الحلقه الثانية عشر

4.3K 129 6
                                    

إزدادت وتيرة العمل فى الشركه وعز يتعمد إثقال رحمه بالعمل وهى رغم تفوقها ولكنها مدلله أبيها ليست لها القدره على الأعمال الشاقه لذا كانت تعانى ولكنها تأبى أن تستسلم لكى لا تتشفى بها سكرتيرة عز ولكن بعد أن إنتهى المشروع الهام الذى كانت تنفذه الشركه هدأ الوضع كثيرا وأصبحت الأمور شبه مستقره فقرر عز التقدم إلى خطبتها ولكن قبل ذلك سينهى أمر العمل فقام بنقل السكرتيره إلى عمل آخر بالشركه وتم تعيين رجل مكانها ومع التدريب أصبح أكفأ منها مما جعل كل آمالها تتبخر فى الهواء بينما رحمه سعدت بهذا الخبر كثيرا وقررت ترك العمل فقد أجهدها كثيرا كما أن تلك التى كانت تغار منها أصبحت بعيده ولكن قبل أن يقم عز بأى خطوه تجاه رحمه علمت العائله بما حل بفرح وذهبو جميعا لرؤيتها ومواساتها لكنهم وجدوها صامته لا تجيب أحد ولا تستمع لكلماتهم وكأنها فى عالم آخر وحينما علمو بالسبب الحقيقى خلف موت جنينها وما تعرضت له من إيذاء ومهانه إنفعل عز وعبدالرحمن مطالبين بأخذها ولم يستطع أحد منعها فهى كانت بحاجه ماسه للإبتعاد عن هنا لذا وافق الجد والعم على مضض بينما توسلها ياسين بعيناه أن تظل بجواره ولكن عيناها فارغه لا روح فيها فكيف سترى توسلاته أو حتى ندمه وهل هذا سيعيد لها ما سُرق منها فقد ضاعت فرحتها ولن تعود فغادرت مع عائلتها بصمت
كل ما يحدث كان يُضر بصالح جاسر فصورة العائله أمام عائله شهد تسوء كذلك والدته التى ستشكل عائقا سيمنع شهد من الإقتراب منه فهى ترغب فى التخلص من كوثر لا الوقوع فى براثن من هى ألعن منها
أما عز فقد إلتهى فيما يحدث مع فرح والمشاكل التى حلت بها وأهمل العمل قليلا وحينما عاد وجد تراكم العمل فوق رأسه مما جعله فى إجهاد مستمر حتى ينتهى منه وبرغم وجود كرم إلا أنه لايستطيع إدارة العمل وحده فكلا منهما فى تخصص مختلف
مرت عدة أيام وهو فى دوامه لا تنتهى حتى إستقر الوضع أخيرا بعد عناء فعاد منهك القوى فجلس بأول كرسى رآه وحينها خرجت من المطبخ ووجدته هكذا فأسرعت نحوه لتطمئن عليه : عز انت كويس؟
أجابها بإيمائه خفيفه وعيناه مغمضه
لكنها إزدادت خوفا وهى تسأله : اومال مالك ؟
أجاب بتعب وصوت بالكاد يسمع :خلصااان مش قادر حتى أطلع اوضتى هرتاح خمسه وبعدها هطلع
لم تسأله حتى بل وجدها ترفع ذراعه على كتفها وتحاول رفع جسده وهو لم يكن لديه قدره على الإعتراض فإستسلم لها وظلت تتحامل على نفسها حتى وصلت إلى غرفته وألقت بثقل جسده على الفراش فتأوه بتعب ولكنها من آلام ظهرها إثر مساعدته لم تكن لتبالى ثم وقفت تلتقف أنفاسها ثم عدّلت وضعه على الفراش وخلعت حذائه وجوربه وحلت عدة أزرار من أعلى قميصه حتى يستريح بنومه ودثرته جيدا وهنا قد إنتبهت أنها قريبه منه بشده ووجدتها فرصه لن تُعوض حيث جلست بقربه تتأمله ولم تشعر بالوقت كم مر ولا تدرى أن هناك أعين خبيثه تتابعها وتنتظر مرور الوقت حتى يُقبض عليهما بالجرم المشهود
