الفصل الأربعون

Start from the beginning
                                    

مصطفى : لا شئ..فقط سننتظر

على بحدة شديدة : ماذا؟ ..ننتظر ! انها الآن فى خطر داهم

مصطفى بهدوء : اطمئن, لن يؤذوها..يجب أن تثق بى

صرخ علي بحدة : لا تحدثنى عن الثقة وهى هناك وحدها بين أيديهم

اقترب مصطفى من النافذه وازاح الستائر وأعطى لعلي نظارة مكبرة وهو يقول : انظر أمامك

نظر علي من خلال النظارة المكبرة, وعلى ضوء الغروب ظهر بوضوح أمامه مبنى مصحة برجمان
قال مصطفى بهدوء : هل صدقت الآن أننى لم اترككما كما كنت تعتقد؟

قال علي باصرار : يجب أن نخرجها من هناك

مصطفى : اطمئن لن يؤذوها, هناك شئ ما يريدونه منها,يجب أن نعرف ما هو

التفت الى علي وقال بلهجة فيها الكثير من الإهتمام وهو يرفع سبابته ويشير الى رأسه بجوار أذنه مباشرة : شئ ما هنا

اتسعت عينا علي بدهشة كبيرة ومصطفى يكمل : أتذكر الأشعة التى أجرتها بناء على طلب الطبيب؟

بقى علي صامتا ليدع له الفرصة ليكمل : أظهرت صورة الأشعة وجود جسم غريب داخل رأسها بجوار الأذن اليسرى

لم يكن بامكان الأطباء العبث بدماغها ونحن لا نعرف كنه هذا الشئ ولا كيف نخرجه, فربما يؤذيها, هذا رأى المتخصصين الذين شاهدوا صورة الأشعة, كما انه لم يكن من الممكن تعريض العمليه للكشف بخطوة كتلك, لذلك فلقد احتفظنا بنسخة من صورة الأشعة وتركنا الأصل كما هو

علي بدهشة : لكن صورة الأشعة كانت سليمة تماما بشهادة الدكتور عبد الرحيم

قال مصطفى : وهل تظن أنهم بهذه السذاجة ليتركوا الأمر ينكشف, لقد قاموا بتبديل صورة الأشعة قبل أن يغادر مركز الأشعة

شرد علي بعيدا ودق الخوف قلبه وصوت مصطفى يدوى فى أذنيه : كان يجب أن نعيدها الى من أدخل ذلك الشئ فى رأسها, كنا متأكدين من أنهم يريدونه أكثر منا

وكانت الأمور تسير تماما كما خططنا, حتى هربت منهم, كنت أعلم تماما أنهم لن يتركوها, وسيجبرونها على العودة اليهم

ضاقت عينا علي وهو يقول : لهذا اختفيت, ولم تأتى لمقابلتى عندما طلبتك

مصطفى : بل الأكثر من ذلك , كنت أدبر لك خطة لإبعادك عن الأمر لتسير الخطة كما نريد, بدون عقبات ولا مفاجآت

عقد علي حاجبيه بغضب وهو ينظر الى مصطفى الذى قال : تهورك سيفسد كل شئ, يجب أن تهدأ وتفكر فى كلامى بعقل

علي : ماذا لو أخذوا مايريدون , ثم قرروا قتلها , هل ستستطيع انقاذها؟

مصطفى : اطمئن, لن يفعلوا

أكمل بتأكيد عندما وجد الشك مطلا من عينيه : ثق بى

ظل علي يتأمله بصمت والغضب يزداد فى ملامح وجهه ثم قال بعد مدة : عندما تكون وحيدة هناك بينهم فلا مكان لعقل أو تفكير

قال مصطفى : لا تنسى انها كانت بينهم من قبل

مط على شفتيه وضاقت عيناه : وقتها لم تكن زوجتى

شعر مصطفى أن علي سينفجرفى أية لحظة بتصرف ما غير مضمون العواقب, فقال مطمئنا اياه : دع الخطة تسير, وأنا أعدك أن..

قاطعه علي بحدة : لا يمكنك أن تعد بشئ, انها الان بين أيديهم مختطفه, ألا تفهم؟ زوجتى مختطفة رغم ارادتها, لقد كانت خائفة للغاية, كانت تريد فقط العودة الى مصر

اكتست ملامحه بالإصرار وهو يقول بقوة : وأنا وعدتها أن أعيدها الى مصر.....ولن أخلف وعدى

اتجه الى باب الحجرة بخطوات سريعة, لكن مصطفى جذبه من كتفه بقوة, وأمسكه من ملابسه وهو يقول : لن أدعك تفسد الخطة...

لم يكمل مصطفى الجملة, فقد لكمه على لكمة عنيفة غاضبة دفعته للخلف, وأجبرته على ترك ملابسه
اعتدل بسرعة, لكن علي كان قد غادر الحجرة بل الفيلا كلها عدوا وبسرعة كبيرة, وانطلق يجرى فى الطريق متجها نحو المصحة.

يتبع
.................................................. ......

الرجل ذو اللحية السوداء لـ (سامية احمد)Where stories live. Discover now