الحلقه السابعة عشر

4K 123 10
                                    

سمعت شهد الحديث ولم تصدق أذناها فوالدها وقف فى صفها من تلقاء نفسه وأفسد مخطط كوثر فى جعلها تتلقى ضربا مبرحا لتفرغ حقدها بها
إقتربت منه بحذر تلقى السلام وتقبل يده فتفاجأت به يمسح على رأسها بحنو : صباحك هنا يازينة البنات
لم تصدق ماقاله لقد مدحها لأول مره بحياته ما زاد صدمتها حين إبتسم فى وجهها وأخرج مبلغا كبيرا من حافظة نقوده وأعطاه لها: خدى إشتريلك فطور زين عتشتغلى وتتعبى كتير يابتى وبت المحروج اللى تحت دى معيطلعش من تحت يدها لُجمه زينه
نظرت إلى عز فوجدته متعجبا فنظرت إلى والدتها فوجدتها شارده فى وجه أباها فعادت النظر له ولا تعلم ماذا تفعل فأومأ لها عزت فأخذت المال ولم تستطع منع نفسها من إحتضانه ولكن ما فاجأها حقا أنه بادلها بقوه
وغادرت إلى عملها تدندن بسعاده وما أسعدها أكثر حينما رأت هديه تضحك بصوت مكتوم فنظرت إلى ما تنظر إليه هديه فوجدت كوثر تسب وتلعن وهى تطهو فاجعةً ما تدعى أنها طعاما
خرجت من المنزل وذهبت إلى عملها وجلست إلى مكتبها شارده وإبتسامه بلهاء تعلو وجهها لا تصدق ما حدث وتذكرت ما حدث ذات مره حينما بدأ صباحها بنفس الشجار لنفس السبب وإستطاعت والدتها بمساعدة رحمه تهريبها لتذهب إلى عملها قبل أن يراها والدها حيث ركضت خارج المنزل قبل أن يراها ويسمعها حديثه المسموم حتى صدمتها سياره اثناء التفاتها وهيا تركض عبر الطريق ولكن لحسن حظها لم يكن السائق مسرعا ولم يكن السائق سوى جاسر الذى تفاجئ بها حين خرج من سيارته ليرى من تكون : شهد
صرخت متأثره بسقوطها على الأرض : اااااه
ثم نظرت نحوه بتفاجؤ : إيه دا دكتور جاسر
ضرب كفيه ببعضهما : لاحول ولا قوه الا بالله دا إنتى ولا اللى مكتوبالى فى روشته نخبط ف بعض كل شويه
ثم مد يده ليساعدها تنهض فرفضت ونهضت سريعا فسحب يده بحرج ثم عرض عليها أن يوصلها فأجابته سريعا : لأ شكرا
- يا بنتى بدل ما تخبطى فى حد تانى ونلمك أشلاء
إستنكرت تعليقه : يا باى بعد الشر عليا
تنهد بضيق وأشار لها بالركوب معه : طب اتفضلى
أصرت على الرفض : لأ بالاذن
وأسرعت بالهروب وهيا تتلفت للتأكد أن لا أحد رآها تقف معه بينما لحق بها بسيارته يحاول إقناعها لكنها رفضت بشده وحينما أصر لطمت وجهها وهيا تترجاه أن يرحل وكأنه لا يعرفها فتجهم وجهه وغضب بشده من انفعالها الزائد وظنها السوء به فإبتعد
ظنته سيقاطعها لكن لم يحدث وعلمت السبب من رقيه فقد أخبرها بما حدث فأوضحت له السبب ألا وهو خوفها من أباها
أفاقت من شرودها على ضحكات رقيه وأحلام اللتان تتغمزان عليها لظنهما أنها هائمه فى عشق جاسر لكنها لم تعقب وإدعت الإنشغال
________________

مر يومان والجميع يتجنب رحمه وبالطبع لم يمر الأمر على كوثر وكأنها وقعت على كنز حينما لاحظت ابتعاد الجميع عن رحمه فقد نجحت خطتها وغباء رحمه ساعدها أكثر مما توقعت
بدأت فى ازعاجها بشده بكافه الطرق فهيا تكرهها لأنها تملك جمال لم تحظى به يوما كذلك وحب الجميع لها

جلست رحمه فى الحديقه شارده الذهن بعيون باكيه تملؤها الحسره والندم وتتمنى لو يعود الزمن لتمنع ما حدث
حينما عاد من عمله وجدها هكذا لم يستطع أن يتجاهلها كعادته فى الأونه الأخيره فجلس بجوارها ناظرا أمامه متسائلا بإقتضاب : مالك؟
نظرت إليه بهدم تصديق : عز ؟!!!
فأجابها ساخراً: لأ خياله
فأنكست رأسها بخزى : أنا أسفه
- على إيه
- على كل اللى عملته وقولته
- حصل خير الواحد ساعه الغضب بيطلع اللى مخبيه
نظرت إليه بحزن : قصدك إيه؟
فأجابها بجديه ولازال ينظر أمامه : قصدى انها كانت فرصتك عشان تظهرى كرهك لينا واديكى ارتاحتى خالص وقريب أوى هترتاحى أكتر
- هه
تابع قائلا : اما اتجوز هخد أمى وشهد وسيبنهالك تتأمرى فيها براحتك
غاص قلبها فى الألم : إيه
بينما وقف دون حتى أن يحاول رؤية وجهها وهى تحدثه ولو للحظه : ابقى بلغى والدك انه مناسب
فوقفت بصعوبه وسألته: هو إيه ده؟
أجابها بجمود : عريسك
إتسعت عيناها بخوف مييين؟؟😲
أوضح قائلا : واحد اتقدملك وباباكى طلب منى اسأل عليه والجدع طلع إبن حلال وشاريكى ومستواه المادى أحسن منى وعنده الخدم والحشم اللى تقدرى تطلعى عقدك فيهم براحتك ومحدش يلومك ما إنتى هتبقى الملكه هناك عن إذنك يا عروسه
كانت كلماته كسهام ثلجيه حاده تقتلها ببرود فلم تستطع الرد فقط تنهمر سيول الدمع على وجنتيها وإستندت على إحدى الشجرات وهى تتحسر على حالها وما أوصله لها عنادها وغضبها حينها عادت شهد من العمل وحينما رأتها هكذا نسيت غضبها منها وركضت إليها بخوف : رحمه إنتى كويسه؟
فأجابتها بصوت بالكاد يُسمع : آه
- متأكده؟
نظرت لها بندم : إنتى ليه خايفه عليا بعد اللى قولته
فأجابتها بتلقائيه : طبعا إحنا اخوات وبنات عم رغم إنك قليلة الذوق وناقصه بس أنا اصيله ومفوتكيش فى ضيقه
ارتمت بين ذراعيها تبكى بشده :الحقينى ياشهد عز هيتجوز وجاى يقولى انهم هيجوزونى لواحد تانى
هتفت شهد بغيظ : الله أكبر أهو دا اللى كنت عامله حسابه طب اقعدى بقى خلينا نفكر
- هنفكر فى إيه ما هيا اطربقت غلى نفوخى
جذبتها بحده وأجلستها إلى جوارها ونظرت لها بضيق : أنا لحد الساعه دى مش مقتنعه إنتى يطلع منك دا كله
فأجابتها بتلقائيه : البركه فى كوثر الله يحرقها
رفعت حاجبيها بدهشه : إزاى ده؟!!!
- قبل ما بابا يقولى إن عز طلبنى كنت فى المطبخ وسمعتها بتحكى فى التليفون لأختها إن أبوكى أجبر عز يتجوزنى عشان فلوسى وبعدين لما أكون إدبست فى عيل ولا هو يعرف ياخد كل اللى حيلتى هيتجوز بنت أختها اللى هيتجنن وياخدها
هدرت بها بغيظ : إلاهى تتجننى إنتى وتروحى الموروستان بقى دا كلام حد يصدقه
- أعمل إيه اخوكى ساكت وفجأه يطلبنى وفى نفس اليوم وقبلها بمده كانت بنت أختها بتيجى كتير وتقعد كتير مع عز واللى نيلها أكتر إنه محاولش يفاتحنى الأول راح لبابا على طول كأنه بيتقدم لواحده غريبه مهنش عليه يبل ريقى بكلمه حلوه
أوضحت لها: عشان محوش كله لما تبقى على إسمه خايف عليكى من نفسه انتو فى بيت واحد والشيطان شاطر بس أنا كنت فكراكى اذكى من كده
قضبت جبينها بتساؤل :قصدك ايه؟
- ازاى تصدقى إن عز يعمل كده ولا يبص للقرده بنت أختها من قلة البنات ولا من حبه فى كوثر وعيلتها
- أهو اللى حصل بقى الغضب عمانى وادينى بدفع التمن كل حبايبى باعونى ومش طايقين شكلى وكوثر بتمسح بكرامتى الأرض كل شويه
زوت جانب فمها بغيظ : جربى ياختى شويه من اللى بشوفه عشان تتأدبى
إزداد بكاؤها: إتأدبت والله وتوبه أتنك على حد عمرى بس يسامحونى أنا كدا خسرت كل حاجه وعز راح خلاص
تنهدت بضيق : لأ مرحش روحى صالحيه وأتاسفيله وقوليله إنك بتحبيه قبل خراب مالطه
- طب وماما
- لآ ماما طيبه بكلمتين تكسبيها
- وبابا
- لأ دا بقى معرفش حكم العرق الصعيدى بتاعه طلع وبقى التفاهم معاه مستحيل بس بيتهيألي عز الوحيد اللى يقدر يصلحك عليه
إبتسمت بخجل : طب وانتى ؟
فسألتها بغباء : أنا إيه؟
- مسمحانى
أجابتها بمزاح : أعمل إيه قلبى رهيف يلا عفونا عنك وأهو كله بثوابه
احتضنتها بقوه: ياحبيبتى ياشهد إنتى أحسن أخت فى الدنيا
ربتت على ظهرها بحنو : عارفه ياختى بطلى شنهفه بقى غرقتيلى البلوزه
إبتعدت بحرج : هه هه ح هه حاضر
أخرجت منديلا من حافظتها وأعطته لها وهى تنظر لها بتقزز مصطنع : بطلى بربره بلاش قرف كده هتسدى نفسى عن الأكل وأنا راجعه ميته من الجوع قومى ناكل يلا
رأتها كوثر معها فإغتاظت فشهد ستجعلهم يعودوا لمحبة رحمه وتدليلها وتدمر مخطتها فذهبت تبحث لشهد عن مشكله : مالسه بدرى ياغندوره كنتى دايره فين يامفعصه
أجابتها بهدوء : أنا رجعت فى معادى وكنت قاعده مع رحمه هنا
- آه وأنا هبله بقى وصدقت
- لآ أبدا بس إنتى لمحتينى من شباك المطبخ أول ما جيت ومتابعانا ولما غلبتى ومعرفتيش تسمعى بنقول إيه جيتى تفركشى القعده وتنكدى علينا
رفعت وتيرة صوتها لتجذب إنتباه عزت : إنتى اتهبلتى بتراجعينى فى الكلام طب أنا هقول لأبوكى يجى يشوفله صرفه معاكى
وقفت بهدوء وأمسكت يد رحمه تحثها على النهوض : يلا يا رحمه حكم الهوا هنا يخنق
دلفت إلى الداخل وتركتاها تضرب الأرض غيظا وما جعلها تحترق أكثر حينما وجدت عزت قريب وينظر لها بإحتقار ثم إبتعد ولم تستطع جعله يثور على شهد
_____________

جنون العشاق Where stories live. Discover now