طرق حاد على الباب وأصوات غاضبه ميزت صوت والدها بوضوح وهو يصيح : افتحوا الباب والله لو طلع صوح لاجطع رجبيكم افتحوا الباب
انتفض عز من منامه وهو ينظر حوله بضياع فوجدها أمامه كالقطه المذعوره فتعجب من وجودها فهو لم يكن واعيا بالكامل حينما ساعدته وما زاده دهشه هى تلك الأصوات الغاضبه بالخارج وهذا الطرق الذى كاد أن يكسر الباب : هو فى إيه مش دى اوضتى
أومات له برعب
فقضب جبينه متعجبا : اومال إنتى بتعملى إيه هنا
أجابته بصوت مرتجف : مش وقت أسئله العيله كلها عالباب هنعمل إيه
رفع عنه الغطاء وهو ينهض من الفراش : هنفتح اوعى
أمسكت يده بلهفه : نفتح إيه صحصح ياعز إحنا فى اوضه نومك لوحدنا والباب مقفول علينا إحنا لو فتحنا هيدبحونا قبل حتى ما ننطق ركز معايا وفكر ف حل بسرعه
فرك جبينه بشده وهو يفكر حتى نظر لها فجأه وإبتسم فقد تذكر أن شهد غرفتها بجواره ولا تنام وشرفتها مغلفه : لقيتها
سالته بلهفه : ايه؟
- تعالى
أمسك معصمها يجرها خلفه وفتح باب الشرفه وهو يشير نحو السور : هتمشى هنا خطوتين بس وتلاقيكى فى اوضة شهد وأنا مش هسيب إيدك إلا لما توصلى وبعد شويه اخرجى واعملى نفسك لسه صاحيه ولما يسألوكى قوليلهم إنك شوفتى كابوس وحش فخوفتى ورحتى لشهد لقتيها نايمه نمتى جنبها وصحيتى على صوت الدوشه تمام
أومأت له بسرعه وهى خائفه : ماشى بس اوعى تسيبنى لانزل زرع بصل تحت
طمئنها قائلا : متخافيش يلا بسرعه
ثوان وأصبحت بغرفة شهد بينما أغلق هو باب شرفته وذهب يفتح باب غرفته وهو يتثائب فدفعه عبدالرحمن وهو يدور يبحث بالغرفه كالمجنون بينما عزت ينظر بغيظ نحو كوثر التى تقف بثقه وإبتسامة نصر ما لبثت أن إنمحت حينما لم يجد عبدالرحمن أحد فجُنت وهى تدور تبحث هنا وهناك وعز يسأل عما يحدث بلا مجيب حتى سمعو صوت رحمه وهى تفرك عينيها وتقف أمام الغرفه تتسائل عما يحدث فركض الجميع إليها يسألونها أين كانت فأجابت بما أخبرها به عز سابقا فبهتت كوثر وقبل أن يتحدث عبدالرحمن وجدو عزت يصفعها بقوه ويقتلع خصلات شعرها بيده وهو يسبها بأبشع الألفاظ ويسحبها إلى غرفتها ثم أغلق الباب خلفه بقوه أيقظت من تبقى من النائمين ولم يُسمع سوى صوت صراخ كوثر من خلف الباب بينما إحتضن عبدالرحمن إبنته ولم يخبرها أى شئ وذهب بها إلى غرفتها دثرها وظل بجوارها حتى نامت وعاد الجميع إلى غرفهم لينامو مستمتعين بصوت كوثر وهى تتألم
(((((((******))))))))
باليوم التالى ذهبت شهد إلى عملها وقابلت أحلام ومعها شاب تعلق ذراعها بذراعه بتملك غريب وحينما رأت شهد إقتربت منها سريعا ونظرت لها بتعالى وأخبرتها بخطبتها وباركت لهما بسعاده جعلت أحلام تستشيط غيظا فقد ظنت أنها ستكيدها ولكنها لم تهتم بل فرحت من أجلها
دلفت شهد إلى داخل المكتب ووجدت رقيه تتناول الفطور فحيتها ثم جلست أمامها تأكل معها وحينما إنتهتا سألتها رقيه : شوفتى أحلام
أجابتها بلا إهتمام : آه وعرفتنى على خطيبها
- هههههه آه عاملينلى فيها روميو وجولييت بس روميو من تحت الربع وجوليت من بير السلم ههههههه اااااه
تحولت ضحكاتها لصياح مفزع جعل شهد تنتفض واقفه وتسألها بقلق : جرى إيه؟
أجابتها بصعوبه وهى تتألم: شكلى هولد اجرى اندهيلى جاسر ومحمد
- حاضرحاضر
ركضت تلهث باحثه عن جاسر حتى وجدته فتعجب سائلا : مالك فى إيه؟
- رقيه بتولد
أردف بإمتعاض : يادى اليوم اللى مش فايت روحى اندهى لمحمد
- حاضر
تعجبت من ردة فعله ولكنها لم تعقب وركضت إلى مكتب محمد تخبره فنهض مسرعا وركض إلى زوجته حيث وجد الممرضه تساعدها فى الجلوس على كرسى متحرك بينما رقيه تصيح غاضبه وجاسر يشاهدها بملل وهو يعقد ذراعيه أمام صدره
ما إن رأت محمد حتى توجه صياحها له وسبابها إليه فتراجع عن لهفته وتأفف بضيق مما تقول : ياحيواااان ياواطى كله منك
تنهد محمد بملل : الصبر يارب
- ياجزمه اااااه أشوف فيك يوم انت السبب
إغتاظ محمد منها فنظر لها بتشفى : أحسن عشان اما أقولك كفايه إتنين تبقى تسمعى الكلام إشربى بقى
جعلها تزداد غضبا وصياحا : حد يناولنى زماره رقبته إبن القديمه ده
عقب على إهانتها بإستهزاء : لأ أمك اللى جديده
نهره جاسر : جرى إيه يا محمد ما تعقل اومال
تأفف محمد : اعقل إيه ياجدع كل مره الفضايح دى هو محدش بيولد إلا هيا ما العنبر مليان حالات وأسوأ منها دى بتدلع
حاولت النهوض وهى تصيح كالمجنونه : هاتوه هاتوهولى هنا ااااه جرب تولد وانت تعرف أنا بدلع ولا لأ
نظر إلى جاسر بضيق : ياعم خلص معاها أنا صدعت
رفع جاسر حاجبيه بذهول : أخلص ايه انت فاكرنى سمسار
بينما صاحت رقيه مجددا : يخلصو عليك بدرى يابعيد
- ياريت حتى اترحم من لسانك
- اااااه هموته هموته ااااه
- اتنيلى واولدى الاول وبعدها هددى
- ااااااه
كل هذا وشهد تتابع بإستغراب ما يحدث فهى لم يسبق لها رؤية رقيه تلد من قبل
وحينما دلفت إلى غرفة الولاده دلف معها جاسر وبرفقته ممرضه ومنع شهد من الدخول مما أثار دهشتها وفجأه تحول محمد من ذلك المستهزئ الغاضب إلى القلق المرتعب يثور من أقل شئ ويصيح فى الجميع ويضرب الحائط بيديه وعيناه ثابته على الباب ينتظر بشق الأنفس
بعد وقت ليس بقليل خرجت الممرضه وهى تبكى تبشره بقدوم مولودته وتعطيها له فقبل جبينها بحب وهو يتسأل عن حال رقيه بلهفه فأجابته الممرضه بغيظ : كويسه كويسه أوى بس قبل ما تديها البت ناولها فرحه لتاكلها
ثم غادرت وهى تسب رقيه وعملها والمشفى بينما تنظر شهد له بفضول فأجابها بلا سؤال : أصل رقيه ساعة الولاده بتطلع غلها فى اللى جنبها والممرضه لسه جديده ومتعرفش
- مش فاهمه
حاول ألا يضحك وهو يخبرها : المسكينه إتهرت عض مشوفتيهاش ماسكه دراعاها ازاى اومال هو جاسر منعك تدخلى معاهم ليه

جنون العشاق Where stories live. Discover now