الله تعاودوا بالسلامه
إبتسمت لها شهد ثم تابعت حديثها مع الأخرين بينما تنهدت بحزن وإستدارت تنظر له فوجدته مقتضب الجبين عيناه غاضبه حزينه
لم يُصَدِق عيناه وهو ينظر إليها وهمس بصوت غير مسموع : إنتى هند
قرأت ما قالته شفتاه وأومأت برأسها فأغمض عيناه بألم فلاحظه ياسين : مالك يا رائف
نهض رائف بغضب : مفيش أنا مروح
بينما شحب وجه هند حينما علمت من هو ودق قلبها بعنف وهى تنظر إليه بإشتياق تتأمله بقلبٍ منكسر
نظر له ياسين بإستغراب : مروح فين ياجدع
صر على أسنانه بغضب وعيناه ترتكز عليها : مسافر
نهره ياسين بغضب : دلوقتى إنت اتجننت
سأله جاسر بشك : ليه يا رائف حد زعلك
ثم نظر إلى هند بغضب
فتنهدت بخيبة أمل ثم تحدثت ولأول مره بلا إهتمام لأحد : استنى يابيه أنى اللى همشى
إعترض ياسين بغضب : تمشى فين الساعه دى إنتى كمان
فأجابته بحسره وهى تنظر إلى رائف : مهو ميصحوش واد البهوات يجعد مع العبيد فى دار واحده
تمتم ياسين بصدمه : عبيد
بينما إنفعل جاسر : قصدك إيه
صر رائف أسنانه بغضب لظنه أنها تطبعت بطبع والدتها : تقصدى إيه بالعبيد
أجابته بإنكسار : بجصدنى أنى يابيه
إستنكر جاسر حديثها : إنتى اتجننتى ولا إيه
فنظرت له بحسره : ليه ياواد ابوى مش دى الحجيجه انتو تأمروا والعبد اللى اشترتوه ينفذ من غير حس ولا خبر واما تزعلو من بعضيكم تحاسبونى أنى سوى ليا دخل ولا ملياشى
جميعهم نظرو إلى بعضهم بخزى بينما صاحت عظيمه بها: بت يا هند على أوضتك
أنكست رأسها بخنوع : أمرك
بينما أسرع جاسر فى الإمساك بيدها : استنى يا هند
فإستدارت تنظر له بعينان تستغيثان : تؤمر بحاجه
إبتسم بهدوء : هند إنتى أختى
ضحكت بجانب فمها بسخريه مريره : إسما بس ياسى الضاكتور بالاذن
لم يتحمل رائف رؤيتها هكذا : هند
فإنفعلت عظيمه بغضب : ملاكش صالح ببتى وعشان تتبط وتُجعد هند اتجوزت
نزل النبأ على رأسه كالصاعقه فلم يكن يسأل عنها ولم يأتى أحدهم على ذكر الأمر لقد ضاع أمله نهائيا
بينما نظرت لها هند بكره : اطمنى حتى لو متجوزتش برضيك مليجيش بيه إيش جاب واد المدارس المِتعَلم المتنور تربية البندر وبلاد الخواجات لواحده معتفكش الخط أمها سحباها وراها كيه البجره وأبوها اللى مجدرش على أمها رماها لغريب عيجولو جوزها حتى من غير ما يعمل بشرع ربونا ويسألها موافجه عالراميه دى ولا له اطمنى جوى حجدك طالنى من وأنى زغيره من يوم ما وعيت عالدنيا وعرفت إن اللى زيى يعيش مطاطى راسه لحد ما ياجى يومه ويجابل رب كريم بالاذن يا بهوات
كلماتها كانت كالسيوف تقطع اوصال قلبوهم ماعدا عظيمه التى لا تهتم سوا لنفسها فقط
صعدت هند إلى غرفتها تجمع أشيائها لتعود فى الصباح إلى منزل المدعو زوجها قبل أن يستيقظو فليس لها طاقة برؤية أى منهم
بينما ذهب كل واحد إلى غرفته بصمت حزين وكل منهم يتذكر حديثها ويتذكر معاملته لها ويعتاب نفسه وكان رائف أكثرهم فكيف يدعى قلبه أنه يعشقها وهو حتى لم يفكر بما حل بها لم ينتبه لنظراتها الخائفه الحزينه لم يلاحظ أن الجميع إهتم به وبعائلته حينما أشاعت عظيمه عنه كذبا والجميع غضب من أجله وعاتبوها مع أنها لم يكن لها يد بالأمر وما قتله حقا أنها تزوجت وتبدو معذبه تعانى يبدو أن من تزوجها أكمل مسيرتهم فى تعذيبها فقرر أن يراها فى الصباح لابد أن يتحدث معها مهما كلفه الأمر فهذه فرصته الوحيده

جنون العشاق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن