الحلقه السادسة عشر

4.2K 128 10
                                    

إستيقظت فرح تشعر بالنشاط والحيويه ووقفت تفرد ذراعيها بشرفة غرفتها فوجدته يجلس بالحديقه فتهلل وجهها وركضت إلى الأسفل وإصطدمت بياسين فى طريقها فإستغل الأمر وإحتضنها بقوه وإبتعد ينظر لها فوجدها غير مهتمه وتبدو على عجل فسألها : مالك بتجرى كده ليه
أجابته بلا إهتمام: راحه لجابر وسع كده
دفعته سريعا وركضت إلى الأسفل بينما أغلق ياسين قبضته بغضب وحاول أن يهدأ حتى لا يؤذيها
أما عنها فكانت كطفل العيد تُسرع للحاق به
إقتربت بوجه سعيد : صباح الخير
رفع رأسه لها وإبتسم بسخريه: صباح إيه دا إحنا بجينا الضُهر
زوت جانب فمها بضيق فإبتسم لها مشيراً لها برأسه أن تجلس فجلست وهى تتابعه بحماس : بتعمل إيه؟
أجابها وعيناه ترتكز على ما يفعله : عصلح الفيشه
زفر بضيق فسألته عن سبب ضيقه فأجابها بضيق : بت الفرطوس كل ما أصلحها جيهه ألاجى جيهه تانيه خربانه وأدى السلك معيتعشجش مليح يابوووى
عضت على شفتها السفليه كى لا تضحك عليه : يمكن لأن الصوباعين مش أد بعض
نظر لها بإستغراب ثم نظر لما فى يده فتفاجئ بالأمر : وه صوح صوابع الفيشه كيه بجو إكده
تمعن النظر قليلا ثم إبتسم ساخراً: يابووووى دا أنى مكونتش عدخل السلك فيه
ضحكت على ردة فعله ثم وجدته يقول : لافينى الفرفر اللى جارك ديه
نظرت بجوارها فإتسعت عيناها بدهشه فهى لم تره فحملته تُعطيه له وتفاجأت به يُطلق عياراً نارياً فى الهواء ثم وضع السلاح على الأرض مجدداً فقبضت جبينها بتعجب: إيه ده هو إنت لما بتزهق بتضرب نار ف الهوا
إبتسم بسخريه : له بس كان فى دبانه غتيته عتزن جار ودنى زهجتنى روحت طاخخها
إبتلعت ريقها بقلق: دبانه!! على كده لو زهقتك هتطخنى بالمسدس
تصنع الجديه: له إنتى يلزمك بُندجيه الفرفر معيحوجش
شحب وجهها فضحك بقوه : لساتك زغيره وعتخافى طوالى
إبتسمت سائله: هو إنت تعرفنى من زمان
- من لما كنتى زغيره بتجرى وعتعافرى ويا بوكى ف كل حاجه
قضبت جبينها فأوضح قائلا : زمان لما كنتى تُجعدى ويا ياسين كان فى واحد ياجى يغتت عليكو كيه ما ياسين كان يجولها
فغرت فاهها بصدمه : مستحيل إنت الشاب اللى كان بيجى يهزر معايا ويخلى ياسين يشيط ههههههه أنا ساعتها مكنتش فاهمه حاجه بس برتاحلك وهو بقى يزعقلى بسببك وبقيت كل ما أحب أغيظه أسأل عليك كان يقولى دا غتت ملكيش دعوه بيه
- كان عيغار وأنى كنت بغيظه لمن ما يسمعش الكلام خدى بالك بجى وبعدى عنى
- لا ياعم إحنا كبيرنا خلاص ومعتقدش ياسين هيغير منك ولا إيه
- الغيره ملهاش سن وغيرة الصعيدى نار جايده إحذرى منيها
إعتلاها الفضول: طب بمناسبة الغيره بقى عمرك ما غيرت على اللى بالى بالك
غمزته بمكر فقضب جبينه لظنه أنها تتحدث عن أم الخير لكنه رفع حاجبيه بدهشه حين إقتربت منه تهمس : قصدى مراتك التانيه
ضحك بقوه ثم أشار لها بالإقتراب وأجابها بهمس : أجولك سر
أومأت سريعا فقال : مفيش تانيه
إبتعدت تنظر له بتعجب فأدرك أن الشائعات وصلتها فأوضح الأمر لها : دى مرت صاحبى اللى راح ف التار الله يلعن التار وأيامه وعيالها زغار وملهاش حد بشجر عليهم من وجت للتانى وعشان هيا لحالها وأنى راجل غريب بجابل عيالها برات الدار واللى يعوزوه بشيعه وياهم والناس شافونى ما صدجو سيره يحكو فيها مهما خابرين علاجتى بأم الهم اللى جوه
تنهدت بضيق : ناس فاضيه
ثم إبتسمت بمكر : بس بذمتك أم الهم دى مقدرتش ولا مره تخليك تغير أو حتى تحس بيها
أشار لها بالإقتراب مجدداً: عجولك سر
أومأت بسعاده: من لول ما رجلها خطت الدار وبت الفرطوس خلعت جلبى من بين ضلوعى ومرجعتهوش واصل
فغرت فاهها بصدمه فحاول كتم ضحكته عليها : إجفلى خاشمك لدبانه تسهيكى وتدخل ولا حاجه
أغلق فمها سريعا فضحك بقوه على هيئتها وبعد أن هدأ سألته بفضول : أومال ليه بتعاملها وحش كل ما تشوفها ياراجل دا إنت لو نفخت فيها هتولع من غير بنزين
تنهد بحزن : خابره يعنى إيه تعشجى جطه زينه وتطلع كلب بلدى أجرب
ضحكت بقوه حتى أدمعت عيناها وظلت تحاول التوقف وإلتقاط أنفاسها اللاهثه حتى هدأت أما هو فظل يتأملها حتى إنتبهت له : مالك بتبصلى كده ليه
أجابها بنبره حانيه : تعرفى إن ضحتك زينه جوى جوى يافرح
حذرته بمزاح : أوى تقع ف غرامى أحسن ياسين يدبحك آه
ضربها براحة يده بخفه على رأسها فتصنعت الألم وتذمرت كالأطفال بينما أجابها بمرح : ملتجيتش غيرك إنتى يافصعونه يابت دا لو أنى إتجوزت بدرى هبابه جوازه زينه كانو عيالى بجو كدك جال غرامها لهو إنتى فاكره حالك سندريلا إياك وياسين بتاعك عيدبحنى أنى يابت دا أنى سفاح السُطح
تسألت بإستغراب: سفاح إيه؟!! ليه كنت بتدبح الفراخ
أجابها بسخريه : حاجه كيه إكده
فتربعت ونظرت له بحماس لتستمع فحرك رأسه بلا فائده : عجولك يا بتاعة الغرام كت زغير وجعان ونفسى هفتنى على فروج من بتوع أمى كان الله يرحمه بجى مدملك إكده ويملى البطن لمهم جولت لأمى تُجرُطه وتعملنا عليه صحنين ملوخيه هبت فيا كيه باجور الجاز وجالتلى دول بياضه عاوزنى أجطع البيضه اللى بتجينى منيها عشان طفستك دا طلعو عينى وأنا بربيهم ويهديكى يرضيكى له وجال بتجولى أسلجلى بيضتين بجى من فروج لبيضتين جولت يا أنى يا الفروج ف الدار وعنها وزجلته بطوبه دشدشت دماغه
شهقت بصدمه فأومأ لها بتأكيد : أمى لحجته بالسكين جبل ما يفرفر وهى عتسب وتلعن فيى وأبوى لما جه إتشكرها إنها عملتله أكله زينه بعد يوم صعيب حكم كان عيدرس جمح يوميتها وطلعان عينيه ساعتها سَكتت ولا جالتلوش حاجه بس بوى كان يغوى راس الطير يمصمصها ولما ملتجهاش سأل عنيها جالتله إن الجطه لهفتها جالها جولى إنك إنتى اللى كنتى ريداها بعد إكده لما تنتوى تاخديها إعملى جوز خابره إنتى أنى أحبها يا جطتى
إبتسمت بسعاده : واااو دى إدلعت كمان
إبتسم بإشتياق : إيوه أومال أصله كان يحبها جوى وهى كومان الله يرحم الكل بجى كانت أيام هنا من يوم ما رحوا وراحت وياهم الفرحه
حاولت إخراجه من نوبة الحزن التى إجتاحته : بس إزاى مكانش لها أى رد فعل معاك
ضحك ساخراً: مين دى أمى دى كانت عاوزه تحش رجبتى بس أنى طلعت واعى جولتلها على ما تضربينى عيفطس إلحجيه بالسكينه وعنها سابتنى وجرت تجطع رجبته وأنى جولت يا فكيك وإتخبيت لحد ما بوى رجع الدار
ضحكت بقوه : دا إنت كنت فظيع
إقترب قليلا يشير لها بالإقتراب فإقتربت : أجولك سر
أومأت بسعاده : طعم الفروج كان يستاهل
ضحكت بقوه فإبتسم بهدوء : له وأنى الصراحه عجبتنى الحكايه كل مايهفنى الشوج أجولها أُجروطيلنا حاجه لتحصل المرحوم
قضبت جبينها: مرحوم مين
- الفروج
ضحكت أكثر ثم سألته : صحيح راسه راحت فين
إتسعت إبتسامته : هو عادله راس ديه عينيه لزجت ف منجاره وكان مفشفش أصلى نشاجنى جديم كت بتسابج مع العيال مين يجدر يحدف طوب ف نفس الشجره من بعيد
أومأت بتأكيد : لحد مابقيت تصطاد الدبان بالمسدس
ضحك بخفه : عمر نشانى ما خاب وعمر ما ضرب أمى حرجنى كانت لمن تضربنى ببخى عامل مصيبه وتضربنى عشان معيدهاش ومتجولش لأبوى مكنتش هتحمل كف واحد منيه أصله كان عفى وعمر ما إتذليت لمخلوج مين ماكان وعمرى ماجيت على حج مظلوم وجت عويله كيه أم الخير تحرج جلبى وتعتم عيشتى بغباوتها وحجدها
سألته بحرج : طب ليه محاولتش تصلح من اخلاقها
إبتسم بسخريه : يافرح دا طبع والطبع مبيطلعش الا بطلوع الروح واما جدرتش تعدل حالها لحالها يُبجى ممنوش فايده
ثم تنهد بحزن : أنى كنت إنتويت أتجوزها وجولت ياواد إستجر بجى بس إلتجيتها عينة الإبليسه اللى إهنه ولما فضحت نفسها وخلعت بُرجُع الحيا يأست منيها شكيت تكون بتبلينى ببلوة غيرى
إستنشق الهواء وزفره بثُقل : خابره لو مطلعتش بت بنوت كت عملت إيه
نظر لها فوجدها صامته تنتظره ليُكمل فإتسعت عيناه وهو يستكمل بصوت مخيف : كت دبحتها من غير ما يردلى جفن
إرتعدت أوصالها من هيئته المخيفه التى تؤكد لها أنه بالفعل كان سيفعل ذلك فسألته بخوف: ططب طب مهيا ططلعت ببريئه ليه ببهدلتها
إعتدل ليستكمل ما يفعله وأجابها بلا إهتمام:هيا اللى جابته لحالها
- إزاى ده
- عظيمه نصحتها نعمل فرحنا كيف ما عمل ياسين لجل تجبرنى أدخل عليها وأنى كنت ناوى أنسى اللى فات وأبتدى وياها بس تجولى إيه بجى غبيه أنى مرتضتش أستعجل عليها وأبهدلها وعمى الأسيوطى علمنى ممشيش ورا عادات باطله بس هيا بجره
لم تجد ما تخفف عنه به فصمتت تتابع ما يفعله وهى لاتدرى أنها أشعلت فتيل الغيره بقلب ياسين بينما كانت تتابعهما أم الخير من بعيد بقلبٍ يحترق فقد أخبرتها عظيمه أن جابر يعشق فرح ورؤيته له معها يمزحان ويضحكان أكدت لها ذلك

جنون العشاق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن