الحلقه العاشره

4.7K 122 4
                                    

بينما فى الداخل كان راشد ينهر عظيمه :عاجبك إكده
فاجابته ببرود : وه ماهى اللى لسانها فالت
- وانتى لسانك إييه؟
فنهرته بحده : جرى إييه انت عتبكتنى
- له بس إكده وكفينا
فسالته بقلق : جصدك إيه؟
فاجابها بتحدى : شيخ البلد كان كلمنى وعاوز يناسبنى
ففزعت قائله : وه مين ديه دا كنه إتجن البلد كليتها خابره انها لياسين
فصاح بها غاضبا : جنيتى إياك ياسين اتجوز
- معتعمرش معاه
فعقب جاسر : والبركه فيكى طبعا
بينما صاح راشد فيها : إنتى إما إرتجعتيش عن جنانك ديه الله فى سماه لدوجك حسرتها
إتسعت عيناها وهى تسأله بخوف : جصدك ايه؟
لكن نظرته التحذيريه كانت أكبر جواب لها بينما غفل الجميع عن هند تلك المسكينه البائسه المنسيه وكأنها قطعة حجر يحركناها كما يرغبان دون النظر لها فتسللت من بينهم وذهبت إلى غرفتها تبكى حالها
ولكن صوت ياسين الغاضب جعل الجميع ينتفض ويخرجوا مهرولين حتى فرح التى صعدت إلى غرفتها نزلت تركض وتجمع كل من بالمنزل وهم يقفون غير مستوعبين ما يحدث بينما ركض جابر نحوه يتمتم : خبر إييه؟
فأجابه ياسين بصوت مخيف : أم الخير
إتسعت عيناه بغضب وصك على أسنانه سائلا : مالها؟
أجابه بهدوء مرعب : عاوزك تسجيلى الجنينه بدمها
- من عينيا
فعقب ياسين سريعا : دلوك
أومأ بالموافقه وإستدار فوجدها تركض خارج المنزل حين سمعت ما قيل وعلمت ما سيحدث ولكن جابر كان أسرع منها وأمسك برأسها جارا إياها وهى تصرخ وتستغيث بعظيمه التى حاولت أن تجعل أى منهم يمنعه بلا فائده فركضت إلى ياسين تنهره فرأت عيناه تنذرها بغضبه القاتل فإبتعدت بينما ألقى جابر بأم الخير أرضا ثم توجه إلى غرفته القديمه فعلمت ماذا سيفعل فركضت زاحفه ولكنها لم تستطع الفرار فقد أحضر سوطه وأمسك بها وجرها حتى ألقاها مجددا فى وسط الحديقه على مرأى ومسمع من الجميع وإنهال عليها بالسوط وهى تبكى وتصرخ وتستغيث بلا فائده حتى ركضت فرح تمسك بيداه وهى تصرخ : كفايه حرام عليك انت مش بنى آدم هتموتها
فأجابها بجمود : بعِّدى من إهنه
فرفضت بقوه ثم نظرت إلى ياسين تترجاه : قوله كفايه أرجوك
صك ياسين على أسنانه بغضب ثم أشار بيده إلى جابر بالتوقف ثم وجدها تقترب من أم الخير لتساعدها ولكن أم الخير دفعتها وهى تصرخ بها : بعِّدى عنى بجى بعد ما خلتيه يجطعنى جايه تعملى فيها طيبه بعِّدى يابوز الخراب
فذهب ياسين إليها وأمسك بيدها يساعدها أن تنهض بينما تنظر هى لأم الخير بذهول فأمسك وجهها وأداره لها بهدوء : إنتى كويسه
أجابته بإرتباك مما حدث : أنا أنا كنت بساعدها
تنهد بهدوء ثم أخبرها : فى حاجات كتير متعرفيهاش فأحسنلك متدخليش عشان ما هينوبك إلا التعب والإهانه
زفر جاسر بضيق ثم نظر لوالدته بحده و قال للجميع بصوت واضح : أنا بقول كفايه بقى ونسافر أحسن لو طولنا شويه كمان هنولع فى بعض
فنظر له ياسين مؤكدا: عندك حق كل واحد يحضر شنطه هنسافر الصبح
تنهدت هند بإرتياح لأنها ستتخلص من العريس ولكن إرتياحها لم يدم حينما صاح والدها : جابر شيع لشيخ البلد ياجى هو وولده
فنظرت له عظيمه بغضب فهو سيدمر كل ما تفعله ولكنه لم يبالى بغضبها أو برأى هند فقد قرر ونفذ دون الإعتبار لرأيها أو إحساسها فكل ما يرغب به هو التخلص من البلبله التى تسببها عظيمه بأفعالها بين الناس فسمعته وسمعة عائلته على المحك
لم تجد عظيمه من يجعله يتراجع عن قراره فهى لا أهميه لها لديه وولدها دائما ضدها أما ياسين فيتمنى ليتخلص من أفعالها مع فرح فذهبت إلى والد زوجها علها تستميل قلبه
بحثت عنه ووجدته يجلس فى الحديقه فبعد حديثه مع ياسين لم يود رؤية أحد وخاصه هى لذا حينما وقفت أمامه ترتسم الحزن والطيبه أحس كأن الموت يتربص به فرؤيتها تجعله يشعر بالإعياء
تصنعت الإحترام قائله : أستسمحك ياعمى
نظر لها بضيق :خير يا عظيمه
- يرضيك اللى ولدك عيعمله ديه
- عمل إييه عاد
- عاوز يجوز البت لإبن شيخ البلد
يعلم نيتها السيئه وسبب رفضها لهذه الزيجه فتصنع التعجب متسائلاء : وه وانتى عاوزاها تبور ولا اييه
أجابته سريعا : له مجصديش بس يشوفلها جوازه زينه
فتسائل بمكر : وجوزتها من إبن شيخ البلد عفشه فى اييه
لم تجد جوابا مقنعا فقالت : طمعان فينا
سخر من إجابتها : هه طمعنجى بناله بيت فلسنجى سكنله فيه
قضبت حاجبيها بضيق : جصدك إيه يا عمى
فأجابها بحده : طول عمرك عينك فارغه وميملهاش إلا التراب حاجده وكارهه وناكره الجميل وعتطلعى لغيرك وتاكلى حجه
إستنكرت حديثه : عتجول إيه ياعمى
- عجول إن ولدى اللى علاكى بسكوته لو كسر رجبتك من لول مكنش كل ديه حوصل خاف على هيبته وسط الناس واتبلينا بيكى
شحب وجهها وإتسعت عيناها خوفا مما يقول فهى تعتقد أن لا أحد يعلم بالحقيقه بينما الجميع يعلم بحقيقتها المخزيه فى حين إستكمل حديثه : فكرانى غفلان له يابت أخت الغاليه لجل خاطر بوكى الضغلبان وفضيحته بين الخلج الله فى سماه ماكنتى عتعتبى برجلك إهنه والتمثيليه اللى عِملتيها كانت أى دايه تجدر تكشفها يا يا بت الأصول إحنا غيرك إنتى وأمك خابرين عيالنا زين ونعرف المليح من العفش وهند عتبور ولا عنجوزهاش ياسين معنولهلكيش حتى لو فضحيتنا كلياتنا معنعدهاش تانى يا عظيمه وهملى فرح لحالها
تركها وغادر بينما ظلت هيا واقفه تنظر إليه بحقد فقد أهانها ولم يساعدها فعادت إلى غرفتها غاضبه ولم تجد سوى حليفتها الحقود أم الخير لتساعدها فذهبت إليها وجدتها تتأوه بشده إثر ضرب جابر لها فساعدتها تضمد جراحها وإتفقتا على الإسراع فى التخلص من فرح وكذلك العريس ولكن زوجها كان أسرع منها فلم يمهلها أى فرصه فحينما حضر العريس مع عائلته إتفقو على كل شئ وأحضر المأذون وكتب كتاب هند فتدمرت كافة خطط عظيمه ولكن أم الخير جعلتها تهدأ فسيفعلان كل ما يلزم قبل إتمام الزفاف لدفع ياسين وفرح إلى الطلاق ثم إفساد زيجه هند ليصبح لا مفر من تزويجها من ياسين
فى حين أن صاحبة الشأن تجلس فى غرفتها حزينه شارده لا يهتم بها أحد فقد تناثرت حياتها بين أم طامعه وأب متباهى ولكن ما آلمها أكثر هو صمت جاسر التى ظنت للحظه أنه سيحميها ولكنه إستسلم سريعا تنهدت بيأس ثم وقفت أمام النافذه تنظر للسماء ونجومها الساطعه وتتذكر ذاك الشاب الذى أزهر قلبها بعشقه منذ الصبا ولم تدرك ذلك إلا حينما رحل فقد ظنت أن مشاعرها تجاهه هى مشاعر اخوه وصداقه ولكن طيفه الذى لا يختفى من قلبها وذكراه التى جعلتها تحيا حتى اليوم أكدا لها أنه كان عشقا ضاع ولن يعود

جنون العشاق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن