الحلقه التاسعه

4.4K 123 8
                                    

سبب ما حدث إنزعاج للجميع حتى أن عز أراد إيقاف الأمر ولكن والده وعمه منعاه فإذا منع أحدهم ياسين من تنفيذ ما يريد سيشاع بين الناس أنهم يخفون أمرا ما ونظرا لكون فرح كانت بعيده عن عائلتها منذ زمن فى بلاد غريبه فسيصدق الجميع الأمر كذلك صديقه كرم لأنه رأى صواب رأى عزت وعبدالرحمن فصمت عز على مضض كذلك جاسر حينما حاول أن يصعد ليمنع ياسين حيث منعه والده فهو أكثر ما يخشاه هو أن تهتز صورته أو صورة عائلته أمام الناس لذا لن يسمح لأحد بنشر شائعات عن إبن أخيه وزوجته وبعدما خرج ياسين من الشرفه إلى الرجال ملوحا بتلك القماشه الملطخه بدماء فرح ودوى صوت إطلاق النار وعلت الزغاريد كان كل فرد فى العائله يشعر بالغضب ولكن سيتغاضى الجميع منعا لإشعال المشاكل فلازالت فرح عروس وإذا حدث خلاف وتطلقت مبكرا ستسوء سمعتها وبوجود عظيمه وأم الخير اللتان سيتفننان فى تشويه صورتها وصورة عائلتها لذا سيصمت الجميع
حدوث هذه العاده ليس بجديد عليهم ورغم رفضهم لها إلا أنه إذا ماتم تنفيذها بمعرفه سابقه لم يكن سيعترض أحدهم لكن المفاجأه وخاصه أن أم الخير أشاعت أن ياسين سيفعل ذلك لأنه لا يثق بفرح أو بعائلتها ولكنها المصالح فقط من جعلته يتزوجها تلك الشائعه التى نشرتها بأمر من عظيمه لحفظ ماء الوجه فبهذه الزيجه يعد رافضا لإبنتها وتنفيذ ياسين الفعلى للأمر مس كرامتهم وجعل الجميع ينظر لهم بفوقيه ذلك الإحراج جعل نفوسهم تحمل الغضب مما حدث
ظل جاسر مستيقظ يفكر غاضب فقد تجنبته شهد لأيام عده منذ آخر حديث بينهما ولكنه كان ينتظر الزفاف ليلتقيها والآن بعدما فعله ياسين وشائعة أم الخير لن تنظر فى وجهه حتى فلو كان هناك أملا ضعيفا لتشعر به فقد تبخر الآن وما إن سطع نور الصباح هاتف رائف الذى إستيقظ فزعا إثر صوت الهاتف ونهض يبحث عنه بعيون لا يكاد يستطيع فتحها وأجاب بلهفه : ألو أيوه مين
فاجابه جاسر سريعا : إهدى يا رائف دا أنا جاسر
تنهد بإرتياح ثم تثائب وهو يجلس ويحاول أن يستيقظ : خير أكيد مصيبه
أجابه بضيق : انت بتنجم ولا إيه
تنهد بكسل : مش محتاجه أنا دايما اللى بتصل انت مبتتصلش بيا إلا لما تطربق على دماغك ولما تتصل فى توقيت زى ده تبقى إتقندلت ها إتحفنى بالجديد
تنهد جاسر بتعب ثم قص عليه ماحدث فوجده يهتف بغيظ وقد إختفى النوم من عينيه بعد ما سمعه : أقطع دراعى من لغلوغه إما كانت أمك ورا الحكايه دى
زفر بضيق :أنا شاكك فى كده برضو
أجابه بجديه : شاكك لأ أنا بقى متأكد مع إنى محضرتش بس ياسين كان بيحلم بالليله دى وكان بيتمنى يعمل فرحه هنا وبعدها يسافروا شهر العسل فجأه يغير رأيه بين يوم وليله ويخلى فرحه فى البلد بالطريقه دى أكيد لعبت فى دماغه كالعاده ومش بعيد تكون دبسته فى الحكايه دى
عقب على إستنتاجه : تصدق آه الناس كانت هتمشى وفجأه لقيت أم الخير بتلف على الحريم والرجاله وتبلغهم يستنو
سخر بغيظ : شوفت وأم الشر دى مبتمشيش خطوه من غير أمر أمك والناس عندكم عارفين إن عليتكم بطلت العاده دى من أيام جدك وعيلة الشهاوى كذلك فمحدش كان متوقع ده يحصل والكل كان مروح عادى
قبض يده وهو يطرق بها على حافه الشرفه ويصرخ بصوت مكتوم : ااااه هتشل يا رائف مش ناويه تبطل أذيه فى الخلق بقى
لوى فمه بسخريه : هه متبقاش عظيمه وبعدين إن كنت زعلان على ياسين وفرح فإطمن دورك جاى مهى مش هتعتقك
هتف به غاضبا : يا أخى أنا متصل بيك تهدينى مش تولع دماغى زياده
أردف بضيق : ولو هديتك بكلمتين دا هيغير اللى حصل كده فرح وياسين علاقتهم إدمرت رسمى معتقدش واحده زى فرح تربيه بره وأبوها وأمها كانو متعلمين ودايما رافضين للعادات دى هتعديله عملته الهباب دى بالساهل دا غير أن ياسين ساعات بيتغابى ومبيعرفش يعبر صح وممكن تفتكر إنه عمل كده لأنه مش واثق فيها ودى هتبقى أنيل
نظر فى الأفق البعيد ثم تنهد بحزن معقبا : على أد مانا متغاظ من ياسين على أد مهو صعبان عليا دا لو خسرها يموت دا كان عايش بس على أمل رجوعها دا سفرها دمره خلاه مش طايق البلد باللى فيها هج ورجع أنيل من الأول
تنهد رائف بضيق : عارف ياجاسر للأسف عارف وأكبر دليل حكاية ميرا ولا نسيت
- لأ منستش ربنا يسترها
- انت ركز معاه شويه عشان خطط أمك مش هتوقف لحد هنا أكيد بتحضر لمصيبه تانيه هى وأم قويق اللى سحباها وراها فى كل حته
فأجأبه بضيق : يا جدع الست دى مرض ومقوياها على الأذى
حدثه بمرح : إطلق عليها جابر هيعلقها من شوشتها ههههههه
فأجابه قائلا : دا يتمنى بيتلكك لها أصلا ههههههه
- مادام ضحكت تبقى روقت روح انت بقى ناملك ساعتين وراك يوم طويل
تعجب جاسر متسائلا : وانت إيش عرفك إنى منمتش
فأجابه بهدوء : واضح إن الموضوع واكل عقلك من بالليل روح نام وأنا هقوم أفوق وأشوف اللى ورايا طيرت النوم من عينى الله يسامحك
- هههههه كده طب تصبح على خير
فأجابه ساخرا : صباح الخير يا أخويا
____________
لم يخمد لعظيمه جفن فقد كانت تمنى نفسها بعد ما حدث وتلك الشائعه المسيئه التى جعلت أم الخير تنشرها بين الناس أن تنتهى هذه الزيجه وتتشفى فى فرح ولكن لم يحدث ورغم أنها متأكده من شرف فرح فوالدتها كانت لا غبار عليها ولن تسمح أن تكون إبنتها بلا حياء حتى ولو عاشت فى وسطا مختلفا ولكنها أرادت إفساد ليلتهما وتدمير علاقتهما للأبد لأن فرح مثقفه وعلى وعى كافى فلن تسامح أبدا هذه الإهانه التى تعرضت لها وقريبا ستنفصل لو لم يكن اليوم فالغد وتصبح الساحه خاليه أمام هند مجددا ولم تفكر أن بفرح أو دونها لن يرى ياسين هند سوى أختا فقط ولكن ما جعلها تستشيط غيظا حينما وقفت بجوار باب غرفة ياسين ولم تسمع شيئا وتفاجأت بالأعيره الناريه وصوت الزغاريد فظنت أنه زيف الأمر حتى لا يخسر فرح ولا تستطيع أن تقول شئ فالجميع سيسألها كيف علمت ولن تستطيع القول بأنها من دبرت كل هذا وكانت تتنصت عليهما وما أن سطع نور الصباح حتى أرسلت أم الخير لتوقظهما التى جعلتهما ينتفضا فزعا إثر طرقها الحاد على الباب فأسرع ياسين يفتح الباب وعيناه جمر من النار فوجد أم الخير تقف امامه ببرود فصاح بها غاضبا : جرى إييه الجيامه جامت يا اللى تتحرجى فى جهنم
أجابته ببرود رغم غضبه الجارف : وه ياسيدى وأنى ذنبى إيييه دا جدك بيشيعلك عشان الخلج اللى تحت
صر على أسنانه بغضب فهو يعلم أنه ليس الجد من أرسلها كما أنها تستفزه بلا مبالاتها الحمقاء : خلج إيه يا جدرى
أجابته بسخريه : أهل العروسه وكبارات البلد جايين يباركو على إيه مخبراش
نظر لها بحده : أجولك جايين يباركو على إييه
لوت فمها بضيق : جول ياسيدى
إتسعت عيناه وهو يصيح بها : على جنازتك اللى عطلع دلوك يابت المحروج
ورفع مداسه وهم بإلقائه فى وجهها ولكنها كانت أسرع منه فى الركض فزفر بغضب : أعوذ بالله إيه البلوه دى لأ وعندها ميتن سنه وفيها صحه عيل عنده عشر سنين هم إيه ده اللى فارسنى إن إسمها أم الخير كانو سموها أم النكد أوووف كنت ناقصها أنا
دلف إلى الداخل فوجدها قد تجهزت للنزول فتعجب:إنتى لحقتى غيرتى هدومك
أجابته بهدوء صقيعى : آه عن اذنك
إقتضب حاجبيه متسائلا : على فين؟!
فاجابته بجمود : نازله للضيوف
إقترب منها بهدوء وإبتسم : طب مفيش صباح الخير
أجابته بلامبالاه : صباح الخير
فأمسك يدها وجذبها بهدوء نحوه ونظر فى عينيها : يافرح اعذرينى أنا كنت محاصر ومرات عمى وقفالى عالباب
لوت فمها وهى تجيبه بلا مبلاه : مش مهم
إزداد ضيقه وهو يحدثها بحده : ازاى ده أنا عارف إنك
قاطعته بجديه : أستاذ ياسين إحنا بينا عقد يلزمنى أديلك حقك وقت ما تعوزه وانت بتنفز العقد حتى لو بطريقه غلط فأنا مش من حقى أعترض
نظر لها بذهول غير مصدقا ما تقوله : عقد وحق إيه اللى بتقوليه دا اللى بينا دا جواز مش مشروع بنفذه سوا
عادت للامبالاتها وهى تجيبه : مش فارقه
تنهد بيأس : يافرح ادينى فرصه أوضحلك أنا
قاطعته بحده : خلصنا هتغير وننزل للناس ولا أنزل لوحدى
لم تتحمل كرامته إصرارها على البرود فتجمد وجهه وحبس مشاعره وأصبح باردا مثلها وترك يدها: لأ ثوانى وهغير وننزل سوا

جنون العشاق Where stories live. Discover now